الجمعة، 17 أبريل 2015

السيسي يتهم العسكر بالحرب علي الإسلام في مصر .



أكتب هذا المقال كمواطن مصري مسلم لا ينتمي إلي أي جماعة إسلامية أو حزب إسلامي ، مواطن عمل بالمحاماة ، وحصل علي دبلوم الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق جامعة عين شمس بتقدير " جيد " ، ودبلوم القانون العام من كلية الحقوق جامعة القاهرة بتقدير " جيد " ، وباحث دكتوراه بكلية الحقوق جامعة القاهرة في رسالة تم تسليمها للنظر في مناقشتها بعنوان " الرقابة علي الإعلام المرئي والمسموع في مصر " ،  وحال دون ذلك دخولي السجن ظلما .
مواطن خاض عالم السياسة وأصبح نائبا مستقلا في البرلمان بعد معركة انتخابية مع عتاولة مرشحي الوطني عام 2005 وعمره 37 سنة ، ثم نائبا مستقلا مرة أخري عام 2011 بعدد أصوات 138 ألف صوت .
لست أتفاخر بما قلت ، ولكني أقول ما قلت حتي أرد مقدما علي ردحهم وشرشحتهم لكل من يتحدث عن الإسلام ووضعه ومكانته في مصر ، الإسلام الذي يتعرض لحرب ضروس لا ينبغي بحال من الأحوال أن يسكت عنها أي مسلم وإلا وجب عليه أن يراجع إسلامه وإيمانه .
أريد أن أجيب علي سؤال هام في هذا المقال وهو : هل توجد حرب علي الإسلام في مصر ؟ وإذا كانت هناك حرب علي الإسلام في مصر بالفعل فمن ورائها ؟؟
أقصد بالحرب علي الإسلام الحرب علي الهوية الإسلامية ، بمعني أن هناك من لا يطيق هذه الهوية ، هناك من يرفض القيم الإسلامية ، ويريد أن يحرر المجتمع المصري منها ، ويسعي إلي فرض هوية أخري علي الشعب المصري ذي الأغلبية المسلمة ، ولتكن الهوية الغربية في شقها السلبي المتمثل في الإباحية والعري والانفلات الأخلاقي ، تلك الحرب التي قد امتدت للفتك بكل من يطالب بالهوية الإسلامية أو يتمسك بها .
علي ضوء ما تقدم أقول نعم توجد حرب علي الإسلام في مصر تسعي لطمس الهوية الإسلامية ، وتنتقم شر انتقام ممن يتمسك بهذه الهوية من مسلمي مصر .
نعم توجد في مصر حرب مستمرة علي القيم الدينية الإسلامية وحدها ، وعلي كل من يطالب باحترام المرجعية الإسلامية للقوانين رغم النص عليها في المادة الثانية من الدستور ، فالتلفزيون المصري والذي تم تشغيل شبكته الأرضية مع بدايات حكم العسكر منذ الستينات من القرن السابق ، ومن بعده السينما المصرية وهما يتخصصان - منذ نشأتهما - في تحقير كل ما هو إسلامي .  
راجع الأفلام المصرية ستجد السخرية من اللحية والحجاب والنقاب وتعدد الزوجات وطاعة الزوجة لزوجها ووصف كل ملتح بأنه إرهابي مخرب ، فطالما سخر الفنانون المصريون والذين لا ثقافة لهم ولا وعي ولا إدراك من القيم الإسلامية ، فتجد منهم من يقول لك في أحد الأفلام " إن العالم وصل إلي الفضاء ونحن نتحدث هل تدخل دورة المياه برجلك اليمين أم الشمال " ، وكأن التقدم العلمي لا يكون إلا بترك القيم الدينية أو احتقارها والتعالي عليها ، وكأن أوربا المسيحية قد تخلت عن مسيحيتها قبل أن تحقق نهضتها الصناعية الكبرى ، لم تكن الأديان هي المعطل عن التقدم للعالم الإسلامي ، وإنما وقوعه فريسة للاستعمار الغربي من جهة ، وفريسة للنظم المستبدة كنظام العسكر المصري من جهة أخري هو سبب التخلف وليس الإسلام .
عادل إمام وهو علي رأس الفنانين الذين تخصصوا في الحرب علي القيم والهوية الإسلامية  ، بل وأكثرهم ترويجا للانحلال الأخلاقي ونشر العبثية في المجتمع المصري  ، وصل به الأمر إلي أن يعرض بعض أحكام الإسلام علي نحو يخالف حكم الدين فيها  ، ثم ينتقد هذه الأحكام ويسخر منها ،  مثلا تعرض في أحد أفلامه لموضوع أسماه " المحلل " ويقصد به الرجل الذي يتزوج المرأة المطلقة بعد الطلقة الثالثة لمدة محدودة حتي يحلل لزوجها الأول العقد عليها من جديد ، فإذا بالفنان الكبير يعرض الموضوع بشكل مخالف لحكم الشرع ثم يسخر من هذا الحكم .
لم يتركوا شيئا من أحكام الإسلام لم يسخروا منه ، بل وافتروا علي الإسلام بما ليس فيه حتي ينتقدوه ، ولم يتركوا شيئا مما يخالف الإسلام إلا مدحوه وأدخلوه في عداد القيم الإنسانية النبيلة كالعري والعلاقات غير المشروعة وغيره كثير ، وكل من يتحدث عن إعلاء القيم الدينية فهو متاجر بالدين ، أما من يطالب بعلمانية الدولة وإقصاء الأديان فهو رجل عصري ومتقدم .
انظر كيف يتعمد الإعلام المصري نشر العري والجنس والإباحية من خلال الأفلام والمسلسلات المصرية والأغاني " الفيديو كليب " ، انظر كيف أصبح الفيلم المصري يعتمد علي الكباريه والراقصة واحتساء الخمور وتعاطي المخدرات والزنا بالأجر والمطرب الشعبي ، حتي تحول هذا المشهد إلي الشارع المصري في الأفراح ، وحتي أصبح راسخا في أذهان كل الدول المحيطة بنا أن المرأة المصرية شيئ مباح بمجرد قرشين يترموا علي رأسها في حفلة أو كباريه  ، بل وأصبحوا يتصورون أن الرجل المصري ديوث يقبل الفاحشة في أهل بيته ، لقد أساءوا إلي سمعة مصر والشعب المصري بهذه الأفلام وغيرها من الأعمال الفنية المصرية . ولست أعني بذلك أن أحارب الفن أو الأفلام أو المسلسلات ، كلا وإنما أقول أن الفن ينبغي أن يلتزم بقيم المجتمع ويعمل علي دعمها ، لا أن تستخدمه هذه الجهة أو تلك ليشن حربا علي كل ثوابت الأمة .
الصحف القومية التي يتم تعيين قياداتها عن طريق العسكر أي من خلال الحزب الوطني ، لا تجد من بين هذه القيادات الصحفية إلا من نسميهم العلمانيين الذين يتخصصون أيضا في الهجوم علي القيم الإسلامية ، وعلي كل من يتمسك بهذه القيم ، حيث درجوا علي استخدام عبارات مكررة للقيام بدورهم ، فكل من يتمسك بقيمه الدينية ويسعي إلي أن تتبوأ هذه القيم مكانتها في المجتمع يصفوه بأنه من تجار الدين ، بل ويصفون هذه القيم الإسلامية نفسها الثابتة من الدين بالضرورة بأنها وافدة علي مصر ، أو أنها فكر وهابي أو طلباني أو داعشي ، إنهم يستخدمون لعبة الجوكر وخلط الأوراق لحربهم علي القيم الإسلامية التي لم تتوقف من بداية حكم العسكر وحتي الآن ، وفي نفس الوقت يفخر هؤلاء الكتاب والمفكرون بالحضارة الفرعونية أو القبطية ، والإسلامية فقط من منظورهم هي الدخيلة التي تستوجب الحرب .
نفس النظرية هي المعمول بها في التلفزيون المصري ، لا يعمل فيه إلا العلمانيون الذين يتبنون الحرب علي الفكر الإسلامي وكل من ينادي به ، فيمكنك أن تشاهد مذيعة أو فنانة ترتدي ملابس فوق الركبة وتظهر عورتها أمام الملايين ، بينما لا تجد مذيعة أو إعلامية محجبة ، لأن ذلك كان ممنوعا بقرارات من وزراء الإعلام السابقين ، ومن دخلت التلفزيون المصري وهي محجبة إنما دخلت بحكم قضائي .
وفي نفس الوقت الذي تجد فيه الإخوة العلمانيين يتربعون علي عرش كل المنابر الإعلامية في ظل حكم العسكر ، تجد الإخوان المسلمين يحظون بنصيب الأسد من بطش العسكر منذ الخمسينات وحتي الآن ، فهم من تم جمع الآلاف منهم فيما سمي بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر ، وتم عمل قضايا لهم وحكم عليهم بأحكام قاسية ما بين الإعدام والمؤبد وما دون ذلك ، بالمخالفة للقانون الذي تعلمناه ودرسناه من أن الجريمة شخصية بمعني أنك تعاقب مرتكب الجريمة ومن حرض عليها ،  أما أن تجمع آلاف من البشر لم يسمعوا عن الجريمة  أصلا من كل  المحافظات بما فيها النائية - في ظل غياب وسائل الإعلام - وتحكم عليهم بالإعدام و المؤبد ، فهذا لا يحدث إلا في بلاد " الواق واق " .
ويتكرر مع الإخوان المسلمين نفس الأمر عام 1964 حيث تم جمع الآلاف ومحاكمتهم عن إعادة تشكيل جماعة محظورة بنفس الأحكام القاسية ، والتصميم علي معاملتهم كجماعة محظورة  لسنوات طويلة ، ثم وبعد ثورة يناير المجيدة وتحرر الشعب المصري من استعباد العسكر ،  و بعد أن حقق الإخوان المسلمون هذه النتائج في كافة الانتخابات ، يعود العسكر لينقلب عليهم من جديد ويعيدهم إلي حظيرة الاستبداد والاستعباد ، ويلقي بهم خلف أسوار السجون المصرية الكئيبة ويحولوهم من محظورة إلي إرهابية ، لاشك أن مثل هذه المواقف من العسكر تجاه العلمانيين والإسلاميين لتدعوا إلي التفكير، وتولد آلاف الأسئلة .
ثم انظر كيف تحدث السيسي عن الشعب العظيم والخروج العظيم ، والشعب الذي يأمر فيطاع ، وبعد أن استخدم خروج من خرج في 30/6 لتنفيذ الانقلاب الذي خطط له ، خرج علي نفس الشعب المصري العظيم ليفتك به فتكا مروعا في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ، لمجرد أن أكثرهم من التيار الإسلامي ، ويستعين في نفس الوقت بأنصاره العلمانيين كغطاء إعلامي علي هذه الجرائم البشعة التي لم يرتكب مثلها إلا هتلر وقليلون آخرون علي مدار تاريخ العالم كله .
انظر ما يحدث الآن مع خيرة شباب مصر الذين قتل العسكر منهم الآلاف وألقي مثلهم  في السجون ليصدر ضدهم الأحكام القاسية في قضايا ملفقة ، وذنبهم الوحيد أنهم انشغلوا بالشأن العام وانتخبوا أناس آخرين غير العسكر ومن يريدهم العسكر ، وأن أكثرهم من الإسلاميين .
انظر في المقابل إلي السلوك الجديد الذي انتشر في البداية في القاهرة وامتد ليصل أخيرا إلي الصعيد حيث رأيته في فرح في كوم أمبو ، وهو طريقة الاحتفال بالأفراح حين يتم فرش المناضد في الشوارع وتوضع الخمور عليها وتفوح رائحة المخدرات في الطريق العام ، من الذي نشر هذا السلوك ، ومن الذي يقف علي حمايته أو في الأدنى لا يتعرض له بسوء رغم جرائم تعاطي المخدرات والخمور في الطريق العام .
كل ما عرضناه يكشف لنا عن انحياز واضح من العسكر المصري منذ أن أمسكوا حكم مصر ، منذ ستين عام ضد الفكر الإسلامي وكل من يطالب به لصالح الفئة العلمانية القليلة بالمجتمع المصري التي تكره وتحارب القيم الدينية الإسلامية والأخلاقية ، شيئ جميل علي قلوبهم أن تتعاطي الخمور والمخدرات ولو في الطريق العام ، شيئ جميل أن تبتلع أشرطة البراشيم أو تحتسي زجاجات الأدوية المخدرة ، شيئ جميل أن تبحث عن بيت دعارة كل ذلك لا يضيرهم في شيئ ، أما أن تتحدث عن إعلاء القيم الإسلامية في المجتمع فأنت مارق إرهابي لابد من القضاء علي حياتك .
وبعد انقلاب 3/7 العسكري الدموي الغاشم تصل الحرب علي الفكر الإسلامي وعلي تيار الإسلام السياسي ذروتها ، وفيما يلي مجرد أمثلة محدودة علي ذلك :
- صرح توفيق عكاشة :
" بأن الإسلام هو أسوأ دين في الأرض ، اللي بيعتنقوا الديانة الإسلامية دول بينتهي بأن هو يصاب بمرض نفسي ، أنتِ .. ما بهرجش دي الأبحاث اللي في أوربا دلوقتي وفي أمريكا كده ، ليه  لأنه بيقولك إن هما بيفجروا نفسهم ، عملية تفجير النفس دي كانت موجودة في منطقتين اثنين ، عندنا وفي منطقة أسيا ، الحقيقة هي في أسيا وقفت ، عندنا ما وقفتش ، فقالك ما قدرنا إني إحنا نتوصل إليه من يعتنق الديانة الإسلامية مع فترة من الفترات ، البعض بيصاب فيها  بأمراض نفسية ، وأن اللي بيصابوا بأمراض نفسية هما اللي بيتعمقوا في الدين ده ، فا بيفجر نفسه ".     
توفيق عكاشة : الإسلام أسوأ دين في الأرض ومن يعتنقه يصاب بمرض نفسي
- صرح إبراهيم عيسي :
" رمضان منتصف يونيو ، شهر رمضان الكريم ، محدش يقولي حنعمل انتخابات         في رمضان بس علشان مرارتي ، هو حد بيشتغل في رمضان أصلا ، المفروض كل الناس تاخد أجازة في رمضان ونخلص ، شهر عطلة ما لهوش أي معني ، نعمله كده للتعبد الديني وبتاع ، مفيش حاجة بتشتغل في رمضان خالص ".                
إبراهيم عيسي : شهر رمضان شهر عطلة ما لهوش أي معني
 
- الصحفي العلماني شريف الشوباشي :
" طالب بأن تقوم مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير في يوم بالأسبوع الأول من شهر مايو القادم ، على أن يحيط بهن مجموعة من الرجال لحمايتهن ، وسأكون أول هؤلاء الرجال ، طبعا تخطر مديرية أمن القاهرة بذلك لتوفير الحماية "      
الصحفي شريف الشوباشي يدعو لمليونية خلع الحجاب بميدان التحرير
   .
- نجيب ساويرس يشد من أزر الشوباشي :
ويدعم حملة خلع الحجاب بإعادة تغريد تغريدة نشرها علي تويتر من يسمي نفسه " مصري حر " تقول : "  د، شريف الشوباشي على درجة عالية من الثقافة والرقي الفكري .. آراؤه صادمة في مجتمع يعشق دفن الرؤوس في الرمال ويخشى اللعب في ثوابته !! " . 
نجيب ساويرس يدعم مليونية خلع الحجاب
- هدي بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر تدعم مليونية خلع الحجاب :
نشرت صحيفة الوطن الانقلابية ملك رجل الأعمال محمد الأمين  أن  الدكتورة هدى بدران  رئيس الاتحاد العام لنساء مصر رحبت بدعوة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي لفتيات مصر لخلع الحجاب في ميدان التحرير؛ والتي قال أنه يدعو إليها من أجل تصحيح المفاهيم الوافدة من الحركات الوهابية ، وأنها قالت لـصحيفة الوطن : " إن دعوة الشوباشي لخلع الحجاب "صحوة سياسية للمرأة المصرية، وصفعة على وجه الإخوان والدعوات السلفية            
هدي بدران دعوة خلع الحجاب صحوة سياسية للمرأة المصرية وصفعة علي وجه الإخوان والسلفيين
      ." 
- حرق كتب إسلامية في إحدى مدارس مصر برعاية التربية والتعليم :
بعد أن قامت وزارة التربية والتعليم المصرية بحذف بعض الموضوعات الإسلامية من المناهج بحجة أنها تدعو للعنف ، قامت إحدى المدارس بحرق كتب إسلامية ، حيث قامت مديرة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة  بثينة عبد الله بجمع العديد من الكتب الإسلامية وأحرقتها في حوش مدرسة ، حيث حرقت عددا كثيرا من الكتب بزعم أن هذه الكتب تحرض على العنف وتعلم الطلاب سلوك غير سلمي  
مديرة تربية وتعليم ونخبة من المعلمين يحرقون كتب إسلامية
  .
- عبد الستار فتحي رئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية :
صرح علي موقع مصراوي والعديد من الصحف والمواقع الإلكترونية :
قررنا في جهاز الرقابة عدم حذف أي مشاهد من الأفلام العربية والأجنبية التي تعرض في دور السينما بداية من شهر أبريل المقبل ، وبالتالي لن تكون هناك رقابة على الأفلام التي تعرض على شاشات السينما . 
رئيس جهاز الرقابة لن نحذف المشاهد الجنسية
- قناة أل سي بي سي تعرض إعلانا جنسيا عن برنامج الأبلة " فاهيتا " .  
إعلان جنسي تعرضه قنوات ال سي بي سي عن برنامجها أبلة فاهيتا
كل ما عرضناه أمثلة علي الانقلاب الذي يحدث في مصر ضد ثوابت الإسلام من بعد انقلاب العسكر مباشرة ، يتوازي معه حملة التحريض التي يقودها إعلام العسكر ومعه إعلام رجال الأعمال ، وإعلام الاتحاد القبطي العالمي والذي يتبني حملة تحريض بقتل واعتقال كل من ينتمي إلي تيار الإسلام السياسي ومن خلال وسائل إعلام يسمعها قادة الانقلاب والنيابة العامة والقضاء المصري دون أن يسأل واحد فقط من إعلامي الانقلاب ومشايخه عن جريمة التحريض علي القتل .
وهنا نسأل من الذي يقود هذه الحرب الضروس ضد الإسلام ومن يتمسك به وبتعاليمه وقيمه ؟؟
بالطبع الاتحاد القبطي العالمي شريك أساسي في هذه الحملة ضد الإسلام وتعاليمه والمتمسكين به ، وقد عرضنا لذلك في سلسلة بلغت ثلاثين مقالا حتي الآن منشورة علي " مدونة النائب محمد العمدة " علي جوجل ، ومنشورة علي صفحتي محمد العمدة علي موقع فيس بوك ، ونحيل إليها منعا للتكرار .
ولكن الاتحاد القبطي العالمي بكل ما يملكه من وسائل إعلام في مصر الآن ، وبعد أن سيطر علي ما يقرب من 90% منها ، وبكل قدرته علي التأثير في أمريكا ودول أوربا وإسرائيل ، ورغم ما قام به من جولات في الغرب لحثهم علي دعم الانقلاب والفتك بالتيار الإسلامي ،  إلا أنه ليس الفاعل الأصلي ، وما كان الاتحاد القبطي العالمي أن يتمكن من تحقيق هذه النتائج التي حققها والسلطة التي بلغها في مصر لولا أنه مدعوم من الفاعل الأصلي ، فمن هو إذن الفاعل الأصلي في الحرب علي الإسلام والمسلمين في مصر الآن ؟؟؟    
صورة للسيسي في كلية الحرب الأمريكية عام 2006 عندما درس لمدة عام للحصول علي زمالة الكلية
- الحقيقة أن السيسي يتهم العسكر بأنهم هم الذين يحاربون الإسلام ، ويحاربون التيار الإسلامي المعتدل ، حيث كشف لنا في بحثه الذي قدمه لكلية الحرب الأمريكية  أثناء دراسته في أمريكا فيما يسمي بدورة الحصول علي زمالة كلية الحرب الأمريكية ، وعنوانه "Democracy in the Middle East" أي " الديمقراطية في الشرق الأوسط " ، كشف لنا أن في البحث سالف الذكر أن العسكر في مصر يفضلون نظام الحكم العلماني ، وأنهم يحرمون التيار الإسلامي من المشاركة السياسية ، وأنهم يبطشون بمن يخالف هذه الثوابت ، وأن هذا المسلك منهم سبب رئيسي من أسباب التطرف والإرهاب ، حيث قال :
 " The religious nature of the Middle East creates challenges for governing authorities, particularly under centralized control. Governments tend toward secular rule. Disenfranchising large segments of the population who believe religion should not be excluded from government  Religious leaders who step beyond their bounds in government matters are often sent to prison without a trial".
وترجمته :
" وتعمل الطبيعة الدينية للشرق الأوسط على ظهور تحديات للسلطات الحاكمة ، وتحديدًا لتلك التي تخضع لنظام السلطة المركزية. فالحكومات تميل نحو الحكم العلماني حارمين بذلك قطاعات كبيرة من الشعب من حقوقهم لأنهم يؤمنون بضرورة عدم إبعاد الدين عن الحكومة. أما الزعماء الدينيون الذين يتخطون حدودهم في الشؤون الحكومية فغالبًا ما يكون مصيرهم الزج بالسجون دون محاكمة".
كما قال : -
"Those governments that claim democracy have very tight centralized control and unfairly influence election outcomes through control of the media and outright intimidation".
وترجمته : -
" فتلك الحكومات التي تدعي الديمقراطية تمتلك سيطرة مركزية محكمة وتأثير غير عادل علي نتائج الانتخابات من خلال السيطرة علي الإعلام والترهيب المطلق ".
وقال أيضا في ذات الإطار : -
When governments become excessively powerful the oppressed may respond through terrorist acts. The occupied territory in Israel is a good example. Because the oppression exists. A fertile environment is created that ultimately leads to extremist movernents."
وترجمته : -
" عندما تصبح الحكومات مفرطة في استعمال القوة فإن المظلوم ربما يرد من خلال أعمال إرهابية ، فعندما يتواجد القمع تتوفر البيئة الخصبة لظهور الحركات المتطرفة في نهاية المطاف ".
ويقول : -
"There exists a moderate religious element within society. but they are not as influential as the extremists and often get associated with their misdeeds. This puts moderate religious elements against extremists".
وترجمته : -
" يوجد عناصر دينية معتدلة داخل المجتمع ، ولكنها ليست بذات تأثير المتطرفين ، وغالبا ما ينظر لهم علي أنهم شركاء للمتطرفين في أعمالهم السيئة ، وهذا ما يجعل المعتدلين في مواجهة المتطرفين ".
ويضيف السيسي : -
"Because of their ability to leverage power, extremists are gaining popularity As groups, such as Hamas emerge, they are likely to reach power through democratic means, but they still may not fully represent the population, particularly the religious moderates, who they represent So even with an elected Hamas, there are likely to be internal governance challenges down the road; however, there is hope that the more moderate religious segments can mitigate extremist measures".
وترجمته : -
ونظرا لقدرة المتطرفين علي اكتساب السلطة فإنهم يكتسبون شعبية كجماعات ، مثل ظهور حماس والتي يترجح وصولها للسلطة من خلال الآليات الديمقراطية ومع ذلك فإنهم لا يمثلون الناس بشكل كامل خاصة المتدينين المعتدلين .
فمن المرجح أن تواجه حماس تحديات داخلية في الحكم ومع ذلك فهناك أمل أن تقوم قطاعات من المعتدلين بتخفيف حجم التطرف .
- كما كشف لنا السيسي في ذات البحث أن العسكر يسيطرون علي الإعلام ، وأنهم يفضلون إعلاما يعتمد الفلسفة العلمانية يدعموه ويدعمهم ، إلا أن وسائل الإعلام العلمانية تسبب المشاكل والمعاناة للتيار الإسلامي المعتدل  حيث قال :
The control of the media by government further presents problems to moderate Muslims The media is managed via a secular philosophy. 2? The secular media secures control for the government and fudher disenfranchisesthe religious moderates. it spreads a philosophy of liberal living that many moderate Muslims do not support and it also provides a vehicle for extremists to exploit because it enables them to relate to the religious moderates on a shared theme. This has the effect of strengthening the extremist philosophy.
وترجمته : -
" إن هيمنة الحكومة على وسائل الإعلام تزيد من تفاقم المشاكل التي تواجه المسلمين المعتدلين . فوسائل الإعلام تدار بواسطة فلسفة علمانية ، وهي تؤمّن للحكومة الهيمنة وتكرّس من حرمان المعتدلين الدينيين حقوقهم . ويعمل هذا على نشر فلسفة الحياة الليبرالية التي لا يؤيّدها العديد من المسلمين المعتدلين ، ويمنح المتطرفين حصان طروادة لاستغلاله لأنه يمكّنهم من الارتباط مع المعتدلين بأرضية مشتركة. ولكل هذا تأثيره الواضح بتقوية مواقف المتطرفين .
كما يقول : -
" Because the government exercises excessive control over the media, the media serves no accountability role for society as a whole." If corruption exists in the government, it is likely to go unreported. As such, themasses are led to believe that their governments are good and are truly taking care of them as citizens Yet many on the street are beginning to learn the real truth by other means".
وترجمته : -
ولأن الحكومة تمارس هيمنة مفرطة على وسائل الإعلام التي لا تقدم دورًا مسئولا لصالح المجتمع ككل . وإذا ما وُجد الفساد في الحكومة فإنه على الأرجح سيبقى طي الكتمان ، وهكذا سيتوهم عموم الناس أن حكومتهم صالحة وتسهر على رعايتهم كمواطنين. إلا أن الكثير من رجال الشارع بدأوا يدركون حقائق الأمور عبر وسائل أخرى.
ويقول : -
"The media will be an obstacle to a democratic form of government until it can be trusted to represent more than the government's perspective. This will be an immense challenge because those in power must be willing to let go of media control".
وترجمته : -
" ستشكّل وسائل الإعلام عقبة بوجه الحكم الديمقراطي إلى أن يأتي الوقت الذي يمكن الوثوق بها لعرض ما هو أكثر من مجرد المنظور الذي تطرحه الحكومة، وسيكون هذا تحديًا هائلاً لأنه يجب على من يتولى السلطة أن يستعد للتخلي عن الهيمنة على وسائل الإعلام. "
هذه هي الحقيقة بشهادة السيسي ، وأصل بحثه المكتوب باللغة الانجليزية منشور علي النت وهو أيضا تحت أيدينا ، إن العسكر يحاربون الإسلام ، ويفضلون نظام حكم علماني ، ويعتمدون إعلام علماني يدعمونه ويدعمهم ، فهم يكرهون الإسلام ومن يدعو إليه ، وهذا أمر طبيعي ، لأن الإسلام ضد الفساد ونهب أموال الرعية ، وضد الاستبداد والبطش بالناس ، وضد احتكار الحكم رغما عن الشعب ، لأنه يفرض في أحكامه أن يكون الحاكم باختيار الشعب .
هذه هي الحقيقة المؤلمة ، الإسلام وحكم العسكر لا يجتمعان ، وعلي المسلمون في مصر  بعد أن اتضحت لهم الصورة ، وبعد أن رأوا بأعينهم هذه الحرب الضروس علي دينهم فليختاروا بين الإسلام وحكم العسكر ، ومن يلتزم الصمت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة من عمر مصر ، التي يحارب فيها دينهم ، ويهمش فيها المسلمون وهم الأغلبية ، وتحكمها الأقليات بدعم من العسكر الذين لا يعنيهم سوي الاستمرار في السلطة والتحكم في الثروة حتي ولو لم يجدوا سبيلا لذلك سوي التحالف مع اليهود والأقباط علي حساب المسلمين من أبناء مصر ، نقول من يلتزم الصمت في هذه المرحلة فليراجع حقيقة إيمانه ، لأنه يفرط فيما لا ينبغي التفريط فيه ، وهو ما سوف يهدد الإسلام والمسلمين في العالم كله وليس في مصر وحدها ، لأن مصر علي مدي تاريخها ومنذ دخلها الإسلام وهي المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين معا .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .









ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق