الأحد، 22 مارس 2015

الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . ( 2 )



بقلم  محمد العمدة
الوفد  21 يوليو 2011 .
  تحدثنا في المقال السابق عن الحركة الصهيونية العالمية ، وأوضحنا أنها حددت هدفها في إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ، وأنها بدأت في حث اليهود ومساعدتهم على الهجرة إلى فلسطين منذ تأسيسها عام 1897 ،
وأنها اعتمدت عدة وسائل لنجاح المهمة منها الترويج للاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا في العصور الوسطى والحديثة والترويج لفكرة اضطهاد العالم للسامية ، والترويج للحق التاريخي لليهود على أرض فلسطين والترويج للوحدة التاريخية للشعب اليهودي ووحدة الأصل ، والاستعانة بالدول والمنظمات الدولية الصديقة ، والعمل على تدبير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشروع من خلال إنشاء البنوك والصناديق .
ولكي نوضح ما إذا كان الاتحاد القبطي العالمي سعي  إلى إنشاء وطن قومي للمسيحيين في مصر من عدمه ، ينبغي أن نشير في عجالة إلى كيفية إنشاء الإتحاد القبطي العالمي والأهداف المرجوة منه .
بدأ الأمر بتوجه الكثيرين من أقباط المهجر «المسيحيين» إلى إنشاء منظمات للأقباط في العديد من دول العالم ، وبالفعل تم إنشاء عدد كبير من المنظمات القبطية يبلغ عددها نحو ستين منظمة أو يزيد ، نذكر منها منظمة أقباط الولايات المتحدة التي يرأسها المهندس مايكل منير، ومنظمة الأقباط متحدون التي يرأسها الراحل عدلي أبادير ، ومنظمة التجمع القبطي الأمريكي التي يرأسها كميل حليم ، ومنظمة الهيئة القبطية الأمريكية التي يرأسها ميلاد اسكندر، ومنظمة مسيحي الشرق الأوسط التي يرأسها نادر فوزي ، ومنظمة الاتحاد القبطي الأمريكي التي يرأسها موريس صادق ومنظمة الهيئة القبطية الكندية التي يرأسها سليم نجيب ، ومنظمة أقباط المملكة المتحدة ، ومنظمة الأقباط الأحرار ، ومنظمة الأقباط المتحدون في بريطانيا ومنظمة صوت المسيحي الحر ، ومنظمة الهيئة القبطية بكاليفورنيا ، ومنظمة الهيئة القبطية الاسترالية ، ومنظمة المجلس المركزي لأقباط ألمانيا ، ومنظمة هيئة أقباط فرنسا ومنظمة الكتيبة الطبية  .
ويلاحظ من البحث وجود علاقات وطيدة بين بعض الشخصيات التي لعبت دوراً مهما في إنشاء هذه المنظمات ، ولعل أهم هذه الشخصيات علي الإطلاق هو الراحل عدلي أبادير الذي توفي عام 2009 وكان يلقب بالعديد من الألقاب منها بطريرك أقباط المهجر أو زعيم أقباط المهجر أو البابا العلماني لأقباط المهجر، ويرجع ذلك إلى قيامه بإنفاق مبالغ طائلة على الأنشطة القبطية في الخارج .   
عدلي أبادير زعيم أقباط المهجر الملقب ب " البابا العلماني لأقباط المهجر "
عدلي أبادير وثيق الصلة بالمهندس مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية وهو الأمر الذي أكده الأخير في أحاديثه المنشورة بعد وفاة عدلي أبادير حين قال :
" لقد حظيت بمعرفة وأبوة الفقيد الذي طالما ناداني بلقب / ابني مايكل لقرابة العشر سنوات ، تحدثنا معاً خلال عدد كبير من هذه السنوات يومياً على التليفون لساعات طويلة وزرته في سويسرا لسنوات طويلة عدة مرات سنويا ً، فتعلمت منه الكثير والكثير في مختلف أوجه الحياة ، وخصني الفقيد فيها بشرف الاشتراك معه في تنظيم مؤتمرات زيورخ الأول والثاني ومؤتمر واشنطن ، وقد أنفق على هذه المؤتمرات مبالغ طائلة ونقلوا القضية القبطية نقلة تاريخية ".
يضيف " مايكل منير " لقد كان عم عدلي كما كنت أناديه محل حبي واحترامي وتقديري ، يتعامل معي بأبوة كبيرة وحب جم ، وطالما انتقدني لتعليمي ومدحني لتشجيعي ،  ولكنه دوماً كان ذا قلب كبير وشهامة ليس لها مثيل ، سوف نفتقده جميعاً ، ونفتقد عزمه وأبوته التي طالما حاول أن يشمل الجميع بها
ومن جهة أخرى تحدث كميل حليم رئيس منظمة التجمع القبطي الأمريكي في صحيفة المصري اليوم عن علاقته بالراحل عدلي أبادير فقال :
" إنني أعتبره معلمي وفي منزلة والدي ، ونحن على اتصال يومي ، كما أكد في ذات الصحيفة إن إنشاءه للتـجمع القبـطي الأمريكي كــان بعد مشـاورات مع عدلي أبادير وبعض القيادات القبطية في العالم .
وها هو " مدحت قلادة " الذي أسس مؤخراً إتحاد المنظمات القبطية الأوروبية هو نفسه سكرتير منظمة أقباط متحدون التي يرأسها عدلي أبادير.
وبعد أن زاد عدد المنظمات القبطية في الخارج ظهرت فكرة إنشاء الإتحاد القبطي العالمـي ليضـم المنظمـات القبـطية سـالفة الذكر ، وهو الأمـر الذي سـوف نتنـاوله بالإيضاح في المقال القادم .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق