السبت، 13 يونيو 2015

غاندي يحرر الهند بالعصيان المدني .


الهند كانت إحدي الدول التي وقعت تحت احتلال إمبراطورية بريطانيا العظمي ، ورغم الاختلافات العرقية والدينية للشعب الهندي ما بين الهندوس والمسلمين والسيخ والمسيحيين وغيرهم من الديانات ، استطاع المهاتما غاندي أن يجمع الصفوف ، وأن يحرر البلاد من الاحتلال الانجليزي معتمدا علي أساليب مبتكرة كانت سببا في إلهام كل الشعوب الطامحة للإستقلال والحرية ، نعرضها بأسلوب مبسط ، مستخلصين منها أهم ما فيها لعلها تكون ملهمة للشعوب التي تحررت من الاستعمار الإمبريالي لتقع فريسة للاحتلال المحلي ، احتلال النظم المستبدة التي تصمم علي احتكار السلطة والثروة وتحرم شعوبها من الديمقراطية حتي يظلوا عبيدا حتي قيام الساعة .
- راجموهان غاندي :عاش جدى في أفريقيا الجنوبية عشرين عاما ومنذ وصوله إلى هناك وجد نفسه مجبرا على مواجهة العنصرية .
- ذات يوم كان من ركاب الدرجة الأولى ومعه تذكرته ويرتدى بدلة ثمينة رغم ذلك تم طرده بالقوة من العربة .
- طرده بالقوة من العربة أشعره بالمهانة فبدأ نضاله من أجل حقوق الهنود الذين كانوا في جنوب أفريقيا وقتها .
- دعا إلى النضال السلمي وأسس حزبا وأصدر جريدة "رأي الهند"  فأصبح مناضلا سياسيا ومحاميا ناجحا .
- راجموهان غاندى :
" لقد تأثر جدى كثيرا بأفكار الكاتب الأمريكى ديفيد تورو صاحب فكرة "العصيان المدني ".
- كان يعتقد أن المواطنين لهم الحق بل واجبا عليهم عصيان القوانين اللا أخلاقية الظالمة لهم الجائرة علي حقوقهم .
- أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياغراها) .
- الساتياغراها : تعني قوة الحقيقة وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد .
- الشجاعة والحقيقة واللاعنف هي بعض مبادئ الساتياغراها التي أرساها المهاتما أي ( الروح العظيمة ) غاندي .
- وتهدف " الساتياغراها " إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق .
- قال غاندي :" إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية..إنها أقوي من أقوي سلاح دمار صنعته براعة الإنسان ".
- اكتشف غاندي حقائق مفزعة عن التمييز العنصري في جنوب إفريقيا حيث شجعت الحكومة على الاضطهاد العرقي .
- دافع عن العمال الهنود و الجاليات الأخرى وهيّأ منـزله للاجتماعات وأنفق على الأغراض الإنسانية العامة .
- استمر في الاحتجاجات السلمية المبتكرة وعلي رأسها الاضرابات والمسيرات وغلق المتاجر حتي رضخت الحكومة .
- الفترة التي قضاها غاندي بجنوب أفريقيا (1893 - 1915) وقدرها ثلاثة وعشرون عاما تعد من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي .
- كما أتاحت له إقامته في حنوب أفريقيا اختبار أسلوب مبتكر في العمل والاحتجاج السياسي أثبت فعاليته ضد الاستعمار .
من إنجازاته في جنوب أفريقيا :
أولا : إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من الخوف .
ثانيا : إنشاء صحيفة " الرأي الهندي" التي كانت إحدي وسائله للاحتجاج .
ثالثا : تأسيس حزب المؤتمر الهندي للناتال ليدافع عن حقوق العمال الهنود .
رابعا : محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت .
خامسا : تغييرالمرسوم الآسيوي الذي يفرض تسجيل الهنود في سجلات خاصة .
سادسا : ثني حكومة الاحتلال عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا .
سابعا : مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية .
- عاد من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية .
- وركز عمله العام على النضال ضدالظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى واهتم بالعمال والفلاحين .
- انتقل للمعارضة المباشرة للسياسة البريطانية بين عامي 1918 و1922 وطالب خلالها بالاستقلال التام للهند .
- وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب  الذي وصل إلى صدام مع قوات الأمن والشرطة البريطانية .
- حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.
- تحدى غاندي الحكومة البريطانية التي كانت تحتكر استخراج الملح مما أوقع هذه السلطات في مأزق .
- قاد مسيرة شعبية توجه بها إلى البحر لاستخراج الملح من هناك بدأت بأقل من ثمانين فرد من أتباعه ثم تحولت إلي آلاف من المواطنين الهنود .
- وفي عام 1940 عاد إلى حملات العصيان مرة أخرى ، وكان العصيان بسبب إعلان بريطانيا الهند دولة محاربة لجيوش المحوردون أن تنال استقلالها واستمرحتى عام 1941.
- عاني من خشية أتباعه من تنفيذ الإضرابات خوفا من أن تنفرد سلطات الاحتلال بكل منهم علي حدي وتغلب علي ذلك .
- حتي يشجعهم علي الاضرابات والاعتصامات والمسيرات وغلق المحلات جعل الشجاعة من أهم مبادئ الساتياغراها ، ونصحهم قبل تنفيذ أي إضراب بحصر اسماء المشاركين في كل شركة أو مصنع أو مصلحة وتنفيذ الإضراب تنفيذا جماعيا حتي لا تنفرد السلطة بأحدهم .
- هيأ أتباعه لقبول أقصي النتائج كالموت أو السجن أو التعذيب باعتبار التضحيات تقرب من تحقيق الأهداف .
- كان غاندي نفسه قدوة حسنة في تنفيذ مبادئ الساتياغراها إذ لم يكن يبالي بالسجن أو غيره من عقوبات الاحتلال .
- كان يتابع نسبة تنفيذ الإضراب المعلن عنه بنفسه ويجري منافسة بتكريم أعلي الجهات إلتزاما تكريما أدبيا .
- شنت السلطات البريطانية حملة اعتقالات ومارست ألوانا من القمع العنيف كان غاندي نفسه من ضحاياه ، حيث ظل معتقلا خلف قضبان السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1944.
- في بداية عام 1945 اقتربت الهند من الاستقلال وتزايدت الدعوات الانفصالية لتقسيم الهند بين الهندوس والمسلمين .
- وحاول غاندي إقناع محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل .
- ما بين ضغوط احتجاجات غاندي وأنصاره وضغوط الحرب العالمية الثانية اضطرت بريطانيا أن تنسحب من الهند والتي حصلت علي استقلالها ولكن بعد أن تمكنت الدول الاستعمارية من تقسيمها إلي الهند وباكستان كعادتها في استغلال أي اختلاف لتقسيم الشعوب وتفتيتها ، وما أن أُعلن تقسيم الهند عام1947 حتى سادت الاضطرابات عموم الهند وبلغت من العنف حدا تجاوز التوقعات .
- تألم غاندي لهذه الأحداث وزاد من ألمه الصراع بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة .
- دعا إلى إعادة الوحدة الوطنية  طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة .
-  لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة فقررت التخلص منه .
- وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق الهندوسي ناثورم جوتسى عليه ثلاث رصاصات فسقط صريعا عن عمر يناهز 78 عاما .
- أطلق الشاعر رابندراناث طاغور علي غاندي اسم المهاتما غاندي أي الروح العظيمة غاندي والذي عرف به عالميا .
- أطلقت عليه الهند اسم بابو أي أبو الأمة وحعلت تاريخ ميلاده الثاني من أكتوبر عيدا قوميا لها .









ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق