الخميس، 1 ديسمبر 2022

مصطفى محمود تنبأ بما يحدث الآن

 #الدكتور_مصطفى_محمود 

#تنبأ_منذ_عشرين_عاما_بما_يحدث_الآن

في كتابه " على حافة الزلزال " الذي تم نشره عام 2002م ، أي بعد تفجير برجي التجارة العالميين بالولايات المتحدة الأمريكية بعام يقول الدكتور مصطفي محمود في مقدمة الكتاب :

" الآن وبعد تسلسل الأحداث في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر ، وتفجير مركز التجارة الدولي ، وسقوط البرجين وهدم البنتاجون ، وحرائق نيويورك وواشنطن ، والغضبة الأمريكية التي اعتبرت ما حدث عملا إرهابيا مدبرا بأيدي طالبان ونظام القاعدة ، وأن ما حدث هو عدوان يسوغ لها تجريد حملة عسكرية لغزو أفغانستان وإسقاط رؤوس الحكم الإسلامي هناك ، وكيف تحولت الغضبة الشرسة إلى خطة عسكرية محكمة وتحالف مع قوات الشمال الأفغاني المعارض وأفواج من الطائرات المنقضة وقنابل رهيبة زنة 7 أطنان وقنابل انشطارية من النوع المحرم دوليا ، واستباحة لكل المحرمات العسكرية ، وخروج على كل القيود ، وانتهاك لكل التحفظات للخلاص من العملية بسرعة ودخول كابول ورفع الأعلام الأمريكية قبل رمضان . 

مرت هذه الأحداث بذهني كبرق خاطف ، واستولى على شعوري إدراك مفاجئ بأن الذين قالوا بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي أحداث مصنوعة بأيدي أمريكية لتسوغ هذا الذي أراه أمامي من عنف وعدوانية وأنها طبخة أمريكية لتسويق هذا العدوان وتبريره ، استعرضت هذا الرأي في ذهني ورحت أمضغه في بطء ، ورأيت لأول مرة أنه تفكير له أسبابه ، وأنه رأي لا يمكن استبعاده .

إن تداعي الأحداث بهذه السرعة ، والنقلات الفورية من مرحلة لمرحلة ، والتوظيف الفوري للسخط ، والإحباط الذي أصاب المشاهد الأمريكي لما يشاهده على شاشات التلفزيون ، والإحساس بالإهانة لما يراه ، وبحق أمريكا الكامل في أن تعاقب وتنكل بمن فعل هذا وأن تدمر وتمحق وتسحق كل أعدائها ، وتوظيف كل هذه المشاعر وتبعاتها في هجوم مخطط وفوري واستعراض ما حدث في سيل فياض  من الصور والمشاهد تنهال على أعين المشاهدين في كل تلفزيونات العالم بشكل متكرر ومفروض ودوري ومتعمد لغرس الهول في قلوب كل من يرى ويسمع وغرس الإحساس بالذنب في شعور كل إنسان لم يتعاطف مع أمريكا ولم ينهض إلى نجدتها وإلى الانتقام من أعدائها المجرمين ، كل هذا يدل على أن حرائق الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م كانت وجبة سابقة التجهيز لتبرير هجوم وعدوان أكبر لامتلاك ناصية هذا العالم والتحكم في مصيره ومستقبله وثروات شعوبه ، وأيضا حريات أفراده انتقاما لما حدث ، ومن يلومها ؟ ، لن يلومها أحد في كل ما تفعل ، " عداها العيب " .


ولكن الخطة كانت أكبر بكثير مما حدث ، وأوسع بكثير مما نرى ، وعواقبها كانت أبعد بكثير مما يقع تحت حصر ، وكانت خطتها قد أعدت سلفا على مهل وتدبر وتفكر ، فقد نقلت أمريكا جيوشها وعسكرها وقواعد طائراتها إلى أفغانستان ، وسيكون لها قول ونصيب في بترول بحر قزوين ، وسيكون للشركات الأمريكية حصة الأسد في تصنيع وتكرير ومد خطوط وأنابيب هذا النقط عبر أسيا لكل الدول الشريكة ، ونفس الشيء يُقال عن الغاز الطبيعي من هذه المصادر ومشتقاتها ، وهي أحلام قديمة كانت تخطط لها أمريكا من زمن ، ثم أن هناك نتائج أبعد ، وبعد ما حدث لأفغانستان وللنظام الطالباني الإسلامي وللنظم الإسلامية التي تشبهه في تشدده سيكون التطبيق الإسلامي محل نظر ، وستوضع الدول الإسلامية كلها في خانة المساءلة وفي خانة الرعب الأبدي ، وستكون الشريعة الإسلامية ذاتها محل نظر ومحل تغيير وتبديل وتطوير ، وربما احتاج الأمر إلى أن تصبح الدول العربية الإسلامية مثل تركيا تُذيع العملية الجنسية على شعوبها في جميع الفضائيات باعتبار أن هذا هو التقدم والتمدن ، وربما يجري الضغظ على كل دول العالم الإسلامي للأخذ بالنظام العلماني ، وسوف تتحكم أمريكا في الأسواق الإسلامية بيعا وشراءً ، وسوف تملك ناصية التجارة العالمية بالكامل ، وسوف تتراجع الأسواق العربية إلى ركود لا يدري أحد متى تكون نهايته .

وسوف يتم تسويق الشذوذ الجنسي وزواج الرجال من الرجال ، وزواج النساء بالنساء في كل العالم الإسلامي الخاضع لوصاية أو تسلط أمريكا ، فهذا هو المفهوم الواسع للحرية والتمدن ، وسوف تُباح المخدرات ، ويُعرض البانجو والحشيش والأفيون والهروين ، كما تُعرض هذه المخدرات على أرصفة الدانمارك وهولندا ، وسوف تستنزف المخدرات خزائن الدول الإسلامية وصحة شبابها ووعي رجالها كما حدث في حرب الأفيون التي ضيعت الصين لقرون خلت ، وسوف تحكم أمريكا العالم وتسيره على هواها ولمصالح اقتصادها ولسلطان دولارها .

إننا نقول الآن أن الحرب انتهت ، وأنا أعتقد أنها بدأت وستكون الحرب القادمة حروبا اقتصادية ، وإفسادا إعلاميا ، وانحلالا شبابيا ، وتدهورا معنويا في كل شيء ، والسؤال الذي جال في خاطر الكل الآن : 

هل تُطلق يد أمريكا لتفعل كل هذا ؟ ، وكيف ستفرض سلطانها على العالم كله ؟ ، وكيف تحكمه بلا منافس ؟ ، أليس لهذه الدنيا خالق ؟ وللكون صاحب يسيره ؟ ، أقول : نعم ، ومن أجل هذا سوف تأتي عاد الثانية ، لأن النظام الأمريكي سينفرد بالعالم ، وسيحاول تشكيله على هواه ، وسوف تتحكم وتسخر كل شيء من أجل مصالحها ، ومن أجل هذا يقول القرآن عن رب العالمين :

(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولَى ) سورة النجم - 50  ، وهي إشارة قرآنية بأنه سوف تأتي فيما تبقى من زمن عاد ثانية تحكم العالم بلا منافس ، وتسود وتتحكم ، وما يحدث الآن هي مقدماته ، والحرب الأخيرة على أفغانستان هي المدخل والبداية لهذا الذي سوف يحدث .

يبقى سؤال يلح على القراء ولاشك هو : لماذا غيرت موقفي ومفهومي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ؟ ، ولماذا أخذت بالنظرية القائلة بأنها عملية سياسية محبوكة ومدبرة ، وليست إرهابا أفغانيا ، ولا هي عملية من عمليات بن لادن ؟ ، وأقول : إنكم قد رأيتم ورأينا معكم قدرات هذا الشعب الأفغاني المهلهل على شاشات التلفزيون والفضائيات ، والذي لا يجد قوت يومه ، وماذا فعل أمام الموت الذي ينقض عليه من السماء ، والقنابل التي تفجر بيوته ، وتهدم أعشاشه ، والذي انسحب من كابول بعد أيام ، ثم انهار تماما ، وتفكك ، وتبخر ، ولم يعد له وجود ، هل هذا الأفغاني الجائع المهلهل هو الذي اختطف الطائرة ال Pan American ، وجلس يتعامل بعبقرية مع إلكترونياتها ، ويقوم بعرض بهلواني مذهل ينقض فيه من السماء على غابة الأبراج ، ويدور حولها ، ويخترقها ، ويفجرها .. استحالة ، هذه الحرفية لا يمكن أن تنشأ بتمرينات عدة أيام ، إنهم الأمريكان لحما ودما ، وهذه لعبتهم ، وهم وحدهم الذين يعرفون الممرات الجوية في سماواتهم والقوانين التي تحكم فضائهم المزدحم بالحركة والنشاط ، وأيضا هم الذين صنعوا عبوات الأنثراكس ، فالأبحاث البيولوجية والحرب البيولوجية لعبتهم ، وهم قد اعترفوا بأن الأنثراكس قادم من الداخل الأمريكي ، وأيضا هم الذين صنعوا تفجير أوكلاهوما باعترافهم وأعداؤهم فيهم ومنهم .

وهم الذين اختطفوا هذه الطائرات وقدموا هذه البهلوانيات ، هذا هو الاحتمال الأقرب ، والخبر الذي تردد في كل النشرات الإذاعية وفي كل الفضائيات عن الأربعة آلاف يهودي الذين يعملون في مركز التجارة العالمي والذين تلقوا أمرا بعدم الحضور إلى المركز يوم 11 سبتمبر هو أكبر دليل على أن الطبخة سابقة التجهيز ، وأنها معلومة باليوم وبالساعة وبالثانية .

أما السؤال الأكثر صعوبة : كيف تصنع أمريكا لنفسها هذا الدمار لنفسها عامدة متعمدة ؟ ، هل قاد هذه الطائرات طيارون أم كان يحركها ريموت كونترول من على الأرض؟ ، كلها تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر ، وشريحة إلكترونية صغيرة توضع في الطائرة تصنع كل هذا وأكثر ، إنما مفتاح هذه العملية هو : ماذا ستخسر أمريكا .. برجين ؟ 

نعلم الآن أنهما قد بيعا لجهة تقدمت لشرائهما مما يدل على أنه كانت هناك صفقة مُبيتة ، أما ماذا ستكسب ؟ ، فعليك أن تقرأ المقال من أوله ، إنها سوف تمتلك ناصية العالم كله ، وسوف تتحكم في مصيره ومستقبله وثروات شعوبه وحريات أفراده ، ربح البيع ، إن المكسب أكبر من الخسارة بكثير ، إن البرجين قد بيعا ، وسوف تقبض ثمنهما ، والمكسب صافي ، والمغامرة تستحق ، ولا أدعي أني عرفت الحقيقة ، ولكن هو مجرد افتراض لا يمكن استبعاده ضمن الفروض العديدة التي طرحتها الحادثة على عقولنا ، مجرد اجتهاد قد يخطئ ، وقد يصيب ، وسوف يظل ما حدث لغزا لعدة سنوات ، والكلمة النهائية لم يقلها أحد بعد ، وأحداث التاريخ وحده ، وما سوف تصنعه أمريكا هو الذي سوف يجاوب ويقول الحقيقة ، وما تفعله الآن بالعالم يؤكد أكثر وأكثر هذا الافتراض ، إننا أمام شيء أشبه بلعبة الأمم لدرجة جعلت البعض يقول : إن الكارثة مصنوعة من أولها إلى آخرها ، لتظهر بهذه الصورة الكارثية لتسوغ لأمريكا أن تفعل أي شيء ، وتبطش على أي صورة بما تريد وبمن تريد ، كما استعملت أمريكا بن لادن في الماضي في حربها مع الروس ، ممكن أن تستعمله مرة أخرى في حربها الجديدة ، وستكون فرصة مواتية لها لتلميع إمكانياتها والدعاية لأفكارها ، وكانت أحاديثه بالفعل كلها دعاية لنفسه ، وحربها عليه كانت تلميعا بمثل ما كانت تنكيلا ، وما حدث أن جميع أدوات الأوركسترا تعاونت لتلعب على أعصاب العالم كله معزوفة واحدة مع نفس أفراد الكورس القديم وبنفس آلياته لتعطي الذراع الأمريكية الفرصة لتطول الكل ، وتنكل وتبطش بمن تشاء ، ولتنسف وتخسف وتدمر دون أن يلومها لائم ، ولا أعجب أن يكون كل هذا التخطيط قد خرج من دماغ جورج بوش الأب والداهية مدير المخابرات الأمريكية السابق وصانع مؤامرة حرب الخليج التي استدرج فيها صدام حسين إلى حرب كانت فيها نهايته ، وكان فيها سقوط الثروة البترولية العربية في أيدي الأمريكان ، والتحكم في أسعار النفط إلى آخر الدهر ، ومنذ هذا التاريخ أصبح من دأب الأمريكان تسخيف أي كلام عن أي تفكير تآمري يحاول أن يفكر فيه العقل العربي والرد الجاهز دائما : أن الكلام عن التآمر والمؤامرة هو من سمات العقلية العربية التافهة ، والسبب مفهوم ، إنهم يريدون إبعاد الأذهان عن هذا اللون من التفكير الذي سوف يكشف مخططاتهم ، وسوف يُجهض أطماعهم ، لهذا السبب كان لابد أن تختفي السفيرة الأمريكية " إبريل جلاسبي " التي استدرجت صدام حسين وشجعته وطمأنته على الشروع في الهجوم على الكويت ، وألا يظهر لها أثر ، وتختفي من الدنيا كلها بعد ذلك ، وتبلعها الأرض ، كان لابد أن تختفي "إبريل جلاسبي" من الوجود لأنها مفتاح عملية التآمر ودليلها وبرهانها ، ومحظور علينا أن نتكلم بمنطق المؤامرة ، أما هم فتاريخهم كله سلسلة من التآمر على جميع المستويات ، وسلسلة من الحروب على جميع الأصعدة ، ورحلة دموية طويلة عبر الأطماع والمصالح بطول استعمار تاريخي أبدي تتغير أساليبه ووسائله ولا يتغير هدفه الدائم والواحد ، وهو استنزاف الموارد ونهب الثروات والاستيلاء على الأرض وعلى كل ما يخرج منها وكل ما يسكن فيها وكل ما يختفي في باطنها وكل من يمشي على سطحها ، عصابة من الأذكياء تعمل بطول التاريخ وعرضه ، لها وجه أوروبي متحضر ولسان يقطر بالعسل ويحفل بروايات الحب ومعارض تحفل بالجديد من كل علم ، ومسارح تحفل بالجديد من كل فن ، ومكتبات تذخر الطريف من كل أدب ، وجه حضاري أخاذ جذاب مُضيء ، ولكن اللباب والقلب أسود سواد الليل تعوي فيه الذئاب وتسرح فيه أسود الغاب ، وفي لحظة واحدة ينقلب المشهد إلى دبابات وقاذفات قنابل وبوارج وغواصات وراجمات صواريخ ومشاهد دامية مثل ما نرى في أفغانستان .

وتسقط إمبراطوريات وتولد إمبراطوريات ، وتشيخ نظم وتتهاوى حكومات ، ولا شيء يدوم في هذا البحر العاصف الخضم الذي يبتلع في بطنه كل ما هو حي .


ويتابع الدكتور مصطفى محمود في موضع آخر من الكتاب قائلا:

ولكن أمريكا الآن تحلم بما هو أكثر ، إنها تريد أن تصادر فكرة الجهاد الإسلامي وتقتلعها من جذورها ، والمجاهدون المئتان من المسلمين الإنجليز الذين ذهبوا إلى أفغانستان للحرب مع إخوتهم الأفغان اتهمتهم المحاكم البريطانية بالخيانة العظمى ، وهم مهددون الآن بالإعدام ، وهذا ما فعله جنود التحالف حينما أبادوا الأفغان العرب الأسرى رميا بالرصاص في قلعة "جانجي" .

لماذا لم يُتهم البريطانيون الذين تطوعوا للحرب مع إسرائيل بالخيانة العظمى هم الآخرون ؟؟!! أم هو الكيل بمكيالين ؟؟ بل عندهم ألف مكيال .

والعرب الذين حاربوا مع الأفغان ( تعليمات أمريكا لجنود التحالف الشمالي بخصوصهم أنهم يُعدمون ) .. لأن الجهاد رذيلة إسلامية يجب استئصالها ليأمن الأمريكان والإنجليز على أنفسهم ، وهذا ما فعله جنود التحالف الشمالي بالأسرى في قلعة جانجي حينما أبادوهم عن بكرة أبيهم هم والمتطوعين الأجانب الذين يحاربون معهم ، أكثر من 500 قتيل ، مذبحة مروعة !!.

والأمريكان والإنجليز هم وجهان لعملة واحدة .. والثنائي الأنجلو أمريكي هو الاستعمار بكل تاريخه وجبروته ، والجهاد الإسلامي في نظر هذا الثنائي الاستعماري هو الإرهاب الذي لابد من سحقه والقضاء عليه .


إن حلم أمريكا أن تكون الروم ، وأن يكون الأمريكان هم الرومان الجدد ، وأن يحكموا العالم إلى نهاية تاريخه .

وتعليمات رامسفيلد القائد الأعلى للقوات الأمريكية ، لا أريد أسرى ، بل أريد قتلى ، أريد أمواتا ، وهذا ما فعلته القوات الأمريكية في مذبحة قلعة جانجي .

شهادة خزي وعار للقائد السفاح ..

هل ينجح الثنائي الأنجلو أمريكي في حكم العالم وفي القضاء على الإسلام ، وفي رفع راية " لا عظيم إلا أمريكا " ؟!.

ويتابع قائلا : وما حدث من الأطراف الأمريكية بالإسراع بتوجيه الاتهام إلى الجماعات الإسلامية وإلى بن لادن بإيعاز من إسرائيل كان هو أيضا إسرافا في الاتهام من الجهة الأخرى ، وقد تواكبت هذه الاتهامات مع هجوم شارون على " جنين " ، وإعمال القتل في الفلسطينيين أطفالا وشبابا وشيوخا وهدم البيوت على ساكنيها ، وكان ذلك استثمارا رخيصا للمناسبة لاحظه الكل .....

والحليف الإسرائيلي بكل أحقاده يدفع بها إلى ضرب المسلمين وترويعهم وإعلان الحرب عليهم .....

أخرجوا تاريخ الأحداث من أحشاء الإنترنت وسوف تصلون إلى الخلفيات الإجرامية للسياسة الأمريكية وإلى الثنائي التآمري الذي يدير دفة العالم .. الموساد وقلعة المخابرات الأمريكية  ال CIA .

وأقول لكم في ثقة : رغم كل هذه التعمية والتضليل سوف يظهر الحق وينتصر ، لأن الله هو الذي يحكم هذه الدنيا ، وليس شارون ولا بوش ، وسوف يعلو الحق رغم كل شيء.


ويضيف الدكتور مصطفى محمود :

بعد الدعوى العريضة والتهمة التي أطلقها الأمريكان على الأفغان بأنهم رأس الأفعى في ليلة الثلاثاء الأسود ، وأنهم هم بعينهم الذين خططوا ونفذوا خطف الطائرات المدنية وتفجير مركز التجارة العالمي وهدم البنتاجون ، وبعد أن أرسل الأمريكان أفواج قاذفاتهم وأسراب مقاتلاتهم لتدك معاقل ذلك الإرهاب الأفغاني الآثم ، فوجئنا بقرى بدائية وشعب مهلهل وفلاحين معدمين لا يملكون اللقمة ولا يحتكمون على شربة الماء ، وكانت عدسات التصوير تتجول عبثا بين أنقاض ، والكاميرات تتحسس طريقها بين خرائب وجدران متداعية.

ورأينا الخرائب تتطاير جذاذات في الهواء بفعل القصف الهمجي ، ورأينا القنابل والرصاص والنيران تفترس هذا السرب المضيع من المعدمين هم وأطفالهم ، فلا تُبقي لهم أثرا ، وانقشع دخان المعركة بلا معركة فلم يكن هناك إلا طرف واحد يتمزق إربا .

هل هؤلاء هم الإرهابيون الذين حشدت لهم الحكومة الأمريكية كل تلك الطائرات والقاذفات والدبابات والمجنزرات والبوارج وراجمات الصواريخ وأطلقت عليهم كل هذه الدواهي.....

ماذا نرى ، وماذا نشهد ؟!!

هل هو مسرح عبثي ؟ ، هل هو فصل من فصول ملهاة سوداء ل "بيكيت" عن اللامعقول ، بل هو اللامعقول بعينه .

ولكن الستار لا تنزل ، والعرض مستمر ، والقتلى يسقطون ، والأطفال العطاش يبكون ، ومقطعو الأيدي والأرجل يزحفون والموتى استقروا في أكفانهم وأخلدوا إلى التراب ، وأكياس الدقيق سقطت متناثرة في الصحراء .

إن ما نراه ليس ملهاة ولكن صفحة من صفحات الواقع المرير في دنيانا ، وفي واقع العولمة سنة ٢٠٠١م تحت مسمى " الحرب على الإرهاب " ....

وهذا هو إسلامنا المتهم بالإرهاب ....

أنتم تقتلون شعبا يكدح وراء اللقمة وأطفالا رضعا لا دخل لهم بما حدث ، وما تفعلونه هو الإرهاب الأعمى بعينه ، والصراخ الإعلامي عبر الإذاعات والصحف لن يكفي لترويج هذه البلاهة .

إنه الجنون مطلق السراح .

ولن يلد الجنون إلا الجنون .

ولن يُشفي الحريق من الحريق .

إنه الانتحار للإعلام الأمريكي وللعسكرية الأمريكية وللسياسة الأمريكية ، وبداية النهاية لحضارة مادية غبية ضلت طريقها وأعمتها المصالح .

وإسرائيل الدولة العميلة تستغل الفوضى الموجودة لتسبح في نفس الموجة وتقتل الفلسطينيين بالعشرات وتهدم بيوتهم وتجرف أراضيهم وترفض الانسحاب وترفض التفاهم وترفع راية العصيان أمام أكبر قوة ، وكأنها تقول : " اشمعنى احنا " ، حرام علينا وحلال عليكم ، ولا تريد أن تخسر نصيبها في موجة الانفعال الحاد والانتقام الوحشي بلا بينة وبلا دليل قطعي سوى التلويح بأن هناك دليل .

أمريكا القطب الأعظم تتصدر هذه الموجة – يقصد الحرب على الإرهاب - ، وتعطي أسوأ المثال لأتباعها وللعصر كله.

والقصة لم تنته بعد ...

ومازالت القصة تتداعى فصولا ، ولا يدري أحد ماذا ستكشف لنا الأيام ....

والحكماء علمونا أن : " الظلم مرتعه وخيم ، وأن عاقبته هي الدمار والخراب على مرتكبيه ".

نعم يا سادة ، القصة لم تنته بعد ، ولم يسدل الستار بعد ، وهناك قتلة لم يُعدموا .

وهناك مجرمون لم يدفعوا ثمن جرائمهم .

وهناك سفاحون اغتالوا البراءة وقتلوا الأطفال وهربوا من القصاص ، وهناك من هدموا البيوت على سكانها ولم تصل إليهم يد العدالة .

وهناك البعض الذي صعد سلالم المجد والرياسة على الأشلاء والجماجم والجثث .

نعم يا سادة القصة لم تنته بعد ..

حتى الموت لن يكون نهايتها ، فهناك آخرة وحساب ودين في الرقاب لابد أن يُدفع وميزان للعدل الأزلي لابد أن يُقام .

وبقيت كلمة العادل الذي لا تخفى عليه خافية ، حتى خفايا القلوب ومكنون الضمائر ، حتى السر المطوي في الحنايا ، وحتى ما هو أخفى من كل ذلك ، ولن يفلت مجرم من جريمته ، فالحق الذي خلق هذا الكون لم يكن يلهو ، والمبدع الذي أبدع هذا الوجود المعجز الخارق لم يكن يعبث .

نعم ، بقي أن يلقى كل منا جزاء ما قدم وما صنع لتكتمل منظومة هذا الإبداع العجيب ، بقي جحيم الأبد أو نعيم الأبد .

هؤلاء هم علماء مصر الذين لا نسمع عنهم ولا عن مؤلفاتهم شيئا في كافة وسائل الإعلام العربية والتي يُنفق عليها مليارات كفيلة برفع الفقر والعوز عن الشعوب العربية ، والتي تفرغت لمطربي المهرجانات وغيره مما نشاهد ونسمع .

رحم الله الدكتور مصطفى محمود وهيأ لنا المناخ الذي يعيننا على الانتفاع بعلمائنا ، اللهم آمين يا رب العالمين .



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق