قرأنا من الأدلة في
المقال السابق ما يؤكد أن نجيب ساويرس مواطن أمريكي ، ومع ذلك إذا اعتبرناه صادقا
في نفيه أنه يحمل الجنسية الأمريكية ، فقد أقر أنه يحمل جرين كارد ، وأن من يحمل
هذا الكارد يستطيع أن يحصل علي الجنسية .
وتيقن لنا أنه يحصل
علي حصته من المعونة الأمريكية التي تشرف عليها المخابرات الأمريكية منذ عام 1998م
من خلال الشركة الأمريكية التي قام بشرائها هو وأخيه ، ويحصل علي الحصة كما تُمنح
لأي شركة أمريكية ، أي حصة ذات قدر وقيمة والتي وصفها هو بأنها " لحمة "
.
وكان قبل عام 1998م
يحصل أيضا علي حصته ولكن بقيمة أدني لأنه كان يحصل علي مقاولات من الباطن من
الشركات الأمريكية ، وكان يتركز عمله في مناطق الحروب الأمريكية مثل أفغانستان
والعراق والدول المتصلة بمسرح العمليات مثل الكويت والبحرين ومصر والإمارات وقطر
وغيرهم كالجزائر .
واتضح لنا أن
الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتولي رعاية مصالحه ، وقد رأينا كيف تدخلت في
المنازعة الضريبية بينه وبين الجزائر عن نشاط شركته أوراسكوم هناك ، ولا أعرف
لماذا يدخل في منازعات ضريبية في كل مكان يعمل فيه .
نعلم أن الغالبية
العظمي من قيادات الاتحاد القبطي العالمي هم من أقباط المهجر ، ومما يؤسف له أن
الكثيرين من هؤلاء القيادات يشعرون بالولاء والانتماء للغرب أكثر من شعورهم
بالانتماء لمصر .
السبب في ذلك بسيط
ويتمثل في أن العناصر المتطرفة منهم والتي طرحت فكرة الاقتداء بالحركة الصهيونية
العالمية ، إنما استندوا إلي أفكار شيطانية تدميرية بالنسبة لمصر وشعبها البسيط
الذي يعيش وحدة وطنية ومودة تُعد مثالا يحتذي به عالميا ، أما بالنسبة للكثير منهم
فإن هذه الأفكار تعد سبوبة تجمع أموالا طائلة لاسيما من كل من لا يريد لمصر الخير
.
انطلقوا من أن مصر
قبطية أو مسيحية ، وأن المسلمين دخلاء عليها ، والهوية الإسلامية وافدة ولا تمثل
هوية مصر ، أما هوية مصر من وجهة نظرهم فهي الهوية العلمانية التي لا تعير الأديان
والقيم الأخلاقية أي اهتمام ، بل علي العكس فهي هوية تسعي متعمدة للقضاء علي الأديان
والأخلاق ، إنهم يريدون مصر أمريكية أو فرنسية أو ايطالية .
إنهم يريدون مصر التي
تكون الأم المثالية فيها راقصة ، يريدون مصر الأوربية التي تنتشر فيها البارات
والخمارات والأفلام الإباحية ، لا يريدون أن يروا فيها حجابا أو نقابا ، ولا
يريدوا أن يسمعوا فيها آذانا أو صلاة تقام .
بالطبع ليس كل أقباط
المهجر أو أعضاء الاتحاد القبطي العالمي علي هذا النحو ، ولكن العناصر الفاعلة
المتحركة التي تبتكر أفكارا جديدة كل عدة أشهر إنما تعتنق ما قلنا من أفكار ، وهذا
ليس تخمينا وإنما من واقع أقوالهم التي يصرحون بها .
وهذا هو سر ضعف
انتمائهم لمصر ، لأنهم عاجزون عن قبول مصر الإسلامية المسيحية ، مصر ملتقي
الحضارات القديمة والحديثة ، مصر الجنة التي تُحترم علي أرضها المسيحية ، ويُحترم
علي أرضها الإسلام .
في فيديو محمل علي
موقع " يوتيوب " عنوانه " مصر تغيير
الهوية الجزء2 نجيب ساويرس 3/14 " ، وفي حوار أجرته إحدي القنوات اللبنانية
مع نجيب ساويرس ، دار بينه وبين المذيع الحوار الآتي :
- المذيع يسأل
:
يُقال أن علاقتك
بالإدارة الأمريكية علاقة متينة ، وهذه العلاقة عملت لك حصانة ، لذلك أنت لا تخشي
أحد ، هل هذا صحيح ؟
- نجيب ساويرس يرد :
شوف يا سيدي أنا لا
أخشي أحد ، لأن ربنا معايا ، وأنا مؤمن بكده ، وبالتالي لا أخشي أحد ، أما علاقتي
بالإدارة الأمريكية ، فالقصة دي نابعة من إيه ، إني أنا بعتبر نفسي من القلائل في
العالم العربي من رجال الأعمال اللي بجاهر بحبي لي الثقافة الأمريكية ، المجتمع
الأمريكي ، النظام الرأسمالي الأمريكي ، والفيلم الأمريكي ، والرأسمالية الأمريكية
، والنظام القضائي الأمريكي .......
وفي فيديو مرفوع علي
موقع يوتيوب عنوانه " نجيب ساويرس أنا بحب أشرب خمرة وأحب مراتي تلبس ملابس
ملفتة للنظر " أجرت مذيعة علي قناة كندية مع نجيب ساويرس حوارا سألته فيه حول
ما سيفعله الإخوان المسلمون وهم في الحكم ، وأخذ يدعي أن الأقباط في معاناة من
اعتداءات وحرق كنائس ، وما يعنيني الآن ما ختم به كلامه حين قال :
" - أين سيذهبون
( المسيحيون ) حتي كندا لا تستوعب 12 مليون مصري .
- ثم لماذا يرحلون
وهذه كانت بلد مسيحية ، بلد قبطية ، وأتي الإسلام في القرن السابع ، وحافظ العديد
من الأقباط علي دينهم وإيمانهم ، ونحن نعتقد أن هذه البلد بلدنا ".
مع ملاحظة أن ختام
الأكاذيب والافتراءات وخلق الفتن بمقولة مصر قبطية أو مسيحية وما شابه ذلك من
الأحاديث التي لا تجلب إلا الفتن وخراب الدول أنه طلب أموالا لدعم الأحزاب
الليبرالية في مواجهة الأحزاب الإسلامية التي ادعي أنها تحصل علي أموال من قطر .
إذن ينطلق نجيب
ساويرس من نفس المنطلقات التي أرساها الاتحاد القبطي العالمي ، مصر دولة في الأصل
مسيحية قبطية ، وأنه يري مع باقي المسيحيين علي حد قوله أنها بلدهم ، والإسلام جاء إليها في القرن السابع ، وأنه
يفخر بحبه للثقافة الأمريكية بكل ما فيها ، وأنهم يرفضون أي مظهر إسلامي في مصر ،
ويتمسكون بوصف كل من يتمسك بهذه الهوية أنه متطرف .
وفي المقالات القادمة
سوف يزداد فهمنا لأفكار الاتحاد القبطي العالمي ، وسوف نفهم علي وجه الدقة إن شاء
الله عز وجل ما فعلوه وعلي رأسهم نجيب ساويرس لكي يتم الانقلاب علي إرادة الشعب
المصري ، وتتحقق إرادة الاتحاد القبطي العالمي في التخلص من الأحزاب الإسلامية والهوية الإسلامية ، بحيث تسير الأمور علي النحو
الذي يرتضونه دون اعتبار للأغلبية التي تقيم معهم علي أرض الوطن ، ويتحول الأمر من
المواطنة إلي أقلية متحكمة لأنها مدعومة من الغرب والعسكر معا .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق