الأربعاء، 1 أبريل 2015

السيسي ونجيب ساويرس وإعلان جمهورية مصر القبطية .



سبق أن نشرت تسعة وعشرين مقالا بعنوان " الإتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية " ، وذكرت في المقال الثامن عشر نصا ما يأتي : -
قرأنا في المقالات السابقة كيف أن الداعين لإنشاء الاتحاد القبطي العالمي قد أعلنوا منذ اللحظة الأولي أنهم يريدون السير علي نهج الحركة الصهيونية العالمية ، فكما أن الحركة الأخيرة تمكنت من إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين واستعادت لغتهم العبرية ، فما المانع من أن يستردوا هم مصر من الغزاة المسلمين ويستعيدوا لغتهم القبطية .
فمنهم من يحلم بالاستيلاء علي السلطة في مصر بمساندة غربية ، ومنهم من يفكر في الحكم الذاتي سواء بالتقسيم أو بغير تقسيم ، وإن كان هذا الهدف الأسمى مؤجل حتي تحين الفرصة المناسبة .
أما الهدف الحال فهو التحكم في مقاليد الأمور في مصر من خلال وضع الدستور الذي يرضيهم ، وأن تصدر التشريعات وفقا للنماذج التي يرونها عصرية متحضرة من وجهة نظرهم ، ولا يقيمون في هذا الشأن أي اعتبار للأغلبية المقيمة معهم في نفس الوطن ، والسبب في ذلك أنهم يرون أن هذه الأغلبية وافدة عليهم يطلقون عليها لفظ المحتل تارة والغازي تارة ، ومن ثم فهم أولي من الأغلبية بإدارة جميع الملفات.
وقرأنا الوسائل التي اقترحوها لتحقيق أهدافهم والتي تمثلت في الآتي :
- تدبير الأموال اللازمة لتحقيق الأهداف .
- توفير آلة إعلامية ضخمة تدفع في الاتجاهات المطلوبة .
- الاستعانة بالدول والمنظمات الدولية والشخصيات العامة في أي مكان ومن أي دين لتحقيق الأهداف .
- العزف علي أوتار الاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط في مصر بشكل ثابت ومستمر لاستعداء دول الغرب المسيحي – اليهودي علي مصر والحصول علي أكبر دعم منهم .
- التركيز علي أن المسلمين غزاة وافدون بثقافة غريبة لا تمثل هوية مصر ، وهو الأمر الذي دعاهم إلي التمسك بإلغاء المادة الثانية من الدستور ، أما عن مفهوم هوية مصر ، فهو أمر يختصون به وحدهم ، فهي بلدهم وهم الذين يدركون ثقافتها وقيمها التي يعملون هم علي تثبيتها للأجيال القادمة ، وبالطبع هم يميلون إلي الثقافة الغربية وهي التي يسعون لفرضها علي مصر  .
- مهاجمة أحكام الشريعة الإسلامية ووصفها بالرجعية والتخلف والتمسك في مواجهتها بمرجعية علمانية لا تقيم وزنا للقيم الدينية أو الأخلاقية سواء الإسلامية أو المسيحية ، ففي الوقت الذي يعلن فيه نجيب ساويرس أنه يشعر بالاكتئاب حينما يري منقبة ، تمنح إحدى صحفه جائزة الأم المثالية لراقصة .
- مهاجمة  تيار الإسلام السياسي بشكل مستمر ، ونسبة أي مشكلة طائفية في مصر له ، وتعمد الخلط بين بعض التيارات المتشددة في العالم وتيار الإسلام السياسي المعتدل الذي يؤمن بقواعد الديمقراطية ويراها تطبيقا عمليا لمبادئ إسلامية كالشورى والبيعة والعدالة وعلي رأسه الإخوان المسلمون ، والتحريض علي هذا التيار بطلب الزج به في السجون والتنكيل به ، ومحاصرة فكره ، ووأد أي مسعى له في أن يصبح رقما في معادلة السلطة ، والاستعانة في ذلك بالدول والمنظمات الأجنبية التي تتفق مصالحها مع هذه السياسيات ، وهذا ما تم تنفيذه بالفعل من سياسات قبل ثورة يناير المجيدة واستمر بعدها علي النحو الذي سوف نوضحه في المقالات القادمة .
- الاعتماد علي رجال الأعمال بشكل كبير لتنفيذ وتمويل أي من الخطوات السابقة.
- حث الأقباط علي المشاركة السياسية وإنشاء الأحزاب والتحرك في الشارع للممارسة الضغوط علي الدولة لتحقيق أي أهداف مطلوبة ، ولا غبار في ذلك ، فمن حق الأقباط أن يشتغلوا بالسياسة أو أن ينزلوا إلي الشارع .
ولكن الغبار كل الغبار علي الأهداف المعلنة والخفية للاتحاد القبطي العالمي ذاته ، والذي إن استمر - في ظل عناصر القوة التي امتلكها – في سعيه نحو فرض إرادته علي أغلبية الشعب المصري والإضرار بفئات عريضة منه من خلال السعي العلني للفتك به وقتله والزج به في السجون ، فإن العواقب سوف تكون وخيمة علي مصر كلها ، لاسيما بعد أن أصبح اللعب علي المكشوف من قبل الثورة ببضع سنوات وأثنائها وبعدها .
وقلنا أن العسكر لديهم الاستعداد لفعل أي شيئ في سبيل استمرار سيطرتهم علي السلطة والثروة في مصر ، وأوضحنا كيف أنهم استباحوا القتل والاعتقال والتعذيب وتلفيق القضايا واستصدار الأحكام بالإعدام والمؤبد ضد الرجال والنساء والفتيات وطلبة وطالبات الجامعات .

والأخطر من ذلك كله أن السيسي تحالف مع الأقباط في مصر لدعمه ومساندته لتحقيق هذه السيطرة وأطلق يدهم يقولوا أو يفعلوا ما شاءوا بدعم غربي مسيحي ويهودي ، إلي أن وصل الأمر إلي مراحل لا يمكن السكوت عليها حتي ولو كان جزائنا طلقة رصاص مما يفجر الرأس أو حكم إعدام أو مؤبد .
كنت سأستكمل نشر سلسلة مقالات الاتحاد القبطي العالمي لتوضيح كيف أن الاتحاد القبطي العالمي كان له الدور الأكبر في الانقلاب بالأدلة والمستندات ، إلا أن أمرا خطيرا قد حدث ، جعلني أقفز إلي الأمام لأتطرق لتوضيح ما وصل إليه الأمر في تحالف العسكر والأقباط ضد باقي الشعب .
في حوار مسجل مع نجيب ساويرس الرجل الأول للمخابرات الأمريكية في مصر والشرق الأوسط ، ومنشور علي موقع " يوتيوب " بتاريخ 22/12/2013 تحت عنوان " نجيب ساويرس : إحنا سايبين الجيش والشرطة تواجه وما نزلناش لحد دلوقتي حفاظا علي الدم " حيث أدارت معه مراسلة تلفزيونية الحوار الآتي :
المراسلة :
سعادتك يوم الدستور متوقع عنف ولا السيناريو حيمشي إزاي .
نجيب ساويرس يرد :
لو عملوا عنف حنواجهم بالعنف ، يعني مفيش هزار ، علشان نخلص يعني ، وأنا من الناس اللي رفضت القوي الليبرالية تنزل وتواجه ، ما نزلناش مظاهرات ضدهم ، علشان إحنا بنخاف علي الدم المصري ، لكن أنا بقولهم الشعب زهق ، والشعب تعب وإحنا حنطلع لقدام وما حدش حيوقفنا ، إذا لجأوا للعنف هما بأه أحرار .
مراسل آخر يسأل :
مهندس نجيب ساويرس سعادتك شايف أن الجزيرة لها دور كبير ، وأنت بتقول النهاردة إن أنت بتتفرج عليها ......
نجيب ساويرس يرد :
" مهو أنت لما يبقي واحد بيساعدك ، يطلع علي قناة علشان يقولك أنا خطتي ، حقول علي الدستور القادم ده إنه مزور ، أنا خطتي إني أقول لكم إن الاقتصاد بتاعكم وقع وأنتو مش لاقيين تاكله ، أنا خطتي إني أنا أبلبل ، أطلع  300 واحد في كل حتة شوية يكسروا كام عربية وبتاع علشان الناس تقولك مصر لسه فيها هوجة ، الكلام ده مش حيكمل ، الكلام ده مش حيكمل ، وإحنا بقي مش حنسيب أكل عيش الناس ومصيرهم في إيد 200 – 300 واحد ، وإن كان الناس الموجودة دلوقتي مش حتاخد الخطوة الجامدة ، أوكيه حننزل إحنا كشعب ، إحنا قادرين ناخد الخطوة دي .
مش هما 300 أو 400 واحد ، يعني إحنا مش راضيين ننزل علشان خايفين علي الدم بس ، وللأسف سايبين الجيش والشرطة في المواجهة دي لوحدهم وده برضه مش موقف ".     


فقط أتساءل ما هي صفته الوظيفية التي تعطيه الحق للتصدي لمتظاهرين ، والتظاهر حق كفله دستور الانقلاب الذي وضعته الكنائس بالاشتراك مع مؤسسات الدولة ، وهل وصلت مصر لحالة الفشل والفوضى بحيث تستعين الأجهزة الأمنية ببعض المواطنين ضد البعض الآخر ، بما يعني أننا وصلنا إلي مرحلة الحرب الأهلية .
إعلام الاتحاد القبطي العالمي يشمل إعلام نجيب ساويرس والمتمثل في فضائياته وصحفه ومواقعه الإلكترونية بالإضافة إلي إعلام باقي المواقع للجمعيات والمراكز القبطية الموجودة داخل مصر أو خارجها ، بالإضافة إلي إعلام رجال الأعمال ، والذي لا أستبعد أيضا أن يكون هو مالك لبعض هذه الوسائل بأسماء آخرين ، ومن يدخل علي موقع " يوتيوب " ويستمع إلي اللقاءات التي أجراها نجيب ساويرس في كندا بعد الثورة لمطالبتهم بأموال لدعم الأحزاب الليبرالية ضد الإسلاميين ، كان واحد من هذه اللقاءات أو أكثر في إحدي فضائيات " مجموعة قنوات تلفزيونية وإذاعية كندية شهيرة تسمي سي بي سي ( cbc ) "، وهذا يعني أن هذه الشركة الكندية الشهيرة قد تكون هي التي منحت نجيب ساويرس مجموعة قنوات سي بي سي المصرية ، وكتبها باسم رجل الأعمال محمد الأمين ، وهذا احتمال وارد وإلا ما سر تشابه الأسماء لاسيما أن نجيب ساويرس اتخذ من قنوات سي بي سي الكندية منبرا لمطالبة الشعب الكندي خاصة والغرب عامة بدعم الأحزاب الليبرالية في مصر دعما ماديا .
كل وسائل الإعلام سالفة الذكر ظلت تحرض علي اقتحام رابعة والنهضة وفض التظاهرات بالقوة ، وجميعها تحرض ضد الإخوان المسلمين وسائر التيار الإسلامي بشكل مستمر منذ إنشائها ، والآن تحرض ضد كل الرافضين للانقلاب من كل الفصائل السياسية ، وتحريضها متواصل لا يتوقف ، والعسكر مرتضون بذلك طالما يصب في خانة تمكينهم وتثبيتهم في مواجهة الرفض الشعبي .
أما الأمر الخطير حقا والذي يعد بمثابة دق لطبول الحرب الأهلية ، فهو بداية قيام نجيب ساويرس بتنفيذ وعده للقضاء علي كل رافضي الانقلاب الذي يخرجون للتظاهر  بزعم أنهم جميعا من الإخوان المسلمين الإرهابية ، فقد عرضنا لكم حديثه السابق والذي هدد فيه " بأنه إذا كانت الناس الموجودة دلوقتي مش حتاخد الخطوة الجامدة أوكيه إحنا كشعب حننزل وإحنا قادرين ناخد الخطوة دي ".
ولا أعرف هل هي مصادفة أن تنشر صحيفة " فيتو " المملوكة لنجيب ساويرس بتاريخ 30/3/2015 البيان التأسيسي لما أسمته أول حركة شعبية لمقاومة الإخوان " حماش " ، وجاء في عنوان  الخبر (  الإخوان استولوا علي السلطة – أجهزة الأمن عاجزة عن مواجهة إرهاب الجماعة – و 5 أيام مهلة أمام الإرهابية للتراجع عن جرائمها ) ، وتقول الصحيفة في تفاصيل الخبر :    
" صورة تزعم صحيفة المصري اليوم المملوكة لساويرس أنها لشباب من حركة حماش "
أصدرت " حركة مقاومة الإخوان الشعبية (حماش) " بيانًا تأسيسيا للحركة ، حصلت " فيتو " على نسخة منه ، أمهلت خلاله جماعة الإخوان الإرهابية 5 أيام لتتراجع عن عملياتها الإرهابية ، وقالت «الجماعة» في بيانها التأسيسي :
" في ظل الأحداث التي مرت على بلادنا بعد ثورة يناير 2011 بداية من استيلاء جماعة الإخوان على السلطة ، ومرورا بوصولها للحكم وارتكابها العديد من الجرائم في حق مصر والإسلام ، الأمر الذي أدى للثورة عليهم ، وانتهاء إلى الجرائم التي تتم بشكل يومي ضد الشعب المصري المسالم الآمن على نفسه ، وأمام عجز أجهزة الأمن المصرية عن مواجهة تلك الجماعة الإرهابية وفروعها المسماة بأنصار بيت المقدس وداعش والسلفية الجهادية والقاعدة وغيرها ، ولما كان أمن المواطن المصري هو من الأهداف الرئيسية للثورة المصرية التي قامت في يناير 2011 وتم استكمالها في يونيو 2013 ، وكانت العمليات الإرهابية التي يقف الأمن عاجزا أمامها هي أكبر جريمة تنتهك المواطن المصري عبر تاريخه كله ، ونظرا لأنه ثبت باليقين أن جماعة الإخوان تستهدف إسقاط الدولة المصرية ، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يرضى عنه الإنســان المصري الوطني .
وتابعت الحركة في بيانها : لذلك قررنا نحن مجموعة من الشباب المصري من كل محافظات مصر، إنشاء حركة شعبية لمقاومة إرهاب الإخوان تحت مسمى «حركة مقاومة الإخوان الشعبية - حماش» ، وقد عقدنا نحن المجموعة المؤسسة عدة جلسات تحضيرية وضعنا فيها نظاما للحركة وشكلا تنظيميا ومسئولين عن المحافظات ولجان بحث وتحري واستقصاء ولجان تدريب وتوعية ولجانا عضوية.
واتفق المؤسسون على أن طبيعة هذه الحركة تقتضي أن تكون سرية ، حتى تستطيع القيام بمهامها وفقا للأهداف التي تم الاتفاق عليها .
 وأوضح البيان : نظرا لأننا حركة مقاومة ضد الإرهاب ، ولأن الإرهاب لا تمكن مقاومته إلا بإرهاب مماثل ، فلا يفل الحديد إلا الحديد ، لذلك كان الهدف الرئيسي لنا الذي اتفقنا عليه هو الضرب بقوة على يد جماعة الإخوان لمنعها من القيام بأي عمل إرهابي ، ونحن نعطي لها الفرصة لمدة 5 أيام لتتراجع عن عملياتها الإرهابية ، وإلا سيكون الرد أكبر مما يتوقع أي أحد ، خاصة أن أسماء أبناء وبنات قيادات الجماعة معروفة ومتاحة لنا واستطعنا الحصول على أرقام هواتفهم المحمولة ، كما أن الشقق التي تقيم فيها أسرهم معروفة لدينا ، كما لدينا أرقام وبيانات أكثر من 100 سيارة تمتلكها أسر الإخوان في عدة محافظات ، كل هذا سيكون على مرمى نيران " حركة مقاومة الإخوان الشعبية حماش  "إن لم ترتدع الجماعة وتكف عن الإرهاب .
واختتمت الحركة بيانها قائلة : بعد مرور المهلة التي حددناها ، سنكون في حِل من أي مانع شرعي يحول بيننا وبين الانتقام لأسرنا ولأبنائنا وإخواننا وأخواتنا الذين راحوا ضحية إرهاب الإخوان .
وهل هي صدفة أيضا أن تنشر صحيفة " المصري اليوم " المملوكة أيضا لنجيب ساويرس وبذات التاريخ 30/3/2015 نفس البيان وبذات الصياغة دون تبديل أو تغيير .
وهل هي صدفة أيضا أن ينشر موقع اسمه " هاي ماما " نفس الخبر بتاريخ 1/4/2015 ويتضمن في ذات الصفحة العديد من الأخبار التحريضية ضد الإخوان المسلمين .
ولن ننسي ذلك الحوار الذي دار بين الإعلامي الانقلابي / أحمد موسي مع نجيب ساويرس والذي جاء فيه :
أحمد موسي يسأل :
قالوا إنه في لحظة من اللحظات طلع أمر بالقبض علي حضرتك ، ليه ده كان سببه التمويل ، إنه حضرتك مولت مظاهرات ، بتمول البلاك بلوك وبتمول مش عارف كذا ....
نجيب ساويرس يرد :
لا بلاك بلوك والكلام ده لا أنا ما بعملش حاجة ضد القانون عمري في حياتي .
وإذا كنا جميعا نعلم أن عضو مجلس الشعب السابق / محمد أبو حامد هو من تلاميذ نجيب ساويرس وأتباعه ، وأنه أنفق علي انتخاباته  ، فإنني أدعوك أخي القارئ لمشاهدة  فيديو لازال علي موقع يوتيوب تحت عنوان " خطير محمد أبو حامد قائد في بلاك بلوك شير وافضحهم " واحكم بنفسك إذا ما كان الشخص الذي يلقي محاضرة تدريب لشباب البلوك - علي كيفية الهجوم والهروب والعمل الجماعي لتنفيذ المهام – هل هو محمد أبو حامد تلميذ نجيب ساويرس النجيب من عدمه - .
ومن الأمور الخطيرة للغاية أن يكون نجيب ساويرس شريكا في إجراءات فض رابعة وصاحب دور فاعل ، وليس هذا كلامي ، وإنما هذا ما أكده نجيب ساويرس بنفسه ، لأنه من فرط عشقه للإعلام فهو كثير الزلل والسقطات ، ويفضح نفسه بنفسه ، كما يفضح شركائه معه ، وسوف أفرغ لكم فيديو عنوانه " في أول لقاء له نجيب ساويرس يفضح الإخوان والبرادعي – لقاء كامل " ، وهو حوار بين الإعلامي الانقلابي وائل الإبراشي الذي يستدعيه نجيب ساويرس بفلوسه إلي أي مكان هو مقيم به في الخارج ، حيث يبدأ وائل الإبراشي بتذكيرنا أنه سبق له إجراء حوار سابق مع نجيب ساويرس ، ويذكرنا كيف بكي نجيب ساويرس ، وطبعا كله تلميع مدفوع الأجر ، وفيما يلي تفريغ للحوار بدءا من الدقيقة 55 وما تلاها والذي يكشف لنا كيف كان نجيب ساويرس شريكا في فض رابعة ، وفيما يلي نص المحادثة :
وائل الإبراشي يسأل :
عملت إيه لما الإخوان في مظاهراتهم الأخيرة كتبوا علي بعض مقرات أفرع موبينيل حنعدمك يا ساويرس ؟
نجيب ساويرس يرد :
في البداية يضحك ضحكته الشهيرة بغرابة صوتها وكأنها لشخص آخر غيره ، ثم يتحدث فيقول : يعني شوف أنا عايز أقولك حاجة ، ما يقدروش علي ربنا هما ، يعني هو ربنا هو اللي بيكتب عمر كل واحد ، وهو اللي بيكتب نهاية عمر كل واحد ، ولما يعملوا إيه لو هو مش عايز مش حيحصل يعني ، يا جبل ما يهزك ريح .
وائل الإبراشي يضحك بتكلف ثم يسأل :
يعني مش خايف من الإعدام ولا حاجة ؟.
نجيب ساويرس يرد :
بص أنا عايز أقولك حاجة ، أنا كلمة الخوف دي أنا مش عندي خالص يعني ، الوحيد اللي بخاف منه هو ربنا بس ، وبعمله حساب كبير جدا يعني ، وبعدين زي ما بخاف منه ، زي ما هو دايما معايا ، بعتبره جنبي يعني ، محدش حيقدر عليّ .
وائل الإبراشي يسأل :
كمان الإخوان أشاعوا بأنه المهندس نجيب ساويرس دفع مكافآت لضباط الشرطة الذين اقتحموا وفضلوا اعتصام رابعة العدوية والنهضة  ؟
نجيب ساويرس يرد :
غير صحيح علي الإطلاق ، وهما عايزين يعملوا إنه يعني ده       character assassination يعني يقصد قتل بالأجر ، أي بلد في الدنيا حتروح تقفل فيها الشارع ، وتبني فيه مصدات أسمنت ، وتحتل مكان وتوقف مصالح الناس ، وتاخد ناس جوه تعذبها ، وتدخل سلاح فيها ، حيتعامل معاك البوليس يعني ، ويعلم ربنا إني إحنا كان في مساعي الشهر ده كله إن الموضوع ده يتحل من غير الاقتحام ده ، وهما السبب الأول والأخير في فشلها يعني .
وائل الإبراشي يسأل :
حضرتك دخلت في هذه المساعي .
نجيب ساويرس يرد :
آه .. آه .. دخلت آه .
وائل الإبراشي يسأل :
لفض اعتصام رابعة بشكل سلمي .
نجيب ساويرس يرد :
يعني في المرحلة الأخيرة ، يعني كان في محاولات ، كان في اتصالات من أمريكا ، ومن قطر وكده ، كان في محاولات للفض ، وتواصلت مع الدكتور البرادعي في الموضوع ده ، بس هما يلاموا ، هما كانوا عايزين النهاية دي .
وائل الإبراشي :
كانوا عايزين هذه النهاية .
نجيب ساويرس :
آه ، هما عايزين النهاية دي  ، علشان يقولوا انقلاب ، وبعدين بيموتونا ، بدليل إنه ما كانش لازم يموت كل هذا العدد لو ما كانش حصل إطلاق نار من طرفهم ، يعني هل الشرطة أطلقت النار كده وخلاص .
وائل الإبراشي يساعد :
لا وإلا ما كانش مات هذا العدد من ضباط الشرطة .
نجيب ساويرس :
فأنت النهاردة هو السؤال اللي لازم يتسئل ، أنت بتضرب عليّ رصاص ، أنا المفروض أعمل إيه كشرطة ، أستني لما أموت زي اللوا / رأفت ...
وائل الإبراشي يصحح :
اللواء نبيل فراج .
نجيب ساويرس :
أراد أن يقول اللواء نبيل فراج اللي قطعوا قلبنا عليه ، فنطق حرف القاف ولم يتمكن من استكمال الجملة ، بتضرب نار انتظر إنه حيضرب عليك نار .
وائل الإبراشي :
أدرك أن ساويرس حاول أن يظهر الأسى علي استشهاد اللواء نبيل فراج ، فلم يتمكن فأراد أن يساعده ، فطرح عليه السؤال :
مشهد استشهاد اللواء نبيل فراج كان مؤثرا ؟ ورغم أن مشهد اللواء نبيل فراج كان مؤثرا بالفعل لأنه كان ضحية كشأن كل من استشهد من المصريين في أعقاب 3/7 إلا أن نجيب ساويرس فشل للمرة الثانية في إظهار الأسى ، حيث أجاب ساويرس :
يعني أنت النهاردة لو كنت ما ضربتش رصاص ، ما كانش مات الضحايا دي كلها ، إنما يطلعوا إشاعات يقولك دول صرفوا دول عملوا ، هما مش عايزين يقتنعوا إن 30 يونيه الشعب نزل ، وإن الشعب كارههم عمي ، واللي بيتعامل معاهم النهاردة الشعب ، لإني دي أول مرة تحصل لهم ، إحنا كنا زمان بنتعاطف معاهم ، لأن الأنظمة كلها كانت بتستقصدهم ، الشعب المصري عنده روح النخوة دي ، لما يلاقي حد السلطة حطاه في دماغها بينزل يتعاطف معاه ، النهاردة الشعب هو اللي قلب عليهم مش حد ثاني يعني .
وائل الإبراشي يسأل :
بمناسبة إنه حضرتك بتقول إنه كان في مفاوضات بالفعل لفض الاعتصام ، وأنت تواصلت مع الدكتور / محمد البرادعي في ذلك ، هل صدمك موقف الدكتور / محمد البرادعي خاصة أن موقفه أدي إلي المزيد من الضغوط الأجنبية علي مصر في الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية ، قالوا إذا كان صاحب نوبل اتخذ هذا الموقف ، بالإضافة إلي أنه أدي إلي إن جماعة الإخوان المسلمين تمارس المزيد من الابتزاز ، هل موقف الدكتور / محمد البرادعي كان أو يعني أذي 30/6 أو أذي عملية فض الاعتصام .
نجيب ساويرس يرد :
لا هو أولا صدمني الموقف ، وأنا بعتبر الموقف ده في قدر من عدم التروي أو الحكمة ، موقف سيئ للغاية يعني ، موقف فيه نوع من الانتهازية كمان ، لإن أنت بتاخد بنط علي حساب البلد النهاردة ، طالع تقول إني أنا ضد ، طاب ما أنت أساسا عارف إنه حيحصل فض اعتصام ، أولا إني أنا أقدر أقولك حاجة يعني مش سر يعني ، هو الدكتور البرادعي كان عارف إنه إذا لم نتوصل لاتفاق كان حيحصل فض للاعتصام بعديها ، والتاريخ كان محدد ، وكان عارف .
وائل الإبراشي :
عارف إنه كان لابد من فض الاعتصام ، وعارف تاريخ فض الاعتصام .
نجيب ساويرس :
كان عارف ـ أنا حصلت محادثة تليفونية بيني وبينه قبل فض الاعتصام ب 48 ساعة ، وكنا بنحاول نتواصل علشان وزير خارجية قطر كان حيجي مصر وكان حيحاول محاولة أخيرة ، فبعد ما قلت له المعلومة دي واستأذنته إذا كان يجي وكده ، كلمني ثاني وقالي إذا كان حيجي يجي بسرعة خلال أل 48 ساعة اللي جايين ، يبقي هو عارف إنه كان حيحصل فض اعتصام ، إذن أنت عارف وبعدين جي الفض ، وبعدين تروح تقول لا أنا مش موافق وتمشي .
أولا لو أنت معترض علي اللي حصل ده ، في فرق إني كلنا زعلانين إني في ناس ماتت ، اللي مش فاكر كده ، إحنا بني أدمين مش حيوانات ، محدش فينا كان عايز أي حد يموت يعني ، بس أيضا اللي يلام هو اللي أطلق النار علي الشرطة وهما داخلين ، يعني ما هو أنت بتضرب نار علي واحد منتظر إيه منه ، لكن هو كان ممكن يطلع في بيان يقول أنا ضد الوفيات اللي حصلت دي ، وطريقة التعاطي بتاعة الشرطة كان فيها عنف زائد ، ويقول اللي يقوله ، ويفضل في مطرحه ، جندي في معركة لحد ما نخلص ، إنما أنت في وسط اللي إحنا في ده وكده ، لا أنا مش لاعب ، أنا مروح ، وتطلع وهو بقي البطل ، وإحنا كلنا اللي نزلنا في 30/6 كلنا مجرمين بقي ، وأنا كنت بحبه وبحترمه لكن الموقف ده غير فكري تماما .
وائل الإبراشي :
لإن علاقتك به كانت قوية .
نجيب ساويرس :
آه ، بس الموقف ده غير فكري عنه ، هو الموقف ده هو أخطأ فيه بكل المقاييس  أصل أنت لازم تشوف أنت عايز مصلحة البلد ولا عايز مصلحتك أنت ، يعني أنا النهاردة لو جندي وقائد المدفعية بتاعي ضرب قنبلة غلط موتت ناس مننا بدل ما تموت العدو ، أروح أنا واخد شنطتي وسلاحي ومروح زعلان ، طاب ما في عدو قدامي أنا لسه ما خلصتش معاه  ، أنا عندي معركة بلد بتفرط مننا ، أنت كان ممكن تسجل موقف أنت إيه اللي عملته ده ، إنما تروح ماشي ، يعني أنت بقي اللي كويس وإحنا كلنا اللي وحشين يعني ، هو نهي حياته السياسية .
وائل الإبراشي :
اشمعني حضرتك تبقي وسيط في إن وزير خارجية قطر جاي يحل هذه الأزمة .
نجيب ساويرس :
لأني أنا كنت مقتنع إنه إذا قدرنا نحل الموضوع ده بدون إراقة دماء يبقي دي حاجة كويسة .
وائل الإبراشي :
مين اللي كلم وزير خارجية قطر ؟
نجيب ساويرس :
كانوا الأمريكان اللي بيتواصلوا معاه ، وأنا حد كلمني من الأمريكان علشان أكلم الدكتور البرادعي بخصوص اللقاء مع وزير خارجية قطر .
وفي فيديو آخر علي موقع " يوتيوب " تحت عنوان " مفاجأة مدوية .. نجيب ساويرس : البرادعي كداب كان عارف إننا هانفض رابعة لكنه هرب " يقول فيه :
إحنا كنا في معركة مع الناس دول ، فإنك أنت تستقيل علشان تقول ، طاب يعني إحنا كلنا مجرمين ، يعني إحنا كلن عايزين نروح علشان نموت الناس دي ولا نقتلهم ، كنا عاوزين النتيجة دي ، فإحنا حتي لو زعلانين من النتيجة محدش فينا مشي ، وبعدين تزعم إنك أنت كنت ضد الموضوع ده ، لا أنت كنت عارف بي ، ودي فيها كدبة ، أصل أنا شاهد عيان أنا متكلم معاه 48 ساعة قبل دخول رابعة يعني ، وكان يعلم تماما إني إحنا داخلين ، وهو البرادعي كان فاتح مع الناس دي ، وكان ببقولي دايما يا بشمهندس نجيب ، باندفاعك ده إنت مش سايب براح مع الناس دي .
وبعد كل ما تقدم ينبغي أن نرصد الحقائق التالية :
- أن نجيب ساويرس أنفق نفقات بالغة الضخامة حتي يسير الأمور كما يريد منذ أن اندلعت الثورة ، ثم أنفق ببذخ أكبر بعد تنحي مبارك في إنشاء أحزاب وامتلاك فضائيات وصحف مستقلة ومواقع إلكترونية متعددة في أنشطة حياتية مختلفة .
- شبهات قوية علي أنه هو الذي أنفق علي البلاك بلوك وغيره من الحركات التخريبية حتي يحدث اضطرابات في البلاد تستخدم ضمن ذرائع عزل الرئيس مرسي .
أنه من واقع المحادثات التلفزيونية التي عرضناها لنجيب ساويرس وهو يوضح موقف البرادعي من فض رابعة ، كشف لنا أنه هو نفسه – أي نجيب ساويرس – أنه ضالع مع الحكومة في فض رابعة وفي كافة سياساتها ، فها هو يعرف أن دخول رابعة بعد 48 ساعة من حديثه التليفوني مع البرادعي في التليفون ، وشريك في اتخاذ القرار ، حيث يقول له البرادعي " يا بشمهندس اندفاعك مش سايب براح للناس دي " ، وهذا يكشف حجم تدخل ساويرس في اتخاذ قرار الفض وطريقته .
من جهة أخري أنه يتدخل بناء علي طلب أمريكي كوسيط ليجري محادثة بين وزير الخارجية القطري والدكتور البرادعي باعتباره نائب الرئيس في ذلك الوقت في محاولة أخيرة لفض رابعة سلميا ، وهذا يذكرنا بالمقالات الأربعة التي كتبناها عنه تحت عنوان " نجيب ساويرس الرجل الأول للمخابرات الأمريكية في الشرق الأوسط "، أرجو الرجوع إليها لأنها تكشف حقيقة نجيب ساويرس .
- أن نشر خبر البيان التأسيسي لحركة مقاومة الإخوان الشعبية حماش في كل من صحيفتي ساويرس " فيتو " و " المصري اليوم ، لهو خير دليل أنه سوف يبدأ في اغتيال كل رافضي الانقلاب ، في عمليات سرية وباستخدام وسائل إرهابية علي النحو الثابت في البيان التأسيسي سالف الذكر .
خلاصة القول إن ما يحدث في مصر الآن يدل علي أن الاتحاد القبطي العالمي نجح في إسقاط الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي باستخدام كل الخطط التي وضعوها لإنشاء الإتحاد وتحديد أهدافه ووسائله ، ونجح في تجديد التحالف بينه وبين العسكر للخلاص من كل المعارضين الشرفاء في آن واحد .
نستطيع أن نقول بعد كل ما تقدم أن الظهور الأول لجمهورية مصر القبطية التي يحلم بها أقباط المهجر قد جاء علي أيدي كل من السيسي زعيم العسكر ونجيب ساويرس زعيم الاتحاد القبطي العالمي ، في عمل ثنائي منظم بدأ من قبل 3/7/  بكثير2014 .
لاشك أن نشر ساويرس للبيان التأسيسي لحركة حماش أو المقاومة الشعبية للإخوان في أهم وسائل إعلامه صحيفتي المصري اليوم وفيتو ، مع تأكيده علي أنها سوف تستخدم الإرهاب وبشكل سري لهو خير دليل علي أن ساويرس باعتباره زعيم الاتحاد القبطي  العالمي قد نجح في تحقيق أول ظهور لجمهورية مصر القبطية التي يحكمها الأقباط .
وبالطبع ما كان نجيب ساويرس يملك أن يعلن عن هذه الحركة الإرهابية الجديدة لمقاومة إرهاب الإخوان ما لم يكن حصل علي التصريح من الحكومة ومن السيسي رأسا ، لأنها في حقيقتها دعوي للاحتراب الأهلي .
وبالطبع السيسي والعسكر كما قلنا يتقبلون أي شيئ يعينهم للحفاظ علي السلطة والثروة المورثة ، لا غضاضة في أن يتحالفوا مع المسيحية واليهودية العالمية ، فيعلن السيسي بأن المليار وستة من عشرة مسلم يريدون أن يتخلصوا من العالم كله حتي يعيشوا هم ، وأن يصرح بأن الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام من مواطني الغرب الشرفاء الأطهار سببها نحن المسلمون الإرهابيون ، وبالطبع السيسي يعرف أنه كاذب ، لأنه لا يعقل أنه يجهل أن الشرق الإسلامي هو ضحية الغرب المسيحي اليهودي منذ الحروب الصليبية والاستعمارية ، لا يعقل أنه لا يعلم أن دول أوربا تقاسمت العالم الإسلامي واحتلته لعشرات السنين ، ومنها ما زاد عن المائة عام بكثير ، لا يعقل أنه يجهل قضية احتلال اليهود لفلسطين وموقف أمريكا والغرب منها ، لا يعقل أنه لا يذكر الحرب الأمريكية الثانية الجائرة علي العراق والتي دمرته ، فلم يذق طعم الاستقرار مرة أخري منذ التسعينات ، ولا يعقل أنه لا يذكر اعتداءات إسرائيل المتكررة علي غزة  ، وضرب أمريكا لمقر إقامة القذافي أو تقسيمها للسودان وغير ذلك كثير ، ولكنه لا يري شيئا من ذلك ، لا يري سوي المسلمين الإرهابيين في حقوق الغربيين النبلاء ، وهذا نتيجة طبيعية طبعا بعد أن أصبحت هناك علاقات مالية بين قيادات الجيش المصري ووزارة الدفاع الأمريكية .
إن السيسي لم يتحالف مع أقباط مصر فقط ، لدرجة أن يستعين بساويرس لإنشاء حركة إرهابية تعينه علي تثبيت أركان الانقلاب ، وإنما هو الآن حليف للمسيحية واليهودية العالمية .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق