السبت، 31 يناير 2015

الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية .(من1إلي6)



كنت قد كتبت عدة مقالات منذ فترة تحت عنوان " المواطنة في الإسلام والمسيحية " أوضحت في أولها أن فكرة المواطنة في الأصل مأخوذة عن الإسلام والمسيحية ، وتعرضت لمشاهد من الممارسة العملية للمواطنة منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم ومرورا بحقبة الخلفاء الراشدين والصحابة .
ثم ألحقت ذلك بمقالات حول الأسباب التي تؤدي أحيانا إلي الفتن بين قطبي الأمة المسلمين والمسيحيين وكيفية القضاء علي هذه الأسباب حتي تنعم مصر بوحدتها الوطنية التي تميزها عن كافة دول العالم ، وتنعم بالاستقرار والعلاقات الطيبة الودية التي تجمع المسلمين والمسيحيين في العمل والسكن والشارع والمقهى ووسيلة المواصلات .
وكان من بين ما تعرضت له – ممارسات بعض أقباط المهجر – وبعض المشاركين لهم داخل مصر ، وبالطبع لا أقصد كل ممارساتهم وأفعالهم فهم بلا شك أحرار يفعلوا ما شاءوا ، فمصر بلدهم مثلما هي بلدي ولا فضل لأحدنا أو وصاية علي الآخر ، وإنما أقصد بعض الممارسات التي من شأنها أن تفرق ولا تجمع أن تضر ولا تنفع ، وأن تصيب مصر بالفتن التي دمرت شعوبنا كثيرة من حولنا .
كتبت في هذا الموضوع ستة مقالات تحت عنوان " الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية " ، تم نشرهم في صحيفة الوفد بعددها الأسبوعي في الفترة من 6/7/2011 وحتى 8/9/2011 .
وحيث أن الأحداث الأخيرة في مصر دعتني إلي استكمال هذه السلسلة التي كنت قد توقف عنها لظروف خاصة ، وعلي ضوء ذلك فإنني أعيد نشر المقالات الستة قبل الإضافة عليها والتي قلت فيها :
الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية (1)
استمراراً لسلسلة مقالاتي حول المواطنة في الإسلام والمسيحية والتي تناولت فيها مجموعة من أسباب الفتنة الطائفية في مصر، وتحدثت فيها عن قانون دور العبادة الموحد، وفتنة التحول من المسيحية إلي الإسلام والعكس، وفتن المهجر والجمعيات الأهلية والاستقواء بالخارج ، فإنني أتابع بالحديث عن أخوين توأم أري أنهما متشابهان في الشكل والمضمون وربما سيتشابهان في المستقبل القريب فيما حققاه من إنجازات ، فإذا كان الأخ الأكبر وهو " الحركة الصهيونية العالمية " قد استطاع أن يحقق إرادته في إنشاء دولة اليهود علي أرض فلسطين ، فإن الأخ الأصغر وهو " الاتحاد القبطي العالمي " يسعي إلي تحقيق إرادته في إنشاء وطن قومي للمسيحيين في مصر دون أن يعبأ بالآثار التي قد تترتب علي هذه المساعي .
قد يستغرب البعض هذا القول ، أو يستشعر فيه المبالغة ، ولهذا البعض أقول : إننا لم نكن نتوقع أيضا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، ولم نكن نتوقع أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال دولة العراق وتدميرها والاستيلاء علي ثرواتها ، ولم نتوقع أن تقوم إسرائيل بمشاركة أمريكا بارتكاب مجزرة ومحرقة في غزة ، ولم نتوقع أن تنجح أمريكا بمشاركة أوروبا وإسرائيل في تقسيم السودان بمباركة جامعة الدول العربية والتي أعلنت ـ علي لسان عمرو موسي ـ فخرها بالمشاركة في إنجاز " اتفاقية نيفاشا " التي انتهت إلي تقسيم السودان ، ولم نتوقع أن يقوم حلف الناتو بضرب ليبيا دون أن يرجع إلي أي دولة عربية ليستشيرها في هذه الخطوة ، وربما حصل علي مباركة بعض حلفائه من حكام الشعوب العربية دون أن يكترث برأي هذه الشعوب التي مازالت حتي الآن ترزح تحت نير الاستعمار والاستعباد الداخلي .
ولتوضيح أوجه التشابه بين أخوي التوأم نقول : إن الحركة الصهيونية العالمية قد نشأت منذ بدايتها بهدف واضع وقاطع وهو إنشاء دولة يهودية علي أرض فلسطين ، ففي عام 1896 قام الصحفي اليهودي المجري تيودور هرتزل بنشر " كتاب دولة اليهود " والذي انتهي فيه إلي ضرورة إقامة وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين لما تتمتع به من مكانة دينية وإستراتيجية واقتصادية ، واستطاع أن يحصل علي دعم إمبراطور ألمانيا " فيلهلم الثاني " ، وفي عام 1897 نظم هرتزل أول مؤتمر صهيوني عالمي في بازل في سويسرا حضره مائتا مفوض عن اليهود من مختلف أنحاء العالم وصاغوا " برنامج بازل "  والذي ظل فيما بعد البرنامج السياسي للحركة الصهيونية ، وقد عرف البرنامج هدف الحركة بأنه إقامة وطن للشعب اليهودي ، وأقام المؤتمر الصهيوني العالمي سالف الذكر " لجنة دائمة " فوضها في إنشاء فروع لها في مختلف أنحاء العالم لتحقيق التواصل مع الدول والمنظمات الدولية التي من شأنها أن تساعد في تحقيق أهداف الحركة ، وبعد عشرين عاما من المؤتمر العالمي وتحديداً عام 1917 تمكنت الحركة من الحصول علي " وعد بلفور " بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين والذي تم تنفيذه عام 1948 .
ولكي تصل الحركة الصهيونية العالمية إلي أهدافها في إقامة الدولة اليهودية اعتمدت العديد من السبل أولها وأهمها هو نشر قصص الاضطهاد ـ الحقيقي أو المزعوم ـ الذي تعرضوا له في القرون الوسطي والحديثة في مدن أوروبا المختلفة علي أيدي المسيحيين ، وازداد حديثهم وازدادت مؤلفاتهم عن " الهولوكوست " والذي يعني اصطلاحا الاضطهاد والقتل المنهجي المباشر الذي تعرض له ما يقرب من ستة ملايين يهودي من قبل النظام النازي والمتعاونين معه في الفترة من عام 1933 حيث تولي هتلر حكم ألمانيا وحتى عام 1945 . ومن هذه السبل أيضا الترويج لفكرة العداء للسامية وهو الجنس الذي ينتمي إليه اليهود باعتبار أن هذا يؤدي إلي زيادة حماس اليهود وإثارة تعصبهم للقضية في إنحاء العالم ، ومن جهة أخري يؤدي إلي كسب تعاطف بعض الأصدقاء والموالين ، ومنها أيضا الترويج لفكرة الحق التاريخي لليهود علي أرض فلسطين ، ومنها الترويج للوحدة التاريخية للشعب اليهودي كوسيلة ، لتعميق الولاء والموالاة والمودة بين اليهود في جميع أرجاء العالم.
وفي المؤتمر الثالث للحركة عام 1899 تم تأسيس " المصرف اليهودي الاستعماري " بغية تمويل النشاطات الاستيطانية في فلسطين وتأمين الخدمات المالية التي تحتاجها الحركة في تمويل أنشطتها ، كما تم إنشاء " الصندوق القومي اليهودي"  في المؤتمر الخامس في بازل لأغراض مشابهة ، بالإضافة إلي استخدام الصندوق في الترويج الإعلامي اللازم لتحقيق أهداف الحركة.
خلاصة القول : إن الهدف الأساسي للحركة الصهيونية العالمية هو إقامة وطن قومي لليهود علي أرض فلسطين ، أما الوسائل فهي الترويج للاضطهاد الذي يتعرض له اليهود في أوروبا خلال العصور الوسطي والحديثة ، والترويج للعداء الذي تعانيه السامية في جميع أنحاء العالم ، والترويج للحق التاريخي لليهود علي أرض فلسطين ، والترويج للوحدة التاريخية للشعب اليهودي ، والاستعانة بالدول والمنظمات الصديقة ، ثم تدبير التمويل لأنشطة الحركة .
بعد هذه المقدمة نتابع في المقال القادم بإذن الله تعالي أوجه التشابه بين الحركة الصهيونية العالمية والاتحاد القبطي العالمي .
الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . (2)
  تحدثنا في المقال السابق عن الحركة الصهيونية العالمية ، وأوضحنا أنها حددت هدفها في إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ، وأنها بدأت في حث اليهود ومساعدتهم على الهجرة إلى فلسطين منذ تأسيسها عام 1897 ،
وأنها اعتمدت عدة وسائل لنجاح المهمة منها الترويج للاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا في العصور الوسطى والحديثة والترويج لفكرة اضطهاد العالم للسامية ، والترويج للحق التاريخي لليهود على أرض فلسطين والترويج للوحدة التاريخية للشعب اليهودي ووحدة الأصل ، والاستعانة بالدول والمنظمات الدولية الصديقة ، والعمل على تدبير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشروع من خلال إنشاء البنوك والصناديق .
ولكي نوضح ما إذا كان الاتحاد القبطي العالمي سعي  إلى إنشاء وطن قومي للمسيحيين في مصر من عدمه ، ينبغي أن نشير في عجالة إلى كيفية إنشاء الإتحاد القبطي العالمي والأهداف المرجوة منه .
بدأ الأمر بتوجه الكثيرين من أقباط المهجر «المسيحيين» إلى إنشاء منظمات للأقباط في العديد من دول العالم ، وبالفعل تم إنشاء عدد كبير من المنظمات القبطية يبلغ عددها نحو ستين منظمة أو يزيد ، نذكر منها منظمة أقباط الولايات المتحدة التي يرأسها المهندس مايكل منير، ومنظمة الأقباط متحدون التي يرأسها الراحل عدلي أبادير ، ومنظمة التجمع القبطي الأمريكي التي يرأسها كميل حليم ، ومنظمة الهيئة القبطية الأمريكية التي يرأسها ميلاد اسكندر، ومنظمة مسيحي الشرق الأوسط التي يرأسها نادر فوزي ، ومنظمة الاتحاد القبطي الأمريكي التي يرأسها موريس صادق ومنظمة الهيئة القبطية الكندية التي يرأسها سليم نجيب ، ومنظمة أقباط المملكة المتحدة ، ومنظمة الأقباط الأحرار ، ومنظمة الأقباط المتحدون في بريطانيا ومنظمة صوت المسيحي الحر ، ومنظمة الهيئة القبطية بكاليفورنيا ، ومنظمة الهيئة القبطية الاسترالية ، ومنظمة المجلس المركزي لأقباط ألمانيا ، ومنظمة هيئة أقباط فرنسا ومنظمة الكتيبة الطبية  .
ويلاحظ من البحث وجود علاقات وطيدة بين بعض الشخصيات التي لعبت دوراً مهما في إنشاء هذه المنظمات ، ولعل أهم هذه الشخصيات علي الإطلاق هو الراحل عدلي أبادير الذي توفي عام 2009 وكان يلقب بالعديد من الألقاب منها بطريرك أقباط المهجر أو زعيم أقباط المهجر أو البابا العلماني لأقباط المهجر، ويرجع ذلك إلى قيامه بإنفاق مبالغ طائلة على الأنشطة القبطية في الخارج .
عدلي أبادير وثيق الصلة بالمهندس مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية وهو الأمر الذي أكده الأخير في أحاديثه المنشورة بعد وفاة عدلي أبادير حين قال :
" لقد حظيت بمعرفة وأبوة الفقيد الذي طالما ناداني بلقب / ابني مايكل لقرابة العشر سنوات ، تحدثنا معاً خلال عدد كبير من هذه السنوات يومياً على التليفون لساعات طويلة وزرته في سويسرا لسنوات طويلة عدة مرات سنويا ً، فتعلمت منه الكثير والكثير في مختلف أوجه الحياة ، وخصني الفقيد فيها بشرف الاشتراك معه في تنظيم مؤتمرات زيورخ الأول والثاني ومؤتمر واشنطن ، وقد أنفق على هذه المؤتمرات مبالغ طائلة ونقلوا القضية القبطية نقلة تاريخية ".
يضيف " مايكل منير " لقد كان عم عدلي كما كنت أناديه محل حبي واحترامي وتقديري ، يتعامل معي بأبوة كبيرة وحب جم ، وطالما انتقدني لتعليمي ومدحني لتشجيعي ،  ولكنه دوماً كان ذا قلب كبير وشهامة ليس لها مثيل ، سوف نفتقده جميعاً ، ونفتقد عزمه وأبوته التي طالما حاول أن يشمل الجميع بها
ومن جهة أخرى تحدث كميل حليم رئيس منظمة التجمع القبطي الأمريكي في صحيفة المصري اليوم عن علاقته بالراحل عدلي أبادير فقال :
" إنني أعتبره معلمي وفي منزلة والدي ، ونحن على اتصال يومي ، كما أكد في ذات الصحيفة إن إنشاءه للتـجمع القبـطي الأمريكي كــان بعد مشـاورات مع عدلي أبادير وبعض القيادات القبطية في العالم .
وها هو " مدحت قلادة " الذي أسس مؤخراً إتحاد المنظمات القبطية الأوروبية هو نفسه سكرتير منظمة أقباط متحدون التي يرأسها عدلي أبادير.
وبعد أن زاد عدد المنظمات القبطية في الخارج ظهرت فكرة إنشاء الإتحاد القبطي العالمـي ليضـم المنظمـات القبـطية سـالفة الذكر ، وهو الأمـر الذي سـوف نتنـاوله بالإيضاح في المقال القادم .
الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . (3)
تحدثنا في المقال السابق عن إنشاء عدة منظمات قبطية  (مسيحية) في العديد من دول العالم يزيد عددها عن الستين منظمة ، وأوضحنا أن أهم الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً في إنشاء هذه المنظمات كانت علي تواصل مستمر رغم اختلاف محال إقامتهم ما بين أمريكا وأوروبا واستراليا وغيرها من الدول .
 ونتحدث في هذا المقال عن كيفية نشأة هيئة الاتحاد القبطي العالمي والتي تجمع الآن جميع المنظمات القبطية في العالم بما في ذلك بعض الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني المصرية.
ظهرت الفكرة في العديد من الأماكن والأزمنة والمخطوطات والمواقع نذكر منها موقع منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية " u.s. copts Association copts.com"   ، حيث طرحها من يدعي ـ حقيقة أو استعارة " هوني ويل " ،  "  "honyweill علي أعضاء المنظمة من خلال موقعها ، ومن ثم علي جميع قراء الموقع في بحث من عدة صفحات عنوانه " هيئة الإتحاد القبطي العالمي هي الحل "  قال فيه :
" جميع العالم يذهب ويبحث عن التكتلات ، وأكبر التكتلات العالمية الموجودة في العالم المسيحي وأهمها وأشهرها في العالم هي اللوبي اليهودي العالمي والذي بدأ بأفكار صهيون ، وسميت الحركة الصهيونية العالمية ، ونحن كأقباط جزء أصيل لا يختلف عن العالم المسيحي ، ولا نريد الانفصال عنه ، ولكن نريد وضع تكتل جديد يخدم العالم المسيحي والعالمي بشكل عام والقضية القبطية بشكل خاص، بمعني أننا لو استطعنا ان نصل إلي مستوي الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في طريق واتجاه واحد فسوف نستطيع أن نحصل علي كثير من المزايا لشعبنا القبطي ووسائل أخري في الدفاع عن أنفسنا مع الحفاظ علي إيماننا بأن الله يدافع عنا ونحن صامتون من خلال أنه سيسخر العالم لمساعدتنا ، وهذا سيكون دفاعه عنا إذا كنا مؤمنين بقدرته.
ويضيف "هوني ويل" : الأفكار لها أجنحة تطير إلي كل مكان ، ودورنا نحن الشعب القبطي أو كل من يتبع الكنيسة والعرق القبطي المصري الأصيل أن يوجه كل ذهنه ليدرسها دراسة متيقظة متفتحة ومؤمنة ، وأن ينشرها ، ويطرحها للنقاش في كل مكان يذهب إليه ، الدفاع لا يجوز بالصلاة فقط أو البكاء أو الاستسلام للأمر الواقع وإنما التفكير ، كل من يتعرض للهجوم يتم افتراسه إذا توقف عقله وكيانه عن التفكير في حلول بديلة ، وهذا ما علمنا إياه الله المجد له كل المجد عندما قال لنا : " أنتم نور العالم "، وقال : " فإذا فسد الملح فبماذا يملح " .
وإذا تركنا العنان لعقولنا لتفكر وتتأمل في الكائنات التي خلقها الرب له كل المجد وهي تدافع عن أنفسها ، ماذا تفعل؟ ، فإذا نظرنا للخراف (الحملان) ماذا تفعل قطعانها عندما تشعر بالخطر؟؟ ، إنها تبدأ بالتجمع ككتلة واحدة وتقف علي شكل دوائر لتكون كتلة واحدة ، إذا ما أتت عليها عاصفة أو ذئاب يستحيل أن تنال منها لأنها تكون كتلة واحدة قوية ...  فيا خراف الرب كيف لا تتكتلون ونحن في عصر التكتلات ؟ ، يا خراف الرب كيف تتركون أنفسكم في شتات ونحن تحت مخطط إبادة .
الشعب القبطي بطبيعته محارب مدافع صامد ، وصمد ضد الحروب عليه آلاف السنين ، قتل واستشهد منه الكثير ، ولكنه يعود ويتكتل ، ولكن إلي الآن الشعب القبطي في مراحل ما قبل التكتل ، ولكنه لم يعلنها عالمية.
ويضيف "هوني ويل" : المال القبطي الحر الذي جاء بالعرق والتعب والجهد موجود ، فاقتصاد الأقباط قوي رغم خسائره في الحروب عليه ، والتفكير القبطي المتدين والعلماني اجتماعياً موجود ومنتشر بين الشعب.
الشعب القبطي يعمل بشكل متحد الآن ، فكل الأقباط يوافقون علي قواعد متشابهة سواء من المهجر أو الداخل ، فما يراه المهجر يراه الداخل ، بل المهجر هو شريان الداخل وصوته الصارخ ، والداخل هو جذور المهجر القوية ، فالتوحد الشكلي موجود ، إنما التوحد المعنوي الذي نريده لم يأت بعد . إن العذابات التي عاشها الأقباط أليمة ومريرة وعصيبة بكل ما تعني الكلمات من معان متشابهة ، فلذلك أصبحت القوة القبطية داخل مصر الآن لها ثقلها وصوتها وكيانها ، وبسبب ذلك بدأ الجميع يناقش مشاكله وقضاياه..
نعم تحاربنا الدولة لأنها تضمن حماية الأغلبية السنية بدينها لضمان سيطرتها علي مصر ، وهذه سياسة ، وفي الوقت نفسه تحارب الأقباط وتقسم أجهزتها الأمنية الفاسدة في متابعة أقباط المهجر من خلال المخابرات في الخارج وأمن الدولة في الداخل ، وتعرقل كل مساعي الأقباط لكي تسود هي ، وهو نفس ما تفعله أي دولة محتلة لشعب ، والدولة المصرية تحتل الأقباط من سنين طويلة ، وتحاربهم بمنتهي الشراسة ، ولكن الله يدافع عن حملانه وعن كنيسته التي قال عنها : " أبواب الجحيم لن تخترق كنيستي " ، والكنيسة هنا لا تعني المبني فقط وإنما التكتل الشعبي المؤمن ، فالرب طلب منا التكتل ككنيسة واحدة جامعة ، وهو المعني الأصلي للكنيسة أي الجامعة أو التي تجمع الناس.. نعم نحن كنيسة دافع عنها الرب ويدافع لأننا من نؤمن به وبقوته وقدرته علي فعل ما يحمينا به ، رغم أنه علمنا وأكد لنا أننا سنعيش تحت الاضطهاد ، ولكن في الوقت المناسب سوف يتدخل لأنه طلب منا الوثوق به. ونستكمل في المقال القادم باقي مشروع " هوني ويل " – " honyweill " بشأن مبررات إنشاء الاتحاد القبطي العالمي .
الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . (4)
هل يوجد اتحاد قبطي عالمي ؟
وهل يسعي هذا الاتحاد إلي إنشاء دولة مستقلة للأقباط في مصر متأسيا بالحركة الصهيونية العالمية ؟
تحدثنا سابقا عن إنشاء ما يزيد عن ستين منظمة قبطية تنتشر في مختلف أنحاء العالم ، وفي المقال السابق بدأنا في عرض المشروعات البحثية المقدمة من بعض الإخوة الأقباط بشأن إنشاء هيئة الاتحاد القبطي العالمي ، وعرضنا جزءا من بحث المدعو " هوني ويل " – " Honey Weill " والذي نشره علي موقع أقباط الولايات المتحدة ويدعو فيه الأقباط حول العالم للتكتل أسوة باللوبي اليهودي الذي تجمع فيما عرف بـ " الحركة الصهيونية العالمية " مستنكرا استمرارهم مضطهدين وفي شتات ، ومؤكدا أن ما يراه المهجر يراه الداخل ، وأن المهجر هو شريان الداخل وصوته الصارخ ، وأن الداخل هو جذور المهجر القوية ، ومذكرا إياهم بأن الدولة المصرية تحتل الأقباط من سنين طويلة وتحاربهم بمنتهي الشراسة وأن الله وإن كان قد أكد للأقباط – يقصد المسيحيين - أنهم سيعيشون تحت الاضطهاد إلا أنه سوف يتدخل في الوقت المناسب لأنه طلب منهم الوثوق به .
ونستكمل بحث المدعو " هوني ويل " : الذي يقول :
هيئة الإتحاد القبطي العالمي.. كيف تولد ؟ .. ولماذا ؟
ويجيب " هوني ويل " عن سؤاله فيقول :
يوم ميلاد هيئة الإتحاد القبطي العالمي ستكون بداية لنهاية الخنوع والسكوت والانكسار لكل المهازل التي تحدث بالأقباط ، فهي أمل ونور يعطيه الرب لأي مجموعة تريد التكتل للدفاع عن نفسها ، وكما علمنا المسيح أنه المحبة والنور والسلام ، وكما قال في كلمته : " أنا هو الطريق والحق والحياة " فكيف نبحث عن طريق الدفاع عن أنفسنا  ؟ ...  
هل نقوم بعمل قنابل ومتفجرات وصواريخ أو نعيد حريق القاهرة ليري العالم أننا هنا ، إذا فعلنا ذلك يخرج الأمميون ويقولون : ها أنتم المؤمنون بالمسيح ، يا من نُصرتم بالمسيح له المجد أأنتم يخرج منكم الإرهاب ، وبدلا من أن نعطي فائدة للمسيح نصبح نقمة عليه ، ونضر بسمعته الطيبة في الحماية لكل البشر، والحفاظ علي حقوق الإنسان .
التفكير الصحيح يفرض علينا أن نبدأ في الدفاع ، ولكن ليس علي الطريقة المحمدية التتارية النازية ، وإنما علي طريقة المجتمعات المتحضرة المتقدمة لنكون بحق نورا للعالم لن تأتي المظاهرات والتكسير والدموية بشيء لنا سوي مزيد من الخراب والدمار لنا ولمصرنا التي لابد أن نحافظ عليها أو ما تبقي منها ، حتى ولو كانت محبوسة في المادة الثانية من دستور النظام المسيطر علي مصر الآن ، ثم يتساءل " هوني ويل "  :
هل هيئة الاتحاد القبطي العالمي موجود ؟... ثم يجيب عن سؤاله :
نعم موجودة في عقولنا ، في قلوبنا ، في عاداتنا ، في عملنا ، في خدمتنا ، في كنائسنا ، ولكن لم تأت الفرصة والخطوة الأخيرة المرجوة من العمل القبطي المشترك وهو ما يدعو للتساؤل ، مني ستأتي ؟ وكيف ؟
يجيب " هوني ويل " : الأقباط في الداخل لديهم توجه مماثل للتوجه الخارجي ، وجميعهم يشعر بما يشعر به الأقباط من حولهم ، فكل قبطي عندما يحدث شيء في أي جزء من مصر لقبطي أو قبطية يؤلمه كما لو كان هو شخصيا ، وحبهم لبعض هو نواة منيرة من الرب لهم وميزة ، وكما أن الشعب القبطي به مزايا ، فله عيوب أيضا، ودورنا هو أن نمحو هذه العيوب قدر المستطاع ، فإن الحياة لا تخلو من الضغوط والمشاكل ولكن الناجح من يناقشها ويبحث عن الحلول ، ويوجد الكثير من المنظمات ، منظمة أقباط الولايات المتحدة ، ومنظمة الأقباط متحدون ، ومنظمة الهيئة القبطية الكندية ، ومنظمة الهيئة القبطية الاسترالية ، والمنظمة القبطية الايطالية ، ومنظمة أقباط هولندا ، هذه المنظمات تعمل تقريبا مع بعضها البعض في نفس الاتجاه ومطالبها واحدة ، أولها إنشاء هيئة للإتحاد القبطي العالمي تدعمها جميع المنظمات ، ويوضع لها مجلس إدارة يعمل كفريق عمل واحد في إدارة الهيئة ، ومع الوقت ستمحي الأسماء المختلفة لتكتلات الأقباط من أمريكا ومرورا بكندا واستراليا وأوروبا ورجوعا إلي المركز مصر ، يجب أن نتبع أسلوبا جديدا في العمل والتأثير الدولي .
ونستكمل في المقال القادم رؤية المدعو هوني ويل في كيفية حل مشاكل الأقباط من خلال إنشاء هيئة الإتحاد القبطي العالمي .
الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . (5)
تحدثنا في المقالين السابقين عن مشروع المدعو " هوني ويل " بإنشاء هيئة الإتحاد القبطي العالمي ، حيث بدأ بالحديث عن ضرورة التكتل القبطي أسوة بتكتل اليهود في الحركة الصهيونية العالمية ، واقترح أن يتم هذا التكتل من خلال إنشاء هيئة الاتحاد القبطي العالمي لتضم في تشكيلها جميع المنظمات القبطية في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلي المنظمات القبطية داخل مصر موضحاً مبررات إنشاء هذه الهيئة.
ونستكمل في هذا المقال باقي المبررات التي ذكرها "هوني ويل" لدعم فكرته ، حيث يقول : لابد من العمل المشترك والسياسة الجديدة والدفاع ضد أجهزة الأمن المصرية ، وهيئة الاتحاد القبطي هي الحل للمشكلات الكثيرة التي يعاني منها الأقباط وهي :
أولاً : العمل القبطي في العالم متوحد ، ولكن مجزأ علي جهات كثيرة.
ثانياً : مهاجمة الأقباط بأنهم لا يستحقون أي شيء ، وليس لهم أي دور، وممارسة التجاهل ضدهم بسبب التقليل من الأعداد المنتمية لهم وللكنيسة المسيحية القبطية المصرية في مصر والعالم.
ثالثاً : اتهام الأقباط بالعمالة ، والتفريق بين أقباط الداخل وأقباط المهجر ومنظماته بزعم أنها تعمل علي تخريب مصر وفق أكاذيب إعلامية وأجهزتهم الأمنية.
رابعاً: عدم قدرة أقباط الداخل أو الخارج علي الرد بسبب عدم السماح لهم إعلامياً، وعدم السماح لهم بالتحرك السياسي ، وهذا ما رأيناه في إلغاء مؤتمر المهندس مايكل منير في مصر ، وإلغاء مظاهرة للأقباط أمام البرلمان ، والعالم بيتفرج علي التعذيب والإذلال الواقع علي أصحاب البلد الحقيقيين.
خامساً: منع بناء الكنائس أو ترميمها ، لكي لا يعطوا فرصة لانتشار المسيحية لأنها تضر بجهتين وهما الإسلاميون المحمديون العاشقون للتعاليم المحمدية العربية، وكذلك المسلمون العلمانيون المسيطرون علي الحكم ، وعندما تحدث بينهما أي مشادات نكون بين العلمانيين الخائفين علي سيطرتهم علي مقاليد الأمور في الدولة المحتلة والإسلاميين الطامعين في السيطرة علي المجتمع ومصر المحبوسة ، هذا هو حالنا ونحن في قلب المطحنة ، والحل مثلما فعلت الخراف في مواجهة العاصفة. هذا هو مشروع هوني ويل لإنشاء هيئة الإتحاد القبطي العالمي والذي وجد تعاطفاً وتأييداً واسعاً من رواد منتدى موقع منظمة أقباط الولايات المتحدة ، نذكر مثالاً لذلك مشاركة المدعو " نادر موريس " والذي عقب علي المشروع بقوله :
" أهو ده الكلام ، والطريقة بسيطة جداً ، إحنا مش حنبدأ من الصفر ، إحنا ها نقتدي بالنموذج اليهودي المضطهد ، ونشوف عملوا إيه لغاية ما وصلوا من الصفر إلي وضعهم الحالي ، إزاي بعد ما اختفت اللغة العبرية وماتت تماماً ، إزاي أحيوها من جديد ، إزاي بعد ما اليهود تبددوا وتشتتوا استطاعوا بتدابير حكيمة بدون قوة غاشمة ولا سلاح يكونوا حجر أساس في اقتصاد كثير من الدول ، يعني أنا أعرف أن اليهود لما كانوا في مصر، كانوا هم أصحاب الثروة ومحلات الذهب ، وأن اليهود اللي في أمريكا وأوروبا هم أساتذة الجامعات وأصحاب الشركات والمصانع، وأصحاب الشأن المرموق في كثير من دول العالم هم من اليهود ، لقد صار لهم دور سياسي فاعل في أمريكا وفرنسا وبريطانيا من شأنه حماية مصالح اليهود في أي دولة ، وبالتالي فإن إنشاء هيئة الإتحاد القبطي العالمي هي البداية لحل مشاكل كثيرة ، وأنهي نادر موريس حديثه بعبارة : " إمضاء قبطي أصلي وليس عربي مستوطن " . ونستكمل في المقال القادم إن شاء الله عز وجل .
الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . (6)
ذكرنا في المقال السابق أن دعوة " هوني ويل " لإنشاء هيئة الإتحاد القبطي العالمي قد لاقت ترحيباً كبيراً من المشاركين في منتدى موقع أقباط الولايات المتحدة الأمريكية .
وعرضنا مشاركة المدعو " نادر موريس " الذي طالب بضرورة الإقتداء باليهود المضطهدين الذين وصلوا من الصفر إلى إنشاء وطن قومي لهم ، وأعادوا لغتهم العبرية إلى الوجود واستطاعوا ان يمتلكوا الثروة في كافة دول العالم التي أقاموا فيها ، وأصبح لهم من التأثير العالمي ما هو كفيل بحماية مصالح اليهود في أي دولة في العالم .
ونتابع في هذا المقال بعرض بعض المشاركات المؤيدة لمشروع هوني ويل ، لنذكر منها مشاركة أحد الأقباط يطلق على نفسه لقب "وطني مخلص" ، حيث يعلق على مشاركة نادر موريس فيقول:
" أخي الحبيب الغالي نادر موريس : لو كانت هذه الأمة قابلة للزوال لزالت كما زالت الإمبراطورية القبطية منذ عام 527 قبل الميلاد ، ولكن الأمة القبطية بوجود أمثالك وزيادتهم في كل جيل هي أمة أبدية وباقية ، أما الصديق الأستاذ honey فهو كالعادة يقدم لنا فكرة وطنية تحقق للشعب القبطي حلماً قديماً بوجود ممثل سياسي حقيقي له ، تنطوي تحت خططه كل المنظمات القبطية في كل مكان في العالم ، هذا الممثل هو منظمة المنظمات ، اتحاد عالمي تنضم إليه كل المنظمات القبطية في الخارج والداخل ، يرأسه بصورة دورية رئيس إحدى المنظمات القبطية المشاركة في عضويته ، مثل منظمة الدول الصناعية الكبرى التي لها قمة كل ستة أشهر ، ويتناوب رؤساء الدول الثماني رئاسة المنظمة كل ستة أشهر، وكل قمة تنظر جدول أعمال يعد على مدى الستة أشهر لدراسة الاضطهادات والجرائم التي استجدت على الأقباط طوال الستة أشهر ، وتدرس القمة الأحوال العالمية والتغيرات السياسية في كل أنحاء العالم لتحدد موقف الشعب القبطي من تلك الأحداث ، كما تتولى قمة هيئة الإتحاد القبطي العالمي دراسة إنشاء مشروعات قبطية عالمية مثل الجامعة القبطية وفضائية قبطية ودعوة بعض الشخصيات القيادية في برلمانات العالم أجمع لحضور تلك القمم الدورية .
وأمام التجاوب الكبير من المشاركين عاد " هوني ويل " ليقول : توحيد المنظمات القبطية في الخارج هو كيان لابد أن يولد ، ولكي يحدث ذلك لابد أن يجتمع كل من المهندس عدلي أبادير ومايكل منير، وكميل حليم ومسئول من كل منظمة قبطية ونجيب جبرائيل وممدوح نخلة ويتحدوا مع رجال أعمال كأمثال نجيب ساويرس وغبور ولكح ومسئولين من مؤسسات المجتمع القبطي مثل شركة آمون ومينا للمقاولات ، والبداية تقع على المهندس عدلي أبادير لإنشاء مبني للهيئة وتجميع العناصر القبطية النشطة لتعلن عن إنشاء هيئة الاتحاد القبطي العالمي ، ثم تخصص لها أموال ومجلس إدارة وسفارات تعمل من خلال مكتب لها في كل مكان يتواجد فيه أقباط ، تكون مهمته جمع كل البيانات والأعداد والمشاكل الخاصة بالأقباط ووضعها كأولوية أولى للعمل في أي سفارة أو مؤسسة تابعة لها في مصر أو أي مكان في العالم .
ويضيف هوني ويل : إذا ولدت الهيئة ستكون مركزاً للوبي القبطي الدولي الذي سيتابع بدوره ما يحدث للأقباط والمسيحيين في الشرق لأنهم في أمس الحاجة لقوة يستندون إليها ، وتطلب الهيئة من كل قبطي أن يذهب إليها أو إلى أحد المكاتب التابعة لها ليستخرج بطاقة قبطية مدنية برقم " سيريل " لتصبح هوية قبطية له يلجأ بمقتضاها إلى الهيئة في أي مكان ، بالإضافة إلى استخراج بطاقات للمتنصرين في جميع أنحاء العالم على نحو يظهر أعداداً أكبر للأقباط .
ويضيف هوني ويل : وسوف تظهر القوة التنفيذية للهيئة عالمياً عندما يتم تخصيص أموال لها وإيداعها في خزانتها ، وإذا توجه كل الأقباط لها فسوف تصبح ذات قيمة وتأثير دولي وقادرة على إمضاء اتفاقيات لخدمة التابعين لها مثل إنشاء الاستثمارات القبطية والوساطة بين رجال الأعمال الأقباط والدولة المعنية ، وبذلك تشكل وسيلة ضغط للدولة لأنها ستستطيع تقليب العالم على مصر كدولة ونظام ، إذا ما تقاعست عن مطالبها ، كما ستكون مسئولة عن فتح قنوات إعلامية قبطية سياسية ودينية فضلاً عن إنشاء الجامعة القبطية للعلوم والتكنولوجيا وتحويلها إلى صرح تعليمي عالمي حتى لو بدأت من خارج مصر، في أمريكا مثلاً.
ويختتم هوني ويل بقوله : يجب أن ننسى أي ضغائن بيننا من أجل مساعدة الأقباط وإنقاذهم من خطر الإبادة والمخطط الدنيء عليهم ، بارك الله خدمتكم على الانترنت والإعلام المرئي والتحرك الشعبي ، ولن يضيع حق وراءه مطالب. وللحديث بقية يصعب نهايتها.













الإتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية.(6)



محمد العمدة
 08 سبتمبر 2011
ذكرنا في المقال السابق أن دعوة " هوني ويل " لإنشاء هيئة الإتحاد القبطي العالمي قد لاقت ترحيباً كبيراً من المشاركين في منتدى موقع أقباط الولايات المتحدة الأمريكية .
وعرضنا مشاركة المدعو " نادر موريس " الذي طالب بضرورة الإقتداء باليهود المضطهدين الذين وصلوا من الصفر إلى إنشاء وطن قومي لهم ، وأعادوا لغتهم العبرية إلى الوجود واستطاعوا ان يمتلكوا الثروة في كافة دول العالم التي أقاموا فيها ، وأصبح لهم من التأثير العالمي ما هو كفيل بحماية مصالح اليهود في أي دولة في العالم .
ونتابع في هذا المقال بعرض بعض المشاركات المؤيدة لمشروع هوني ويل ، لنذكر منها مشاركة أحد الأقباط يطلق على نفسه لقب "وطني مخلص" ، حيث يعلق على مشاركة نادر موريس فيقول:
" أخي الحبيب الغالي نادر موريس : لو كانت هذه الأمة قابلة للزوال لزالت كما زالت الإمبراطورية القبطية منذ عام 527 قبل الميلاد ، ولكن الأمة القبطية بوجود أمثالك وزيادتهم في كل جيل هي أمة أبدية وباقية ، أما الصديق الأستاذ honey فهو كالعادة يقدم لنا فكرة وطنية تحقق للشعب القبطي حلماً قديماً بوجود ممثل سياسي حقيقي له ، تنطوي تحت خططه كل المنظمات القبطية في كل مكان في العالم ، هذا الممثل هو منظمة المنظمات ، اتحاد عالمي تنضم إليه كل المنظمات القبطية في الخارج والداخل ، يرأسه بصورة دورية رئيس إحدى المنظمات القبطية المشاركة في عضويته ، مثل منظمة الدول الصناعية الكبرى التي لها قمة كل ستة أشهر ، ويتناوب رؤساء الدول الثماني رئاسة المنظمة كل ستة أشهر، وكل قمة تنظر جدول أعمال يعد على مدى الستة أشهر لدراسة الاضطهادات والجرائم التي استجدت على الأقباط طوال الستة أشهر ، وتدرس القمة الأحوال العالمية والتغيرات السياسية في كل أنحاء العالم لتحدد موقف الشعب القبطي من تلك الأحداث ، كما تتولى قمة هيئة الإتحاد القبطي العالمي دراسة إنشاء مشروعات قبطية عالمية مثل الجامعة القبطية وفضائية قبطية ودعوة بعض الشخصيات القيادية في برلمانات العالم أجمع لحضور تلك القمم الدورية .
وأمام التجاوب الكبير من المشاركين عاد " هوني ويل " ليقول : توحيد المنظمات القبطية في الخارج هو كيان لابد أن يولد ، ولكي يحدث ذلك لابد أن يجتمع كل من المهندس عدلي أبادير ومايكل منير، وكميل حليم ومسئول من كل منظمة قبطية ونجيب جبرائيل وممدوح نخلة ويتحدوا مع رجال أعمال كأمثال نجيب ساويرس وغبور ولكح ومسئولين من مؤسسات المجتمع القبطي مثل شركة آمون ومينا للمقاولات ، والبداية تقع على المهندس عدلي أبادير لإنشاء مبني للهيئة وتجميع العناصر القبطية النشطة لتعلن عن إنشاء هيئة الاتحاد القبطي العالمي ، ثم تخصص لها أموال ومجلس إدارة وسفارات تعمل من خلال مكتب لها في كل مكان يتواجد فيه أقباط ، تكون مهمته جمع كل البيانات والأعداد والمشاكل الخاصة بالأقباط ووضعها كأولوية أولى للعمل في أي سفارة أو مؤسسة تابعة لها في مصر أو أي مكان في العالم .
ويضيف هوني ويل : إذا ولدت الهيئة ستكون مركزاً للوبي القبطي الدولي الذي سيتابع بدوره ما يحدث للأقباط والمسيحيين في الشرق لأنهم في أمس الحاجة لقوة يستندون إليها ، وتطلب الهيئة من كل قبطي أن يذهب إليها أو إلى أحد المكاتب التابعة لها ليستخرج بطاقة قبطية مدنية برقم " سيريل " لتصبح هوية قبطية له يلجأ بمقتضاها إلى الهيئة في أي مكان ، بالإضافة إلى استخراج بطاقات للمتنصرين في جميع أنحاء العالم على نحو يظهر أعداداً أكبر للأقباط .
ويضيف هوني ويل : وسوف تظهر القوة التنفيذية للهيئة عالمياً عندما يتم تخصيص أموال لها وإيداعها في خزانتها ، وإذا توجه كل الأقباط لها فسوف تصبح ذات قيمة وتأثير دولي وقادرة على إمضاء اتفاقيات لخدمة التابعين لها مثل إنشاء الاستثمارات القبطية والوساطة بين رجال الأعمال الأقباط والدولة المعنية ، وبذلك تشكل وسيلة ضغط للدولة لأنها ستستطيع تقليب العالم على مصر كدولة ونظام ، إذا ما تقاعست عن مطالبها ، كما ستكون مسئولة عن فتح قنوات إعلامية قبطية سياسية ودينية فضلاً عن إنشاء الجامعة القبطية للعلوم والتكنولوجيا وتحويلها إلى صرح تعليمي عالمي حتى لو بدأت من خارج مصر، في أمريكا مثلاً.
ويختتم هوني ويل بقوله : يجب أن ننسى أي ضغائن بيننا من أجل مساعدة الأقباط وإنقاذهم من خطر الإبادة والمخطط الدنيء عليهم ، بارك الله خدمتكم على الانترنت والإعلام المرئي والتحرك الشعبي ، ولن يضيع حق وراءه مطالب. وللحديث بقية يصعب نهايتها.