الخميس، 24 يونيو 2021

 

إلي من يظلمونَ خليفةَ الله :



كثيرٌ من العارفين بالله عز وجل وعلي رأسهم حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي قالوا "من عرفَ نفسَه عرف ربَه"، ويمكن أن نُرَتْبَ علي العبارة السابقة عبارة " من عرف نفسه لم يظلم غيره" ، فكثيرٌ من الناس يظلمون غيرَهم من الناس إلي حد الاستهانة بالأروح والدماء ، فيقتلون الأنفسَ بغير حساب ، ويريقون الدماء علي التراب ، وينالون من سلامتهم البدنية والنفسية بفظائع لم يرضى الله عز وجل بفعلها مع الحيوان ، ويسلبون أموالهم بغير حق ، متذرعين بذرائع كاذبة أو واهية ، لاشك أن مثل هؤلاء الظالمين لا يعرفون أنفسهم ، لأنهم لو عرفوا قدر أنفسهم لعرفوا قدر أي إنسان مهما بدا للآخرين ضئيلا ، هل يعرف هؤلاء الظالمين أن الله عز وجل كرّم الإنسان فجعله خليفته علي الأرض ، فقال جل شأنه:

( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )

                                          البقرة – ٣٠

وأنه سبحانه وتعالى خلقَ الإنسان بيديه دوناً عن سائر المخلوقات والتي خلقها بالكلمة ، فقال جل وعلا : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ )

                                       سورة ص - (75)

وأنه سبحانه وتعالي نفخ في الإنسان من روحه فقال جل شأنه :َ ( فإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )

                                       الحجر – (29)

وأنه سبحانه وتعالى أمر ملائكتَهُ بالسجود للإنسان تكريماً لخليفته فقال جل وعلا:

( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )

                                      البقرة - (34)

وأنه سبحانه وتعالى خلق العالم بأسره للإنسان ، وأخضع له كل مخلوقاته فقال جل وعلا: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

                                  البقرة - (29)

وأنه سبحانه وتعالى خصص لكل إنسان ملائكةً لحفظه فقال جل شأنه :

 ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ )

                                    الأنعام:61

وأنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان لأمر جلل وليس عبثا فقال:

( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ )

                               المؤمنون - (115)

فهل يتصور أحد أن الله عز وجل والذي منح الإنسان هذه المكانة يمكن أن يرضي بظلم يقع على إنسان واحد؟.

للإجابة على هذا السؤال نقول: لا يمكن أن يخطئ إنسان ذو بصيرة في إدراك التزامن بين المظالم الواقعة على المسلمين في العالم وبين انتشار جيوش الفيروسات من الكورونا إلى الفطر الأسود وغيرهما ، فضلا عن الفقر والغلاء والبلاء والهم وقهر الرجال وسلب ا والفواحش والرذائل على أرض الواقع وعبر ما يحمله لنا الأثير .

فإذا قال قائل: وما ذنب الأبرياء فيما حل من البلاء ، قلت: كلنا مخطئون سواءٌ منا الظالم والمظلوم ، قال تعالى:

( فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )

                             الأنفال - (25)

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق