الخميس، 25 يوليو 2024

حربان لاسترداد السيادة على تيران وصنافير

حربان_لاسترداد_سيادة_مصر_على_تيران_وصنافير
هل يعلم أحد من المصريين أن الشعب المصري خاض حربين لاسترداد سيادة مصر على جزيرتي تيران وصنافير ؟
هل يعلم أحد أن مصر واجهت عدوان إسرائيل على سيناء واحتلالها عام ١٩٦٧م عندما مارست مصر سيادتها على مدخل خليج العقبة وأغلقت مضيق تيران في وجه السفن الإسرائيلية ؟
وهل يذكر أحد أن حرب أكتوبر ١٩٧٣م كانت لاسترداد سيناء ، أي بسبب الحرب السابقة لها ؟
كم خسرت مصر في حربي يونيو١٩٦٧م و أكتوبر ١٩٧٣م من أبنائها وأسلحتها وثرواتها ؟
وما هي الأضرار التي تحملتها مصر نتيجة معاهدة كامب ديفيد ١٩٧٨م واتفاقية السلام التي ترتبت عليها عام ١٩٧٩م والتي تعاني منها مصر والعالم العربي والإسلامي حتى الآن ؟

يجيب عن هذه الأسئلة محمد رياض أحد عظماء الوطنيين المصريين والذي شغل العديد من المناصب منذ تخرجه من الكلية الحربية عام ١٩٣٦م ، منها وزير خارجية ، وأمين عام لجامعة الدول العربية ، وقبل ذلك تولى مناصب في غزة أثناء إدارة مصر لها ، وهو رحمه الله عز وجل أفضل من كتب عن تفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي بدءا من حرب ١٩٤٨م وحتى معاهدة كامب ديفيد واتفاقية السلام التي ترتبت عليها عام ١٩٧٩م ، ولذا فهو من الشخصيات التي يتم التعتيم عليها وعلى مؤلفاتها .

يقول محمد رياض في الجزء الأول من مذكراته ص ٤٢ :
" وبدأت سنة ١٩٦٦م ، وكل جسور التفاهم التي بناها دوايت أيزنهاور وجون كينيدي مع مصر تُقطع واحدا بعد الآخر . وعبد الناصر من جانبه قد يئس تماما من تحسين العلاقات مع الرئيس الأمريكي جونسون في ظل انحيازه المسبق لإسرائيل ...........
ثم تحدث رياض عن هجوم إسرائيل بريا وجويا على قرية " السموع الأردنية " في ١٣ نوفمبر ١٩٦٦م ...

تهديد_إسرائيل_لسوريا_في_مايو_١٩٦٧
ويتابع محمد رياض : وواصلت إسرائيل تهديداتها لسوريا ، ففي ١٢ مايو ١٩٦٧م أعلن اسحاق رابين رئيس أركان حرب القوات الإسرائيلية : " أنهم سوف يشنون هجوما خاطفا على سوريا ، وسيحتلون دمشق لإسقاط الحكم فيها ثم يعودون " .....
ثم توالت التقارير عن الحشود العسكرية الإسرائيلية على الحدود السورية ....

عامر_يطالب_قوات_الطوارئ_الدولية_بالانسحاب_من_سيناء

وفي ١٦ مايو رأى عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية أن يتخذ خطوة أخرى  للضغط على إسرائيل ، فطلب من الفريق فوزي أركان الحرب أن يرسل خطابا إلى قائد قوات الطوارئ الدولية في قطاع غزة وشرم الشيخ الجنرال ريكي ، مفاده أنه أصدر أوامره للقوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة بأن تكون مستعدة لأي عمل ضد إسرائيل في نفس اللحظة التي ترتكب فيها أي عمل عدواني ضد أي دولة عربية ، وأن القوات المصرية تحتشد الآن في سيناء على حدود مصر الشرقية ، وأنه حرصا على القوات الدولية يطالب الجنرال ريكي بسحب هذه القوات من مراكزها فورا ....
فطلب الجنرال ريكي أن يتم توجيه هذا الطلب للأمم المتحدة ، وبالفعل وافق الرئيس عبد الناصر على توجيه هذا الخطاب إلى الأمم المتحدة .
وعندما رفض يوثانت إجراء انسحاب جزئي لقوات الطواري ( أي من سيناء فقط ) ، لم يعد في استطاعة مصر التراجع عن طلبها ، ولم يكن أمام مصر سوى أن تطلب الانسحاب الكلي لقوات الأمم المتحدة ، وهذا يتضمن بالطبع القوات الموجودة في غزة وشرم الشيخ .

دخول_القوات_المصرية_شرم_الشيخ

ويضيف محمد رياض : وقد أدى انسحاب قوات الأمم المتحدة من شرم الشيخ إلى دخول قواتنا العسكرية إليها ، وهذه الخطوة بدورها فرضت علينا العودة إلى المشكلة القديمة الخاصة بملاحة إسرائيل في خليج العقبة ( أي مرور السفن الإسرائيلية في مضيق تيران الذي تنحصر مياهه ما بين جزيرتي تيران وصنافير من جهة وشرم الشيخ  من الجهة المقابلة ).

يقول رياض : لقد كان قرار عبد الحكيم عامر بسحب قوات الطواري قرارا متسرعا يفتقد أية قيمة عسكرية ولا يشكل أي ضغط عسكري على إسرائيل .

وتلقفت إسرائيل هذا التطور الجديد لكي تحول الأزمة والتي بدأتها بتهديداتها لسوريا بالغزو العسكري واحتلال دمشق إلى قضية أخرى تماما ، وهي حرية الملاحة في خليج العقبة ، وبدأت الأزمة الجديدة تحتل مكان الصدارة في عواصم عديدة ، وفي مقدمتها واشنطن بالطبع .

ويضيف رياض : ولقد زعمت إسرائيل أن لديها التزام أمريكي منذ سنة ١٩٥٧م بضمان حرية الملاحة لسفنها في خليج العقبة ، وهو التزام حتى لو كان صحيحا فإن مصر لم تكن طرفا فيه ولم أسمع به على الاطلاق .

عبد_الناصر_يُغلق_مضيق_تيران_في_وجه_السفن_الإسرائيلية

ويتابع محمد رياض : ولما كان هدف عبد الناصر من الأزمة كلها هو امتصاص التهديد الإسرائيلي ضد سوريا ، فإنه قرر أن يعلن إغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية وذلك في يوم ٢٣ مايو .

تهديد_أمريكي_بسبب_غلق_المضيق_في_وجه_إسرائيل

ثم تحدث رياض عن الرسالة المطولة التي أرسلها الرئيس الأمريكي ليندون جونسون إلى الرئيس عبد الناصر ليحثه فيها على تجنب القتال ، وكان من بين ما قاله الرئيس الأمريكي :

" ونحن ننتهز هذه الفرصة لنعيد تأكيدنا بالتزامنا المستمر لمبدأ حرية المرور إلى خليج العقبة لسفن جميع الدول ، فإن حق المرور الحر والبريء إلى هذه المياه يعد جزءا من المصلحة الحيوية للمجتمع الدولي ، ونحن موقنون بأن التدخل في هذه الحقوق الدولية قد تكون له عواقب دولية خطيرة .

ثم أوضح رياض الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر عن تقييم رسالة الرئيس الأمريكي ، وأن عبد الناصر كان متشككا في مصداقيته في الوقوف موقفا عادلا منصفا بين مصر وإسرائيل ، حيث قال عبد الناصر لرياض : " أنا ما زلت أشعر بعدم الاطمئنان ، بل إنني أشك في صدق هذه الرسالة من جونسون ، فإذا كانت لديه كل تلك النوايا في الانحياز الكامل لإسرائيل ، ومعاداتنا لحسابها طول السنوات السابقة ، فهل سيتنكر فجأة لكل ذلك ويتخذ موقفا عادلا بيننا وبين إسرائيل ؟ ...

المقترح_الأمريكي_لحل_أزمة_غلق_مضيق_تيران

ثم جاء يوثانت ، وعندما استقبلته في مطار القاهرة شعرت بأنه مع هدوئه يشعر بالانزعاج الشديد . وقد أخطرتنا سفارتنا في واشنطن بأن الولايات المتحدة تساند مهمة يوثانت ، الأمر الذي أعطى جدية إضافية للمشروع الذي أخطرني به يوثانت كبداية لحل الأزمة .
كان مشروع يوثانت يعتمد على أفكار لتهدئة الموقف وهي تتلخص في نقاط ثلاثة :
أولا: يطلب من إسرائيل ألا تُرسل أي سفينة عبر خليج العقبة .
ثانيا: يطلب من الدول التي ترسل سفنها إلى ميناء إيلات ألا تحمل موادا استراتيجية لإسرائيل .
ثالثا: يطلب من مصر عدم مزاولة حق التفتيش على السفن التي تمر عبر مضيق العقبة ( مضيق تيران ) .
ويضيف رياض : ولقد عرضت تلك النقاط على عبد الناصر مع تأييدي بقبولها .
مضيفا بأن يوثانت حصل على موافقة الرئيس عبد الناصر على النقاط سالفة الذكر ، ووعد بعدم الهجوم على إسرائيل ، ثم غادر القاهرة مسرعا يوم ٢٥ مايو ١٩٦٧م ، .......

إسرائيل_وأمريكا_تعتزمان_ضرب_مصر

ويضيف رياض : إلا أنه تبين بعد ذلك أن الرئيس الأمريكي جونسون وكبار مستشاريه اجتمعوا مع وزير الخارجية الإسرائيلي "أبا إيبان" في مساء السادس والعشرين من مايو ، وذلك لبحث احتمالات الموقف في المنطقة ، وبعد الاجتماع قال جونسون لمساعديه : إن إسرائيل سوف تضربهم ، أي تضرب المصريين .

عامر_وبدران_يطمئنان_عبد_الناصر_على_جاهزية_الجيش

وكشف رياض كيف أن عبد الحكيم عامر كان يطمئن عبد الناصر على قدرات مصر العسكرية حيث قال له ضاحكا : اسمع لو حدث وقامت إسرائيل بأي عمل ضدنا فإننا نستطيع بثلث قواتنا فقط أن نصل بير سبع ، ولكي تتأكد بنفسك ، ما رأيك أن تزورني في القيادة لكي تطلع على الموقف العسكري ؟
وأضاف محمد رياض بأن شمس بدران وزير الحربية وفي اجتماع لمجلس الوزراء قال : حتى لو تدخلت أمريكا بأسطولها السادس لمساندة إسرائيل ، فإن القوات المصرية كفيلة بمواجهة الموقف .

عبد_الناصر_يؤكد_للرئيس_الأمريكي_مصرية_المضيق
وأحقية_مصر_في_منع_مرور_السفن_الإسرائيلية_بسبب_عدوانها

وأضاف رياض : بأن عبد الناصر قام بالرد على الرئيس الأمريكي جونسون برسالة مطولة يوم ٦/٢ ، كرر فيها موقفنا بالنسبة لموضوع شرم الشيخ ، مشيرا إلى أن إسرائيل ترفض العمل باتفاقات الهدنة مؤكدا من جديد على أن مصر لن تكون هي البادئة بالعدوان .
وعرض جزءا مما جاء في الرسالة ، والذي يقول فيه الرئيس جمال عبد الناصر :

كان منطقيا بعد انسحاب قوات الطوارئ الدولية أن تتقدم القوات المسلحة العربية لاحتلال مواقعها ، واحتلت من بين هذه المواقع منطقة شرم الشيخ المطلة على مضيق تيران ، وكان منطقيا أيضا أن نمارس حقوق سيادتنا الثابتة على المضيق وعلى مياهنا الإقليمية في الخليج .

ويضيف الرئيس عبد الناصر في خطابه للرئيس الأمريكي :
وهنا أيضا أود أن أعود بك بضعة سنين إلى الوراء ، إلى العدوان الثلاثي ضد الجمهورية العربية المتحدة وهو العدوان الذي ما زلنا نذكر بالتقدير الموقف العادل الذي اتخذته بلادكم إزاءه .

ولقد مارست الجمهورية العربية المتحدة قبل العدوان حقوقها القانونية الثابتة إزاء الملاحة الإسرائيلية في المضيق وفي الخليج ، وهي حقوق لا تحتمل التشكيك ، وبعد رحيل قوات الطوارئ وحلول القوات المسلحة العربية محلها في هذه المنطقة ، لم يكن من المتصور أن يُسمح بمرور السفن الإسرائيلية أو المواد الاستراتيجية المرسلة لها ، وموقفنا فوق ذلك ثابت شرعا ، فهو يستهدف في الواقع إزالة آخر أثر للعدوان الثلاثي إعمالا لهذا المبدأ الأخلاقي الذي يقضي بعدم مكافأة المعتدي على عدوانه.
وفي كل ما اتخذناه من إجراءات دفاعا عن أراضينا وحقوقنا أوضحنا أمرين : أولهما : أننا سندافع ضد أي عدوان يقع علينا بكافة ما نملك من قدرات وإمكانيات . وثانيهما : أننا سنظل نسمح بالمرور البريء للسفن الأجنبية في مياهنا الإقليمية .

ويضيف رياض : أرسلنا تلك الرسالة إلى الرئيس الأمريكي جونسون في ٢ يونيو وكنا قد استقبلنا قبلها مبعوثا من جانبه بشكل رسمي ، ومبعوثا آخر بصفة غير رسمية .

كان المبعوث الرسمي هو السفير تشارلز يوست ، .. والذي أجاب عن سؤالي بشأن احتمالية أن تشن إسرائيل حربا على مصر ، بأن ذلك وارد بنسبة ٥٠%  ، وهو ما جعلنا نتشكك في الموقف الأمريكي ....

بداية_المشكلة_احتلال_إسرائيل_أم_رشراش( إيلات )
وهو_ما_رأته_القيادة_المصرية_خطرا_على_مصر_والعرب

ويضيف محمد رياض : والواقع أن جذور هذه المشكلة الأخيرة بالذات بدأت عندما قامت إسرائيل في ١٠ مارس ١٩٤٩م باحتلال أم رشراش ( إيلات ) على خليج العقبة وذلك بعد توقيع اتفاقية الهدنة مع مصر عام ١٩٤٩م ، وفي ظل قرار مجلس الأمن بوقف أي عمليات عسكرية من جميع الأطراف .

وقد تبين لنا في مصر في ذلك الوقت خطورة هذا الإجراء على سلامة مصر ، لأن وصول إسرائيل إلى خليج العقبة أصبح يهدد ساحل سيناء الجنوبي ، بل يهدد سواحل مصر والسعودية على البحر الأحمر . وكإجراء مضاد صدر قانون عام ١٩٥٠م يحرم مرور السفن الإسرائيلية في الممر المائي والذي يبعد ١٥٠٠ ياردة من الساحل المصري ، كما يحرم وصول أي مواد استراتيجية إلى إيلات عن طريق الممر المائي .
وأصبح الأمر منذ ذلك الوقت يتعلق بأمن مصر والدول العربية في منطقة البحر الأحمر .

إسرائيل_تبدأ_حرب١٩٦٧_بسبب_غلق_مضيق_تيران

ويضيف رياض : استيقظت في صباح الخامس من يونيو على صوت انفجارات شديدة وكانت الأصوات تأتي من شرق وغرب القاهرة ، وأدركت أن إسرائيل قد بدأت هجومها .

وهكذا يتضح لنا من حديث محمد رياض أن إسرائيل احتلت أم رشراش في فترة هدنة مع مصر عام ١٩٤٩م ، وحولتها بعد ذلك إلى ميناء ( إيلات ) الإسرائيلي ، ليصبح لها منفذ على خليج العقبة الذي تستطيع أن تخرج منه بعد ذلك إلى البحر الأحمر ، ومنه إلى المحيط الهندي ،  ومن المحيط الهندي إلى الشرق وجنوب شرق آسيا ثم إلى المحيط الهادئ.

كما كشف لنا محمد رياض وزير خارجية مصر و أمين عام جامعة الدول العربية سابقا : أن حرب أو نكسة يونيو ١٩٦٧م والتي احتلت إسرائيل خلالها سيناء كانت بسبب قيام مصر بغلق ( مضيق تيران ) ، وتصميم مصر على أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان ، وأن مضيق تيران مصري ، ومياه المضيق مياه إقليمية مصرية ، وأن القيادة السياسية والعسكرية في ذلك الوقت كانت مصممة على استرداد سيادة مصر على أم رشراش التي فقدتها عام ١٩٤٩م ، واسترداد سيادتها على مضيق تيران ، الذي فُرض على مصر بعد حرب ١٩٥٦م - بتعليمات أمريكية - أن تسمح بمرور السفن الإسرائيلية فيه ، وأن مصر عام ١٩٦٧م أدخلت قواتها إلى شرم الشيخ لتحكم سيطرتها على الجزيرتين وعلى مضيق تيران ، وأن تمنع مرور السفن الإسرائيلية بسبب تهديدها بالعدوان على سوريا واستردادا لسيادة مصر على مضيق تيران.

كان هذا هو موقف القيادة السياسية والعسكرية المصرية في ذلك الوقت ، استرداد سيادة مصر على أم رشراش ومضيق تيران ، إلى أن توفى الرئيس جمال عبد الناصر أثناء حرب الاستنزاف بتاريخ ١٩٧٠/٩/٢٨م ، وتولى الرئيس السادات ليقوم بتغيير كافة السياسات المصرية تغييرا جذريا ، حيث قام بطرد الخبراء السوفيت ، وبدأ فتح العلاقات مع أمريكا ، وانتهى الأمر بمعاهدة كامب ديفيد ١٩٧٨م واتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩م ، والتي تنازلت مصر بمقتضاها عن كل ذلك وعن أشياء أخرى كثيرة وخطيرة .

#معاهدة_كامب_ديفيد١٩٧٨_واتفاقية_السلام_عام١٩٧٩
#تفرض_مرور_السفن_الإسرائيلية_في_كافة_المياه_المصرية

فقد نصت المادة الخامسة من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة بتاريخ ١٩٧٩/٣/٢٦م على أن :

١- تتمتع السفن الإسرائيلية والشحنات المتجهة من إسرائيل واليها بحق المرور الحر في قناة السويس ومداخلها في كل من خليج السويس والبحر الأبيض المتوسط وفقا لأحكام اتفاقية القسطنطينية لعام 1888م المنطبقة على جميع الدول ، كما يعامل رعايا إسرائيل وسفنها وشحناتها ، وكذلك الأشخاص والسفن والشحنات المتجهة من إسرائيل وإليها معاملة لا تتسم بالتمييز في كافة الشئون المتعلقة باستخدام القناة

٢- يعتبر الطرفان أن مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوى، كما يحترم الطرفان حق كل مهما في الملاحة والعبور الجوى من أجل الوصول إلى أراضيه عبر مضيق تيران وخليج العقبة .

#اتفاق_ضمنت_به_أمريكا_حق_مرور_السفن_الإسرائيلية

وقد وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل في كامب ديفيد ضمن نقاط أخرى - في غفلة من مصر - اتفاقا على أن :
" الولايات المتحدة ستقدم الدعم الذي تراه مناسبا للأعمال التي تتخذها إسرائيل ردا على مثل هذه الانتهاكات لمعاهدة السلام ، وبوجه خاص لو أن انتهاكا لمعاهدة السلام اعتبر تهديدا لأمن إسرائيل بما في ذلك عرقلة استخدام إسرائيل للمرات المائية الدولية ، وانتهاك نصوص المعاهدة الخاصة بتحديد عدد القوات ، أو وقوع هجوم مسلح ضد إسرائيل ، فإن الولايات المتحدة ستكون على استعداد لأن تنظر وعلى وجه السرعة في الإجراءات العملية اللازمة : مثل تعزيز وجود الولايات المتحدة في المنطقة ، وتزويد إسرائيل بإمدادات طوارئ وممارسة الحقوق البحرية لوضع حد للانتهاك " .
وقد اعترضت مصر على الاتفاق سالف الذكر ، وارفق اعتراضها بالأوراق ، وأغلق الملف .

خلاصة_القول : تمسك القيادة السياسية والعسكرية عام ١٩٦٧م بمصرية تيران وصنافير وسيادة مصر على مضيق تيران - لاستشعارها بخطورة وصول إسرائيل إلى خليج العقبة وأم رشراش ومضيق تيران - أدى بمصر والمصريين إلى خوض حربي يونيو ١٩٦٧م وحرب أكتوبر ١٩٧٣م .

وبعد كل الخسائر التي خسرتها مصر وخسرها المصريون من أرواح وأموال وثروات ، وقع الرئيس السادات على إطار السلام في  كامب ديفيد عام ١٩٧٨م ، ثم وقع على معاهدة السلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩م ليتنازل عن كل ما سبق ، ويبرم اتفاقا على أن كل الممرات المصرية ممرات دولية لا تملك مصر منع إسرائيل من المرور فيها.

ثم وبعد خسائر حربين متتاليتين في الأرواح والعتاد والأموال  نستيقظ ذات يوم لنكتشف أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان ، وأن مياه مضيق تيران مياه دولية .

رحم الله عز وجل من استشهدوا في نكسة يونيو ١٩٦٧م ، ورحم من استشهدوا في حرب أكتوبر ١٩٧٣م ، ورفع الله عز وجل عن مصر والمصريين الأضرار التي لحقت بهم من جراء معاهدة كامب ديفيد واتفاقية السلام التي تم توقيعها مع إسرائيل .
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا ...

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق