لماذا دخل قومُ فرعون النار ؟
كان لفرعون رجال أعمال من أمثال قارون ،
وكان له جنود أشداء أمثال هامان ، وكانت له أبواق إعلامية تمدحه وتبدع الأغاني والأناشيد لتصفه بالهادي إلى
سبيل الرشاد ، وتتهم رسول الله موسى بأنه ينشر في الأرض الفساد ، كان الواحد من قومه
يذبح له أطفال بني إسرائيل ويستحيي نسائهم ويقول أنا العبد المأمور ، ويعذب الناس بتثبيتهم
على الصلبان ويقول أنا العبد المأمور ، ويسخر الناس في أصعب الأعمال دون أجر ولا مال
، وينهب أموالهم ويقول أنا العبد المأمور ، ورفضوا الإيمان بما نزل على موسى رغم ما
جاءهم به من معجزات ، وقالوا لو عصينا فرعون لفعل بنا مثل ما فعل بالسحرة ، وظنوا أنهم
ناجون بأعذارهم ، لكن الله عز وجل وهو الحكم العدل كان له فيهم حكم آخر ، حيث يقول
جل وعلا :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا
وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) إِلَى فِرْعَوْنَ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ
بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ
(99)
هود -٩٩:٩٦
مهما أبديت من أعذار لتبرر بها تخندقك في
خندق الظلم ، فالله عز وجل يعلم أن لك بصيرة ترجح بها طريق الحق على طريق الباطل ،
وطريق الخير على طريق الشر ، و الصواب على الخطأ ، ويعلم عز وجل أن لك إرادة تستطيع
أن تختار بها الطريق الذي يوافق هواك مهما كانت مصاعب هذا الطريق لذا قال عز وجل:
(
بل الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ
)
القيامة – ١٥:١٤
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق