الأحد، 4 أكتوبر 2015

هل يفعلها الشيعة والسنة كما فعلها قسطنطين وثيودوسيوس.(20)

 
اللهم وحد صفوف المسلمين واجمع شملهم
كسوف الشمس يحدث عندما يُنزلها الله عز وجل في البحر :
 
أعتقد أن أظهر الأدلة علي تقييم كتاب " الكافي" وما جاء فيه من أحاديث موضوعة هو أن نتوقف عند بعض الأحاديث التي تتناول ظواهر علمية ، فقد حرص الكليني في كتابه علي إقناع القارئ بأن الله عز وجل قد وهب الأئمة كافة العلوم من عهد آدم وإلي أن تقوم الساعة .
فقد تناول أحد الأحاديث ظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر ، وقبل أن نعرض الحديث نلفت الإنتباه إلي المدلول العلمي لظاهرة (( كسوف الشمس )) والتي تقول عنها موسوعة " ويكيبيديا الحرة " :
" هي ظاهرة فلكية تحدث عندما توضع الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضئ ".
أي باختصار القمر يمر بين الشمس والأرض فيحجب ضوء الشمس من الوصول إلي الأرض ونحن في وضح النهار ، وتنتهي الظلمة بشكل تدريجي مع مرور القمر وابتعاده عن الخط المستقيم بين الشمس والأرض .
أما ظاهرة (( خسوف القمر )) وفقا لموسوعة " ويكيبيديا الحرة " فهو إما خسوف كلي ويحدث عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض ، وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائياً في أوقات منتصف الليل وخصوصاً في المناطق الصحراوية ، أو خسوف جزئي ويحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض ، وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرص القمر ، أو خسوف شبه الظل ويحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل فقط ، وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتاً من دون أن ينخسف.
وعن سبب الظاهرة تقول الموسوعة : تنشأ ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرضُ ضوءَ الشمس أو جزءاً منه عن القمر ، بمعدل خسوفين لكل سنة ، ويمكن رؤية الخسوف في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق .
هذا هو التفسير العلمي للظاهرتين والذي لا مجال للتشكيك فيه في عصرنا الحديث ، فماذا يكون تقييمنا لأحاديث كتاب " الكافي " عندما نجد أحد هذه الأحاديث يفسر كسوف الشمس بنزولها في البحر ، ويفسر خسوف القمر بنزوله في البحر علي نحو يؤكد أن من كتب الحديث ليس لديه أي تصور صحيح من قريب أو بعيد عن علم الفلك ونظام المجموعة الشمسية ودوران الكواكب حول الشمس ، لدرجة أنه يتصور أن الشمس تنزل في البحر إذا افترضنا أنه يقصد بحرا من بحور الدنيا ، أو أنه يتصور وجود بحر في الفضاء إذا كان يقصد بحرا فضائيا .
فقد ورد في كتاب " الكافي " الجزء الثامن " في باب " حديث البحر مع الشمس " عن عن الحكم بن المستورد ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال :
(( إن من الأقوات التي قدرها الله للناس مما يحتاجون إليه البحر الذي خلقه الله وجل بين السماء والأرض ، قال : وإن الله قد قدر فيها مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب وقدر ذلك كله على الفلك ، ثم وكل بالفلك ملكا ومعه سبعون ألف ملك ، فهم يديرون الفلك فإذا أداروه دارت الشمس والقمر والنجوم والكواكب معه فنزلت في منازلها التي قدرها الله عزوجل فيها ليومها وليلتها فإذا كثرت ذنوب العباد وأراد الله تبارك وتعالى أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذى عليه مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوه عن مجاريه قال : فيزيلونه فتصير الشمس في ذلك البحر الذي يجري في الفلك قال : فيطمس ضوء‌ها ويتغير لونها فإذا أراد الله عزوجل أن يعظم الآية طمست الشمس في البحر على ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية قال : وذلك عند انكساف الشمس ، قال : وكذلك يفعل بالقمر ، قال : فإذا أراد الله أن يجليها أو يردها إلى مجراها أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الفلك إلى مجراه فيرد الفلك فترجع الشمس إلى مجراها ، قال : فتخرج من الماء وهي كدرة ، قال : والقمر مثل ذلك قال : ثم قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : أما إنه لا يفزع لهما ولا يرهب بهاتين الآيتين إلا من كان من شيعتنا فإذا كان كذلك فافزعوا إلى الله عزوجل ثم ارجعوا إليه )).
وهكذا ترون من هذا الحديث كيف أن الكليني كان صادقا عندما زعم لنا أن الأئمة هم خزائن علم الله عز وجل ، وأن الإمام يعرف كل العلوم من عهد آدم ، فها هو حديث يدل علي إلمام الإمام بعلوم الفلك ، فالحديث يبدأ بأن الله عز وجل خلق البحر بين السماء والأرض ، وأعتقد أن من كتب هذه العبارة قد استمدها من واقع رؤيته للبحر ، حيث لم يجد له نهاية ثم رأي السماء وكأنها تلتحم به ، ورأي الشمس وكأنها تخرج منه ، فدون ما رآه وهو يعتقد أنه حقيقة علمية ، ومن جهة أخري نفهم من الحديث أن الشمس لها مجاري ربما خشبية أو معدنية ، فإذا عضب الله عز وجل علي عباده أمر الملك بإزالة مجاري الشمس ، فيأمر الملك السبعين ألف ملك التابعين له فيقومون بفك المجاري فتسقط الشمس في مياه البحر ومعها القمر ، وهذه الآيات المفزعة يفزع لها كل الناس عدا الشيعة .
للأسف الشديد إنه مجرد مثال علي كم كبير من الأحاديث تنطوي علي مثل هذه الخرافات ، للأسف الشديد مثل هذه الأحاديث وغيرها هي التي تسببت في شق صف خير أمة أخرجت للناس لزمن تخطي الألف العام كانت مليئة بالحروب التي تقاتل فيها الفريقان ، وقُتل منهما الملايين ، وقلّ أن يكون القتل دون تمثيل بالجثث ، وها هي إيران وحزب الله يتدخلان بالخراب والدمار في العراق وسوريا انطلاقا من نفس المرجعية الشيعية القائمة علي أحاديث كذلك الذي قرأناه ، اللهم إنك المنتقم ممن وضع هذه الخرافات ، وممن يعرف أنها خرافات ولكنه يدافع عنها ، ويسعي للتبشير بها لأنها بالنسبة له مصدر للجاه والسلطان والثراء .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة المصرية .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق