الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

كيف أشعل الخميني الثورة الإيرانية .






لا جدال في أن الخميني هو صانع الثورة الإيرانية ، وأن كتابه " الحكومة الإسلامية " والذي يسميه البعض " ولاية الفقيه " كان خريطة طريق الثورة التي سار الثوار الإيرانيون علي نهجها .
لقد استطاع الخميني أن يصنع ثورة استنادا إلي عقيدة باطلة ، وهي عقيدة الشيعة الإمامية الإثني عشرية ، تلك العقيدة القائمة علي أن وجود إمام يحكم المسلمين بعد وفاة النبي ( ص ) هو فريضة إسلامية ، الإمام إذن عند الشيعة هو من يقوم مقام النبي صلي الله عليه وسلم ، فكما أن النبي صلي الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء كانوا حجة علي الناس لأنهم أبلغوا الرسالة ، فكذلك لابد من إمام في كل زمن ليكون حجة علي الناس ، ولا يخلو عندهم زمن من الأزمان من الحجة .
الإمام عندهم معصوم من كل خطأ صغيرا كان أو كبيرا ، والإمام موصوف بأوصاف تكاد أن تجعل منه إلها أو بالأدنى موصوفا بصفات إلهية فهو يعلم الغيب وهو يجمع العلوم من عهد آدم وحتي تقوم الساعة وهو لا يخطئ ، والإمام لا يختاره المسلمون وأنّي لهم أن يختاروه وإنما يختاره ربه ، وتعيين الإمام الأول من منظورهم " سيدنا علي بن أبي طالب " تم بوصية النبي صلي الله عليه وسلم ، ثم أوصي سيدنا علي بن أبي طالب لابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما وحفيده علي بن الحسين ، وهكذا يوصي كل إمام لمن بعده ، وحين سقطت نظرية الإمامة - وهي ساقطة منذ وضعها - والتي كانت تزعم أن الإمامة سوف تظل تنتقل في ذرية سيدنا علي حتي يوم القيامة - باختفاء الإمام الثاني عشر وانقطاع سلسلة توريث الأئمة - ، تحول الإمام الثاني عشر إلي شخصية أسطورية اختفت لتعود يوما ما لتملأ الأرض عدلا ورخاءً " المهدي المنتظر ".
بعض مراجع الشيعة تفيد أن الإمام الحادي عشر لم ينجب ولدا مما أثار حيرة الشيعة بشأن نظرية الإمامة التي ابتدعوها وتصوروا أنها سوف تظل مستمرة ليوم القيامة في ذرية سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والبعض يقول أنه أنجب ولدا أسماه محمد وهو الإمام الثاني عشر لكنه اختفي في صغره .
بعد اختفاء الإمام الثاني عشر محمد بن علي بن الحسن عام 260ه‍ فيما سمي عند الشيعة بالغيبة الصغرى ثم الكبري ، أصبح الشيعة في مأزق لاسيما بعد أن طالت غيبته قرابة الألف عام أو يزيد وهم يرون أن الدين لا يقوم إلا بالإمام  .
ولكي يحل الشيعة الإثني عشرية هذه المشكلة ادعوا أن الإمام الثاني عشر لم يمت وأنه غائب ، وأنه هو المهدي المنتظر الذي سيظهر آخر الزمان .
ورغم ذلك استمرت مشكلة الشيعة الإثني عشرية قائمة طيلة ألف عام كيف نقيم الدين بدون إمام ، إلي أن تمكن الخميني من حل هذه المعضلة في كتابه " الحكومة الإسلامية ".
 كتاب " الحكومة الإسلامية " عبارة عن ثلاث عشرة محاضرة ألقاها على طلّاب العلوم الدينيّة في النجف عام 1969م تحت عنوان "ولاية الفقيه".
وفي عام 1970م طُبعت هذه المحاضرات في بيروت من قِبَل أنصار الخميني ، ثمّ أُرسلت إلى إيران سراً ، كما أُرسلت في الوقت نفسه إلى أوروبا وأمريكا وصولاً إلى أفغانستان وباكستان.
وفي عام 1977م طُبع كتاب " الحكومة الإسلامية " في إيران ولكن تحت اسم: " رسالة من الإمام الموسويّ كاشف الغطاء .
الكتاب كما قلنا حل مشكلة الإمام الغائب ، حيث جعل الفقهاء هم البديل عن الإمام حتي يعود ، وعلي حد قول الخميني " كل ما ثبت للرسول ( ص ) وللأئمة من بعده يثبت للفقيه " ، ثم وضع تصورا للحكومة الإسلامية قائم علي ولاية الفقيه ، كما وضع تصورا للحكومة الإسلامية في ظل فكرة " ولاية الفقيه " .
كانت إيران تحت حكم الشاه / محمد رضا بهلوي الموصوف بالعمالة لأمريكا حين أصدر الخميني كتاب " الحكومة الإسلامية ".
وبعد أن وضع الخميني في كتابه أفكاره عن الحكومة الإسلامية والثورة السياسية أخبر الشباب بأن تشكيل هذه الحكومة هي مهمتهم ، حيث يقول :
وقد طرحنا الموضوع على بساط البحث ، فعلى أجيال الغد أن تتعمّق بعزمٍ وثبات وروح مثابرة لا سبيل لليأس والقنوط إليها . وسيوفّقون بإذن الله إلى التوصّل إلى تشكيل الحكومة ، وتنظيم سائر الشؤون بتبادل وجهات النظر المخلصة الموضوعيّة النزيهة ، وتتسلّم بإذن الله أعمال الحكومة الإسلاميّة أيدٍ أمينة عارفة خبيرة وحكيمة رساليّة ذات عقيدة راسخة ، وتقطع أيدي الخونة الّتي تمتدّ إلى الحكم أو الوطن أو بيت مال المسلمين ، وإنّ الله على نصرهم لقدير.
جعل الخميني مطلب الاستقلال والتحرر من هيمنة الدول الاستعمارية علي رأس أسباب الثورة ، وتحدث عن ذلك في العديد من المواضع ، حيث يقول :
- وبعد ذلك أيضاً اتفق المستعمرون الأمريكيون وغيرهم مع الانكليز ، وساروا معاً مشتركين في تطبيق هذه المخططات . عندما كنت في همدان ـ في وقت ما ـ أراني أحد طلاب الحوزة ورقة كبيرة قد وضعت عليها علامات بالأحمر. وحسب قوله فإنّ هذه العلامات الحمراء إشارات إلى الثروات الطبيعية المخزونة الموجودة في إيران ، والتي قد اكتشفها الخبراء الأجانب . درس الخبراء الأجانب بلادنا ، وتعرفوا إلى أماكن وجود ثرواتنا الطبيعية من ذهب ونحاس ونفط وغير ذلك . وفهموا نفسياتنا ، ووزنوا مستوى روحية الأشخاص في بلادنا . وعلموا أن الشيء الوحيد الذي يشكل سدّاً في مقابلهم ، ويمنع خططهم من التنفيذ ، هو الإسلام وعلماؤه . لقد تعرف هؤلاء إلى قوة الإسلام الذي وصلت سيطرته إلى أوربا ، وعلموا أنّ الإسلام الحقيقي معارض لما يريدون . كما أدركوا أيضاً أنهم لا يستطيعون الهيمنة على علماء الدين الحقيقيين والتصرف بفكرهم . لذا سعوا من البداية لإزالة هذه الشوكة من طريق سياستهم ، وإلى إضعاف الإسلام والقضاء على مؤسسة علماء الدين . وقاموا بذلك أيضاً من خلال دعايات السوء بنحو صار فيه الإسلام يبدو بنظرنا هذه الأيام أنه لا يتجاوز عدة مسائل .
- وقد استعان المستعمرون بعملاء لهم في بلادنا من أجل تنفيذ مآربهم الاقتصاديّة الجائرة . وقد نتج عن ذلك وجود مئات الملايين من الناس جياعاً ، ويفتقدون أبسط الوسائل الصحيّة والتعليميّة ، وفي مقابلهم أفراد ذوو ثراء فاحش وفساد عريض . والجياع من الناس في كفاحٍ مستمر من أجل تحسين أوضاعهم ، وتخليص أنفسهم من وطأة جور حكّامهم المعتدين ، ولكنّ الأقليّات الحاكمة وأجهزتها الحكوميّة هي الأخرى تسعى إلى إخماد هذا الكفاح . أمّا نحن فمكلّفون بإنقاذ المحرومين والمظلومين.  نحن مأمورون بإعانة المظلومين ومناوأة الظالمين .
- ابتُليت الحركة الإسلاميّة من أوّل أمرها باليهود ، حينما بدأوا نشاطهم المضادّ ، بالتشويه لسمعة الإسلام ، والوقيعة فيه ، والافتراء عليه ، واستمرّ ذلك إلى يومنا هذا. ثمّ كان دورٌ كبير لفئاتٍ يُمكن أن تُعتبر أشدّ بأساً من إبليس وجنوده . وقد برز ذلك الدور في النشاط الاستعماريّ الّذي يعود تاريخه إلى ما قبل ثلاثة قرون .
وقد وجد المستعمرون في العالَم الإسلاميّ ضالّتهم المنشودة ، وبغية الوصول إلى مطامعهم الاستعماريّة سعوا في إيجاد ظروف ملائمة تنتهي بالإسلام إلى العدم . ولم يكونوا يقصدون إلى تنصير المسلمين بعد إخراجهم من الإسلام ، فهم لا يؤمنون بأيٍّ منهما ، بل أرادوا السيطرة والنفوذ ، لأنّهم أدركوا دائماً وفي أثناء الحروب الصليبيّة ، أنّ أكبر ما يمنعهم من نيل مآربهم ، ويضع خططهم السياسيّة على شفا جرفٍ هار ، هو الإسلام : بأحكامه ، وعقائده ، وبما يملك الناس به من إيمان . لأجل هذا تحاملوا عليه وأرادوا به كيداً . وتعاونت على ذلك أيدي المبشِّرين ، والمستشرقين ، ووسائل الإعلام ، وكلّها تعمل في خدمة الدول الاستعماريّة ، من أجل تحريف حقائق الإسلام ، بشكلٍ جعل كثيراً من الناس ، والمثقّفين منهم بشكلٍ خاصّ ، بعيدين عن الإسلام ، ولا يكادون يهتدون إليه سبيلاً .
- المخطط هو أن يبقونا ، وعلى الحال التي نحن فيها من الحياة المنكوبة لكي يتمكنوا من استغلال ثرواتنا ومنابعنا الطبيعية وأراضينا وطاقاتنا البشرية . يريدون لنا أن نبقى غرقى في المشاكل والعجز ، وأن يبقى فقراؤنا بهذه التعاسة ، ولا يخضعوا لأحكام الإسلام التي تحل مشكلة الفقر والفقراء ، ولكي يبقوا هم وعملاؤهم في القصور الفخمة مستمرين في تلك الحياة المرفهة.
- وبالنسبة لمن يعارضون كل صوت يدعو للحياة الحرة والاستقلال من تحت هيمنة الآخرين ، وإلى منع الانكليز والأمريكان من الهيمنة علينا إلى هذه الدرجة ، وإلى مواجهة إسرائيل في اعتداءاتها على المسلمين . علينا في البدء أن ننصحهم ونوقظهم وننبههم إلى الخطر ، إلى جرائم إسرائيل من قتل وتهجير ، وإلى دعم الانكليز وأمريكا لها .
كذلك وجه الخميني النقد اللاذع لنظام شاه إيران / محمد رضا بهلوي واصفا إياه بالعمالة لدول أجنبية ، فضلا عن وصفه بالفساد والاستيلاء علي ثروات الشعب ، حيث يقول :
- لقد أحرقوا المسجد الأقصى ، ونحن نصرخ : دعوا آثار الجريمة ، في حين يفتح نظام الشاه اكتتاباً في البنوك لإعادة بناء وترميم المسجد الأقصى ، وعن هذا الطريق يملأ جيوبه وخزائنه ويزيد في أرصدته ، وبعد ترميم المسجد يكون قد غطّى وستر كلّ آثار الجريمة الصهيونية . هذه مصائب أحاطت بالأمّة ، ووصلت بها إلى هذا المصير ، ألا ينبغي أن يقول العلماء في ذلك رأيهم ، ويصرخوا ويُنكروا ويُقاوموا ؟.
- هذا أكلٌ للسحت على نطاقٍ عالميّ ، وهو منكرٌ فظيع خطر ، ليس هناك ما هو أشدّ منه فظاعةً وخطراً ونكراً . تأمّلوا في أوضاع مجتمعنا ، وفي أعمال الدولة وأجهزتها لتتبيّن لكم أشكال فظيعة من أكل السحت. فإذا حدثت زلزلة في مكانٍ ما من البلاد غَنِم بذلك الحكّام قبل المنكوبين أموالاً طائلة.  في المعاهدات والاتفاقيّات المعقودة بين الحكّام الخائنين مع الدول أو الشركات الأجنبيّة ، تنصبّ في جيوب الحكّام ملايين كثيرة ، وتنصبّ ملايين أخرى في جيوب الأجانب ، من دون أن يحصل أبناء الشعب على شيءٍ من ثروات بلادهم .  هذه أشكالٌ من أكل السحت تجري بمسمعٍ منّا ومرأى ، وما لا نعلمه كثير . ونظير ذلك يقع في الاتفاقيّات التجاريّة وامتيازات التنقيب عن النفط واستخراجه ، وامتيازات استثمار الغابات ، وسائر الموارد الطبيعيّة ، والاتفاقيّات العمرانيّة أو ما يتّصل بالمواصلات وشراء الأسلحة من الاستعماريّين الغربيّين أو الشيوعيّين.  يجب علينا أن نُقاوم أكل السحت ونهب الثروات الوطنيّة ، وهذا واجب على جميع الناس .
- وقد تطفو على سطح بعض الصحف بعض أعمال السلب والاختلاس فيما يتعلّق بالتبرّعات الخاصّة بإغاثة منكوبي الفيضانات والسيول أو الزلازل  .أحد علماء "ملاير " كان يقول : في حادثة ذهب ضحيّتها الكثيرون أرسلنا سيارة شحن مليئة بالأكفان ، إلّا أنّ المسئولين كانوا يمنعوننا في إيصالها ، ويُريدون أن يأكلوها!  لأجل هذا وأمثاله من الآثام قد ورد .
ثم يطالب الخميني العلماء بأن يقوموا بدورهم في الثورة من أجل الخلاص من الحاكم المستبد ومن ظلمه ، فيقول :
- فالله يعيب على المفرّطين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً وطمعاً ويقول  :﴿ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ﴾  .لماذا الخوف ؟ فليكن حبساً ، أو نفياً ، أو قتلاً ، فإنّ أولياء الله يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ﴾.
- فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  دعاءٌ إلى الإسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم ، فينبغي توجيه أكبر قدر من الأمر والنهي إلى العابثين بأرواح الناس وأموالهم وممتلكاتهم.  
- ماذا يضرّ لو هبّ العلماء وصاروا يداً واحدة في وجه الظلم ؟ ما ضرّهم لو اعترضوا جميعاً .......
- وإنّما عاب الله ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظلمة الّذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك , رغبةً فيما كانوا ينالون منهم ، ورهبةً ممّا يحذرون " . فالله يعيب على المفرّطين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً وطمعاً ويقول : ﴿ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ﴾.
- وعلماء الإسلام مكلّفون بمناضلة المستغلِّين الجشعين لئلّا يكون في المجتمع سائلٌ محروم ، مقابل مرفّه جشع أصابه بطر . كيف يسوغ لنا اليوم ، أن نسكت عن بضعة أشخاص من المستغلِّين والأجانب المسيطرين بقوّة السلاح ، وهم قد حرموا مئات الملايين من الاستمتاع بأقلّ قدر من مباهج الحياة ونعمها . فواجب العلماء وجميع المسلمين أن يضعوا حدّاً لهذا الظلم ، وأن يسعوا من أجل سعادة الملايين من الناس ، في تحطيم الحكومات الجائرة وإزالتها ، ........
ويطالب الخميني الثوار بضرورة التحرك ومقاومة نظام الشاه الفاسد العميل المستبد حتي ولو لم يكن في قدرتهم الخلاص منه بشكل تام ، فالمهم عنده البدء في التحرك والاعتراض علي المظالم والاستعانة بوسائل إعلام لفضح النظام وتحريك قوي الثورة ، حيث يقول :
-  وأنتم اليوم لا تملكون القدرة على مقاومة بدع الحكّام ، أو دفع هذه المفاسد دفعاً تامّاً ، ولكن لماذا السكوت ؟ هؤلاء يُذلّونكم فاصرخوا في وجوههم على الأقل ، واعترضوا ، وأنكروا ، وكذّبوهم ، لا بُدّ في مقابل ما يملكون من وسائل النشر والإعلام أن يكون في جانبكم شيء من تلك الوسائل حتّى تُكذّبوا ما ينشرون وما يبثّون , من أجل أن تُظهروا للناس أنّ ما يدّعونه من العدالة ليس من العدالة الإسلاميّة في شيء. فالعدالة الإسلاميّة الّتي منحها الله للفرد والمجتمع والعائلة قد دُوِّنت وشُرِّعت بكلّ دقّة من أوّل يوم . يجب أن يكون لكم صوت مسموع حتّى لا تتّخذ الأجيال القادمة من سكوتكم ما يُبرِّر أعمال الظلمة من قول الإثم وأكل السحت ، وأكل أموال الناس بالباطل .
ثم يطالب الخميني الثوار بضرورة مواجهة فقهاء الملوك والسلاطين الذين يراهم ركن أصيل من أركان الفساد من خلال تضليلهم للناس ليخضعوا للحاكم العميل الفاسد المستبد ، فيقول :
- إنّ هؤلاء ليسوا فقهاء الإسلام ، والكثير منهم قد عمّمهم السافاك ( جهاز الأمن عند الشاه ) ليدعوا وليسبحوا بحمد الشاه وجلاله ، ويكون عندهم البديل فيما لو لم يتمكّنوا من إجبار أئمة الجماعة عن الحضور في الأعياد وسائر المراسم ، ولقد منحوه لقب جل جلاله مؤخراً ! هؤلاء ليسوا بفقهاء ، وباتوا معروفين والناس صارت تعرفهم . على شبابنا أن ينزعوا عمائم هؤلاء المعممين الذين يقومون بفساد كهذا في مجتمعنا باسم فقهاء الإسلام وعلمائه. لست أدري هل مات شبابنا في إيران ؟ أين هم ؟ عندما كنا هناك لم يكن الأمر كذلك . لِمَ لا ينزعون عمائم هؤلاء ؟ لم أقل اقتلوهم ، فإنهم لا يُقْتَلون . لكن انزعوا عمائمهم . إن شعبنا مكلف ، وشبابنا الغيور في إيران مكلف بعدم السماح لهؤلاء المعممين (الناطقين بجلاله) بالظهور كمعممين في أماكن تجمعنا ، وبالتحرك كمعممين بين الناس . ليس من الضروري الإكثار من ضربهم وتأديبهم ، لكن لينزعوا عمائمهم ، وليمنعوهم من الظهور بالعمائم . هذا اللباس شريف ، فلا يجب أن يرتديه أي كان .
لقد ذكرت أنّ علماء الإسلام منزَّهون عن هذه الأمور ، ولم يكونوا ـ ولا هم حالياً كذلك ـ ضمن هذه الأجهزة . وأولئك التابعون لهذه الأجهزة إنما هم من الفارغين ، الذين ألصقوا أنفسهم بالمذهب وبالعلماء ، ووضعهم مختلف ، والناس يعرفونهم .
ثم يحذر الخميني الشباب من أكاذيب النظام وتضليله فيقول :
لقد غرسوا في أذهانكم من البداية أنّ السياسة تعني الكذب وما شابه ذلك من المعاني ، لكي يبعدوكم عن أمور البلاد ، بينما يتصرفون هم كما يريدون.
ثم يطالب الثوار بمقاطعة المؤسسات الحكومية وعدم التعاون معها فيقول :
لنقطع علاقاتنا بالمؤسسات الحكومية ونمتنع عن التعاون معها ، ونرفض القيام بكل ما من شأنه أن يُعَدَّ عوناً لهم ، ونبني مؤسسات قضائية ومالية واقتصادية وثقافية وسياسية جديدة .
وأخيرا يحذر الخميني الثوار من اليأس فيقول :
يجب أن نحمل هم هذه الأمور . ولا يجب أن نيأس . لا تتصوروا أنّ هذا الأمر لا يتحقق . والله يعلم أن كفاءتكم ولياقتكم ليست بأقل من الآخرين .
وبالفعل اعتنق الشعب الإيراني فكرة الحكومة الإسلامية القائمة علي فكرة ولاية الفقيه ، ونفذ خريطة طريق الثورة التي وضعها الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية ، وقبل أن تمر عشر سنوات كان الشعب الإيراني قد أسقط الشاه / محمد رضا بهلوي ، وتم تنفيذ الحكومة الإسلامية علي النحو الذي رسمه الخميني .
وللأسف لم ينجح فقط كتاب الثورة الإسلامية في إسقاط النظام الإيراني العميل وبناء نظام جديد ، بل تم  مد نفوذ ولاية الفقيه الإيراني إلي كل من سوريا والعراق بشكل كامل وبشكل جزئي في بعض الدول العربية الأخرى ، علي ضوء مفهوم الثورة الإسلامية التي وضعها الخميني ، فسلطة الإمام كما ذكرنا وفقا لمذهب الشيعة الإثني عشرية الباطل تمتد لكافة المسلمين علي سطح الكرة الأرضية ، والثورة الخمينية هي لإسقاط كافة الأنظمة التي لا تخضع للإمام والولي الفقيه باعتبارها من وجهة نظره حكومات طواغيت خارجة عن الحكم الشرعي للحكومة الإسلامية الخمينية صاحبة الولاية علي كل مسلمي العالم .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق