#يعقوب_بن_كلس
#اليهودي_الذي_أظهر_الإسلام
#وجلب_الدولة_الفاطمية_من_المغرب_إلى_مصر
أهم ما تميز به اليهود - منذ أن انحرفوا عن الحدود ، وارهقوا سيدنا موسى وأخيه هارون عليهما السلام ، ثم عاثوا من بعدهما في الأرض فسادا - هو قدرتهم على زراعة العملاء داخل أي شعب ، ثم استخدام هؤلاء العملاء لتدمير هذا الشعب من داخله .
فعلوها قديما عندما استخدموا #اليهودي_عبد_الله_بن_سبأ الذي أعلن إسلامه في زمن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم أخذ يتجول بين مصر والعراق والشام يحرض المسلمين على عثمان ويزعم لهم أن سيدنا علي بن أبي طالب هو الاولى بالخلافة ، إلى أن انتهى تحريضه بمقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه ، ودخول المسلمين في أكبر وأخطر فتنة حدثت لهم على مر التاريخ الاسلامي ، وكل ما وقع بعدها من فتن ترتب عليها ، وكان من نتائجها انقسام المسلمين إلى شيعة وسنة .
ومن هؤلاء العملاء أيضا " يعقوب بن كلس " اليهودي الذي أعلن إسلامه في مصر ، ثم هرب إلى المغرب ، وأقنع المعز لدين الله العبيدي حاكم الدولة الفاطمية الشيعية في المغرب بأن ينقل مقر دولته إلى مصر ، وهو ما حدث بالفعل ، حيث جاءوا إلى مصر ، وظلت الدولة العبيدية - التي أسموها الفاطمية - فيها قرابة ثلاثمائة عام ، إلى أن تمكن القائد - خالد الذكر - صلاح الدين الايوبي من القضاء على الدولة الفاطمية الشيعية ، وإعادة مصر إلى الإسلام الصحيح ، تمهيدا لتحرير بيت المقدس .
من هو يعقوب بن كلس ؟
ذكره الحافظ بن عساكر في تاريخ دمشق فقال:
" كان يهودياً من أهل بغداد خبيثاً ذا مكر ، وله حيل ودهاء وفيه فطنة وذكاء . وكان في قديم أمره خرج إلى الشام فنزل الرملة ، وصار بها وكيلاً ، فكسر أموال التجار وهرب إلى مصر ، فتاجر كافوراً الإخشيدي ، فرأى منه فطنة وسياسة ومعرفة بأمر الضياع فقال: لو كان مسلماً لصلح أن يكون وزيراً ، فطمع في الوزارة ، فأسلم يوم جمعة في جامع مصر ، فلما عرف الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات أمره قصده ، فهرب يعقوب إلى المغرب ، واتصل بيهود كانوا مع الملقب بالمعز ، وخرج معه إلى مصر ، فلما مات الملقب بالمعز وقام ولده الملقب بالعزيز استوزر ابن كلّس في سنة خمس وستين وثلثمائة ، فلم يزل مدبر أمره إلى أن هلك في ذي الحجة سنة ثمانين وثلثمائة.
تاريخ دمشق - الحافظ بن عساكر
وذكره شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء - الطبقة الحادية والعشرون ، حيث قال :
" وزير المعز والعزيز أبو الفرج ، يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كلس البغدادي الذي كان يهوديا فأسلم .
كان داهية ، ماكرا ، فطنا ، سائسا ، من رجال العالم .
سافر إلى الرملة ، وتوكل للتجار ، فانكسر عليه جملة - ديون - ، وتعثر ، فهرب إلى مصر ، وجرت له أمور طويلة ، فرأى منه صاحب مصر كافور الخادم فطنة وخبرة بالأمور ، وطمع هو في الترقي فأسلم يوم جمعة ، ثم فهم مقاصده الوزير ابن حنزابة فعمل عليه ، ففر منه إلى المغرب ، وتوصل بيهود كانوا في باب المعز العبيدي ، فنفق على المعز ، وكشف له أمورا ، وحسن له تملك البلاد ، ثم جاء في صحبته إلى مصر ، وقد عظم أمره . ولما ولي العزيز سنة خمس وستين استوزره ، فاستمر في رفعة وتمكن ، إلى أن مات .
ويكشف لنا شمس الدين الذهبي المكانة العظيمة التي كانت ليعقوب لدى المعز لدين الله الفاطمي - كما سمى نفسه - وابنه العزيز نظرا لكون يعقوب السبب الرئيس وربما الوحيد فى حضور العبيديين إلى مصر عاصمة الدنيا وام الحضارات ، فيقول الذهبي :
" مرض فنزل إليه العزيز يعوده ، وقال : يا يعقوب وددت أنك تباع فأشتريك من الموت بملكي ، فهل من حاجة ؟ فبكى وقبل يده ، وقال : أما لنفسي فلا ، ولكن فيما يتعلق بك ، سالم الروم ما سالموك ، واقنع من بني حمدان بالدعوة والسكة ، ولا تبق على المفرج بن دغفل متى قدرت . ثم مات ، فدفنه العزيز في القصر في قبة أنشأها العزيز لنفسه ، وألحده بيده ، وجزع لفقده .
سير أعلام النبلاء -[ ص: 443 ]
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق