الثلاثاء، 17 مارس 2015

الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية .(24)



هل نجيب ساويرس مواطن مصري يدين بالولاء لمصر أُمْ كل المصريين المسلمين والمسيحيين ، وملتقي كل الحضارات القديمة والحديثة ، وجنة الأديان التي تُحترم علي أرضها المسيحية ويُحترم علي أرضها الإسلام ؟
أم أنه مواطن أمريكي يدين بالولاء الكامل للولايات المتحدة الأمريكية ، ويتعامل مع مصر بمنطق الاتحاد القبطي العالمي الذي يراها دولة قبطية ، المسلمون دخلاء عليها ، والثقافة الإسلامية علي أرضها نبت في غير أرضه ، وهو المنطق الذي تؤيده الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والغرب علي وجه العموم باعتباره ورقة من أوراق الفتن وتدمير الشعوب يمكن استخدامها في أي لحظة إذا لزم الأمر.
الحقيقة أننا في حاجة لمعرفة ما إذا كان نجيب ساويرس يحمل الجنسية الأمريكية من عدمه ؟ وما هي الآثار التي ترتبت علي حمله لهذه الجنسية علي مصر وشعبها وعلي العالم الإسلامي كله ؟
إن نجيب ساويرس نموذج يحتاج كل مجلس تشريعي داخل أي دولة من دول العالم لدراسته دراسة عميقة ، حتي يستفيد من هذه الدراسة في وضع ضوابط محكمة للحصول علي جنسية أجنبية بجانب جنسية الدولة الأم ، فربما تسفر هذه الدراسة عن حظر مطلق للحصول علي جنسية أجنبية بجانب الجنسية الأصلية ، بحيث تفرض علي من يرغب في الحصول علي جنسية دولة أخري أن يتنازل عن جنسية دولته الأصلية ، وربما تؤدي إلي فرض قيود صارمة علي حمل هذه الجنسية الجديدة للحفاظ علي الأمن القومي للدولة من مخاطر أبنائها مزدوجي الجنسية .
عرضنا في المقال الحادي والعشرين الحوار الذي أجراه الصحفي والإعلامي الموهوب الأستاذ / أحمد منصور مع نجيب ساويرس علي قناة الجزيرة والذي تمكن من خلاله أن يحصل علي اعتراف نجيب ساويرس بأنه يحصل علي حصة ضخمة ثابتة من أموال المعونة الأمريكية التي تشرف عليها المخابرات الأمريكية .
وجه أحمد منصور لساويرس العديد من الأسئلة الفتاكة ، كان من بينها سؤاله عما إذا كان يحمل جنسية أمريكية من عدمه ، وفيما يلي نص الحوار المتعلق بالسؤال  :
- أحمد منصور في سؤال مباغت :
س علاقتك إيه بال CIA ( المخابرات الأمريكية ) يا نجيب ؟
- نجيب ساويرس يرد بأداء تمثيلي :
ج  أل  CIA والله أنت عارف كل يوم بيعدوا عليا وبيقعدوا بأه وأقول لهم كل الأخبار وبيدوني مرتب كل شهر علشان أنا مش لاقي أكل .
- أحمد منصور يرد بكل هدوء وسخرية من رد ساويرس :
لا أنا مش ده جوهر سؤالي ونظر إليه وثبت النظر عليه دون حديث .
- نجيب ساويرس يرد :
ده زى السؤال بتاع المرأة الفاضلة تقول لهم أنا إمرأة فاضلة يقولوا لها أنت مش فاضلة وترد عليهم لا أنا إمرأة فاضلة .
- أحمد منصور يرد :
لا اسمعني بس .
- نجيب ساويرس يرد :
أنا ما بحبش .. في أسئلة بمثابة شتيمة .
- أحمد منصور يرد :
لا مفيش شتيمة ولا حاجة أنت عندك جنسية أمريكية ؟
- نجيب ساويرس يرد :
لا أنا ما عنديش جنسية أمريكية أنا عندي إقامة بس .
أحمد منصور يرد :
أمال إزاي قدرت تؤسس شركة في أمريكا ؟
نجيب ساويرس يرد :
كان عندي جرين كارد .
أحمد منصور يرد :
بس في محطة تليفزيون أمريكي بلومبرج نشرت علي موقعها أنك قلت أنك معك جنسية أمريكية .
نجيب ساويرس يرد :
لو عايز أقدر أخدها لإني معايا جرين كارد واللي معاه جرين كارد يقدر ياخد جنسية
أحمد منصور يرد :
أضافت المحطة التلفزيونية الأمريكية أنك رفضت أن تُفصح عن كيفية حصولك عليها .
نجيب ساويرس يرد :
ليه وهي سرقة لو خدتها حاخدها .
تصدت صفحة كلنا خالد سعيد لمحاولة البحث عن إجابة لنفس السؤال ، هل يحمل نجيب ساويرس الجنسية الأمريكية ؟ ، صفحة كلنا خالد سعيد التي سبق أن قلت عنها أنها بمثابة مركز بحثي متقدم يسعي للكشف عن المؤامرات التي تتعرض لها مصر والعالم العربي والإسلامي .
أعدت الصفحة فيديو مرفوع علي موقع يوتيوب عنوانه " بالوثائق : علاقة نجيب ساويرس بأمريكا وجيشها ومخابراتها " ، وقد سبق أن استعنا بذات الفيديو في المقال الثاني والعشرين فيما يتعلق ببحثنا حول " شركة كونتراك إنترناشونال " الأمريكية التي اشتري نجيب ساويرس وأخوه كامل أسهمها علي دفعتين لتكون وعاءً يتسلما من خلاله أموال المعونة الأمريكية .
بدأ الفيديو بطرح عدة أسئلة :
- ما حقيقة علاقة نجيب ساويرس بالمخابرات الأمريكية والجيش الأمريكي ؟
- هل يحمل نجيب ساويرس الجنسية الأمريكية ؟
- ما الدور الذي يلعبه نجيب ساويرس في مصر ولصالح من ؟
- هل إمبراطورية الاتصالات التي يملكها ساويرس تؤثر سلبا علي الأمن القومي المصري ؟
ثم يبدأ الفيديو بجزء من الحوار الذي أجراه أحمد منصور مع نجيب ساويرس علي قناة الجزيرة بتاريخ 11/1/2012 وتحديدا ذلك الجزء الذي نفي فيه نجيب ساويرس نفيا تاما أنه يحمل الجنسية الأمريكية ، وأنه يحمل جرين كارد فقط ، وأن بإمكانه الحصول علي الجنسية إن شاء لأن من يحمل جرين كارد يستطيع أن يحصل علي الجنسية الأمريكية .
ثم يبدأ الفيديو في عرض البحث الذي أجرته صفحة كلنا خالد سعيد لإثبات أن نجيب ساويرس يحمل جنسية أمريكية ، وأنه لم يكن صادقا حين نفي حمله لها ، عرض الفيديو مقتطفات من وثائق ويكيليكس المنشورة علي موقع جوجل باللغة الإنجليزية.
عرض الفيديو مضمون البرقية رقم 164 الجزائر المؤرخة 22/2/2010 والمؤشر في صدرها ما يفيد أنها وثيقة سرية ، وعرض ترجمة لمقتطفات من الوثيقة علي النحو التالي :
" موضوع البرقية : السفير ناقش مخاوف مستثمر أمريكي بخصوص قضية أوراسكوم تليكوم بالجزائر .
مضمون البرقيــــة :
علي هامش البعثة التجارية الأمريكية الأخيرة إلي الجزائر ، التقي السفير يوم 18/2 مع جودي وزير المالية الجزائري وعبد الحميد تمار وزير الصناعة والاستثمار وأثار قلق مستثمر أمريكي من النزاع الضريبي المقدر ب 650 مليون دولار الخاص بأوراسكوم تليكوم الجزائر ( المرجع A ) .
طلب تمار من السفير متابعة الأمر بعد مغادرة البعثة التجارية ، ويوم 22 فبراير التقي السفير مع تمار ، وأشار إلي أن هناك مصلحة معتبرة لمساهم أمريكي في هذه القضية مما استقطب اهتمام الحكومة الأمريكية بما في ذلك الكونجرس الأمريكي ، وقال السفير كنا نأمل أن يكون هناك حل سريع وعادل لهذه القضية " .
ومن فضل الله عز وجل علينا أن عثرنا علي نص البرقية سالفة الذكر علي موقع جوجل ضمن منشورات ويكيليكس ، ونضعها أمامك أخي القارئ ليطمئن قلبك علي صدق ما يقال :
  " AMBASSADOR RAISED US INVESTOR CONCERNS ABOUT OTA DISPUTE "
On the margins of the recent U.S. trade mission to Algiers, Ambassador on February 18 raised with Algerian Finance Minister D joudi and Minister of Industry and Investment Abd elhamid Temmar U.S. investor concerns over Orascom Telecom Algerie's (OTA) current USD 650-million tax dispute (ref A). Temmar asked Ambassador to follow up after the trade mission had left. On February 22, Ambassador met with Temmar and noted that there was significant U.S. shareholder interest in the issue and that it has attracted U.S. government interest, including from the U.S. Congress. The Ambassador said we hoped there would be a just and expeditious resolution of the dispute.
ثم عرض الفيديو ترجمة البرقية رقم 2311 القاهرة والمؤرخة 17/12/2009 والمثبت في صدرها أنها وثيقة سرية وذلك علي النحو التالي :
" موضوع البرقية : أوراسكوم تليكوم تواجه تحديات مالية من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية .
مضمون البرقيــة : التقي كل من إيكونكونس وإيكونف ( دبلوماسيان بالسفارة ) في الرابع من ديسمبر ب أليكس شلبي رئيس مجلس إدارة موبينيل وصديق مقرب لنجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تليكوم وأمريكي الجنسية ".
والحمد لله أننا عثرنا أيضا علي النص الانجليزي للبرقية المترجمة أعلاه ، وذلك من وثائق ويكيليكس المنشورة علي موقع جوجل ، وفيما يلي نصها :
Econcouns and Econoff met December 4 with Alex Shalaby, Chairman of Mobinil and close colleague of Naguib Sawiris, Chairman of Orascom Telecom (OT) and an American citizen,
وهنا تطرح الصفحة تساؤلها في الفيديو سالف الذكر عن سبب التناقض بين تصريحات نجيب ساويرس حين أنكر أنه يحمل الجنسية الأمريكية وبين برقية السفارة الأمريكية بالقاهرة التي أكدت أن نجيب ساويرس مواطن أمريكي .
وتضيف صفحة كلنا خالد سعيد :
علي فرض أن نجيب ساويرس علي حق ، وأنه لا يحمل الجنسية الأمريكية ، لماذا تسعي السفارة الأمريكية لحل مشكلته مع الجزائر إذا كان مواطن غير أمريكي ؟
ما الخدمات التي يقدمها ساويرس لأمريكا كمقابل حتي  تدافع عن أعماله ؟
وإذا كانت برقية السفارة الأمريكية صحيحة ، فلماذا يكذب نجيب ساويرس وينفي تماما حمله للجنسية الأمريكية ؟ ما الذي يحاول أن يخفيه ؟
وتستمر الصفحة في البحث حيث تستعين بحكم قضائي صادر من المحكمة العليا البريطانية في دعوي مرفوعة من شخص يدعي / بينيديتي ضد ساويرس وشركته " سيلو إنفستمنت ليميتد سيلو " والصادر بتاريخ 17/7/2013 ، وعرضت من خلال الفيديو سالف الذكر جزءً من حيثيات الحكم بعد أن قامت بترجمته جاء فيه :
- السيد / بينيدتي مواطن إيطالي مقيم في سويسرا .
- السيد / ساويرس مواطن مصري وأمريكي وكان طوال الوقت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم القابضة  sae  أوراسكوم .
والحمد لله أننا حصلنا علي النص الإنجليزي للجزء المترجم أعلاه والذي جاء فيه :
 Mr Benedetti is an Italian citizen resident in Switzer
land.
Mr Sawiris is an Egyptian and American national and was at
all material times the Chairman and CEO of Orascom Telecom Holding SAE (“Orascom”)
وهنا تطرح صفحة كلنا خالد سعيد أسئلتها :
لماذا يخفي ساويرس أنه يحمل الجنسية الأمريكية في وسائل الإعلام ؟
ولماذا لا يوجد أي دليل علي حمله الجنسية الأمريكية إلا في وثائق سرية أو في أعماق ملفات عادة لن يلتفت إليها باحث عن جنسية ساويرس ؟
ونضيف إلي الأبحاث السابقة فيما يتعلق ببحثنا عما إذا كان نجيب ساويرس يحمل جنسية أمريكية من عدمه  ، أن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت تعمل بقانون الفصل رقم 1511 لسنة 1952 والذي لا يحق بموجبه لغير الأمريكي والأشخاص الذين عبروا عن إرادتهم بالحصول على الجنسية الأمريكية امتلاك الأراضي ما عدا حاله واحدة هي حالة وجود معاهدة دولية نافذة تبيح ذلك .
يؤكد ذلك ما نشره موقع قناة العربية من أنه قد انحسرت خيارات الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ سوقها العقاري ، وتعالت الأصوات المنادية باللجوء إلى فتح باب التملك أمام المستثمرين الأجانب الذين يتطلعون إلى الحصول على إغراءات ، ولابد أن يكون في مقدمتها تأشيرة إقامة .
 مجلس الشيوخ بدأ بتقبل الفكرة ، حيث من المفترض أن يناقش خلال الأسبوع الجاري مشروع قانون يسمح للأجانب بالحصول على إقامة عند شرائهم لمنزل أو عقار لا تقل قيمته عن 500 ألف دولار ، المشروع قدمه النائبان تشارلز شومر ومايك لي بهدف تحفيز الاستثمارات الأجنبية للمجيء إلى الولايات المتحدة .
فإذا عرفنا بعد الاطلاع علي موقف القوانين الأمريكية من تملك الأجانب للعقارات والذي استقر علي الحظر منذ الخمسينات ، وإذا تذكرنا ما قرأناه في المقال الثاني والعشرين من أن شركة نجيب ساويرس أوراسكوم تليكوم قد قامت بشراء 45% من أسهم شركة كونتراك إنترناشونال عام 1998 ثم قامت بعد ذلك بعدة أعوام بشراء باقي أسهم الشركة ليصبح نجيب ساويرس مالكا لشركة كونتراك بالكامل ، فهل يعقل أن يتملك الشركة الأمريكية بالكامل دون أن يكون مواطنا أمريكيا .
فعلي الرغم من أننا لم نحصل بعد علي موقف القوانين الأمريكية من تملك الأجانب لأسهم الشركات ونسبة الأسهم التي لا يجوز للأجنبي تجاوزها ، إلا أن حظر تملك الأجانب للعقارات يؤكد بالضرورة أن أمريكا لا تسمح للمستثمر الأجنبي بتملك كامل الأسهم وإلا ستكون قد سمحت له بطريق غير مباشر بتملك عقارات الشركة .

خلاصة القول بجانب كل الأبحاث التي عرضناها أنه من غير المتصور عقلا أن يمتلك نجيب ساويرس شركة أمريكية كاملة ، وأن يكلف بكافة المشروعات في مناطق الحروب الأمريكية ، وأن تمد له أمريكا يد العون في كل مشكلة من مشاكله وتفتح له أبواب الاستثمار في الكثير من دول العالم دون أن يكون قد حصل علي الجنسية الأمريكية وأصبح مواطنا أمريكيا حتي النخاع .

من واقع المقالات السابقة أعتقد أننا كشفنا الكثير والكثير من دهاليز وكواليس نجيب ساويرس ، وفي المقالات القادمة إن شاء الله سوف يتضح لنا أكثر وأكثر دور الأمريكي نجيب ساويرس في كافة الكوارث التي أحاطت بالعالم الإسلامي .




ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق