الخميس، 9 أبريل 2015

يا خسارة يا دكتور عمرو حمزاوي .



في فيديو منتشر علي صفحات أل " فيس بوك " عنوانه " جريدة الوسط اليومية | عمرو حمزاوي لـ الشروق: 3 يوليو انقلاب " تضمن حوارا أجرته صحيفة الشروق مع الدكتور / عمرو حمزاوي بصدد موقفه من 30/6 و  3/7 ، أجاب بأن 30/6 حراك ثوري قوي يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وهي من وجهة نظره إجراء ديمقراطي ، بينما 3/7 انقلاب عسكري لاشك فيه ، وأنه لا يعترف بكل الترتيبات التي اتخذها الانقلاب ، وأنه لهذا السبب اعتزل السياسة ، وأنه لن يساوم علي مبادئه .
وأضاف بأنه لن يصمت علي انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث ، ولن يصمت علي نصوص الدستور المعيبة ، وضرب عليها مثالا بالنص الذي جعل المؤسسة العسكرية دولة فوق الدولة ، وقال كلاما كثيرا في ذات الإطار ، كما أنه أجري حوارا مع يسري فوده ذكر فيه نفس الموقف ، ومع عمرو أديب ، إلا أن الفيديو الخاص بالحوار مع عمرو أديب تم غلقه علي جميع المواقع .
ونظرا لهذا الموقف قاطعت كل قنوات الانقلاب بما فيها فضائيات رجال الأعمال الدكتور عمرو حمراوي ، وأوقفت استضافته .           
الدكتور عمرو حمزاوي مدير الأبحاث وباحث أول في معهد كارنيجي الأمريكي للشرق الأوسط
فجأة يستضيف برنامج ممكن علي قناة أل سي بي سي الذي يقدمه خيري رمضان الدكتور / عمرو حمزاوي ، ويجري حوارا معه ليفاجئنا عمرو حمزاوي بأنه يعترف بشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي وشرعية دستور 2014 لأنهما جاءا بانتخاب واستفتاء سواء تما بنسبة كبيرة أو ضئيلة ، ولا يمكن إلغاء نتائجهما .
وبالطبع كان الحوار رسالة موجهة لقادة الانقلاب قبل نظر جنحة إهانة القضاء التي تحدد لنظرها جلسة 23/5/2015 والتي تضم الدكتور / محمد مرسي وآخرين من بينهم الدكتور / عمرو حمزاوي ، كما أنني أيضا أحد هؤلاء المتهمين .
والحقيقة أنني أريد أن أسأل الدكتور / عمرو حمزاوي أين حديثك عن غياب المسار الديمقراطي وضرورة استعادته ، كيف بعد أن اغتصبت المؤسسة العسكرية هذا المسار الديمقراطي ، عاد المسار من جديد ليصبح انتخاب الفريق عبد الفتاح السيسي صحيحا ، والاستفتاء علي دستور الانقلاب صحيحا .
إن إقرارك بشرعية انتخاب السيسي رئيسا ، وإقرارك بشرعية دستور الانقلاب ، يعني أن الانقلاب والذي هو في وصفه القانوني والسياسي عمل غير مشروع يتحول إلي عمل مشروع بمجرد أن يقوم قادة الانقلاب بإجراء أي عملية انتخابية ، فأين قاعدة ما ترتب علي باطل فهو باطل ، وأين حديثك عن الرضاء الشعبي ، والذي من المفروض أنه يشير إلي رضاء كامل الشعب وليس بعضه ، فهل إجراء انتخابات يقدم عليها مؤيدي الانقلاب فقط تمنح شرعية تفرض نفسها علي كل من رفض الانقلاب وهم بالملايين .
كما أنني أسألك وبصفتك أستاذ علوم سياسية : هل تم إجراء انتخاب السيسي رئيسا في مناخ ديمقراطي يجعل العملية الانتخابية صحيحة من الناحية القانونية والسياسية ، تلك العملية التي لم يتمكن خلالها سوي حمدين صباحي من الترشح للرئاسة بعد أن عاونه خصومه في استكمال توكيلات الترشح قبل غلق الباب ، تلك العملية التي تم القبض فيها علي كل من يعلق ورقة يطالب فيها بمقاطعة الانتخابات ، والتي صدر فيها قانون لمنع التظاهر والعديد من القوانين الأخرى لمنع أي تظاهرات أو مؤتمرات أو تجمعات ، كما تم قبلها وقف كافة الفضائيات والصحف المعارضة وهل تم الاستفتاء علي الدستور في مناخ ديمقراطي ، وإذا زعمت أن المناخ الديمقراطي كان متوفرا ، فبماذا تفسر انسحاب منظمة كارتر للمراقبة علي الانتخابات من الإشراف علي الانتخابات البرلمانية مبررة تصرفها بغياب هذا المناخ .
كما أسألك أيضا أليست من أسس الديمقراطية هي الارتكان إلي الشرعية القانونية ممثلة في دستور الدولة وقوانينها ، إذن علي أي أساس حضرتك تتزعم جماعة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وهي ليست من الحقوق المنصوص عليها لا في الدستور ولا في القانون ، ثم هل من الديمقراطية أنه إذا أصدر رئيس الجمهورية إعلانا دستوريا لم تقبله أنت وآخرين معتبرين إياه افتئات علي الشرعية ، بينما قبلته أنا وآخرين معتبرين إياه وقف لمؤامرة الانقلاب القضائي الناعم حسب تصريح المستشارة تهاني الجبالي ، هل من الديمقراطية أن رفضك وآخرين لهذا الإعلان الدستوري يعطيك حق الخروج علي الرئيس والمطالبة بالخلاص منه ، إن هذا علي النقيض من قواعد الديمقراطية كلية ، إن هذا هو عين استبداد النخبة وفرض إرادتها علي إرادة الشعب الذي انتخب الرئيس ومنحه صلاحياته ، ولو فتحنا المجال لما فعلتموه لن يستمر لمصر رئيس واحد لأكثر من عام ، وها أنتم نجحتم في جر العسكر للانقلاب ، هل تشك أنك وشركاءك سوف تُسألون أمام الله عز وجل علي كل الضحايا الذين سقطوا نتيجة مكركم وتدبيركم .
كما أسألك وأنت الذي تبشر في كل مكان لفصل الدين عن الدولة والسياسة ، هل من الديمقراطية أن تفرض رأيك وأنت تمثل هنا معهد كارنيجي وغيره كالجامعة الأمريكية والألمانية وغيرهم ، هل من الديمقراطية أن تفرض رأيك المستمد من الخارج علي أغلبية شعب لها رأي مخالف لرأيك ، شعب لا يقبل بحال من الأحوال أن يتحول الدين إلي أداة من أدوات الزينة في المنازل والسيارات ، ونتيجة لرأيك تري أن الإخوان الذين انتخبهم الشعب خطر علي مصر ، وتسعي لإسقاطهم هل هذه هي الديمقراطية أم الاستبداد بعينه ، حين تقوم نخبة تعتقد أنها تمتلك العلم والحقيقة والصواب وتسعي بالمكر والتدبير واستدعاء العسكر لفرض إرادتها علي أغلبية شعب بقوة السلاح ، إن الذي لا تلاحظه يا دكتور عمرو ، أو تلاحظه وترضي به وتشارك فيه ، هو أن الإخوة العلمانيين النخبة يحكمون مصر بقوة السلاح في اتفاق وتواءم بينهم وبين العسكر منذ الستينات ، بحيث إذا أفرزت الديمقراطية من له توجهات أخري تخالفهم ، فتكوا بهم وتخلصوا منهم وأعادوا الأمور إلي وضعها القديم من جديد ، هذا بالطبع في ظل تفاهمات دولية لا أظن أنها غائبة عنك وأنت الذي حاضرت في أمريكا وجامعتها في مصر أكثر مما حاضرت في جامعة القاهرة أو غيرها من الجامعات المصرية ،  فهل هذه هي الديمقراطية .
ومن جهة أخري يرفض الدكتور عمرو حمزاوي المعارضة من الخارج ، وأنا أقول له لقد نسيت يا دكتور عمرو حمزاي أن الذين يعارضون من الخارج لا يحظون مثلك بدعم ألماني أو أمريكي باعتبار حضرتك أحد رجالهم لن يقبلون فيك شكة الإبرة ، لقد نسيت أن كل من عارض من الداخل مثلهم الآن في سجون تشبه تلك التي كان يطلق عليها قديما الجب ، وهي حفرة في الأرض لها نافذة علي سطح الأرض يسمح أحيانا بدخول الهواء للتنفس ، وأحيانا لا يسمح فيموت السجين ، وهم فوق ذلك يواجهون أحكام بالإعدام والمؤبد وما دون ذلك بقليل .
وعلي عكس ما تقول العديد من الثورات قادها قيادات من الخارج لذات الأسباب التي ذكرناها ونجحت ، فالتاريخ يذكر مثلا أن الخامنئي قاد الثورة الإيرانية من فرنسا من خلال تسجيلات كانت تذاع للناس من خلال أشرطة الكاسيت .
وللأسف الشديد وأنت في لقاءك مع قناة سي بي سي غاب حديثك عن انتهاكات حقوق الإنسان والذي كنت تتحدث فيه بكل قوة وتعلن رفضك لعمليات الاعتقال الواسعة ، وتطالب بحزم بضرورة الإفراج عن المعتقلين الذين تري أنهم معتقلون دون سبب كما ذكرت في حديثك مع يسري فوده ، فلم تذكر مثالا واحدا علي هذه الانتهاكات ، ولم تذكر مثالا واحدا عن القوانين الفاسدة المنعدمة التي أصدرها رئيسك ، ولم تتحدث عن نص الدستور الذي جعل المؤسسة العسكرية دولة فوق الدولة كما ذكرت في حوارك المسجل مع صحيفة الشروق .
أعتقد يا دكتور / عمرو حمزاوي أن سجنك لثلاث سنوات  في تهمة إهانة القضاء كان أكرم لك مما قلته اليوم علي قناة سي بي سي ، لاسيما وأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا معك شيئا أصلا باعتبارك  مدعوم بلا شك من ألمانيا وأمريكا ، ودول غربية أخري كثيرة ، ولو أصدروا ضدك حكم كانوا سيفرجون عنك كما فعل المستشار عبد المعز مع المتهمين الأمريكان من قبل ، وكما أفرج السيسي عن المتهمين الأجانب في قضية خلية ماريوت ، وهذا كله بخلاف أعضاء التيار الإسلامي والذين هم في انتظار الدعم الإلهي وحده ، حيث  لا دعم لهم غيره في عالم يحكمه الأمريكان واليهود ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين  .
   


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق