الجمعة، 31 أكتوبر 2025

عندما يعيش شعب حياة مسرح العرائس

 


عندما يعيش شعب حياة مسرح العرائس

كثير من الشعوب عاشت حينا من الدهر حياة مسرح العرائس، شعب ألمانية الناzية، وشعب إيطاليا الفاشستية وروسيا الشيوعية وغيرهم كثير.

الكتب الأدبية وكتب التاريخ في هذه الدول تؤكد أن هذه المراحل من عمر هذه الشعوب كانت في غاية القسوة ، فما أصعب أن تقوم بتعليق جميع أفراد الشعب في حبال ، ثم تعلق هذه الحبال في أصابع رجل واحد ليستخدم هؤلاء المواطنين في عرض مسرحي يشتمل على مسرحية واحدة.

مسرحية واحدة يكتبها نفس الرجل، ويكتب السيناريو والحوار، يحدد لكل مواطن الدور الذي سيؤديه والكلمات التي سينطق بها طوال العرض المسرحي ولو دام سنوات، ويحدد لهم الملابس التي يرتدونها في كل مشهد من المشاهد، ويحدد لهم رواتبهم عن هذه الأدوار والتي تزيد زيادة مفرطة كلما التزم المواطن بالدور والنص الموكل إليه، وكل ذلك في ظل تعليمات صارمة بعدم الخروج عن النص المكتوب. 

وما أسوأ حظه ذلك المواطن الذي ينطق بكلمة من خارج النص، أو يتحرك خطوة خارج المسار المحدد له، فالمسرح محاط بالحراس وبأيديهم مقصات عملاقة، ومدربين على قص الحبل إذا ما خرج المواطن المعلق به عن النص أو المسار، فيسقط المواطن الخارج عن قانون المسرح على أرض المسرح، فتنفتح فتحة عملاقة يسقط من خلالها الخارج عن قانون المسرح إلى بئر أسفل المسرح ليس له قرار، ومن سقط فيه حلت نهايته .

لقد عانى الشعب الألماني والإيطالي والروسي من حياة مسرح العرائس لسنوات طويلة، ذاقوا خلالها الحزن والكآبة والملل من تكرار المشاهد والكلمات والخطوات ، عانوا من غياب العدالة في توزيع الأدوار، فالمعيار الوحيد لمنحك دورا مميزا مريحا هو التزامك بالنص والكلمة والحرف.

وليت هذه الشعوب ذاقت طعم الراحة بعد ذلك، للأسف انتهت المسرحيات بنشوب الحرب العالمية الثانية التي تسببت في دمار دول أوربا واليابان وخلفت أكثر  من ستين مليون قتيل بخلاف الجرحى.

السبت، 25 أكتوبر 2025

قراءة تحليلية لكتاب ثنائية الوجود ( ٢)

قراءة تحليلية لكتاب ثنائية الوجود ( ٢ )

أولا يجب أن نعطى كل ذى حق حقه وننزل الناس منازلهم ومصداقا لقوله تعالى " ولاتنسوا الفضل بينكم ., يجب أن نشيد ونفتخر بكاتبنا الرائع الاستاذ محمد العمدة وانه لشرف وعلو منزلة لبلدتنا المباركة أن يكون لدينا كاتب مبدع يمتلك شجاعة فائقة على الكتابة والبحث واصطياد الافكار الابداعية وكما فعل سلفا فى كتابه الشهير ( قسطنطين امبراطور التوحيد الاسلامى ) جاء اليوم بفكرة جديدة فى كتابه ( ثنائية الوجود ) والذى استمتعت بقراءته عدة مرات ., وهالنى واسعدنى سعادة بالغة بقدرته على تقديم رؤى جديدة وفريدة والابتعاد عن تقليد الأخرين فى الاعمال الفكرية والإبداعية ., ولاحظت اهتمامه الكبير بالتفاصيل وقدرته الفائقة على البحث والتحليل علاوة على التطرق بشجاعة منقطعة النظير لموضوعات فريدة قد حيرت العقول والافهام من قبل , لاستكشاف واستجلاء الحقائق وكشف اللثام عن جوانب لم يكتشفها من سبقوه ., ثانيا كتاب ( ثنائية الوجود ) وعدد صفحاته مائتان واربعون صفحة بطباعة فاخرة وتم طبعه بدار نشر ( كتبنا kotobna ) ويحتوى على اربعة عشرة فصلا واستهل كاتبنا كتابه برسالة لروح والده ووالدته رحمهما الله ثم علاوة على اهداء وخاتمة ., فى الفصل الاول تناول بإستفاضة " ثنائية الوجود خطيئة ابن عربى ومصطفى محمود " وكان هجومه ونقده يصب بجام غضبه واستنكاره على الدكتور مصطفى محمود رحمه الله فى أغلب السطور وبرغم أن تلك الخطيئة التى ارتكبها الدكتور مصطفى محمود والتى أوردها فى تأملاته عن جواهر وذوات المخلوقات الموجودة مع الله ولها صفة القدم والأزلية ماهى الا نتاج عقلى ضال انتجه الدكتور مصطفى محمود قبل رحلته مابين الشك والايمان وتراجع عنه أواخر ايامه و بحثت كثيرا فى هذه النقطة وتأكدت من ذلك ., ثم جاءت فكرة " ثنائية الوجود التى تخالف عقيدة التوحيد فى فصل الكتاب الثانى " ثم أورد كاتبنا أراء ابن قيم الجوزية والامام ابوحامد الغزالى فى فلسفة وفكر ابن عربى وقدم الوجود واعتبار أن كلامه افك وانه زنديق ملحد ولايتصور أن يثنى أحدا على افكاره إلا كافر ملحد أو جاهل ضال ., دعم كاتبنا ضلالة ابن عربى بالامامين العظيمين ابن قيم الجوزية وابوحامد الغزالى ., ونسى جهلا أو متعمدا أن هناك كثير من الأمة القدامى والمحدثين استحسنوا افكار محى الدين بن عربى واعتبروه امام الصوفية الأكبر امثال الرازى وابن الرشد والعز بن عبدالسلام وفريد الدين العطاروشهاب الدين السهرودى وجلال الدين الرومى وابن حجر العسقلانى والقاضى الفقيه كمال الدين الزملكانى وابوحيان الاندلسى والفقيه المحدث على بن محمد الباجى الشافعى المتوفى سنة 714 هجرية والذى له تصنيف يرد فيه على ابن القيم الجوزية وابن تيمية ايضا ., وحتى فى عصرنا الحديث هناك الكثير من دافع عن فكر بن عربى وانتفوا عنه الكفر والردة ., وانا هنا لست مدافعا عن ابن عربى ولست ممن يعتننق الفكر الصوفى ولست من انصار فلسفة الميتافزيقا والماورئيات من الاساس ., ولكنى مجرد ناقل ., وفى فصل أخر استعرض كاتبنا تطابق افكار ابن عربى مع فكر القديس توما الاكوينى., وتحدث فى فصل أخر عن الكشوفات الالهية لأبن عربى وخطورتها وتحدث عن ازلية السيد المسيح والسيدة مريم العذراء عليهما السلام فى اللاهوت المسيحى وألوهية السيدة مريم لدى الاقباط الفاتيكان والارثوذكس وفى فصل أخر تناول احكام التوحيد عند الموحد أريوس والذى كان قد سبق أن خصص له مساحة كبيرة فى كتابه قسطنطين امبراطور التوحيد الاسلامى , فى فصل اخر تكلم الاستاذ محمد العمدة عن ابداعات محى الدين بن عربى فى مجال عقيدة التوحيد فى الاسلام ., وأختتم كاتبنا كتابه بفكرة " أن الله قد خلق الانسان على صورته " الكتاب فى فكرته عبارة عن قنبلة فكرية قادرة على توليد الأفكار الجديدة وتحويل مسار النقاشات والابحاث بشكل فريد واحداث ثورة فى طريقة النظر والبحث فى موضوع قد قتل بحثا قديما واستهلك الأقدمون كل مالديهم من أدوات فى طرق البحث والتفكير وسارت عليه جدليات سرمدية وحروب فكرية مابين فريق مؤيد وأخر معارض ., واحتاج اليوم لطريقة جديدة ابداعية تساعد على خلق افكار جديدة تساعد الحيارى والمتشككين للوقوف على الحقائق الكاشفة والبراهين الساطعة كى تضع الأمور فى نصابها ., ولكنى فى النهاية وبعد قراءتى للكتاب وقراءة الكثير من افكار الامام محى الدين بن عربى وقراءة كتابى الوجود والعدم للدكتور مصطفى محمود رحمهما الله قد تبين الله بأن الاستاذ محمد العمدة كان محقا فى كثير مما كتبه فى كتابه ولكنه لم يوفق تماما فيما ورد فى تذييل عنوان كتابه بعبارة ( خطيئة ابن عربى ومصطفى محمود ) ولا أدرى كيف تتملكنى الشجاعة الادبية الأن كى اراجع الكاتب فى هذه العبارة بالذات ., ولكننى لدى قناعات ومعتقدات فكرية نشأت عليه منذ أن كنت أحبو صغيرا فى عالم القراءة والمطالعة فى جميع صنوف الكتب والادب ., وهى ترتكز على مقولة قرأتها للفليسوف الصينى قديما ( سأفتح نوافذى للرياح على ألا تقتلعنى من مكانى ) والمقصود هنا رياح الافكار والمعتقدات طالما أنا ثابت وعلى يقين مما أعتنق من افكار ., وهناك ملايين بل مليارات الافكار السليمة منها والشاذة والتى تبناها فلاسفة عرب ومسلمين وغربيون طرحت الفكر السليم منه والسقيم والسوى والغير مقبول والمفيد منها والضال المضل ., وهناك افكار فيها الكفر البواح الذى يجب دحضه وانكاره ., وهناك الافكار التى تحمل مضامين كثيرة ورموز واشارات عديدة وظاهرها ليس كباطنها ., وهذا كان منهاج الامام محى الدين بن عربى فى جميع تصانيفه وكتبه ., يجعل مراهقى الفكر فى حيرة مما يقرأون وبرعونة شديدة يذهبوا الى زندقته وتكفيره ., ولدى ايمان بأن كل كاتب وكل اديب وكل مفكر من الذين مروا على تاريخ البشرية دأبوا واجتهدوا وانتجوا لنا من عصارة افكارهم لأصلاح العالم والبشرية وماأشبههم بأنبياء يرفعون بشعلة العلم والنور لإصلاح العالم وتقديم افكارا تعالج واقعهم مثلما حدث فى الثورة الفكرية فى عصر التنوير والذين اشعلوا ثورة العقل والعلم والحرية والتسامح واعقب ذلك ثورة صناعية وتكنولوجية هائلة أدت لما نحن فيه الان من تقدم ورقى ., ولا أجد هنا أعظم من ابن عربى والدكتور مصطفى محمود فيما اسهموا بأفكارهم لرقى ورفعة وسمو البشرية  ومن الاجحاف والظلم تخطيئهم وزجرهم ووضعهم فى مواضع لاتليق بمكانتهم الساطعة الرائعة والله يعلم وأنتم لاتعلمون ., وفى النهاية سنترك المجال فى هذا المنشور المتواضع لكاتبنا ومفكرنا العبقرى الاستاذ محمد العمدة كى يطلعنا ويفيدنا بما لم نستوعبه ونفهمه من بين سطوره ويزيل عنا غمامة الجهل وغشاوة الألتباس  وكى نستفاد من علمه وفكره نفعنا الله بعلمه ., والله الموفق لرفعة كلمة الحق وراية التوحيد ..

سعيد الكوممباوى فى 22 اكتوبر 2025



قراءة تحليلية لكتاب ثنائية الوجود (١)

قراءة تحليلية لكتاب ثنائية الوجود ( ١ )

بقلم الأستاذ سعيد الكوممباوي

 موجز فكرة كتاب " ثنائية الوجود خطيئة ابن عربي ومصطفى محمود " للاستاذ محمد العمدة .

يقول الاستاذ محمد العمدة فى كتابه ( ثنائية الوجود ) بأن الله سبحانه وتعالى موجود منذ الأزل . أى بلا بداية  ولم يكن معه شيىء من مخلوقاته على الاطلاق وماسواه هو العدم ., ثم أنه سبحانه خلق الكون بما فيه من مخلوقات بعد أن مر حين من الدهر لم تكن تلك المخلوقات شيئا مذكورا .,فتلك الموجودات وتلك المخلوقات لاتتصف بالأزلية ., ومن يضفى على أى مخلوق من مخلوقات الله صفة الأزلية فقد أشرك مع الله غيره فى صفة من صفاته اللصيقة به دون سواه ., بل من أضفى على مخلوق صفة الأزلية فهو يقول بالضرورة أن هذا المخلوق ليس مخلوقا , لأن الذى ليس له بداية ليس له خالق كشأن رب العزة سبحانه وتعالى !! , ويواصل الاستاذ محمد العمدة ويسهب فى فكرته ويقول " الى كل يؤمن بما سلف اضع بين أيديكم فكرة ( ثنائية الوجود ) والتى تناولها الدكتور مصطفى محمود رحمه الله فى كتابيه ( الوجود والعدم والسر الاعظم والتى سار فيها على نهج الامام محى الدين بن عربى وأراد أن تكون بديلا لأحادية الوجود بغرض الوصول الى حل معضلة أزلية لدى المدارس الفلسفية الأسلامية وهى ( التسيير والتخيير )  كما سيرد فيما بعد حسب تصوره ., برغم  أن علاقة القضاء والقدر ومصيره لاصعوبة فى فهمها ., ويدعى فيها الدكتور مصطفى محمود اقتباسا من افكار محى الدين بن عربى فى كتابه الشهير ( فتوحات مكية ) أن جواهر أوحقائق أو حتى ذوات المخلوقات والتى هى خيرة أو شريرة بطبيعتها موجودة مع الله منذ الأزل , أى ليس لها بداية وليس لها خالق ومن هنا جاءت التسمية ( بثنائية الوجود ) أى أن الله وذوات المخلوقات قد وجدا معا منذ الأزل وانه ليس لله سبحانه وتعالى فى ذلك أسبقية على تلك الذوات الغير مخلوقة ., تعالى الله سبحانه علوا كبيرا وشرع الاستاذ محمد العمدة الى تأصيل فكرة الوحدانية فى كتابه ودحض كل مايخالف ذلك ., لذلك جاء فى عنوان كتابه ( خطيئة ابن عربى ومصطفى محمود ) واعتمد الاستاذ العمدة فى كتابه على مصادر كثيرة لدحض تلك الافكار وان الله سبحانه خلق الكون وأوجده بعد عدم ولم يكن معه شيىءوالكون كله مخلوق محدث لم يكن له وجود قبل أن يخلقه الله سبحانه ويوجده بقدرته ., ولسوف استعرض فى منشورات قادمة مقتطفات لكتاب محمد العمدة وبعض من مقتطفات كتاب الوجود والعدم والسر الاعظم للدكتور مصطفى محمود ., ولكن ليست هاهنا المشكلة !! ولكن المشكلة بعد شهور من القرأءة فى فكر محى الدين بن عربى وفكر المدارس الفلسفية وجميع كتب وافكار الصوفية أكتشفت أن الاستاذ كان محقا لمراجعة افكار الدكتور مصطفى محمود رحمه الله ولكنه أخطأ هو ( أعنى الاستاذ محمد ) فى الزج بالأمام محى الدين بن عربى فى هذا الموضوع ., لأن من قرأ لأبن عربى جيدا ويتطلب هذا عقلا ناضجا وقلبا ناصعا وفكرا مستنيرا يجد أن الرجل استخدم اسلوب الرموز والاشارات والايحاءات المبهمة لخواص الخواص وأنه فى كل كلمة كتبها كان يذهب الى الله قديم أزلى قبل أن يخلق الكون ويوجده لافتتاح لوجوده ولانهاية لبقائه ., وإليكم ماقاله الشيخ محى الدين بن عربى فى مقدمة كتابه ( الفتوحات المكية ) ويقول الامام " أن الله تعالى إله واحد، لا ثاني له في ألوهيته مُنزّه عن الصاحبة والولد، مالك لا شريك له مَلِكٌ لا وزير له، صانع لا مدبّر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده، بل كل موجود سواه مفتقر إليه تعالى في وجوده، فالعالم كله موجود به، وهو وحده متّصف بالوجود لنفسه، لا افتتاح لوجوده، ولا نهاية لبقائه، بل وجود مطلق غير مقيّد قائم بنفسه، ليس بجوهر متحيّز فَيُقّدَّر له المكان، ولا بِعَرَضٍ فيستحيل عليه البقاء، ولا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء، مقدّسٌ عن الجهات والأقطار، مرئيٌّ بالقلوب والأبصار، إذا شاء استوى على عرشه كما قاله، وعلى المعنى الذي أراده، كما أن العرش وما سواه به استوى، وله الآخرة الأولى، ليس له مثل معقول ولا دلّت عليه العقول، لا يحدّه زمان ولا يقلّه مكان، بل كان ولا مكان، وهو على ما عليه كان، خلق المتمكّن والمكان، وأنشأ الزمان، وقال أنا الواحد الحيّ لا يؤوده حفظ المخلوقات، ولا ترجع إليه صفة لم يكن عليها من صنعة المصنوعات، تعالى أن تحله الحوادث أو يحلها، أو تكون بعده أو يكون قبلها، بل يقال كان ولا شيء معه، فإن القَبْل والبَعْد من صيغ الزمان الذي أبدعه فهو القيّوم الذي لا ينام، والقهار الذي لا يُرام، ليس كمثله شيء."" اكتفى هنا بموجز ماقاله الشيخ فى مقدمة كتابه ولسوف أورد فى منشور مستقل بذاته مقدمة الشيخ بن عربى ., لا لشيىء سوى أن أثبت أن الاستاذ محمد العمدة زج بالشيخ محى بن عربى انتصارا لهوى شخصى وعام لدى الكاتب ., شخصى لأن الاستاذ محمد العمدة مثلى ومثل الكثيرون البرجماتيون الذين لايؤمنون بعلم الماورائيات والميتافيزيقا وعام لأن الشيخ على مر العصور كانت افكاره وكتبه تناولها الكثير من الفقهاء والأمة بالنقد والتقريع واحيانا اتهامه بالردة والتكفير لصعوبة اسلوبه وغموض معانيه وعمق اشاراته ودلالاته ,., وانا هنا لست مدافعا عن الشيخ بن عربى ولست أهلا لذلك ولكن احقاقا للحق الدكتور مصطفى محمود والشيخ بن عربى من مدرستين فكريتين مختلفتين تماما ومن موقعين فكرين بعيد البعد تماما ناهيك على أن كلاهما من زمنين مختلفين تمام الاختلاف ., ولسوف نلقى الضوء أكثر واكثر فى منشورات قادمة بإذن الله تعالى وحوله .................... 

سعيد الكوممباوى



الاثنين، 6 أكتوبر 2025

عاصمة الإمبراطورية الرومانية تنتفض من أجل غزة

 #عاصمة_الإمبراطورية_الرومانية_تنتفض_من_أجل_غزة

ألم أقل لكم أن الشمس أشرقت من المغرب، وأن القيامة أوشكت، قال الله عز وجل:

( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )

سورة النساء ـ ١٤٥


الفأر قطع ذيله ليهرب من السجن

 #الفأر_قطع_ذيله_ليهرب_من_السجن

هذه قصة حقيقية يشهد الله عز وجل على حدوثها منذ أيام قليلة.

تسلل فأر إلى بيتي، وتسبب في حالة ذعر في المنزل، كلما خرج من غرفة ليتجول في المنزل علت أصوات صياح أبنائي وبدأوا في الطيران، كل واحد في اتجاه حتى لا يعرقل بعضهم بعضا .

جربنا الأوراق اللاصقة، لكن يبدو أن الفأر كان يعرف حقيقة هذا الاختراع، وأخيرا أحضرنا المصيدة ووضعنا فيها واحدة طماطم، ووقع الفأر في المصيدة، وأحاطت به أسوارها من جميع الجهات.

دخلت أنا وأبنائي إلى الغرفة التي اعتقل فيها الفأر، فوجدناه يتحرك بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات ويرتطم بكل جانب من جوانب المصيدة، فيرتد ليجري في اتجاه آخر فيرتطم بجانب آخر من جوانبها، واستمر على هذا الحال دون توقف أو كلل أو ملل، وأحيانا كان يتوقف ويحاول أن يقرض حديد المصيدة بأسنانه.

بدأت أنا وأبنائي نفكر: ماذا سوف نصنع به؟

قال أحدنا: أنا سمعت أنه يتم قنله بالماء الساخن، وقال آخر: كلا يتم قتله بالسم ، فقلت لهم: أعتقد أن هذه الوسائل القاسية محرمة، أرى أن نطلق سراحه في منطقة خالية ليس بها منازل، وبحثنا في مواقع التواصل الاجتماعي عن فتوى، واستقر الحوار على اقتراحي.

بدأت أنا وابني نفكر : من الذي سيتطوع #الفأر_قطع_ذيله_ليهرب_من_السجن

هذه قصة حقيقية يشهد الله عز وجل على حدوثها . 

منذ أيام قليلة تسلل فأر إلى بيتي، وتسبب في حالة ذعر في المنزل، كلما خرج من غرفة ليتجول في المنزل علت أصوات صياح أبنائي وبدأوا في الطيران، كل واحد في اتجاه حتى لا يعرقل بعضهم بعضا .

جربنا الأوراق اللاصقة، لكن يبدو أن الفأر كان يعرف حقيقة هذا الاختراع، وأخيرا أحضرنا المصيدة ووضعنا فيها واحدة طماطم، ووقع الفأر في المصيدة، وأحاطت به أسوارها من جميع الجهات.

دخلت أنا وأبنائي إلى الغرفة التي اعتقل فيها الفأر، فوجدناه يتحرك بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات ويرتطم بكل جانب من جوانب المصيدة، فيرتد ليجري في اتجاه آخر فيرتطم بجانب آخر من جوانبها، واستمر على هذا الحال دون توقف أو كلل أو ملل، وأحيانا كان يتوقف ويحاول أن يقرض حديد المصيدة بأسنانه.

بدأت أنا وأبنائي نفكر: ماذا سوف نصنع به؟

قال أحدنا: أنا سمعت أنه يتم قنله بالماء الساخن، وقال آخر: كلا يتم قتله بالسم ، فقلت لهم: أعتقد أن هذه الوسائل القاسية محرمة، أرى أن نطلق سراحه في منطقة خالية ليس بها منازل، وبحثنا في مواقع التواصل الاجتماعي عن فتوى، واستقر الحوار على اقتراحي.

بدأت أنا وابني نفكر : من الذي سيتطوع فينا بحمل المصيدة؟، أبعدنا الفتيات، وقلنا لهن: اذهبن بعيدا عن هذه الغرفة، فالأمر جد خطير، ربما تنفتح المصيدة ويهرب الفأر وتتعرضن لمخاطر جسيمة، واستجبن للطلب وخرجن من الغرفة مسرعات، وجلسن في الصالة متأهبات للهرب في حال لو أفلت الفأر.

بدأت المشاجرة بيني وبين ابني محمود: من الذي سيحمل المصيدة، كل منا يخشى عضة الفأر، حيث يقال أنها تحتاج إلى حقن مثل عضة الكلب، وأخيرا أحضرت كيس غطيت به جانبا من المصيدة ويداي ترتعش بقوة حتى أوشكت المصيدة أن تسقط من يدي ويهرب الفأر ويضيع الحلم العربي بالسيطرة على الفأر، ثم وضعت المصيدة في كارتونة، وانطلقت إلى الشارع وابني خلفي وفي ظهري لكي يؤمن العملية. 

وفي الشارع وجدنا أحد الأقارب بسيارته، ووضعنا الفأر في شنطة السيارة وصاحبها يقول: يا رب استرها ، وعلى وجهه علامات الهلع خشية أن ينطلق الفأر من المصيدة في شنطة السيارة ومنها إلى كابينة القيادة.

وصلنا إلى الربع الخالي، ووقفت أنا وابني خلف حجر كبير لنفتح باب المصيدة في الناحية الأخرى من الحجر خشية أن ينطلق الفأر فيدخل في جلباب أحدنا.

وأخطر ما لفت نظري في الأحداث وأشهدت الله عز وجل على حدوثه، أنني وبعد أن تحليت بأقصى درجات الشجاعة وفتحت باب المصيدة بصعوبة، كان ذيل الفأر قد دخل في احدى فتحات باب المصيدة ، فإذا بالفأر والله أعلم يضغط بأرجله الخلفية بكل قوة حتى يقفز من المصيدة ويعود حرا طليقا بعيدا عن أسوار المصيدة الكئيبة التي ظل محبوسا فيها حبسا انفراديا بضعا من الساعة ، نعم بضعا من الساعة، ومع ذلك لم يتحملها، وساءت خلالها حالته النفسية لدرجة أنه ضحى بجزء من جسمه حتى يسترد حريته .

إلى هذا الحد يعشق الفأر الحرية، إلى هذا الحد يكره القيد حتى ضحى بذيله ليسترد حريته؟

إذا كان هذا هو حال الفأر، فما هي أحوال آلاف البشر ، وربما ملايين البشر المحبوسون منفردين في المصائد البشرية التي اكتظت بها أوطاننا العربية .

اللهم لا تكتب السجن على أحد، اللهم حرر المعتقلين في كل مكان لاسيما الأبرياء ، فإن تجربة السجن هي أقسى تجربة يمر بها إنسان، ومن قسوتها لم يتحملها الفأر لمدة ساعة فاختار أن يعيش بلا ذيل على أن يعيش سجينا .

اللهم إنك قلت وقولك الحق ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك ـ ١٤، اللهم فك أسر المعتقلين، وانصر أهل غزة واكشف عنهم الضر، وحررهم من بلطجية العالم ..فينا بحمل المصيدة؟، أبعدنا الفتيات، وقلنا لهن: اذهبن بعيدا عن هذه الغرفة، فالأمر جد خطير، ربما تنفتح المصيدة ويهرب الفأر وتتعرضن لمخاطر جسيمة، واستجبن للطلب وخرجن من الغرفة مسرعات، وجلسن في الصالة متأهبات للهرب في حال لو أفلت الفأر.

بدأت المشاجرة بيني وبين ابني محمود: من الذي سيحمل المصيدة، كل منا يخشى عضة الفأر، حيث يقال أنها تحتاج إلى حقن مثل عضة الكلب، وأخيرا أحضرت كيس غطيت به جانبا من المصيدة ويداي ترتعش بقوة حتى أوشكت المصيدة أن تسقط من يدي ويهرب الفأر ويضيع الحلم العربي بالسيطرة على الفأر، ثم وضعت المصيدة في كارتونة، وانطلقت إلى الشارع وابني خلفي وفي ظهري لكي يؤمن العملية. 

وفي الشارع وجدنا أحد الأقارب بسيارته، ووضعنا الفأر في شنطة السيارة وصاحبها يقول: يا رب استرها ، وعلى وجهه علامات الهلع خشية أن ينطلق الفأر من المصيدة في شنطة السيارة ومنها إلى كابينة القيادة.

وصلنا إلى الربع الخالي، ووقفت أنا وابني خلف حجر كبير لنفتح باب المصيدة في الناحية الأخرى من الحجر خشية أن ينطلق الفأر فيدخل في جلباب أحدنا.

وأخطر ما لفت نظري في الأحداث وأشهدت الله عز وجل على حدوثه، أنني وبعد أن تحليت بأقصى درجات الشجاعة وفتحت باب المصيدة بصعوبة، كان ذيل الفأر قد دخل في احدى فتحات باب المصيدة ، فإذا بالفأر والله أعلم يضغط بأرجله الخلفية بكل قوة حتى يقفز من المصيدة ويعود حرا طليقا بعيدا عن أسوار المصيدة الكئيبة التي ظل محبوسا فيها حبسا انفراديا بضعا من الساعة ، نعم بضعا من الساعة، ومع ذلك لم يتحملها، وساءت خلالها حالته النفسية لدرجة أنه ضحى بجزء من جسمه حتى يسترد حريته .

إلى هذا الحد يعشق الفأر الحرية، إلى هذا الحد يكره القيد حتى ضحى بذيله ليسترد حريته؟

إذا كان هذا هو حال الفأر، فما هي أحوال آلاف البشر ، وربما ملايين البشر المحبوسون منفردين في المصائد البشرية التي اكتظت بها أوطاننا العربية .

اللهم لا تكتب السجن على أحد، اللهم حرر المعتقلين في كل مكان لاسيما الأبرياء ، فإن تجربة السجن هي أقسى تجربة يمر بها إنسان، ومن قسوتها لم يتحملها الفأر لمدة ساعة فاختار أن يعيش بلا ذيل على أن يعيش سجينا .

اللهم إنك قلت وقولك الحق ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك ـ ١٤، اللهم فك أسر المعتقلين، وانصر أهل غزة واكشف عنهم الضر، وحررهم من بلطجية العالم ..