بتاريخ 25/4/2011م نشرت صحيفة الأهرام اليوم
تقريرا تحت عنوان " قناة برية موازية لقناة السويس " تقول
فيه :
" أعلنت إسرائيل
من قبل اعتزامها إقامة مجري ملاحي مواز لقناة السويس يستوعب الحركة الملاحية القادمة
من البحرين الأحمر والمتوسط بإمكانات تتناسب وأحجام السفن العملاقة ليبدأ من خليج
العقبة إلي البحر الميت ثم البحر المتوسط , وحصلت علي بعض التأييد العالمي , إلا
أنه ثبت اقتصاديا استحالة تنفيذ هذا المشروع حاليا , وهذا ما يلفت الانتباه إلي الأخطار
التي تتعرض لها مصادر الموارد الاقتصادية المصرية والتي ظهرت أخيرا في اعتزام إثيوبيا
بناء سد يستوعب نصيب مصر من المياه وحقوقها التاريخية والدولية في النهر ,....."
ثم حاول تقرير الأهرام اليومي أن يشكك في
إمكانية تنفيذ قناة إسرائيل الموازية لقناة السويس ، وكذلك تقديم مقترحات بعمل
قناة برية مصرية موازية لقناة السويس لتفعيل دورها وعلاج أوجه القصور في أدائها
بالنسبة للسفن العملاقة .
وتمر قرابة خمس سنوات لتعلن لنا الأهرام
نفسها بدء تنفيذ المرحلة الأولي والأهم من مشروع قناة إسرائيل الموازية لقناة
السويس ، وتشمل هذه المرحلة توصيل البحر الأحمر بالبحر الميت ، ليتبقي بعد ذلك
توصيل البحر الميت بالبحر المتوسط ، وفي هذا الشأن نشرت صحيفة الأهرام الزراعي
بتاريخ 31/3/2016م خبرا بعنوان " إسرائيل توقع إنشاء مجرى
مائي موازى لقناة السويس بدعم عربي " تقول فيه :
" كشف وزير
المياه والري الأردني الدكتور / حازم الناصر ، أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سيوقعان
خلال ستة أسابيع اتفاقية للمضي قدما بمشروع ناقل البحرين ( الأحمر- الميت ) ؛ وبموجبها
ستزود إسرائيل الجانب الفلسطيني بحوالي 30 مليون متر مكعب من المياه سنويا.
جاء ذلك خلال لقاء
نظمته جمعية ( إدامة ) للطاقة والمياه والبيئة اليوم الخميس - بعنوان ( مشروع ناقل
البحرين : من رؤية إلى حقيقة ) وذلك بدعم من شركتي البوتاس العربية وصناعات الأسمدة
والكيماويات العربية .
وأفاد الناصر
- في كلمته أمام اللقاء - بأن الأردن سيعلن نهاية العام الحالي عن الشركة المؤهلة لتنفيذ
المرحلة الأولى من عطاء ناقل البحرين على أن تبدأ أعمال البناء عام 2017 وأن يبدأ التشغيل
التجاري للمشروع منتصف عام 2020.
ووصف مشروع ناقل
البحرين بالحيوي لقطاع المياه وإنقاذ البحر الميت من خطر الجفاف ، قائلا " إن
المشروع سيقلل نسبة الفاقد في البحر الميت حاليا من متر واحد كل عام إلى نصف متر وسيوفر
حوالي 65 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويا".
وتناول الناصر
للتحديات التي تواجه الأردن في قطاع المياه ، مبينا أن الحكومة أمامها قرارات يجب اتخاذها
لمواجهة أزمة الطلب على المياه التي فرضتها زيادة السكان والزراعة واللجوء السوري.
ونبه وزير المياه
والري الأردني إلى أن التغاضي عن هذه التحديات سيفرض أزمة خلال السنوات العشر القادمة
، مشددا على أنه لا حلول محلية غير ناقل البحرين لمواجهة هذا التحدي.
وبدورها .. أعلنت
السفيرة الأمريكية / أليس ويلز أن بلادها ستقدم 125 مليون دولار لدعم قطاع المياه في
الأردن خلال السنوات الخمس المقبلة لدعم كفاءة المياه ، مؤكدة على أن الولايات المتحدة
مستمرة بدعم قطاع المياه في المملكة.
ومن جهته .. وصف
رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة الدكتور ماهر مطالقة مشروع ناقل البحرين بالإقليمي والاستراتيجي
والرئيسي للبنية التحتية للأردن ؛ لأنه المصدر الوحيد للتزويد بالمياه في المستقبل
مما يجسر الهوة الكبيرة بين الطلب والتزويد على المياه ويسهم في تطوير الأهداف الاقتصادية
والاجتماعية للمملكة مع المشكلة البيئية التي يعاني منها البحر الميت.
يشار إلى أن الأردن
وإسرائيل كانا قد وقعا في فبراير الماضي اتفاقا لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع قناة
البحرين ( الأحمر - الميت الذي قد تجف مياهه بحلول 2050 ) بتكاليف إجمالية تبلغ نحو 11 مليار دولار
أمريكي.
ووقعت الأردن وفلسطين
وإسرائيل في ديسمبر 2013 بالعاصمة الأمريكية واشنطن اتفاقية المشروع الذي من المقرر
أن يوفر 300 مليون متر مكعب سنويا من مياه البحر الأحمر في المرحلة الأولى لتصل إلى
ملياري متر مكعب سنويا بعد استكمال المراحل المستقبلية للمشروع الذي يوفر مياه محلاة
ويزود البحر الميت بمياه تعوض التراجع بمنسوبه.
انتهي ما نشره الأهرام الزراعي .
وبالنظر إلي خريطة المشروع سنجد أن المستفيد
الأكبر من مشروع قناة إسرائيل الموازية لقناة السويس هي الدول الواقعة علي مجري
القناة الجديدة التي سيتم البدء في تنفيذها اعتبارا من بداية العام 2017م وهي (
إسرائيل – الأردن – السعودية ).
العقبة أمام إنشاء قناة إسرائيل الموازية
لقناة السويس تتمثل في أن مخرج خليج العقبة - والذي سيكون جزءا من قناة إسرائيل –
أي " مضيق تيران " سيكون شرقه جزيرتي ( تيران وصنافير ) وغربه ( أرض
سيناء ) ، وهذا يعني أن السفن التي ستدخل قناة إسرائيل من جهة البحر الأحمر أو
ستخرج منها سوف تضطر للمرور في مضيق تيران والذي لا جدال في أنه مضيق مصري لوقوعه
بين جزيرتي تيران وصنافير من جهة ، وسيناء من الجهة الأخرى ، ومن ثم سوف تضطر هذه
السفن لدفع رسوم لمصر ، ومن ثم تصبح قناة إسرائيل عديمة الجدوى ، بل ستصبح قيمة
مضافة للاقتصاد المصري لما ستدره من رسوم المرور في مضيق تيران .
وتأكيدا لمصرية مضيق تيران يقول الدكتور /
عادل عامر : " وتقع مضايق تيران في مدخل خليج العقبة جنوباً عند التقائه
بالبحر الأحمر ، ويبلغ عرضها من الساحل السعودي إلى الساحل المصري 7 أميال بحرية تقريباً
. ونظراً لوجود مجموعة صخور وشعب مرجانية في هذا المدخل يوجد ممران للملاحة : الأول
قريب من الساحل المصري مباشرة في شبه جزيرة سيناء في منطقة رأس نصراني وشرم الشيخ ويسمى
ممر الإنتربرايز وهو الوحيد الصالح للملاحة ويبلغ الجزء الصالح للملاحة فيه 500 ياردة
تقريباً ، ويعد هذا الممر خاضعاً للسيادة الإقليمية المصرية باعتباره جزء من المياه
الإقليمية المصرية. أما الممر الثاني يسمى ممر جرافتون وهو الأقرب لجزيرة تيران وغير
صالح للملاحة.
لذلك فإن البدء في تنفيذ مشروع قناة إسرائيل
الموازية لقناة السويس يستلزم بالضرورة نزع ملكية جزيرتي تيران وصنافير من مصر
وإضافتها للسعودية ، ومن ثم يصبح مضيق تيران مياه دولية لأن أحد جانبيه الحدود
المصرية والجانب الآخر بعد التنازل عن الجزيرتين سيصبح الحدود السعودية ، وعليه
تصبح المياه بين البلدين مياه دولية ، ويصبح مضيق تيران مضيق دولي مباح المرور فيه
لأي دولة دون حاجة لدفع رسوم لأي من البلدين .
قد يقول قائل إن معاهدة السلام بين مصر
وإسرائيل نصت في الفقرة الثانية من المادة الخامسة علي أن : " يعتبر الطرفان مضيق
تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية مفتوحة لكل الأمم للملاحة فيها والطيران فوقها
بدون إعاقة أو توقف ، وسيحترم كل طرف حق الطرف الآخر بالملاحة والمرور الجوي للوصول
إلى إقليم أي من الطرفين من خلال مضيق تيران وخليج العقبة " .
ونرد علي ذلك بأن هذا الحق مرتبط بمعاهدة
السلام وجودا وعدما ، بمعني أنه لو تم تجميد المعاهدة أو انسحب منها أي طرف عاد
الوضع لما هو عليه والمتمثل في أن مضيق تيران الصالح للملاحة هو مضيق مصري في مياه
مصرية ، وهذا ما أكده الأستاذ الدكتور / عادل عامر بقوله : " من هنا ، فإن صفة
الدولية التي أضفتها الفقرة الثانية من المادة الخامسة على تيران والعقبة إنما تهدف
إلى إرساء مبدأ حرية الملاحة ولا يعد تغييراً في المركز القانوني للمياه التي يشملها
المضيق والخليج ، فهي مياه إقليمية مصرية تمارس عليها مصر سيادتها كاملة ، ويجد ذلك
سنده فيما تضمنته الفقرة الثانية من المادة الأولى من المعاهدة التي تنص على أن مصر
سوف تستأنف ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء بعد إتمام الانسحاب الإسرائيلي إلى ما
وراء الحدود الدولية ، وبديهي أن السيادة إنما تمارس على سيناء بأرضها وجوها ومياهها
الإقليمية.
ومن جهة أخري فإن رخصة المرور لإسرائيل في
مضيق تيران المخولة لها بالفقرة الثانية من المادة الخامسة سالفة الذكر لا تبيح
لها استخدام المضيق للأغراض الحربية دون قيد أو شرط ، وهذا ما أكده أيضا الدكتور/
عادل عامر بقوله : " إن ظاهر النص لم يطلق حرية الملاحة لكافة السفن
والطائرات صراحة ؛ لاسيما وأن نص المادة الخامسة ورد في معاهدة السلام وهو ما يقتضي
انطباق أحكامها في ظروف لا تهدد السلام . وعلى ذلك يكون من غير المقبول استخدام المضيق
بطريقة تنافي السلام ، مثل تسيير سفن حربية أو تحليق طائرات حربية بدون قيد أو شرط
، أو القيام بمناورات عسكرية من جانب السلطات الإسرائيلية أو غيرها . ومن هنا ، يمكن
القول بأن من حق مصر ـ دون أن يكون في ذلك خروج على معاهدة السلام ـ أن تحظر مرور السفن
الحربية أو الشحنات العسكرية أو النووية الخطرة عبر مضيق تيران ؛ لأن مياهه مصرية إقليمية
خاضعة للسيادة المصرية .
علي ضوء ما تقدم لن تقدم إسرائيل علي حفر
قناتها الجديدة وتنفق عليها مئات المليارات من الدولارات وهي تستند لحق المرور
فيها إلي نص استثنائي مقرر بمعاهدة سلام يمكن أن تُلغي أو تُجمد في أي وقت ، فضلا
عن أن هذا الحق الاستثنائي لا يعطيها تمرير السفن الحربية دون إذن مصر .
هذا هو سر تمسك إسرائيل بإخراج جزيرتي تيران
وصنافير من السيادة المصرية ، وهو نفسه سر تصميم السيسي علي التفريط في جزيرتي
تيران وصنافير ، لأن التنازل عنهما لمصلحة إسرائيل ، ليس ذلك فحسب ، بل يضاف إلي
ذلك أن إنشاء قناة إسرائيل الموازية سوف يساهم في تدمير الاقتصاد المصري من خلال
تجريد قناة السويس من أي قيمة أو جدوى ، لأن قناة إسرائيل ستكون أكثر اتساعا يسهل
مرور السفن العملاقة بها ، وتستوعب أكثر من سفينة في نفس الوقت بما يوفر الوقت
للسفن التي تسلك هذه القناة .
وبالتأكيد لا يشك مصري الآن في أن كل سياسات
السيسي بدءا من الانقلاب ذاته ، وكافة سياساته فيما بعد تهدف لخدمة إسرائيل علي
حساب مصر والمصريين والعالم الإسلامي كله .
فقد رأينا كيف بدأ طريقه بعد اختطاف الرئيس
مرسي بتدمير أنفاق غزة ليحاصرها من تحت الأرض فضلا عن حصاره لها من فوق الأرض بالمخالفة
لاتفاقيات جنيف ، ورأينا كيف شن حرب علي محافظة شمال سيناء ودمر مدينة رفح وهجر
أهلها وجرف أرضها حتي يخلق منطقة خالية تؤمن حدود إسرائيل ، ورأينا كيف قام
بمساندة الشيعي بشار الأسد والميليشيات الشيعية الإرهابية في تدمير المسلمين من
أهل السنة بسوريا وسائر الشعب السوري من رافضي القهر والاستبداد ، وكيف وقف أيضا
مع الميليشيات الشيعية الإرهابية في العراق ، وكيف وقف مع العميل حفتر ضد الشعب
الليبي .
إنه رجل عجيب ويعمل لحساب أعداء مصر ضد الشعب
المصري وضد المسلمين السنة في العالم كله ، لدرجة أقنعت الكثير من المصريين
والمسلمين في العالم أنه بالفعل ليس ........
لكني علي يقين من أن الشعب المصري لن يمرر
هذه الصفقة ، بل وقريبا سيفعل أكثر من ذلك بكثير ، هذا ما تعلمناه من دراسة تاريخ
المصريين .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق