#ولدة_الموت_في_زمن_الفتن
عبارة شهيرة ، نتوارثها ، ولا نعلم من قائلها ، لكن وعلى ما يبدو أنه رجل صالح ، وأراد أن يُهدينا حقيقة من الحقائق ربما تؤيدها قصة أهل الكهف ، والواقع المكرر الذي يجعلها في وجدان الناس حقيقة كالشمس الساطعة .
"ولدة موت" عبارة يستخدمها الناس في إشارة إلى شباب متدين مُخلص في عبادة الله عز وجل ، حسن الخلق ، مُبتسم دائما في وجوه الآخرين ، موفق للكلمة الطيبة ، محبوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف ، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف ) ، قلوبهم كأفئدة الطير ، هذا الشباب يتوفاه الله عز وجل في ريعان شبابه .
من قبل حزنت على ابن بنت عمتي المرحوم/ محمد عبد الماجد الذي كان يلازمني طوال فترة عضويتي بمجلس الشعب ٢٠١٠/٢٠٠٥ ، كان يتطوع بقيادة السيارة التي اتنقل بها ، كان رحمه الله عز وجل رغم صغر سنه ذي تقوى وحكمة ، كان خفيف الظل يملك بأسلوبه الموهوب إن شاء أن يحول جنازة إلى فرح ، ولذا كان إذا دخل أي مجلس دخلته البهجة ، وأخذ الجميع يخاطبونه في ذات الوقت ، توفى رحمه الله عز وجل في حادث في ريعان شبابه .
وعلى شاكلته في الصفات ابن ابن عمي المرحوم / محمد علي أحمد علي حامد الذي توفي بعد صراع مع مرض مفاجئ بالأمس بمستشفى الأورمان بالأقصر .
وعلى شاكلته المرحوم الشاب / محمود كمال مهدي .
ومنذ أيام حادث حدث فيه مثل ذلك ، رحل فيه الشباب والفتيات من ذوي العلم والخلق والدين ممن تربع القرآن الكريم في قلوبهم وفي قلوبهن .
أشعر أن مصطلح " ولدة موت " يعبر عن حقيقة ، أشعر والله أعلم أن الله عز وجل في زمن الفتن ، حين يطل برأسه كل قبيح ليقتحم على الناس بيوتهم ، حين يخرج الملحدون من جحورهم بفعل فاعل ساعين لنشر الإلحاد ، حين تتعالى الأصوات للمطالبة بحقوق الشواذ في الوقت الذي تُسلب فيه حقوق المساجد والمصلين فيها، وحين يتم التدبير بليل وتحاك القصص لننشر فيديوهات الشذوذ بين الناس ، لا شك في مثل هذه الفتن يقبض الله عز وجل فيها أرواح الصالحين لاسيما من الشباب ليكفيهم شر المعاناة وعدم التكيف مع الواقع الأليم الذي لا يد لهم في صنعه ولا قدرة لهم على تحمله ، أشعر أن الله عز وجل ينقلهم من دنيا إلى جنة ، ومن معاناة إلى نعيم مقيم .
ولماذا لا يكون قبض الصالحين في زمن الفتن صحيحا وهو لا يختلف كثيرا عن قصة أهل الكهف وهم فتية رفضوا عبادة الأصنام في زمن حاكم طاغية ، فلجأوا إلى كهف ودعوا الله عز وجل أن ينجيهم من عبادة غيره فرزقهم الله عز وجل بالنوم لأكثر من ثلاثمائة عام ليخلصهم مما يكرهون ، قال جل شأنه :
أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا (9) إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا (10) فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا (11) ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا (12)
اللهم اغفر لهم جميعا وارحمهم ، وارحم أمواتنا المسلمين جميعا وارحمنا عند العودة إليهم ، وأخرجنا من زمن الفتن الذي نعيشه بسلام آمنين في الدنيا والآخرة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق