الأربعاء، 8 أبريل 2015

نيرون يقلد السيسي يحرق روما ليتخلص من المسيحيين .



" نيرون " أو " نيرو " كان آخر ملوك الإمبراطورية الرومانية ، وُلد نيرون عام 37 م بأنتيوم ، والدته هي " أجربينا الصغرى " حفيدة الإمبراطور أوغسطس ، تُوفى والده في صغره فتزوجت والدته من " الإمبراطور كلوديوس " عام 49 م ، وبعد زواج أجربينا وكلوديوس قام الأخير بتبنى " نيرون " فجعله كابن له وأطلق عليه اسم نيرون كلوديوس دوق جرمانكوس ، وتزوج نيرون من أوكتافيا ابنة كلوديوس    .
صعد نيرون إلى عرش روما وهو في الخامسة عشر من عمره ، بعدما وضعت والدته السم لزوجها تحقيقًا لأملها في وصوله للحكم ، اتسمت السنوات الأولى له بالاستقرار النسبي ، ولكن لم يظل ذلك طويلًا ، فمع تحوله واتخاذه من الظلم والقهر منهجًا لسياسته ، بدأت معاناة الشعب ، ولم يقف عند هذا الحد فقط ، بل وصل به الأمر لقتل أمه ومعلمه وزوجته وأخاه  ! وأسباب قتله لهم كانت غير مُقنعه بالمرة ، فزوجته قتلها لاعتراضها على مستوى أدائه التمثيلي بأحد العروض المسرحية ، ومُعلمه لكونه أكثر من وبخهُ ، وعندما ضاق من نصائحه له قرر قتله ، وعندما علم المعلم ذلك فضل أن يقتل نفسه على أن يتم قتله على يد هذا الطاغية   .
كان " حريق روما " من أشهر الأحداث التي لم يتوقف التاريخ عن سرد وقائعه والبحث عن فاعله وأسبابه ، البعض نفي أن يكون نيرون هو من أشعل الحريق ، والبعض أثبتها عليه ، البعض قال أن نيرون أحرق روما ليبني مدينة جديدة باسمه ، والبعض قال لإصابته بالجنون نتيجة تسمم بمادة الرصاص ، والبعض قال ليتخذها ذريعة للتخلص من المسيحيين .    
السيرك الذي بدأ منه الحريق
والحقيقة أنني مقتنع من خلال ما قرأته من أبحاث عربية وأخري انجليزية أن نيرون هو من أحرق روما ، فضخامة الحريق والذي شمل أكثر من ثلثي روما واستمراره قرابة الأسبوع يؤكد أنه حريق عمد ، كما يؤكد أن الفاعل لابد أن يكون له قدرة كبيرة علي تنفيذ هذه الجريمة من أعوان كثر ينفذون أوامره دون تردد أو خشية من العقاب ، يضاف إلي ذلك الشائعات القوية عن قيامه بحرق روما رغم كل ما فعله لمحو هذه الشائعات ، وهذا ما يؤكد أن هذه الشائعات بالتأكيد استندت علي أسباب جديدة وإلا لما أصر عليها أصحابها ،   ولكني لم أقتنع أن السبب كان رغبته في بناء مدينة جديدة باسمه .
ولقد وجدت آراءً تتفق مع هذا الرأي منها رأي باحث أطلق علي نفسه " هرقليطس " والذي نشر رأيه علي صفحة " المنتدى العربي للدفاع والتسليح " حيث قال :
" الإمبراطور الروماني نيرون هو انعكاس وامتداد للإمبراطور المجنون والمضطرب عقليا كاليغولا،. يقال ان نيرون أحرق روما ، ليعيد بنائها من جديد ، لا يمكن تصديق هذا .
لو أراد نيرون إعادة بناء روما لما احتاج إلى حرقها لأسابيع ، إنه شخصية مضطربة العقل وشريرة إلى درجة لايمكن تصورها ، لايمكن لها التفكير في بناء الحضارة ، نيرون قتل أمة وزوجاته وهو يضحك ، وأحرق روما لتعذيب المسيحيين وهو ينظر إليهم من بعيد فرحاً بالمنظر لدرجة الضحك الهستيري !! عذب المسيحيين طوال فترة حكمة وكان يتفنن ويخترع كل مرة أسلوب جديد لقتل المسيحيين ، وحريق روما بدأ في الأحياء المسيحية قبل باقي الأحياء ، وأكثر من تضرر بهذا الحريق هم المسيحيون  ، سلطات نيرون صلبت القديس المسيحي بطرس ، بأمر من نيرون ، بعد حريق روما الكبير بيوم أو يومين .. وأيضا لا ننسى أن نيرون أمر باعتقال القديس بولس بعد حريق روما ، وأصدر ضده حكم الإعدام سنة 67 م .. العجيب في الإمبراطور نيرون ، انه اتهم المسيحيين بأنهم السبب في إشعال حريق روما !؟ وبهذه الذريعة بدأ يقتل بهم كالنعاج ".
يصف القمص ميخائيل جريس ميخائيل حريق روما بقوله :
بدأ الحريق ليلًا ، في ليله 18/19 يوليه سنة 64 ، في الأكشاك الخشبية في الطرف الجنوبي الشرقي للسيرك الكبير، قرب تل بلاتين وسرعان ما امتدت ألسنة النار بواسطة الريح وظلت تلتهم كل ما يصادفها في طريقها لمدة ستة أيام وسبع ليال. وذلك بعد أن فشل الجنود ورجال الإطفاء في إخمادها وحصرها ، ثم ما لبثت أن اندلعت ثانية في جزء ثاني من المدينة قرب ساحة مارس وفي خلال ثلاث أخرى دمرت قسمين آخرين من المدينة  .
كانت الكارثة فادحة ولا تقدر، إذ لم يسلم من الحريق المدمر سوي أربع أقسام من الأربعة عشر قسمًا التي كانت تنقسم إليها المدينة العظيمة ، وأتي الحريق على كثير من الآثار والأبنية والمعابد التي ترجع إلى عصور الملكية والجمهورية والإمبراطورية ، وتحولت أثمن آثار الفن الإغريقي - التي ظلت تجمع لعدة قرون من الزمان- إلى تراب ورماد  .  كما التهمت السنة النيران كثيرًا من الناس والبهائم  ، وهكذا تحولت المدينة الأولى في العالم إلى جبانة عظيمة تضم مليونًا من النائحين ينوحون علي الخسائر التي لا تعوض .
ويتابع القمص ميخائيل قائلا :
وحينما اندلعت ألسنة النيران كان هو على شاطئ البحر في أنتيوم مسقط رأسه ، ولم تلبث أن امتدت النيران إلى قصره الخاص ، حتى يبعد الشبهة عن نفسه في جريمة الحريق .
وفي الوقت نفسه يستمتع بقسوة شيطانية جديدة ألصق التهمة بالمسيحيين المنبوذين ، الذين أضحوا في تلك الآونة ، خاصة بعد خدمة بولس الناجحة في روما مميزين عن اليهود.  
كان المسيحيون بلا ريب يحتقرون الآلهة الرومانية ، واتهموا زورا بارتكاب جرائم سرية ، كانت الشرطة والناس تحت سيطرة الفزع الناشئ من الكارثة المروعة على استعداد لأن يصدقوا أشر الافتراءات . ومن ثم طالبوا بالضحايا. وماذا كان ممكن أن ننتظره من الجموع الجاهلة إذ كان بعض الرومان المثقفين من أمثال تاسيتوس وسيوتونيوس وبليني وصموا المسيحية بالعار، لقد نظروا إليها على أنها أشرّ من اليهودية .
ويقول تاسيتوس المؤرخ المعاصر بعد أن ذكر خبر القبض على بعض المسيحيين واعترافهم بإيمانهم  : ولم يتم اتهامهم  كثيرًا بتهمة الحريق ، بقدر اتهامهم بتهمة كراهية الجنس البشري  .
وموضوع اتهام المسيحيين الأبرياء بحرق روما يعيد إلى أذهاننا حادثًا مماثلًا حدث في روما أيضًا لكن قبل حريقها بسنين طويلة ، واتهم فيه قوم أبرياء ليس لثبوت التهمة ضدهم بل لمجرد اعتبارهم أعداء  ، علي نحو ما فعل بالمسيحيين... كاد معبد " فستا "  بروما   أن يحترق يوما ، باندلاع نار شبت في المنازل المجاورة ، فروعت روما إذ شعرت أن مستقبلها في خطر ،  فلما انقضي الخطر حث مجلس الشيوخ القنصل على البحث عن مدبري الحريق ،  وسرعان ما اتهم القنصل بعض أهالي " كابوا " ، الذين كانوا وقتئذ في روما لا لأنه كان لديه أي دليل على إدانتهم ، بل لأنه قدر التقدير الآتي : هدد الحريق معبدنا ، وليس من الممكن أن يوقد هذا الحريق الذي كاد يؤدي إلى تحطيم عظمتنا ووقف مصائرنا ، إلا يد أشد أعدائنا قسوة ،  وحيث أنه ليس لنا أعداء ألد من أهالي كابوا تلك المدينة التي هي في الوقت الحاضر حليفه هانيبال عدونا الأول والتي تتطلع إلى أن تكون في مكاننا عاصمة لإيطاليا ،  إذن فهؤلاء الناس هم الذين أرادوا أن يقضوا على معبد فستا  Temple     of  Vesta ويبدو أن هذه هي الطريقة التي ألفها ودرج عليها حكام روما .
وفي مقال بعنوان " OF THE TEN BLOODY PERSECUTIONS WHICH THE CHRISTIANS SUFFERED UNDER THE HEA THEN EMPERORS OF ROME;
يقول الكاتب :
Once, desiring to see the burning of Troy represented by its equal, he caused the city of Rome to be set on fire, and ascended a certain tower without, where he, beholding it, began to sing,"Troy is on fire," etc. Suet. Idem. in Ner. cap. 38. Rom. Adel. p. 102. in the life of Nero.
After this was done he cast the blame on the Christians, saying that they had done it; for, when the Romans, very much agitated on account of the immeasurable damage and the dire calamities which had sprung from this conflagration, began to murmur greatly, he, in order to shield himself, and to wreak his prejudiced hatred upon the Christians, put the whole blame on them. Introduction to the Martyrs Mirror, p. 35, from Baron. Anno 66. num. 1.
وترجمته :
فجأة رغب نيرون في رؤية حريق مماثل لحريق طروادة ، فأشعل روما ، وصعد إلي برج معين يمكنه من رؤية الحريق ، وبدأ يغني طروادة تحترق .
وبعدما حدث ذلك ألقي باللوم علي المسيحيين وقال : لقد فعلوها . بينما كان الرومانيون ثائرون للغاية بسبب الخسائر التي لا يمكن حصرها والمصائب الوخيمة التي نجمت عن هذا الحريق ، وبدأ يعلن تذمره ليحمي نفسه ، ويصب كراهيته المتحاملة علي المسيحيين  ، ويلقي اللوم كله عليهم .
يقول القمص ميخائيل جريس ميخائيل :  كان هذا العمل بمثابة تعبئة لشعور جماهير الوثنيين ضد المسيحيين. كان هو الشرارة الأولى التي اضطرمت نيران سلسلة حروب طويلة ضد الديانة الجديدة  .
ويتابع القمص ميخائيل في موضع آخر قائلا :
ترتب على تهمة الحريق - مؤيدة بتهمة كراهية الجنس البشري - بدء كرنفال من الدماء لم تشهد له روما الوثنية مثيلًا ، حتى أن البعض قالوا أن ما حدث كان إجابة قوات الجحيم لحركة التبشير المثمرة التي قام بها الرسولان بولس وبطرس ، والتي زعزعت أعماق الوثنية من أهم معاقلها. حكم بالموت على أعداد ضخمة من المسيحيين بأبشع الوسائل ، صلب بعضهم إمعانًا في السخرية بعقوبة المسيح ولف البعض الآخر في جلود الحيوانات الضارية وألقوا للكلاب المسعورة في مسرح الألعاب الرياضية. وبلغت المأساة الشيطانية ذروتها ليلا في الحدائق الإمبراطورية ، عندما أشعلت النار في المسيحيين والمسيحيات ، بعد أن دهنوا بالقار والزيت والراتنج صمغ الصنوبر، وسمروا في أعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل لتسليه الجماهير بينما شوهد نيرون في ثياب غريبة الشكل مرسوم عليها جواد سباق متباهيا بفنه في عربته .
كان حرق الإنسان حيا هي عقوبة من يحرق عمدا لكن قسوة ووحشية هذا الإمبراطور المعتوه أملت عليه أن يجعلهم وسيله للإنارة ، على أن ما انزله نيرون من ضروب الوحشية بالمسيحيين لم تكن عقابًا على ديانتهم بل على التكتل الجماعي في إحراق روما عمدا أن ما أوردناه عن هذا الموضوع استقيناه من شهادة تاسيتوس أكبر المؤرخين الوثنيين المعاصرين الذي رسم صورة كاملة لدقائق حريق روما وكان له من العمر وقتئذ ثمان سنوات وكتب تاريخية بعد ذلك بخمسين سنة يضاف إلى شهادة تاسيتوس ، ما سجله المؤرخ اكليمنضس الروماني في أواخر القرن الأول الميلادي والعلامة ترتليانوس في القرن الثاني.
ويقول القمص ميخائيل في موضع آخر :
يعتبر الاضطهاد الذي أثاره نيرون Neron على المسيحيين أول الاضطهادات الإمبراطورية ، الذي يرتبط به استشهاد عمودين عظيمين من أعمدة الكنيسة ، هما الرسولان بطرس وبولس حسب التقليد الكنسي يبدأ هذا الاضطهاد سنة 64م، وفي السنة العاشرة لحكم ذلك الطاغية بأمره وتحريضه .        


وكما قلنا في مقال " هتلر يقلد السيسي " ، أن هتلر حرق الرايخستاج وهو مبني البرلمان الألماني ، لكي يوجه الاتهام إلي الشيوعيين المنافسين له علي السلطة ، وأنه نكل بهم بالفعل .
ها هو الإمبراطور الروماني " نيرون " يقوم بحرق روما ، ليتخذ من الحريق ذريعة للفتك بالمسيحيين ، عسي أن يرضي الشعب الروماني الوثني الذي أبغضه وضاق به ذرعا بسبب فساده ومجونه .
وهلك في هذا الحريق آلاف من السكان ، كان كبش فداء نيرون هم المسيحيون ، حيث شن حملة مُوسعة من الاعتقالات والاضطهاد وسفك دمائهم واستمر الاضطهاد الدموي أربع سنوات ، ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة أعلنه مجلس الشيوخ أنه أصبح عدو الشعب ، فمات منتحرًا في عام 68 م ، مخلفًا وراءه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى من كثرة الحروب الأهلية أثناء حكمه .
وليت السيسي فعل مثلما فعلا ، ليته ارتكب حادثا إرهابيا حتي يتخذه ذريعة للتخلص من الإخوان المسلمين وباقي التيار الإسلامي ، باعتبارهم الكيان الأقوى سياسيا والأقدر علي نزع السلطة والثروة من تحت يد العسكر ، للأسف كانت ذريعته هي الإرهاب المحتمل ، وما أن أعلن بداية حربه علي الإرهاب المحتمل حتي تحول الإرهاب المحتمل إلي حقيقة .
السؤال الهام من الذي حول الإرهاب المحتمل إلي حقيقة بعد تولي السيسي للحكم بقوة السلاح ؟ 
بدأ السيسي بالتنكيل بالإخوان المسلمين ، ثم امتد التنكيل ليشمل جميع المعارضة من جميع الفصائل السياسية ، فعل مثلما فعل هتلر ضد الشيوعيين ، كما فعل مثلما فعل نيرون بالمسيحيين ، القتل في الشوارع ، الاعتقالات ، التعذيب ، القضايا الملفقة ، أحكام دنشواي السيسي الجائرة بالإعدام والمؤبد علي خيرة أبناء مصر من المتعلمين المثقفين رجالا ونساء وشبابا وفتيات ، وطلابا وطالبات .
انتحر هتلر بعد سقوط ألمانيا في أيدي الحلفاء ، وقتل قيصر علي أيدي أعضاء مجلس الشيوخ ، وانتحر نيرون بعد إعلانه عدوا للشعب من قبل مجلس الشيوخ ، ليصبح آخر إمبراطور لروما .
فهل يا تري يصبح السيسي نهاية لاحتلال العسكر المصري للدولة المصرية .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .





ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق