يقول الأستاذ / إبراهيم
عناني مؤرخ مصري و عضو إتحاد المؤرخين العرب و جمعية الآثار عن أسطورة "
عروس النيل " :
" كان المصريون
القدماء يزينوا للنيل فتاةً بكراً جميلة ، فيطيبونها ويعطرونها ويحملونها أجمل
حليها ولآلئها وجواهرها ، ثم يلقونها إلي النيل قرباناً فلا يلبث أن يزيد ماؤه
ويفيض ويغطي الأراضي ، إلا أنه أضاف أن معظم المؤرخين المحدثين يشكون في صحة هذه
الرواية ".
ويقول عملاق الأدب
العربي عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية عمر :
" إن رواية عروس
النيل على علاتها قابلة للشك في غير موضع فيها عند مضاهاتها على التاريخ ، وقد
يكون الواقع منها دون ما رواه الرواة بكثير . ورغم ذلك عاشت الأسطورة في
وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانون والسينما ومازالت كتب كثيرة ترددها
كواقع ،
لكن الحضارة المصرية بأصالتها وعمقها تؤكد كل يوم وعيها وتحضرها . لقد قدست مصر النيل العظيم شريان الحب والنماء نبع الخير والخضرة
والازدهار، واحتفت به وظلت تناجيه في أناشيدها المقدسة ، وصاغت الملاحم في عشقه ،
ولكنها أيضا قدست الإنسانية والإنسان ، ولم تضح بروح إنسان من أجل فيض النهر
الخالد وهذه شهادة لمصر لا ضدها ".
إذن التضحية للنيل
وهو إله الخير لدي المصريين القدماء " الإله حابي " بإلقاء عروس بكر في
كامل زينتها وحليها ، يتضح لنا - من
العديد من الدراسات منها ما عرضناه ، ومنه ما لم نعرضه – أنها أسطورة تعامل معها
المصريون كحقيقة ، بينما توجد في مصر الحديثة حقيقة دامغة يتعامل معها كثير من
المصريين علي أنها أسطورة ، تقول تلك الحقيقة :
" إن العسكر
المصري منذ عام 1952 هم إله الخير والعطاء والنماء ، هم مصدر الأمن والسكينة
والطمأنينة التي ينعم بها الشعب المصري ، هم وحدهم من يعرفون أعداء مصر وما يحيق
بها من مخاطر ، وأنه لا أحد يصلح لحكم مصر غير العسكر ، فإذا جاءها حاكم من غيرهم
فسيكون سبب نهايتها وفنائها ، فكل من عداهم وإن كان يبدو للمصريين مصريا إلا أنه
في الحقيقة ليس مصريا وإنما عدوا من بقايا الانجليز أو الفرنسيين أو اليهود ، وسوف
يتآمر علي مصر كي يبدد ثرواتها ويفرط في أمنها حتي يقضي عليها .
وتضيف الحقيقة أن من
بين المصريين أشرارا كثر يريدون أن يحرموا مصر من حكم العسكر ، حتي يحرموها من
الخير الوفير والأمن والأمان الذي تعيش فيه ، لذلك فإن العسكر حريصون كل فترة من
الزمن علي القضاء علي هذه العناصر الشريرة ، حيث اعتادوا أن يقوموا بقتل بعضهم
واعتقال البعض الآخر وتعذيبه وتلفيق قضايا جنائية ضدهم واستصدار أحكام بالإعدام
والمؤبد ضدهم ، وتاريخ العسكر وسجلاتهم حافلة بأسماء هؤلاء المصريين الأشرار الذين
تم التخلص منهم .
حقا
كثيرا ما زيف التاريخ الحقائق ، يدعي أن أسطورة عروس النيل حقيقة ، فينسب للمصريين
القدماء ما لم يفعلوه ، بينما ينفي حقيقة عيد الوفاء لحكم العسكر والذي يتجدد كل
بضع سنوات ، حين يقوموا في عيدهم بالتضحية بالمئات أو الآلاف من خيرة المصريين في
أحلي زينتهم من العلم والثقافة ، بزعم أنهم الأشرار الذي يريدون حرمان مصر وشعبها
من خيراتهم ، فيضحون بهم تقليدا لأسطورة عروس النيل ، حتي يستمر حكم العسكر مصدر
الخير والعطاء والنماء للمصريين في عيد حقيقي لاشك ولا مراء فيه اسمه " عيد
الوفاء لحكم العسكر.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق