الاثنين، 6 أكتوبر 2025

الفأر قطع ذيله ليهرب من السجن

 #الفأر_قطع_ذيله_ليهرب_من_السجن

هذه قصة حقيقية يشهد الله عز وجل على حدوثها منذ أيام قليلة.

تسلل فأر إلى بيتي، وتسبب في حالة ذعر في المنزل، كلما خرج من غرفة ليتجول في المنزل علت أصوات صياح أبنائي وبدأوا في الطيران، كل واحد في اتجاه حتى لا يعرقل بعضهم بعضا .

جربنا الأوراق اللاصقة، لكن يبدو أن الفأر كان يعرف حقيقة هذا الاختراع، وأخيرا أحضرنا المصيدة ووضعنا فيها واحدة طماطم، ووقع الفأر في المصيدة، وأحاطت به أسوارها من جميع الجهات.

دخلت أنا وأبنائي إلى الغرفة التي اعتقل فيها الفأر، فوجدناه يتحرك بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات ويرتطم بكل جانب من جوانب المصيدة، فيرتد ليجري في اتجاه آخر فيرتطم بجانب آخر من جوانبها، واستمر على هذا الحال دون توقف أو كلل أو ملل، وأحيانا كان يتوقف ويحاول أن يقرض حديد المصيدة بأسنانه.

بدأت أنا وأبنائي نفكر: ماذا سوف نصنع به؟

قال أحدنا: أنا سمعت أنه يتم قنله بالماء الساخن، وقال آخر: كلا يتم قتله بالسم ، فقلت لهم: أعتقد أن هذه الوسائل القاسية محرمة، أرى أن نطلق سراحه في منطقة خالية ليس بها منازل، وبحثنا في مواقع التواصل الاجتماعي عن فتوى، واستقر الحوار على اقتراحي.

بدأت أنا وابني نفكر : من الذي سيتطوع #الفأر_قطع_ذيله_ليهرب_من_السجن

هذه قصة حقيقية يشهد الله عز وجل على حدوثها . 

منذ أيام قليلة تسلل فأر إلى بيتي، وتسبب في حالة ذعر في المنزل، كلما خرج من غرفة ليتجول في المنزل علت أصوات صياح أبنائي وبدأوا في الطيران، كل واحد في اتجاه حتى لا يعرقل بعضهم بعضا .

جربنا الأوراق اللاصقة، لكن يبدو أن الفأر كان يعرف حقيقة هذا الاختراع، وأخيرا أحضرنا المصيدة ووضعنا فيها واحدة طماطم، ووقع الفأر في المصيدة، وأحاطت به أسوارها من جميع الجهات.

دخلت أنا وأبنائي إلى الغرفة التي اعتقل فيها الفأر، فوجدناه يتحرك بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات ويرتطم بكل جانب من جوانب المصيدة، فيرتد ليجري في اتجاه آخر فيرتطم بجانب آخر من جوانبها، واستمر على هذا الحال دون توقف أو كلل أو ملل، وأحيانا كان يتوقف ويحاول أن يقرض حديد المصيدة بأسنانه.

بدأت أنا وأبنائي نفكر: ماذا سوف نصنع به؟

قال أحدنا: أنا سمعت أنه يتم قنله بالماء الساخن، وقال آخر: كلا يتم قتله بالسم ، فقلت لهم: أعتقد أن هذه الوسائل القاسية محرمة، أرى أن نطلق سراحه في منطقة خالية ليس بها منازل، وبحثنا في مواقع التواصل الاجتماعي عن فتوى، واستقر الحوار على اقتراحي.

بدأت أنا وابني نفكر : من الذي سيتطوع فينا بحمل المصيدة؟، أبعدنا الفتيات، وقلنا لهن: اذهبن بعيدا عن هذه الغرفة، فالأمر جد خطير، ربما تنفتح المصيدة ويهرب الفأر وتتعرضن لمخاطر جسيمة، واستجبن للطلب وخرجن من الغرفة مسرعات، وجلسن في الصالة متأهبات للهرب في حال لو أفلت الفأر.

بدأت المشاجرة بيني وبين ابني محمود: من الذي سيحمل المصيدة، كل منا يخشى عضة الفأر، حيث يقال أنها تحتاج إلى حقن مثل عضة الكلب، وأخيرا أحضرت كيس غطيت به جانبا من المصيدة ويداي ترتعش بقوة حتى أوشكت المصيدة أن تسقط من يدي ويهرب الفأر ويضيع الحلم العربي بالسيطرة على الفأر، ثم وضعت المصيدة في كارتونة، وانطلقت إلى الشارع وابني خلفي وفي ظهري لكي يؤمن العملية. 

وفي الشارع وجدنا أحد الأقارب بسيارته، ووضعنا الفأر في شنطة السيارة وصاحبها يقول: يا رب استرها ، وعلى وجهه علامات الهلع خشية أن ينطلق الفأر من المصيدة في شنطة السيارة ومنها إلى كابينة القيادة.

وصلنا إلى الربع الخالي، ووقفت أنا وابني خلف حجر كبير لنفتح باب المصيدة في الناحية الأخرى من الحجر خشية أن ينطلق الفأر فيدخل في جلباب أحدنا.

وأخطر ما لفت نظري في الأحداث وأشهدت الله عز وجل على حدوثه، أنني وبعد أن تحليت بأقصى درجات الشجاعة وفتحت باب المصيدة بصعوبة، كان ذيل الفأر قد دخل في احدى فتحات باب المصيدة ، فإذا بالفأر والله أعلم يضغط بأرجله الخلفية بكل قوة حتى يقفز من المصيدة ويعود حرا طليقا بعيدا عن أسوار المصيدة الكئيبة التي ظل محبوسا فيها حبسا انفراديا بضعا من الساعة ، نعم بضعا من الساعة، ومع ذلك لم يتحملها، وساءت خلالها حالته النفسية لدرجة أنه ضحى بجزء من جسمه حتى يسترد حريته .

إلى هذا الحد يعشق الفأر الحرية، إلى هذا الحد يكره القيد حتى ضحى بذيله ليسترد حريته؟

إذا كان هذا هو حال الفأر، فما هي أحوال آلاف البشر ، وربما ملايين البشر المحبوسون منفردين في المصائد البشرية التي اكتظت بها أوطاننا العربية .

اللهم لا تكتب السجن على أحد، اللهم حرر المعتقلين في كل مكان لاسيما الأبرياء ، فإن تجربة السجن هي أقسى تجربة يمر بها إنسان، ومن قسوتها لم يتحملها الفأر لمدة ساعة فاختار أن يعيش بلا ذيل على أن يعيش سجينا .

اللهم إنك قلت وقولك الحق ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك ـ ١٤، اللهم فك أسر المعتقلين، وانصر أهل غزة واكشف عنهم الضر، وحررهم من بلطجية العالم ..فينا بحمل المصيدة؟، أبعدنا الفتيات، وقلنا لهن: اذهبن بعيدا عن هذه الغرفة، فالأمر جد خطير، ربما تنفتح المصيدة ويهرب الفأر وتتعرضن لمخاطر جسيمة، واستجبن للطلب وخرجن من الغرفة مسرعات، وجلسن في الصالة متأهبات للهرب في حال لو أفلت الفأر.

بدأت المشاجرة بيني وبين ابني محمود: من الذي سيحمل المصيدة، كل منا يخشى عضة الفأر، حيث يقال أنها تحتاج إلى حقن مثل عضة الكلب، وأخيرا أحضرت كيس غطيت به جانبا من المصيدة ويداي ترتعش بقوة حتى أوشكت المصيدة أن تسقط من يدي ويهرب الفأر ويضيع الحلم العربي بالسيطرة على الفأر، ثم وضعت المصيدة في كارتونة، وانطلقت إلى الشارع وابني خلفي وفي ظهري لكي يؤمن العملية. 

وفي الشارع وجدنا أحد الأقارب بسيارته، ووضعنا الفأر في شنطة السيارة وصاحبها يقول: يا رب استرها ، وعلى وجهه علامات الهلع خشية أن ينطلق الفأر من المصيدة في شنطة السيارة ومنها إلى كابينة القيادة.

وصلنا إلى الربع الخالي، ووقفت أنا وابني خلف حجر كبير لنفتح باب المصيدة في الناحية الأخرى من الحجر خشية أن ينطلق الفأر فيدخل في جلباب أحدنا.

وأخطر ما لفت نظري في الأحداث وأشهدت الله عز وجل على حدوثه، أنني وبعد أن تحليت بأقصى درجات الشجاعة وفتحت باب المصيدة بصعوبة، كان ذيل الفأر قد دخل في احدى فتحات باب المصيدة ، فإذا بالفأر والله أعلم يضغط بأرجله الخلفية بكل قوة حتى يقفز من المصيدة ويعود حرا طليقا بعيدا عن أسوار المصيدة الكئيبة التي ظل محبوسا فيها حبسا انفراديا بضعا من الساعة ، نعم بضعا من الساعة، ومع ذلك لم يتحملها، وساءت خلالها حالته النفسية لدرجة أنه ضحى بجزء من جسمه حتى يسترد حريته .

إلى هذا الحد يعشق الفأر الحرية، إلى هذا الحد يكره القيد حتى ضحى بذيله ليسترد حريته؟

إذا كان هذا هو حال الفأر، فما هي أحوال آلاف البشر ، وربما ملايين البشر المحبوسون منفردين في المصائد البشرية التي اكتظت بها أوطاننا العربية .

اللهم لا تكتب السجن على أحد، اللهم حرر المعتقلين في كل مكان لاسيما الأبرياء ، فإن تجربة السجن هي أقسى تجربة يمر بها إنسان، ومن قسوتها لم يتحملها الفأر لمدة ساعة فاختار أن يعيش بلا ذيل على أن يعيش سجينا .

اللهم إنك قلت وقولك الحق ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك ـ ١٤، اللهم فك أسر المعتقلين، وانصر أهل غزة واكشف عنهم الضر، وحررهم من بلطجية العالم ..



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق