الجمعة، 5 أغسطس 2022

ولاة_السوء_وفساد_الدين

 #ولاة_السوء_وفساد_الدين

قال النبي صلى الله عليه وسلم : 

" لكل شيء آفة تفسده ، وآفة هذا الدين ولاة السوء "

رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده .

ويعلق الأستاذ الشيخ / محمد رشيد رضا من رواد الإصلاح وتلميذ الشيخ / محمد عبده على هذا الحديث بقوله :

" وذلك أنهم يستعينون على إفساده بعلماء السوء الذين يفتونهم بما يهوون ، ويعظمونهم على ظلمهم وفسقهم ، فيقتدي الناس بهم ، فيفسد عليهم دينهم " .

والحديث يؤكده الواقع الذي يعيشه المسلمون منذ فجر الإسلام ، فبعد أن سطع نجم المسلمين ليضيء جميع أنحاء العالم في فترة وجيزة هي خلافة الصديق والفاروق وذي النورين ، عاد المؤشر للهبوط بعد الفتنة الكبرى التي اندلعت بسبب مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجميعين ، ونشوب الصراع بين سيدنا معاوية بن أبي سفيان وسيدنا علي بن أبي طالب ، حيث رفض معاوية الاعتراف بخلافة سيدنا علي بن أبي طالب ، ووقعت بينهما عدة معارك ،  استقر الأمر بعدها لصالح معاوية ليصبح أمير المؤمنين ، ثم سن معاوية سنة التوريث في الحكم عندما عهد بالحكم لابنه يزيد  ، ليبدأ خضوع المسلمين #لحكم_العائلات الذي اتسم بالجبروت والطغيان في معظم التاريخ الإسلامي ، ولم يعد هناك وجود للشورى ولا للبيعة ، وفقد المسلمون حقهم في اختيار من يحكمهم .

في زمن سيدنا معاوية وعلى يده وسنة التوريث التي سنها دخل المسلمون تحت حكم " العائلة الأموية" ، ثم العائلة العباسية ، ثم تعددت العائلات الحاكمة للمسلمين ما بين العائلة الفاطمية ، والعائلة الخوارزمية ، والعائلة الزنكية ، والعائلة الأيوبية ، وعائلة المماليك ، والعائلة السلجوقية ، والعائلة العثمانية ، والعائلة الصفوية وغيرهم كثير .

لأكثر من ألف وأربعمائة عام والمسلمون لا يختارون من يحكمهم ، رغم أن المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هم من علموا العالم أن الشعب هو من يختار حاكمه على نحو ما فعلوا في اختيار الخلفاء الثلاثة الأوائل .

وللأسف الشديد أن حكم العائلات لا سند له إلا القوة والجبروت والقتل والسجون ، لأنه حكم على غير إرادة الأمة ودون استشارتها .

وحتى بعد أن سقطت الخلافة العثمانية ، وتم تقسيمها إلى دول مستقلة ، كل دولة يحكمها أبنائها ، عاد المسلمون إلى حكم العائلات والمؤسسات من جديد ، عادوا إلى حكم الولاة الذين تحدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم "ولاة السوء" ، وحسبهم من السوء أنه لا سند لهم ولا شرعية في الحكم سوى الإرث ، وهم راضون عن اغتصابهم للسلطة بغير إرادة الأمة ، ليس ذلك فحسب ، بل يسلحون أنفسهم بأعتى الأسلحة التي تضمن لهم البقاء في السلطة رغم أنف الشعوب ، بل ومنهم من هو على شاكلة بشار الأسد الذي استعان بالروس لتدمير شعبه ، حتى ولو كان بعد فناء الشعب سوف يحكم الأطلال .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم إحسان إلى يوم الدين ، وارفع عن خير أمة أخرجت للناس آفة ولاة السوء . 





 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق