رسالة إلي من دعموا السيسي بعد أن تم التغرير
بهم أو حتي كانوا يسعون لصفقة تحقق لهم مآرب خاصة ...
رسالة إلي من شاركوا في حملة تمرد
المخابراتية ، فطبعوا الأوراق وطافوا بها الشوارع لتوزيعها علي البسطاء ، وإلي من
وقع عليها .
رسالة إلي أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني الذين
قدموا الغطاء السياسي لكل جرائم السيسي .
رسالة إلي من حشدوا الحشود في 30 يونيه 2013م
ليقدموا الغطاء السياسي للانقلاب ويظهروه في ثوب الثورة الشعبية .
سواء تم التغرير بكم فاعتقدتم أنكم تشاركون
في إنقاذ الوطن من الانقسام والحرب الأهلية كما صور لكم السيسي ، أو أردتم إزاحة النظام المنتخب اعتقادا أنكم سوف تحلون
محله ، فيصبح هذا رئيس ، وهذا يستولي علي أغلبية البرلمان ، وتنتفعون من مساندة
العسكر كما كانت تفعل الأحزاب الكرتونية في عهد مبارك .
في كلتا الحالتين لقد اتضحت لكم الحقيقة أن
السيسي ورجاله من العسكر كانوا يعملون لحسابهم الخاص ، كانوا يسعون لاسترداد الحكم
العسكري ليصبح السيسي الرئيس عسكر الخامس بعد مبارك عسكر الرابع .
اكتشفتم أن السيسي والعسكر يسعون لإحكام
السيطرة علي اقتصاد البلاد ، يسيطرون علي الموازنة العامة للدولة ويحتكرون كافة
مشروعات الدولة الاستثمارية كبناء المدارس وغيرها من المنشآت والطرق ، والمشروعات
السياحية والاستثمارات العقارية ، يحتكرون الاستيراد والتصدير ، يستولون علي أراضي
الدولة وما عليها من معادن وكنوز ومحاجر ، يحتكرون الصناعات والمشروعات الزراعية
وغير ذلك كثير مما لا تحصيه مجلدات .
تبين لكم أن شعار الإخوان إرهابية ذريعة كان
الهدف منها الخلاص من الفصيل السياسي الأكبر ، ليتفرغ بعدها السيسي للخلاص من أي
معارض بصرف النظر عن انتمائه السيسي أو حتي ديانته ، فأصبحت السجون ملتقي جميع
شركاء يناير ، تضم الإخوان واليساريين وغيرهم ، وتجمع البلتاجي وعصام سلطان مع أحمد
دومة وأحمد ماهر وعلاء عبد الفتاح وماهينور المصري ورامي جان .
تبين لكم أننا أمام نظام مجرم سيكوباتي
يستبيح الأرواح والدماء و القتل دون وخزة ضمير واحدة ، بل ويستعين برجال دين ضالين
مضلين ليلقنوا ضباط الجيش و الشرطة أن كل معارضي السيسي خوارج فاقتلوهم حيث
ثقفتموهم ، ليُطلق بعد ذلك رجاله المنتفعين من دولة العسكر ليقتلوا المصريين في
الشوارع ويقوموا بتصفيتهم في منازلهم بذريعة محاربة الإرهاب .
تبين لكم أننا أمام نظام عميل لم يكتف بتشديد
الحصار علي أهلنا المسلمين في غزة ، بل راح يدمر مدينة كاملة في سيناء ويهجر أهلها
ويقتلهم ويجرف أراضيهم ويهلك زراعتهم حتي ينام اليهود قريري العين آمنين .
تبين لكم أنه يتصرف بحماقة وجهل مطبق ورعونة
غير مسبوقة في إهدار ثروات البلاد علي مشروعات لا طائل من ورائها سوي فقدان ما
أُنفق فيها ، وكيف يبيع أراضي الدولة ويفرط فيها كما لو كانت إرثا عن والديه وليست
أراضي دولة لشعب قوامه 90 مليون مواطن .
تبين لكم كيف تدخل في شئون الدولة العربية
الشقيقة وضد شعوبها ، علي النحو الذي أدي إلي طرد العمالة المصرية من ليبيا والسعودية
وغيرها من دول الخليج ، وهو الأمر الذي يتم التعتيم عليه ، وإن كنا نعرفه من
المصريين العائدين من الخارج .
تبين لكم أن غالبية الشعب أصبحت لا تجد قوت
يومها ، وأصبح المصريون يشعرون وكأن البلاد في حالة حرب يشح فيها الطعام والشراب .
تبين لكم كيف يشن هجوما علي الإسلام لم يفعله
المستشرقون من غير المسلمين علي مر تاريخهم ، وكيف يتهم المسلمين في العالم أجمع
بأنهم إرهابيون يسعون للقضاء علي العالم أجمع ليعيشوا هم .
رغم كل ذلك وغيره كثير ، لازال من دعموا
السيسي في حالة صمت رهيب كصمت القبور ، وهو ما دعاني إلي أن أوجه لهم رسالتي فأقول
:
لقد ألحقتم أشد الأضرار بالشعب المصري كله
وبسائر الشعوب العربية المجاورة ، وإذا كان الله عز وجل يؤخر الحساب ليوم القيامة
، فليس معني ذلك أن تعيشوا مطمئنين بين أسركم ملتزمين الصمت وكأن ما يحدث لا
يعنيكم ، بعد أن امتلأت مقابر مصر بالمصريين ، وامتلأت السجون بخيرة أبناء مصر من
مختلف الأعمار من العلماء والطلاب والمثقفين دون حتي مراعاة لحرمة النساء والفتيات
.
إذا التزمتم الصمت فسوف تلقون الله عز وجل
وفي رقابكم دماء ومظالم لا قبل لكم بها ، فالله عز وجل يُمهل ولا يُهمل .
السبيل الوحيد أمامكم الذي عسي أن يفتح لكم
أبواب النجاة هو التوبة .
والتوبة يشترط فيها الندم علي ارتكاب الذنب
والإقلاع عنه نهائيا وطلب المغفرة من الله عز وجل .
وخلاصة ما تقدم فإنني أبدأ بنفسي واستغفر
الله عز وجل عن كل ذنب ارتكبته بقصد أو بغير قصد وترتب عليه ضرر لزيد من الناس ، وأطلب
منكم أن تستغفروا الله عز وجل وتطلبوا من المصريين الصفح عن أفعالكم التي أوصلت
البلاد إلي ما وصلت إليه الآن ، وأدعوكم إلي عدم المماطلة والجدل في الحق الذي
أصبح ساطعا كالشمس ، فمهما قلتم لن تزعموا أن فترة برلمان الثورة المنتخب أو
الرئيس المنتخب كانت بهذا السوء والظلم والبطش والتنكيل والإفقار الذي يعيشه الشعب
المصري منذ ظهر السيسي ورجاله وأعوانه .
وبعد أن تندموا وتستغفروا الله عز وجل يجب
عليكم أن تعلنوها علي الملأ أنكم رجعتم إلي صفوف ثورة يناير ، وأنكم متمسكون بعودة
العسكر إلي الثكنات ، وأنكم علي استعداد للمشاركة في تحقيق مطالب ثورة يناير ( عيش
، حرية ، عدالة اجتماعية ، كرامة إنسانية ) .
فإذا فعلنا جميعا ذلك وكلنا مخطئون في حقوق
أنفسنا وفي حقوق هذا الشعب البائس ، فعسي الله عز وجل أن يتوب علينا ويغفر لنا
ويصلح أحوالنا ، ويصلح بنا أحوال الشعب المصري كله ، وينقذ بأيدينا العالم
الإسلامي كله من الحرب الدائرة فوق رؤوس المسلمين تحت مسمي الحرب علي الإرهاب التي
أوكل الغرب وإسرائيل قيادتها للسيسي .
اللهم بلغت ، اللهم فاشهد .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق