#هل_هي_نبوءات_سيدنا_إدريس_عن_مصر_تتحقق :
سوف أبدأ في البداية بعرض النبوءات التي كتبها صاحبها منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد تقريبا ليكشف ما سوف تصبح عليه أحوال مصر في المستقبل الذي لم يحدده ، كيف كانت تحتضن الأديان والروحانيات ، وإلى ماذا تؤول فيها الأوضاع ، إنها نبوءات تستحق التوقف أمامها طويلا وتأملها بعمق لعل كل منا يُعيد النظر في أعماله وأفكاره وخططه وبرامجه .
وبعد عرض النبوءات سوف أبين سبب نسبتها لسيدنا إدريس النبي عليه السلام ، وها هي النبوءات :
- غير أني أتوقع أن يأتي في قادم الزمان متكلمة أذكياء غيتهم خداع عقول الناس لإبعادهم عن الحكمة النقية .
- وفي تعاليمهم سوف يدعون أن إخلاصنا المقدس كان بلا جدوى ، وأن تقوىم القلوب وعبادة أتوم التي يرفعها إليه المصريون ليستا سوى جهد ضائع .
- مصر صورة للسماوات ويسكن الكون كله هنا في قدس معبدها .
- لكن الإله سوف يهجرها ، ويعود إلى السماء ، ويرتحل من هذا البلد الذي كان مقرا .
- ستصبح مصر مهجورة ، موحشة ، محرومة من وجود الإله ، يحتلها الدخلاء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة .
- إن هذا البلد الزاخر بالمعابد والأضرحة ، سيضحى مليئا بالجثث والمآتم.
- والنيل المقدس سوف تُخضبه الدماء ، وستفيض مياهه محملة بالقيح .
- هل يحملك ذلك على البكاء .
- بل سيتبع ذلك ما هو أنكى .
- فهذه البلاد التي علمت الروحانية لكل الكائنات الإنسانية ، وأحبت الإله يوما بولاء عارم ، فتَفَضَلَ – أي الإله - بالإقامة في أرضها ، هذه البلاد ستتفوق على الجميع في العنف .
- سيتجاوز عدد الموتى الأحياء وعدد الذين اختفوا من على وجه الأرض ، وسيُعرف المصريون بلغتهم فقط ، أما أعمالهم فلن تختلف عن أعمال الأجناس الأخرى .
- آه يا مصر .
- لن يبقى من دينك شيء سوى لغو فارغ ، ولن يلقى تصديقا حتى من أبنائِك أنت نفسك .
- لن يبقى شيء يُروى عن حكمتك إلا على شواهد القبور القديمة .
- سيتعبُ الناس من الحياة ، ويكفون عن رؤية الكون كشيء جدير بالعجب المقدس .
- ولسوف تصبح الروحانية التي هي أعظم بركات الإله مهددة بالفناء ، وعبئا ثقيلا يثير احتقار الغير .
- ولن يكون العالم جديرا بالحب كمعجزة من خلق أتوم ، ولا كشاهد عظيم على فضله الأصيل ، ولا كوسيلة للإرادة الربانية التي تُذكي في مشاهدها الإجلال والحمد .
- ستضحى مصرُ أرملة .
- فكل صوتٍ مقدس سيُجبر على الصمت .
- وتُفَضَلُ الظلمة على النور ، ولن ترتفع عينٌ إلى السماء .
- سيُدمغ الصالحُ بالبلاهة ، وسيُكَرَمُ الفاسقُ كأنه حكيم .
- وسيُنظر إلى الأحمق كأنه شجاع ، وسيُعتبر الفاسد من أهل الخير .
- وتُصبح معرفة الروح الخالدة عُرضة للسخرية والإنكار ، ولا تُسمع ولا تُصدق كلمات تبجيل وثناء تتجه إلى السماء .
- لقد كنْتُ الشاهد من خلال العقل الواعي على ما خفي في السماء ، وبالتأمل وصلت إلى معرفة الحقيقة وصببتها في هذه المتون .
- ها أنذا هرمس العظيم ثلاثا ، أول إنسان وصل إلى جماع المعرفة ، سجلت في هذه المتون أسرار الإله في رموز خفية ، بحروف مصرية مقدسة ، في أمشاق على متون هذه الصخور وأخفيتها لعالم المستقبل ، الذي سوف يحاول الإنسان فيه البحث عن حكمتنا المقدسة .
هذه النبوءات منسوبة لمن يدعى " مثلث العظمة هرمس " وهو شخصية دينية عرفتها كل الحضارات القديمة ، الفرعونية والإغريقية والرومانية ، كما عرفها الفرس واليهود والمسيحيون والمسلمون ، فهو عند المسلمين سيدنا ( إدريس ) عليه السلام ، وله مكانة رفيعة في كل الحضارات .
يقول الأستاذ / أحمد غسان في كتابه " هرمس الحكيم بين الألوهية والنبوة " : أما اسمه فهو عند الفرس ( أبجهد ) أو ( بوذاسيف ) ، وعند العرب هرمس أو هرمز أو إدريس ، وعند اليهود أخنوخ أو خنوخ أو أهنخ أو أنوش وأنوك وأشنخ ، وهو أيضا ( الباز ) ، وعند الرومان ( مركوري ) و ( أرميس ) ، وقيل هو ( أخناتون ) والذي تحول إلى أخنوخ و ( أوزوريس ) الذي تحول إلى إدريس .
وفي مقدمة كتاب " متون هرمس – حكمة الفراعنة المفقودة " الذي نقلنا عنه النبوءات الخاصة بمصر – تأليف الأستاذين / تيموثي فريك وبيتر غاندي ، يقول مترجم الكتاب الأستاذ / عمر الفاروق عمر في مقدمته :
" وفي فكر الإمبراطورية الإسلامية تيار عرفاني يُعرف بالصوفية ينتسب في أصوله لمثلث العظمة هرمس ، ومنهم كثير من الشعراء والعارفين ، وقد أخذ الفيلسوف يحيى السهروردي على عاتقه في القرن الثاني عشر الميلادي أن يربط بين ما أسماه الدين الشرقي الأصلي والإسلام ، وقد قال بأن حكماء العالم القديم قد دعوا إلى مذهب وحيد والذي تنزل على هرمس وقد وحده السهروردي مع النبي إدريس عليه السلام الذي ذكر في القرآن الكريم "
ثم يضيف المترجم :
تُعرف مجموعة المتون التي تضمنها هذا الكتاب ( متون هرمس – حكمة الفراعنة المفقودة ) في الأدب والتصوف الإسلامي باسم الهرمسيات ، وتُعزى إلى الحكيم المصري " تحوت " والذي قيل عنه إنه تحول بحكمته إلى كائن رباني ، وقد قُدس تحوت في مصر القديمة قبل عام 3000 قبل الميلاد على أقل تقدير ، كما يُعزى إليه اختراع الكتابة الهيروغليفية المقدسة ، وأن تحوت قد كشف للمصريين علوم الفلك والعمارة والهندسة والطب والإلهيات ، وقد كان اليونانيون يبجلون المعرفة الروحانية المصرية ويعتقدون أن تحوت هو باني الهرم ، وعرفوا تحوت باسم إلههم هرمس رسول الآلهة ومرشد الأرواح في مملكة الموت وقد أضفوا عليه لقبا لتمييزه عن إلههم وهو " هرمس مثلث العظمة " لتكريم معرفته المتسامية ...
كل الباحثين في مجال التاريخ والآثار أو أغلبهم أشار إلى أن هرمس المنسوب له النبوءات عن مصر هو سيدنا إدريس عليه السلام ، وما كُتب في هذا المجال كثير ويقوم على أسانيد قوية ، فاقرأوا عن هرمس مثلث العظمة لتعرفوا هل هو سيدنا إدريس عليه السلام من عدمه .