الثلاثاء، 31 مارس 2015

أسطورة عروس النيل وحقيقة عروس العسكر .



يقول الأستاذ / إبراهيم عناني مؤرخ مصري و عضو إتحاد المؤرخين العرب و جمعية الآثار عن أسطورة " عروس النيل " :  
" كان المصريون القدماء يزينوا للنيل فتاةً بكراً جميلة ، فيطيبونها ويعطرونها ويحملونها أجمل حليها ولآلئها وجواهرها ، ثم يلقونها إلي النيل قرباناً فلا يلبث أن يزيد ماؤه ويفيض ويغطي الأراضي ، إلا أنه أضاف أن معظم المؤرخين المحدثين يشكون في صحة هذه الرواية ".
ويقول عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية عمر :
" إن رواية عروس النيل على علاتها قابلة للشك في غير موضع فيها عند مضاهاتها على التاريخ ، وقد يكون الواقع منها دون ما رواه الرواة بكثير . ورغم ذلك عاشت الأسطورة في وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانون والسينما ومازالت كتب كثيرة ترددها كواقع  ،  لكن الحضارة المصرية بأصالتها وعمقها تؤكد كل يوم وعيها وتحضرها  . لقد قدست مصر النيل العظيم شريان الحب والنماء نبع الخير والخضرة والازدهار، واحتفت به وظلت تناجيه في أناشيدها المقدسة ، وصاغت الملاحم في عشقه ، ولكنها أيضا قدست الإنسانية والإنسان ، ولم تضح بروح إنسان من أجل فيض النهر الخالد وهذه شهادة لمصر لا ضدها ".
إذن التضحية للنيل وهو إله الخير لدي المصريين القدماء " الإله حابي " بإلقاء عروس بكر في كامل زينتها وحليها ،  يتضح لنا - من العديد من الدراسات منها ما عرضناه ، ومنه ما لم نعرضه – أنها أسطورة تعامل معها المصريون كحقيقة ، بينما توجد في مصر الحديثة حقيقة دامغة يتعامل معها كثير من المصريين علي أنها أسطورة ، تقول تلك الحقيقة :
" إن العسكر المصري منذ عام 1952 هم إله الخير والعطاء والنماء ، هم مصدر الأمن والسكينة والطمأنينة التي ينعم بها الشعب المصري ، هم وحدهم من يعرفون أعداء مصر وما يحيق بها من مخاطر ، وأنه لا أحد يصلح لحكم مصر غير العسكر ، فإذا جاءها حاكم من غيرهم فسيكون سبب نهايتها وفنائها ، فكل من عداهم وإن كان يبدو للمصريين مصريا إلا أنه في الحقيقة ليس مصريا وإنما عدوا من بقايا الانجليز أو الفرنسيين أو اليهود ، وسوف يتآمر علي مصر كي يبدد ثرواتها ويفرط في أمنها حتي يقضي عليها .
وتضيف الحقيقة أن من بين المصريين أشرارا كثر يريدون أن يحرموا مصر من حكم العسكر ، حتي يحرموها من الخير الوفير والأمن والأمان الذي تعيش فيه ، لذلك فإن العسكر حريصون كل فترة من الزمن علي القضاء علي هذه العناصر الشريرة ، حيث اعتادوا أن يقوموا بقتل بعضهم واعتقال البعض الآخر وتعذيبه وتلفيق قضايا جنائية ضدهم واستصدار أحكام بالإعدام والمؤبد ضدهم ، وتاريخ العسكر وسجلاتهم حافلة بأسماء هؤلاء المصريين الأشرار الذين تم التخلص منهم .
حقا كثيرا ما زيف التاريخ الحقائق ، يدعي أن أسطورة عروس النيل حقيقة ، فينسب للمصريين القدماء ما لم يفعلوه ، بينما ينفي حقيقة عيد الوفاء لحكم العسكر والذي يتجدد كل بضع سنوات ، حين يقوموا في عيدهم بالتضحية بالمئات أو الآلاف من خيرة المصريين في أحلي زينتهم من العلم والثقافة ، بزعم أنهم الأشرار الذي يريدون حرمان مصر وشعبها من خيراتهم ، فيضحون بهم تقليدا لأسطورة عروس النيل ، حتي يستمر حكم العسكر مصدر الخير والعطاء والنماء للمصريين في عيد حقيقي لاشك ولا مراء فيه اسمه " عيد الوفاء لحكم العسكر.          

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق