#حكام_الزمن_الجميل ٢
يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه ( الديمقراطية في الإسلام ) :
"وكان عمرو بن العاص والي مصر ، فنازع ابنه شابا من المصريين في ميدان السباق ، فضربه بالسوط واستطال عليه قائلا : أنا ابن الأكرمين .
ورحل الفتى من مصر إلى الحجاز ، ورفع شكواه إلى الخليفة ، فأرسل إلى مصر يستدعي الوالي وابنه ، وجلس للمظالم علانية فأمر الفتى أن يضرب ابن عمرو ، ثم أمره أن يضرب الوالي نفسه ، لأن ابنه لم يجترئ على رعيته إلا بسلطان أبيه ، وصاح به صيحته التي لا ينساها التاريخ ما دام له ذاكرة تعي ما يُذكر ولا يُنسى :
( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ ! )
ولم يقبل في عمرو شفاعة إلا أن صفح عنه الفتى المضروب وقال مكتفيا : لقد ضربت الذي ضربني ، فنجا فاتح مصر من سوط واحد من أبنائها وما كاد ......
حلم من الأحلام يبدو واضحا مشرقا بين كابوس من المظالم والظلمات ران على الدنيا ولا يزال يرين .
كلا .. بل واقع أعجب من الحلم ، وشيء ماثل للعيان أرفع من الأمل الذي نطمح إليه بعين الخيال ."
المصدر : كتاب ( الديمقراطية في الإسلام )
للأستاذ/ عباس محمود العقاد .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق