بدأت المرحلة الأولي من الحروب الصليبية بخطبة البابا
" أوربان الثاني " عام 1095م التي دعا فيها شعوب وملوك وأساقفة أوربا
لاحتلال القدس لحساب المسيحيين والمقدسات المسيحية والاستيلاء علي ثروات بلاد الشام
والعالم الإسلامي كله ، وبدأت الحملات الصليبية علي ضوء هذه الخطبة ، وتم احتلال
القدس عام 1099م ، وكان لمصر الدور الأكبر في إفشال المرحلة الأولي من الحروب
الصليبية ، حين قام القائد العظيم "صلاح الدين الأيوبي" باستردادها في
معركة " حطين " ، وبعد أن استردها الصليبيون ب "معاهدة فريدريك"
من السلطان "الكامل الأيوبي" الذي قبل التنازل عن القدس حتي لا ينازعوه
في عرش مصر ، استردها السلطان "الصالح الأيوبي" سلطان مصر مرة أخري ،
وبعد أن وقعت القدس في يد التتار " المغول" استردتها منهم مصر أيضا
بقيادة "سيف الدين قطز" و " الظاهر بيبرس " في معركة "
عين جالوت " التاريخية ، ثم واصل القائد "الظاهر بيبرس" معاركه
البطولية في استرداد باقي الممالك والإمارات التي أنشأها الصليبيون مثل أنطاكية
والرها وغيرهما ، وهكذا كانت مصر هي صمام الأمان للعالم الإسلامي كله ، حيث تمكنت
من طرد الصليبيين واحتفظت بالقدس وباقي أرض الإسلام طوال الألف عام الماضية .
وأزعم أن المرحلة الثانية من الحروب الصليبية بدأت عندما
أصدر الصحفي اليهودي المجري المقيم بالنمسا " تيودور هرتزل " كتابه
" الدولة اليهودية " الذي دعا
فيه إلي إنشاء وطن قومي لليهود عام 1895م ، تلك الدعوة التي أعقبها عقد المؤتمر
الأول للصهيونية العالمية عام 1897م ، حيث وجد هذا الطلب تأييدا واسعا من
المسيحيين رغم الخلافات التي بينهم وبين اليهود ، وكان أكثر المسيحيين دعما هم
الشعب البريطاني والشعب الأمريكي وحكومتيهما ، فقد رأينا كيف أعطت بريطاني وعد
" بلفور " لليهود بإنشاء وطني قومي لهم علي أرض فلسطين ، وكيف قاموا
بتسليم فلسطين لهم ، ورأينا كيف اعترفت أمريكا بعد احدي عشرة دقيقة فقط بدولة
إسرائيل بعد إعلان قيامها عام 1948م .
ولاشك أن - تغيير خريطة الطريق التي وضعها البابا
"أوربان الثاني" بحيث يصبح الهدف من احتلال القدس هو إنشاء وطن قومي
لليهود بدلا من احتلالها لحساب المسيحيين ومقدساتهم – يحتاج إلي تفسير ، وباختصار
يرجع السبب في هذا التعديل إلي أن الأغلبية الدينية في بريطانيا وأمريكا من طائفة
البروتستانت ، وهي الطائفة التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي علي يد رجل
الدين وأستاذ اللاهوت " مارتن لوثر " الذي هاجم ممارسات الكنيسة الكاثوليكية
وعقائدها الفاسدة مثل " صكوك الغفران " واستيلاء الكنيسة علي الأراضي
وتدخلها في شئون الحكم ومحاربتها للعلم والعلماء والفكر والثقافة علي وجه العموم ،
وقد حدثت صراعات وسقطت أعداد كبيرة من الضحايا نتيجة انتشار أفكار مارتن لوثر ،
ونشأ عن هذا الصراع ظهور المذهب البروتستانتي والذي يؤمن أتباعه بما يسمي بعقيدة
الحكم الألفي للمسيح عليه السلام في آخر الزمان .
فالبروتستانت يؤمنون بعودة اليهود إلي فلسطين في نهاية
الزمان وإعادة بناء هيكل سليمان علي حطام المسجد الأقصى ، ويؤمنون بأن إسرائيل سوف
تتعرض للعدوان من الشعوب المحيطة بها في حرب نهاية الزمان التي يطلقون عليها
" هرمجدون " ، ويؤمنون بأن المسيح عليه السلام سوف ينزل آخر الزمان
لإنقاذ بني إسرائيل وتحقيق النصر لهم علي هذه الشعوب ، ثم يحكم المسيح عليه السلام
العالم كله ألف عام حكما فعليا زمنيا يسود فيه الاستقرار والخير والرفاهية ، وعلي
ضوء عقيدة الحكم الألفي للمسيح سالفة الذكر أيد ودعم المسيحيون البروتستانت تأسيس
دولة إسرائيل والدفاع عنها والحفاظ عليها ، وجدير بالذكر أن كافة رؤساء أمريكا منذ
أن اتحدت ولاياتها من الطائفة البروتستانتية عدا الرئيس " جون كينيدي "
والذي كان كاثوليكيا ، وقتل قبل أن يستكمل مدة رئاسته .
والحقيقة أن الحكومات الأمريكية لم تدعم إسرائيل إلا
لتحقيق مآرب أخري هي استمرار هيمنتها علي منطقة الشرق الأوسط بثرواتها وخيراتها ،
أما الإدعاء بأنهم يدعمون إسرائيل حتي يهيئوا الزمان والمكان لنزول المسيح عليه
السلام فليس إلا غطاء ديني لتبرير حروبهم وجرائمهم في حق الشعوب الإسلامية جميعها
.
لقد ترجمت لكم خطاب الرئيس الأمريكي السابق " جورج
بوش " أمام الكنيست الإسرائيلي والمنشور في فيديو علي موقع " يوتيوب
" ، ومنشور كتابة علي موقع " البيت الأبيض بتاريخ 15/5/2008م " تحت
عنوان " President Bush Addresses Members of the Knesset ، ذلك الخطاب الذي يكشف فيه " بوش " عن
خطة مستقبلية ستينية يتم تنفيذها خلال الستين عام القادمة لإعادة رسم وتشكيل منطقة
الشرق الأوسط علي نحو يحق الأمن والسلام الدائم لإسرائيل ويجعلها سيدة المنطقة
لتنحني لها كافة الرؤوس المسلمة حكاما وشعوبا .
خطاب الرئيس الأمريكي بوش سوف يفسر لك أخي القارئ كثيرا
من الأحداث التي تدور رحاها في كل مكان علي أرض الإسلام ، سوف يفسر لك لماذا
الحروب الدائرة الآن في سوريا والعراق وليبيا ، سوف تفسر لك لماذا وقع الانقلاب في
مصر ، ولماذا أوشك أن يقع انقلاب في تركيا ، ولماذا تقوم الأنظمة المستبدة بمقاطعة
قطر وتعادي تركيا من قبل .
قال الرئيس " بوش " في خطابه أمام الكنيست
الإسرائيلي :
الرئيس بيريز ، السيد رئيس الوزراء ، سيدتي الرئيسة
، شكرا جزيلا لاستضافتكم هذه الجلسة الاستثنائية ، الرئيس بينيش ، السيد نتنياهو زعيم
المعارضة ، الوزراء وأعضاء الكنيست ، الضيوف الموقرين : شالوم ، لورا وأنا نرتعش
من السعادة لعودتنا لإسرائيل ، لقد تأثرنا بعمق باحتفالات اليومين الماضيين ، وبعد
ظهر هذا اليوم ، يشرفني أن أقف أمام إحدى التجمعات الديمقراطية الكبرى في العالم ،
وأن أتقدم برغبات الشعب الأمريكي بهذه الكلمات : يوم "هاياتسموت ساماتش"
- Yom Ha'atzmaut Sameach – ( وهو يوم إعلان استقلال إسرائيل عام 1948م ).
إنها ميزة نادرة للرئيس الأمريكي
أن يتحدث مع الكنيست ، فقد أخبرني رئيس الوزراء أنه من النادر للغاية أن يتحدث شخص
في قاعة الكنيست منفردا في وقت واحد ، إن أسفي
الوحيد هو أن أحد أكبر قادة إسرائيل ليس هنا لمشاركتنا هذه اللحظة ، إنه محارب كل
العصور ، إنه رجل السلام ، إنه الصديق ، صلوات الشعب الأمريكي مع أرييل شارون .
نجتمع اليوم لنحتفل بمناسبة شديدة الأهمية ،
إنها إعلان "ديفيد بن جوريون" - من تل أبيب - استقلال إسرائيل قبل ستين عاما
مستندا إلى الحق الطبيعي للشعب اليهودي في تحديد مصيره ، وما تبع ذلك كان أكثر من إنشاء
بلد جديد ، لقد كان هذا إنجازا للوعد القديم الذي أُعطي لإبراهيم وموسى وداود - وطن
للشعب المختار " أرض إسرائيل ".
وبعد احدي عشر دقيقة من إعلان استقلال
إسرائيل وبأوامر من الرئيس هاري ترومان ، كانت الولايات المتحدة الأمريكية فخورة بأن
تكون أول دولة تعترف باستقلال إسرائيل ، وفي هذا العيد السنوي تفخر أمريكا بأنها أقرب حليف لإسرائيل وأفضل صديق
لها في العالم .
إن التحالف بين حكومتينا غير قابل للكسر ، لأن
مصدر صداقتنا أعمق من أي معاهدة ، فهي ترتكز على الروح المشتركة لشعبينا ، وروابط الكتاب
، وروابط الروح ، عندما نزل "وليام برادفورد" من سفينة المهاجرين من
انجلترا إلي أمريكا عام 1620م قال كلمات أرميا : " تعالوا دعونا نعلن من صهيون
كلمة الله " ، إن مؤسسي بلدي شاهدوا أرضا جديدة وُعدوا بها ، فأطلقوا علي
مدنهم الجديدة أسماء مثل بيت لحم وكنعان الجديدة ، وفي الوقت المحدد ، أصبح السواد
الأعظم من الأمريكيين دعاة متعاطفين مع إنشاء دولة يهودية.
قرون من المعاناة والتضحية مرت قبل أن يتم الوفاء
بالحلم ، لقد عانى الشعب اليهودي من عذاب المذابح ومأساة الحرب الكبرى ورعب المحرقة
، وهو ما دعا " إيلي ويزل" إلي أن يطلق عليها "مملكة الليل".
الرجال المجردون من الإنسانية أخذوا الأرواح
، وفككوا الأُسر ، لكنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من روح الشعب اليهودي ، ولم يستطيعوا
كسر وعد الله ، عندما وصلت أخبار تحرر إسرائيل أخيرا ، فإن "جولدا مائير
" المرأة التي لا تعرف الخوف نهضت في "ويسكونسن" ، واستجمعت
شجاعتها ، بعد أن ذرفت بعض الدموع ، وقالت : " لمدة ألفي سنة انتظرنا خلاصنا ،
وها هو خلاصنا قد تحقق ، وإنه لأمر عظيم ورائع لا يمكن أن تعبر عنه الكلمات البشرية
".
لقد خففت فرحة الاستقلال من ويلات المعركة التي
استمرت لمدة ستة عقود ، فعلى الرغم من العنف ، وفي تحد للتهديدات ، قامت إسرائيل ببناء
ديمقراطية مزدهرة في قلب الأرض المقدسة ، و رحبت بالمهاجرين من زوايا الأرض الأربعة
، لقد قمتم بتأسيس مجتمع حر حديث قائم على حب الحرية ، وشغوف بالعدالة ، واحترام كرامة
الإنسان ، لقد عملتم بلا كلل من أجل السلام ، وقاتلتم ببراعة من أجل الحرية.
إن إعجاب بلدي بإسرائيل لا ينتهي هناك ، عندما
ينظر الأمريكيون إلى إسرائيل ، نرى روح رائدة حققت معجزة زراعية ، وتقود الآن ثورة
تكنولوجيا فائقة ، و نرى الجامعات المصنفة عالميا ، ونري دولة رائدة عالميا في مجال
الأعمال التجارية والابتكار والفنون ، ونرى ثروة أكثر قيمة من النفط أو الذهب ،
إنها موهبة وتصميم شعب حر يرفض السماح لأي عقبة أن تقف في طريق مصيره .
لقد كنت محظوظا لرؤية شخصية إسرائيل عن قرب
، لقد لمست الجدار الغربي ، رأيت الشمس تنعكس في بحر الجليل ، لقد صليت في "ياد
فاشيم" ( النصب التذكاري الرسمي لضحايا المحرقة النازية ) ، وفي وقت سابق اليوم
، قمت بزيارة "ماسادا" - نصب ملهم للشجاعة والتضحية - ( حطام قصر بناه
هيرودس العظيم في القرن الأول للميلاد علي الشاطئ الجنوبي الغربي للبحر الميت ) ، وفي
هذا الموقع التاريخي يُقسم الجنود الإسرائيليون اليمين الدستورية : " ماسادا
لن تسقط مرة أخرى " ، مواطنو إسرائيل : " ماسادا لن تسقط مرة أخرى ، وأمريكا
ستكون في الجانب الخاص بك ".
وهذه الذكرى السنوية هي فرصة للتأمل في
الماضي ، كما أنها فرصة للنظر إلى المستقبل ونحن نمضي قدما ، تحالفنا سوف يسير وفق
مبادئ واضحة وقناعات مشتركة متجذرة في الصفاء الأخلاقي تأخذ في الاعتبار استطلاعات
الرأي الشعبي المتغيرة للنخب الدولية .
ونحن نعتقد في القيمة منقطعة النظير لكل رجل
وامرأة وطفل ، لذلك نحن نصر على أن شعب إسرائيل له الحق في الحياة الطبيعية
الكريمة الآمنة تماما مثل مواطني كل دولة أخرى .
ونعتقد أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد لضمان
حقوق الإنسان ، لذلك نعتبر أن من دواعي العار أن تمرر الأمم المتحدة بصورة روتينية
المزيد من قرارات حقوق الإنسان ضد الديمقراطية الحرة " إسرائيل " في الشرق
الأوسط أكثر من أي دولة أخرى في العالم .
ونعتقد أن الحرية الدينية شيء أساسي لأي مجتمع
متحضر ، لذلك نحن ندين معاداة السامية بكافة أشكالها - سواء من قبل هؤلاء الذين يتساءلون
بشكل واضح عن حق إسرائيل في الوجود ، أو من قبل أولئك الذين يعذرونهم بهدوء.
ونعتقد أن الشعوب الحرة ينبغي أن تسعي وتضحي
من أجل السلام ، لذلك فنحن نُشيد بالخيارات الشجاعة التي اتخذها قادة إسرائيل ، ونعتقد
أيضا أن للدول الحق في الدفاع عن نفسها ، وأنه لا ينبغي أن تُجبر أي دولة على التفاوض
مع القتلة الذين يتعهدون بتدميرها .
ونعتقد أن استهداف الأرواح البريئة لتحقيق أهداف
سياسية هو خطأ دائما وفي كل مكان ، لذلك نقف معاً ضد الإرهاب والتطرف ، ولن نتخلي
عن حذرنا أو نفقد عزمنا .
إن مكافحة الإرهاب والتطرف هو التحدي الواضح
والمحدد في عصرنا ، إنه أكبر من مجرد صدام مسلح ، إنه صراع بين الرؤى ، صراع أيديولوجي
عظيم ، فعلي أحد الجانبين يقف هؤلاء الذين يدافعون عن مُثل كالعدالة والكرامة معتمدين
علي قوة المنطق والحق ، وعلي الجانب الآخر يقف أولئك الذين يتبنون رؤية ضيقة تسعي
للسيطرة من خلال ارتكاب القتل ، والتحريض على الخوف ، ونشر الأكاذيب .
هذا الكفاح تم شنه بتكنولوجيا القرن الحادي
والعشرين ، ولكن هو في جوهره قديم ، إنه
الصراع بين الخير والشر . ويدعي القتلة عباءة الإسلام ، لكنهم ليسوا رجالا متدينين
، إذ لا يمكن لأي شخص يصلي لإله إبراهيم أن يطوق طفل برئ بسترة انتحارية ، أو يفجر
ضيوف أبرياء في الليلة الأولي من عيد الفصح ، أو يطير الطائرات في مباني حكومية مليئة
بالعمال الآمنين الذين لا يتوقعون الخطر ، إن الرجال الذين يقومون بهذه الأعمال الوحشية
لا يحققون هدفا أعلى من رغبتهم في السلطة ، إنهم لا يقبلون أي إله غير أنفسهم ، وهم
يحتفظون بكراهية خاصة لأشد المدافعين عن الحرية ومن بينهم الأمريكيون والإسرائيليون
، وهذا هو السبب في أن الميثاق المؤسس لحماس يدعو إلى القضاء على إسرائيل ، وهو
أيضا السبب في أن أتباع حزب الله يهتفون " الموت لإسرائيل - الموت لأمريكا "
، والسبب في أن أسامة بن لادن يُعلم أتباعه أن " قتل اليهود والأمريكيين هو من
أكبر الواجبات "، وهو السبب في أن رئيس إيران يحلم بعودة الشرق الأوسط للعصور
الوسطى ويدعو إلي محو إسرائيل من الخريطة .
بعض الناس الأخيار الكرماء لا يستطيعون سبر
أغوار الظلام في هؤلاء الرجال ويحاولون شرح كلماتهم ، إنه أمر طبيعي لكنه في نفس
الوقت خطأ قاتل ، ونحن وبوصفنا شهودا على الشر
في الماضي ، نتحمل مسؤولية جسيمة عن أخذ هذه الكلمات بجدية ، وقد رأى اليهود والأمريكيون
عواقب تجاهل كلمات القادة الذين تبنوا أيديولوجية الكراهية ، وهذا خطأ يجب ألا يكرره
العالم في القرن الحادي والعشرين .
يبدو أن البعض يعتقد أننا يمكن أن نتفاوض مع
الإرهابيين والمتطرفين ، معتقدين أن بعض الحجج البارعة يمكن أن تقنعهم بأنهم خاطئون
طوال الوقت ، لقد سمعنا هذا الوهم الأحمق من قبل عندما عبرت الدبابات النازية إلى بولندا
عام 1939 ، ساعتها قال عضو مجلس شيوخ أمريكي : " يا رب ، لو كنت قد تحدثت فقط
مع هتلر ، لأمكننا تجنب كل هذا " ، إن علينا التزاما أن نصف هذا الاعتقاد
بوصفه الصحيح ، إنه الراحة الوهمية التي يتم الوصول إليها بترضية النفس والتي أثبت
التاريخ عدم الثقة فيها مرارا وتكرارا .
بعض الناس يقولون إذا قطعت الولايات المتحدة
علاقاتها مع إسرائيل ، فإن كل مشاكل الشرق الأوسط سوف تُحل ، هذه حجة واهية
يستخدمها أعداء السلام للدعاية وأمريكا ترفضها تماما .
قد يزيد عدد سكان إسرائيل عن سبعة ملايين نسمة
بقليل ، ولكن عندما تواجهون الإرهاب والشر فأنتم ثلاثمائة وسبعة ملايين رجل من
أولي القوة ، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف معكم .
تقف أميركا معكم بتدمير الشبكات الإرهابية وحرمان
المتطرفين من المأوي ، تقف أميركا معكم بمعارضة صارمة لطموحات إيران في امتلاك
الأسلحة النووية ، إن السماح لرعاة الإرهاب في العالم بحيازة الأسلحة الفتاكة خيانة
لا تغتفر للأجيال المقبلة ، ومن أجل السلام يجب ألا يسمح العالم لإيران بامتلاك السلاح
النووي .
وفي نهاية المطاف ، لكي ننتصر في هذا الكفاح
يجب أن نقدم بديلا عن أيديولوجية المتطرفين
من خلال توسيع رؤيتنا للعدالة والتسامح والحرية والأمل ، هذه القيم تمثل حقا بديهيا
لجميع الناس من جميع الأديان وفي جميع أنحاء العالم لأنها هدية من الله سبحانه وتعالى
، وتأمين هذه الحقوق هو أيضا أضمن طريقة لتأمين السلام .
فالقادة المسئولون أمام شعبهم لن يسعوا إلى مواجهات
لا نهاية لها وإراقة دماء ، والشباب الذين لديهم مكان في مجتمعهم وصوت في مستقبلهم
أقل عرضة للبحث عن معنى في التطرف ، فالمجتمعات التي يستطيع المواطنون فيها التعبير
عما يجول بضمائرهم ويستطيعون عبادة إلههم لن يُصدروا العنف للعالم ، بل سيكونون شركاء
في سلام .
إنه مبدأ أساسي : " الحرية تُثمر
السلام " ، وهو الدرس العظيم الذي تعلمناه في القرن العشرين ، ويجب أن نطبقه
في القرن الحادي والعشرين ، ولا يوجد مكان
في العالم يحتاج إلي تطبيق هذا المبدأ بشكل عاجل مثل الشرق الأوسط ، علينا أن نقف مع
الإصلاحيين الذين يعملون على كسر الأنماط القديمة للاستبداد واليأس ، يجب أن نعطي صوتا
لملايين من الناس العاديين الذين يحلمون بحياة أفضل في مجتمع حر . وعلينا أن نواجه
مذهب النسبية الأخلاقية الذي يرى أن جميع أشكال الحكومات مقبولة على قدم المساواة ،
وبهذه الطريقة أرسل كل المجتمعات إلي الرق ، وقبل كل ذلك يجب أن نكون على ثقة بقيمنا
وأنفسنا وأن نسعي بثقة لتوسيع فضاء الحرية باعتبارها الطريق المؤدي إلي المستقبل الآمن
.
هذا المستقبل سوف يكون رحيلا دراماتيكيا
للشرق الأوسط الذي نعرفه اليوم ، ولأننا نحتفل بمرور ستين عاما علي تأسيس إسرائيل ،
فلنحاول أن نضع تصورا للمنطقة بعد 60 عاما من الآن ، هذا التصور لن نصل له بسهولة أو
بين عشية وضحاها ، وسوف يُواجه بمقاومة عنيفة ، ولكن إذا حافظنا نحن ورؤساء المستقبل وأعضاء الكنيست القادمين على عزمنا وإيماننا
بمثلنا ، فهذا هو الشرق الأوسط الذي سوف نراه
:
- إسرائيل سوف تحتفل بالذكرى المائة
والعشرين باعتبارها واحدة من أعظم الديمقراطيات في العالم ، وهي وطن آمن ومزدهر للشعب
اليهودي ، والشعب الفلسطيني سوف يحظى بالوطن الذي يحلم به ويستحقه منذ فترة طويلة
- دولة ديمقراطية يحكمها القانون وتحترم حقوق الإنسان وترفض الإرهاب .
- ومن القاهرة إلى الرياض إلى بغداد إلي بيروت
، سيعيش الناس في مجتمعات حرة ومستقلة ، حيث تعزز الرغبة في السلام بعلاقات الدبلوماسية والسياحة والتجارة .
- إيران وسوريا ستكونان دولتين سلميتين ، حيث
الناس أحرار في التعبير عن أفكارهم وتطوير مواهبهم التي منحها الله لهم وساعتها
سيكون اضطهاد اليوم ذكري من ذكريات الماضي البعيد ، وستُهزم القاعدة وحزب الله وحماس
، حيث سيعترف المسلمون في جميع أنحاء المنطقة بحماقة رؤية الإرهابيين وعدم عدالة قضيتهم
.
- وبوجه عام ستتميز منطقة الشرق الأوسط بفترة
جديدة من التسامح والتكامل ، وهذا لا يعني أن إسرائيل وجيرانها سيكونون أفضل أصدقاء
، وإنما يعني أن قادة المنطقة عندما يتحدثون إلى شعوبهم ، سيركزون طاقاتهم على المدارس
والوظائف وليس على الهجمات الصاروخية والتفجيرات الانتحارية ، وبهذا التغيير سينفتح
لإسرائيل فصل جديد من الأمل يمكن فيه لشعب إسرائيل أن يعيش فيه حياة طبيعية ، وبذلك
يتحقق حلم "هرتزل" ومؤسسي عام 1948 بشكل كامل ونهائي .
هذه رؤية جريئة وسوف يقول البعض أنه لا يمكن
تحقيقها أبدا ، ولكن إذا تأملنا ما شاهدناه وشهدنا به عندما كانت أوروبا تدمر نفسها
من خلال حرب شاملة وإبادة جماعية ، كان من الصعب أن نتصور تحولها بعد ستة عقود فقط
إلي قارة حرة تعيش في سلام ، وعندما كان الطيارون اليابانيون يقومون بعمليات انتحارية
ضد سفن حربية أمريكية ، بدا من المستحيل أن تكون اليابان بعد ستة عقود ديمقراطية ،
ومفتاحا للأمن في آسيا ، وأحد أصدقاء أمريكا المقربين ، وعندما وصلت موجات من اللاجئين
اليهود إلى هنا في الصحراء ليس معهم شيء ومحاطون بجيوش معادية ، كان من غير الممكن
تصور أن تنمو إسرائيل لتصبح واحدة من أكثر الدول أمنا وأكثرها نجاحا على وجه الأرض
، كل هذه التحولات حدثت ، ومستقبل التحول في الشرق الأوسط ممكن طالما أن جيلا جديدا
من القادة لديه الشجاعة لهزيمة أعداء الحرية واتخاذ الخيارات الصعبة اللازمة للسلام
، والوقوف بثبات على صخرة القيم العالمية الثابتة .
قبل ستين عاما ، عشية استقلال إسرائيل ، توقف
آخر الجنود البريطانيين الذين يغادرون القدس في مبنى في الحي اليهودي في البلدة القديمة
، وشاهد أحد الضباط وهو يطرق الباب ليلتقي بأحد كبار الحاخامات ، قدم الضابط
للحاخام قضيب حديدي قصير - مفتاح بوابة صهيون - وقال إنها المرة الأولى منذ ثمانية
عشر قرنا التي يوكل فيها أحد بوابات القدس لواحد من اليهود - ويديه يرتجف ، قدم الحاخام
صلاة الشكر لله الذي منحنا الحياة وسمح لنا بالوصول إلى هذا اليوم ، ثم انتقل إلى الضابط
، وكتب الكلمات التي ينتظرها اليهود منذ فترة طويلة :
" أقبل هذا المفتاح باسم شعبي ".
President
Bush Addresses Members of the Knesset
The
Knesset
Jerusalem
Video
Presidential Remarks
Audio
Photos
En Español
In Focus: Middle East Trip
2:55 P.M. (Local) THE PRESIDENT: President
Peres and Mr. Prime Minister, Madam Speaker, thank very much for hosting this
special session. President Beinish, Leader of the Opposition Netanyahu,
Ministers, members of the Knesset, distinguished guests: Shalom. Laura and I
are thrilled to be back in Israel. We have been deeply moved by the
celebrations of the past two days. And this afternoon, I am honored to stand
before one of the world's great democratic assemblies and convey the wishes of
the American people with these words: Yom Ha'atzmaut Sameach. (Applause.)
It is a
rare privilege for the American President to speak to the Knesset. (Laughter.)
Although the Prime Minister told me there is something even rarer -- to have
just one person in this chamber speaking at a time. (Laughter.) My only regret
is that one of Israel's greatest leaders is not here to share this moment. He
is a warrior for the ages, a man of peace, a friend. The prayers of the
American people are with Ariel Sharon. (Applause.)
We
gather to mark a momentous occasion. Sixty years ago in Tel Aviv, David
Ben-Gurion proclaimed Israel's independence, founded on the "natural right
of the Jewish people to be masters of their own fate." What followed was more
than the establishment of a new country. It was the redemption of an ancient
promise given to Abraham and Moses and David -- a homeland for the chosen
people Eretz Yisrael.
Eleven
minutes later, on the orders of President Harry Truman, the United States was
proud to be the first nation to recognize Israel's independence. And on this
landmark anniversary, America is proud to be Israel's closest ally and best
friend in the world.
The
alliance between our governments is unbreakable, yet the source of our
friendship runs deeper than any treaty. It is grounded in the shared spirit of
our people, the bonds of the Book, the ties of the soul. When William Bradford
stepped off the Mayflower in 1620, he quoted the words of Jeremiah: "Come
let us declare in Zion the word of God." The founders of my country saw a
new promised land and bestowed upon their towns names like Bethlehem and New
Canaan. And in time, many Americans became passionate advocates for a Jewish
state.
Centuries
of suffering and sacrifice would pass before the dream was fulfilled. The
Jewish people endured the agony of the pogroms, the tragedy of the Great War,
and the horror of the Holocaust -- what Elie Wiesel called "the kingdom of
the night." Soulless men took away lives and broke apart families. Yet
they could not take away the spirit of the Jewish people, and they could not
break the promise of God. (Applause.) When news of Israel's freedom finally
arrived, Golda Meir, a fearless woman raised in Wisconsin, could summon only
tears. She later said: "For two thousand years we have waited for our
deliverance. Now that it is here it is so great and wonderful that it surpasses
human words."
The joy
of independence was tempered by the outbreak of battle, a struggle that has
continued for six decades. Yet in spite of the violence, in defiance of the
threats, Israel has built a thriving democracy in the heart of the Holy Land.
You have welcomed immigrants from the four corners of the Earth. You have
forged a free and modern society based on the love of liberty, a passion for
justice, and a respect for human dignity. You have worked tirelessly for peace.
You have fought valiantly for freedom.
My
country's admiration for Israel does not end there. When Americans look at
Israel, we see a pioneer spirit that worked an agricultural miracle and now
leads a high-tech revolution. We see world-class universities and a global
leader in business and innovation and the arts. We see a resource more valuable
than oil or gold: the talent and determination of a free people who refuse to
let any obstacle stand in the way of their destiny.
I have
been fortunate to see the character of Israel up close. I have touched the
Western Wall, seen the sun reflected in the Sea of Galilee, I have prayed at
Yad Vashem. And earlier today, I visited Masada, an inspiring monument to
courage and sacrifice. At this historic site, Israeli soldiers swear an oath:
"Masada shall never fall again." Citizens of Israel: Masada shall
never fall again, and America will be at your side.
This anniversary
is a time to reflect on the past. It's also an opportunity to look to the
future. As we go forward, our alliance will be guided by clear principles --
shared convictions rooted in moral clarity and unswayed by popularity polls or
the shifting opinions of international elites.
We
believe in the matchless value of every man, woman, and child. So we insist
that the people of Israel have the right to a decent, normal, and peaceful
life, just like the citizens of every other nation. (Applause.)
We believe
that democracy is the only way to ensure human rights. So we consider it a
source of shame that the United Nations routinely passes more human rights
resolutions against the freest democracy in the Middle East than any other
nation in the world. (Applause.)
We
believe that religious liberty is fundamental to a civilized society. So we
condemn anti-Semitism in all forms -- whether by those who openly question
Israel's right to exist, or by others who quietly excuse them.
We
believe that free people should strive and sacrifice for peace. So we applaud
the courageous choices Israeli's leaders have made. We also believe that
nations have a right to defend themselves and that no nation should ever be
forced to negotiate with killers pledged to its destruction. (Applause.)
We
believe that targeting innocent lives to achieve political objectives is always
and everywhere wrong. So we stand together against terror and extremism, and we
will never let down our guard or lose our resolve. (Applause.)
The fight
against terror and extremism is the defining challenge of our time. It is more
than a clash of arms. It is a clash of visions, a great ideological struggle.
On the one side are those who defend the ideals of justice and dignity with the
power of reason and truth. On the other side are those who pursue a narrow
vision of cruelty and control by committing murder, inciting fear, and
spreading lies.
This
struggle is waged with the technology of the 21st century, but at its core it
is an ancient battle between good and evil. The killers claim the mantle of
Islam, but they are not religious men. No one who prays to the God of Abraham
could strap a suicide vest to an innocent child, or blow up guiltless guests at
a Passover Seder, or fly planes into office buildings filled with unsuspecting
workers. In truth, the men who carry out these savage acts serve no higher goal
than their own desire for power. They accept no God before themselves. And they
reserve a special hatred for the most ardent defenders of liberty, including
Americans and Israelis.
And that
is why the founding charter of Hamas calls for the "elimination" of
Israel. And that is why the followers of Hezbollah chant "Death to Israel,
Death to America!" That is why Osama bin Laden teaches that "the
killing of Jews and Americans is one of the biggest duties." And that is
why the President of Iran dreams of returning the Middle East to the Middle
Ages and calls for Israel to be wiped off the map.
There
are good and decent people who cannot fathom the darkness in these men and try
to explain away their words. It's natural, but it is deadly wrong. As witnesses
to evil in the past, we carry a solemn responsibility to take these words
seriously. Jews and Americans have seen the consequences of disregarding the
words of leaders who espouse hatred. And that is a mistake the world must not
repeat in the 21st century.
Some
seem to believe that we should negotiate with the terrorists and radicals, as
if some ingenious argument will persuade them they have been wrong all along.
We have heard this foolish delusion before. As Nazi tanks crossed into Poland
in 1939, an American senator declared: "Lord, if I could only have talked
to Hitler, all this might have been avoided." We have an obligation to call
this what it is -- the false comfort of appeasement, which has been repeatedly
discredited by history. (Applause.)
Some
people suggest if the United States would just break ties with Israel, all our
problems in the Middle East would go away. This is a tired argument that buys
into the propaganda of the enemies of peace, and America utterly rejects it.
Israel's population may be just over 7 million. But when you confront terror
and evil, you are 307 million strong, because the United States of America
stands with you. (Applause.)
America
stands with you in breaking up terrorist networks and denying the extremists
sanctuary. America stands with you in firmly opposing Iran's nuclear weapons
ambitions. Permitting the world's leading sponsor of terror to possess the world's
deadliest weapons would be an unforgivable betrayal for future generations. For
the sake of peace, the world must not allow Iran to have a nuclear weapon.
(Applause.)
Ultimately,
to prevail in this struggle, we must offer an alternative to the ideology of
the extremists by extending our vision of justice and tolerance and freedom and
hope. These values are the self-evident right of all people, of all religions,
in all the world because they are a gift from the Almighty God. Securing these
rights is also the surest way to secure peace. Leaders who are accountable to
their people will not pursue endless confrontation and bloodshed. Young people
with a place in their society and a voice in their future are less likely to
search for meaning in radicalism. Societies where citizens can express their
conscience and worship their God will not export violence, they will be
partners in peace.
The
fundamental insight, that freedom yields peace, is the great lesson of the 20th
century. Now our task is to apply it to the 21st. Nowhere is this work more
urgent than here in the Middle East. We must stand with the reformers working
to break the old patterns of tyranny and despair. We must give voice to
millions of ordinary people who dream of a better life in a free society. We
must confront the moral relativism that views all forms of government as
equally acceptable and thereby consigns whole societies to slavery. Above all,
we must have faith in our values and ourselves and confidently pursue the
expansion of liberty as the path to a peaceful future.
That
future will be a dramatic departure from the Middle East of today. So as we
mark 60 years from Israel's founding, let us try to envision the region 60
years from now. This vision is not going to arrive easily or overnight; it will
encounter violent resistance. But if we and future Presidents and future
Knessets maintain our resolve and have faith in our ideals, here is the Middle
East that we can see:
Israel
will be celebrating the 120th anniversary as one of the world's great
democracies, a secure and flourishing homeland for the Jewish people. The
Palestinian people will have the homeland they have long dreamed of and
deserved -- a democratic state that is governed by law, and respects human
rights, and rejects terror. From Cairo to Riyadh to Baghdad and Beirut, people
will live in free and independent societies, where a desire for peace is
reinforced by ties of diplomacy and tourism and trade. Iran and Syria will be
peaceful nations, with today's oppression a distant memory and where people are
free to speak their minds and develop their God-given talents. Al Qaeda and
Hezbollah and Hamas will be defeated, as Muslims across the region recognize
the emptiness of the terrorists' vision and the injustice of their cause.
Overall,
the Middle East will be characterized by a new period of tolerance and
integration. And this doesn't mean that Israel and its neighbors will be best
of friends. But when leaders across the region answer to their people, they
will focus their energies on schools and jobs, not on rocket attacks and
suicide bombings. With this change, Israel will open a new hopeful chapter in
which its people can live a normal life, and the dream of Herzl and the
founders of 1948 can be fully and finally realized.
This is
a bold vision, and some will say it can never be achieved. But think about what
we have witnessed in our own time. When Europe was destroying itself through
total war and genocide, it was difficult to envision a continent that six
decades later would be free and at peace. When Japanese pilots were flying
suicide missions into American battleships, it seemed impossible that six
decades later Japan would be a democracy, a lynchpin of security in Asia, and
one of America's closest friends. And when waves of refugees arrived here in
the desert with nothing, surrounded by hostile armies, it was almost
unimaginable that Israel would grow into one of the freest and most successful
nations on the earth.
Yet each
one of these transformations took place. And a future of transformation is
possible in the Middle East, so long as a new generation of leaders has the
courage to defeat the enemies of freedom, to make the hard choices necessary
for peace, and stand firm on the solid rock of universal values.
Sixty years
ago, on the eve of Israel's independence, the last British soldiers departing
Jerusalem stopped at a building in the Jewish quarter of the Old City. An
officer knocked on the door and met a senior rabbi. The officer presented him
with a short iron bar -- the key to the Zion Gate -- and said it was the first
time in 18 centuries that a key to the gates of Jerusalem had belonged to a
Jew. His hands trembling, the rabbi offered a prayer of thanksgiving to God,
"Who had granted us life and permitted us to reach this day." Then he
turned to the officer, and uttered the words Jews had awaited for so long:
"I accept this key in the name of my people."