الثلاثاء، 19 مايو 2015

أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل .( 4 )



نحيل في البداية إلي المقالات الثلاثة السابقة التي كتبناها تحت ذات العنوان منعا للتكرار ، ومختصر مضمونها أنها ترجمة مصحوبة بمحاولة للفهم لتقرير التخابر السري الذي قدمه صدقي صبحي للأمريكان عام 2005 أثناء دراسته لما يسمي دورة الحصول علي زمالة كلية الحرب الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية بزعم أنه بحث علمي يقدمه الطالب في نهاية العام الدراسي .
أشرنا في المقالات الثلاثة السابقة أن صدقي صبحي وضع لهم خطة كاملة تتضمن كيفية تحقيق كافة أهدافهم الإستراتيجية في الشرق الأوسط ، وكيفية الاحتفاظ بوجود قواتهم العسكرية في المنطقة ، كما قدم لهم إرشادات فيما يتعلق بالانسحاب من العراق والدور الذي سيقومون به في العراق بعد انسحاب قواتهم البرية علي نحو يكشف لنا حقيقة العلاقة بين قيادات المجلس العسكري المصري ووزارة الدفاع الأمريكية بعد أن قرروا لهم المساعدات العسكرية عام 1979 وسائر المزايا التي تحدثنا عنها .   
من المأثورات عن سيدنا علي بن أبي طالب : " ما أضمر المرء شيئا في نفسه إلا ظهر في ثنايا وجهه أو فلتات لسانه "
ونستكمل في هذا المقال ما كتبه صدقي صبحي تحت عنوان :
" ACHIEVING U.S. STRATEGIC POLICY GOALS WITH OTHER THAN MILITARY MEANS "
وترجمته :
" تحقيق الأهداف السياسية الإستراتيجية للولايات المتحدة بغير الوسائل العسكرية "
وكتب تحت هذا العنوان :
" Recent United States strategic policy in the Middle East has been characterized by the use of military power or by the formulation or continuation of essentially military security relationships with various countries in the region. The United States "containment" policies in the region for countries such as Iran and Syria also have a military security focus. In this respect, the United States "containment" policies have been characterized as an "ideological straitjacket" that does not provide the required flexibility for U.S. bilateral and multilateral relations with various countries in the region. The policies of "containment" that are copies of United States strategy during the Cold War also have the potential of creating unintended consequences. For example, the joint United States, Saudi Arabian, and Pakistani reaction to the 16 Soviet invasion of Afghanistan in 1978-1985, gave rise to or reinforced the radical Islamic movements and created Bin Laden's Al Qaeda.4

وترجمته :
في الآونة الأخيرة تميزت إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط باستعمال القوة العسكرية ، أو صياغة أو استمرار علاقات قائمة علي الأمن العسكري بشكل أساسي مع مختلف دول المنطقة .
سياسات الولايات المتحدة في المنطقة لاحتواء بعض الدول مثل إيران وسوريا ركزت علي الأمن العسكري ، ونظرا لذلك فإن سياسات الولايات المتحدة في الاحتواء قد تميزت بقيد أيديولوجي لا يسمح للولايات المتحدة بالمرونة المطلوبة لإقامة العلاقات الثنائية والجماعية مع مختلف دول المنطقة .
سياسات الاحتواء هذه والتي هي بمثابة نسخ مطابقة لإستراتيجية الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة يمكن أن تؤدي إلي نتائج غير مستهدفة أو مقصودة ، علي سبيل المثال كان رد الفعل المشترك لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وباكستان ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان في الفترة من 1978 حتي 1985 سببا في صعود الحركات الإسلامية المتطرفة وتقويتها ، كما خلقت تنظيم القاعدة ل " بن لادن " .
ويضيف صدقي صبحي :
" As it has been pointed out earlier, United States advocacy for violent "regime changes" in countries such as Iran and Syria would be invitations for radical movements such as Al Qaeda to step into vacuums created by domestic instability and armed conflict. Such an eventuality is almost certain to guarantee perpetual United States military involvement in the Middle East
since the expansion of the Al Qaeda influence in areas that are rich in oil resources is unacceptable to U.S. policymakers. However, such prolonged United States military confrontations overseas may in themselves be economically, socially, and politically unsustainable since they continuously drain the resources of the U.S., where such resources are limited despite its "Single Superpower" status. For example, the supplemental budget request of the United State Administration for operations in and various assistance programs to Iraq and Afghanistan for year 2005 totals no less than $11.98 billion. Furthermore, such military confrontations are likely to retard rather than reinforce the United States stated goal of "democratization" for certain Arab states and their societies in the Middle East. The Iraqi experience has already demonstrated that it is very costly and risky to implement a "regime change" by force and then engage in the building of a democracy among the chaos of subsequent domestic armed conflict. Characteristically, Dr. Mohammed Khatami, brother of the outgoing elected Iranian President Khatami, and current leader of the reformist movement in Iran, recently implored the U.S. to abandon the violent "regime change" ideas since the Iranian people had already paid the huge costs of the Iranian Revolution and of the 1980-1988 Iraq-Iran War
وترجمته :
لقد أشرت من قبل إلي أن دعوة الولايات المتحدة إلي تغيير أنظمة الحكم بالقوة في دول مثل إيران وسوريا هو بمثابة دعوات للحركات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيم القاعدة لتتحرك نحو الفراغات التي يخلقها عدم الاستقرار الداخلي والنزاع المسلح ، هذا الاحتمال مؤكد نتيجة التورط العسكري الدائم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
وحيث أن تمدد تنظيم القاعدة في المناطق الغنية بمصادر الطاقة أمر غير مقبول من صناع السياسة الأمريكية ، هذا فضلا عن أن مثل هذه المواجهات العسكرية للولايات المتحدة فيما وراء البحار غير قابلة للاستمرار اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، لأنها تستنزف ثروة الولايات المتحدة الأمريكية ، فهذه الثروة محدودة علي الرغم من أنها تعد القوة العظمي الوحيدة في العالم ، علي سبيل المثال الميزانية الإضافية التي طلبتها الإدارة الأمريكية للعمليات وبرامج المساعدات المختلفة لكل من العراق وأفغانستان عام 2005 وقدرها  11,9 مليار دولار .
علاوة علي ذلك فإن مثل هذه المواجهات العسكرية من المحتمل أن تعرقل بدلا من أن تعزز هدف الولايات المتحدة المعلن بدمقرطة بعض الدول العربية المحددة ومجتمعاتها في الشرق الأوسط .
لقد أثبتت التجربة العراقية عمليا أنه من المكلف والخطير للغاية أن تحقق تغيير نظام حكم بالقوة ثم تتورط في بناء نظام آخر ديمقراطي في ظل فوضي الصراع الداخلي المسلح الذي يتبع ذلك .
وعلي وجه الخصوص فإن الدكتور / محمد خاتمي شقيق الرئيس الإيراني المنتخب السابق / خاتمي وزعيم حركة الإصلاح حاليا في إيران قد ناشد الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عن أفكار تغيير الأنظمة بالقوة بمقولة أن الشعب الإيراني دفع فعليا تكاليف ضخمة للثورة الإيرانية وكذلك في حرب إيران والعراق التي امتدت من عام 1980 وحتي 1988 .
ونعلق علي ذلك بأن الدكتور محمد خاتمي يشير إلي الانقلاب الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية ضد رئيس الوزراء الإيراني الدكتور محمد مصدق في الخمسينات من القرن السابق والذي أعقبه الثورة الإيرانية ، كما يشير إلي أن الولايات المتحدة كانت هي من يقف خلف الحرب الإيرانية العراقية لتتخذها وسيلة لتغيير أنظمة حكم .
ويضيف صدقي صبحي :
 Since a continuous military confrontation between the United States, radical Islamic elements, and various state regimes in the Middle East is costly and probably unsustainable in the long-run, the U.S. can and must pursue non-military policies for achieving its strategic goals in the region. The United States regional strategy in the Middle East needs to be redefined since it cannot continue to simply revolve around the issues of national security for Israel and military security of the Middle Eastern oil supplies and reserves. This redefinition must include
the direct constructive engagement of all actors in the Middle East, and must be expanded to include non-state actors and groups. For example, the United States unwillingness to hold direct contacts and negotiations with the Palestinians in the 1 960s and the 1 970s - the Palestinian Liberation Organization (PLO) and Yassir Arafat were viewed as "terrorists" by Washington - severely delayed the start of the Palestinian - Israeli peace process. Similarly, only recently we have seen a more significant turn in the policies of the Bush Administration policies vis-a-vis the indirect albeit important constructive engagement with the Islamic Republic of Iran while previous opportunities for direct negotiations have been lost.
وترجمته :
وحيث أن المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وعناصر الإسلام المتطرف وكذلك مع أنظمة حكم متعددة في الشرق الأوسط مكلفة للغاية ومن المحتمل أنها غير قابلة للاستمرار في المدى الطويل ، لذا يجب علي الولايات المتحدة أن تتبع سياسات غير عسكرية لتحقيق أهدافها في المنطقة .
إستراتيجية الولايات المتحدة الإقليمية في الشرق الأوسط في حاجة إلي إعادة تعريف ، لأنها ببساطة لا يمكن أن تستمر في الدوران حول الأمن القومي لإسرائيل والأمن العسكري لخطوط الإمدادات بالنفط والاحتياطيات ، هذا التعريف ينبغي أن يتضمن المشاركة البناءة مع جميع العناصر الفاعلة في الشرق الأوسط ، ويجب أن تشمل هذه المشاركة الأطراف الفاعلة غير الحكومية والجماعات .
علي سبيل المثال الولايات المتحدة لم تكن راغبة في إجراء اتصال مباشر ومفاوضات مع الفلسطينيين في الستينات والسبعينات ، وكانت واشنطن تنظر إلي منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات علي أنهما إرهابيين ، وقد أخر ذلك بدء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تأخيرا كبيرا .
وبالمثل فقد شاهدنا حديثا تحول بالغ الأهمية في سياسات إدارة الرئيس بوش ، حيث بدأت الولايات المتحدة مشاركة بناءة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، في حين كانت فرص التفاوض المباشر سابقا مفقودة .
ويضيف صدقي صبحي :
 The military security focus of United States policies in the Middle East subtracts both from the intentions and capabilities of U.S. policy makers to engage in socioeconomic policies that could permanently alter the sociopolitical landscape in the Middle East and fundamentally assist in the stated U.S. political goals of democratizing Middle Eastern Arab societies and governing regimes. The scope and magnitude of the constructive socioeconomic engagement that the United States had pursued with the Arab countries and societies in the Middle East during the 1950s and the 1 960s, even when the foreign relations of the U.S. with these countries were very tense at times, is an example to follow for Arab-U.S. relations in the 21 st Century. For example, Jordan, Lebanon, and Syria still abide by the water resource allocations of the Jordan River Basin that were devised in the 1950s by Special U.S. Ambassador Eric Johnston who was sent to the region by the Administration of President Dwight Eisenhower. Similarly, the U.S. was the destination of many university students and travelers from Arab countries until the September 11, 2001 terrorist attacks in New York City and Washington, DC. After September 11, 2001 the domestic anti-terrorism measures under the Patriot Act in the United States have created significant security barriers to foreign students who wish to travel and study in the U.S. These barriers have particularly restricted the arrival of young Arab and Iranian students into United States colleges, universities, graduate schools, and research institutions. The direct effect is that the cultural divide and misperceptions between the American society and the societies in the Arab countries of the Middle East grow wider. The long-term effects are that since these young people most likely will seek to successfully overcome the rigorous challenges
of university undergraduate and graduate studies in other countries, e.g., the EU members, they are also likely to form future business contacts and relationships in those countries rather than with American business enterprises. This will lead to a further future reduction in the United States socioeconomic influence level within the Middle East.
وترجمته :
إن سياسات الولايات المتحدة التي تركز علي الأمن العسكري تقلل من نوايا وقدرات صانعي السياسة الأمريكية من المشاركة بسياسات اقتصادية اجتماعية والتي يمكن لها أن تغير بشكل دائم من مشهد السياسة الاجتماعية في الشرق الأوسط ، وتساعد بشكل أساسي في تحقيق الأهداف السياسية للولايات المتحدة بدمقرطة المجتمعات العربية بالشرق الأوسط وأنظمة الحكم .
إن مجال ومقدار التعهدات الاقتصادية والاجتماعية البناءة التي نفذتها الولايات المتحدة لصالح الدول والمجتمعات العربية في الشرق الأوسط في حقبة الخمسينات والستينات حتي في ظل توتر العلاقات الخارجية بين الولايات المتحدة وهذه الدول يعد مثالا يحتذي في العلاقات بين العرب والولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين .
علي سبيل المثال الأردن ولبنان وسوريا لازالت تلتزم بمخصصات الموارد المائية لنهر الأردن والتي تم تقسيمها في الخمسينات بمعرفة السفير الخاص للولايات المتحدة " إيرك جونسون " والذي أرسلته إلي المنطقة إدارة الرئيس أيزنهاور .
وعلي نحو مماثل كانت الولايات المتحدة الأمريكية غاية الطلاب والمسافرين من الدول العربية حتي ما قبل الهجمات الإرهابية علي مدينتي نيويورك وواشنطن في 11/9/2011 ، أما بعد تطبيق الإجراءات الداخلية لمواجهة الإرهاب في ظل قانون باتريوت فقد خلقت الولايات المتحدة حواجز في مواجهة الطلاب الأجانب الذين يرغبون في السفر والدراسة بها ، هذه الحواجز حدت من وصول الطلاب العرب والإيرانيين الصغار إلي الكليات والجامعات والمدارس العليا والمراكز البحثية الأمريكية ، والأثر المباشر لذلك أن الهوة الثقافية والمفاهيم الخاطئة بين المجتمع الأمريكي والمجتمعات العربية في الشرق الأوسط سوف تتسع ، أما الآثار طويلة المدى ، فتتمثل في أن هؤلاء الطلاب الصغار من المرجح أن يسعون لمواجهة هذا التحدي بالتوجه إلي دول أخري لتلقي التعليم الجامعي والدراسات العليا ، علي سبيل المثال دول الاتحاد الأوربي ، ومن المرجح أن يقيم هؤلاء الطلاب اتصالات وعلاقات تجارية مع هذه الدول بدلا من إقامتها مع المؤسسات التجارية الأمريكية ، ومن ناحية أخري سوف يؤدي ذلك إلي نقص مستقبلي لمستوي التأثير الاقتصادي والاجتماعي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
ويضيف صدقي صبحي :
The former socioeconomic influence of the United States in the Middle East has largely been replaced by the EU. The Euro-Med Association Agreements 55 that the EU has entered into with Arab countries and Israel contain concrete provisions that gradually but materially influence the implementation of concrete human rights protection and economic liberalization measures more than the U.S. rhetoric for democratization in the Arab Middle East societies. Thus, it is not surprising that certain Palestinian and Israeli prominent politicians and scholars have even broached the thought of a departure from a stand-alone Palestinian state in favor of a Palestinian-Israeli federation that would seek and gain membership in the EU.
وترجمته :
التأثير الاقتصادي والاجتماعي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد تم استبداله بشكل كبير بالاتحاد الأوربي ، إن اتفاقيات منظمة الأورو – متوسطي التي وقعها الاتحاد الأوربي مع الدول العربية وإسرائيل تحتوي علي نصوص محددة ذات طبيعة متدرجة ولكنها ذات تأثير مادي .
إن تطبيق حماية المفاهيم المحددة لحقوق الإنسان والمعايير المحددة للحرية الاقتصادية المنصوص عليها في الاتفاقيات مع الاتحاد الأوربي أيسر من تطبيق خطاب الولايات المتحدة بشأن التحول الديمقراطي للمجتمعات العربية في الشرق الأوسط  ، ولذلك ليس مستغربا أن يتحول بعض الفلسطينيين بالإضافة إلي سياسيين إسرائيليين بارزين وعلماء عن فكرة الانسحاب الإسرائيلي من دولة فلسطينية مستقلة إلي فكرة إتحاد فيدرالي إسرائيلي فلسطيني يسعي للحصول علي عضوية الاتحاد الأوربي .
ويضيف صدقي صبحي :
United States restated priority for implementing peaceful democratization in the Middle East must be accompanied by solid and well funded socioeconomic initiatives that encourage parallel political and economic liberalization. More often than not, United States policy makers fail to address the issue that political liberalization threatens the economic and business interests of ruling elites in various Arab countries in the Middle East, and that these interests are often embedded in the heavy institutional involvement of the government in the domestic economies. In addition, institutional corruption in these countries is considered and readily accepted as a "cost of doing business." These institutional parameters not only fail to raise the living standards and the employment levels in these societies but also provide a solid recruiting ground for the supporters of radical Islamic movements.
وترجمته :
لقد عادت الولايات المتحدة لإعطاء الأولوية للتطبيق السلمي للديمقراطية في الشرق الأوسط ، والذي ينبغي أن يكون مصحوبا بمبادرات - اقتصادية واجتماعية قوية وممولة تمويلا جيدا - يمكنها أن تشجع علي التوازي الحرية السياسية والاقتصادية .
وفي كثير من الأحيان فشل صناع السياسة الأمريكية في معالجة قضية هامة تتمثل في أن الحرية السياسية تهدد المصالح الاقتصادية والتجارية للنخب الحاكمة في الدول العربية المختلفة في الشرق الأوسط ، ومصالح النخب مدمجة في المؤسسات الحكومية الثقيلة المتورطة في الاقتصاد الوطني ، هذا بالإضافة إلي أن الفساد المؤسسي اعتبر ثمنا لمباشرة المؤسسات للتجارة ، ومن ثم تم قبوله بسهولة .
هذه المعايير الحكومية لم تفشل فحسب في رفع مستوي المعيشة والتشغيل في هذه المجتمعات ، وإنما وفرت أرضية صلبة لتجنيد داعمي الحركات الإسلامية المتطرفة .
ويضيف صدقي صبحي :
The United States possesses the capabilities to provide socioeconomic assistance that can be conditioned on structural economic reforms within these societies. In turn, such structural economic reforms, e.g., lessening the level of state involvement in the domestic economies through legal reforms and the transparent privatizations of state-owned enterprises, may solve chronic economic problems of low economic growth and unemployment, especially among the young educated professional members of the Arab societies. Economic reform will reinforce the pace of political democratization or, alternatively, will make the functioning more autocratic Arab regimes less relevant in their societies, e.g., along the socioeconomic development in the People's Republic of China. It is important that such economic reforms need to maintain existing safety nets in social and medical welfare in order to avoid worsening economic dislocations. It is equally important that such structural reforms gain the support of Islamic clerics within Arab societies and such support can be gained if economic modernization maintains social safety nets and promotes social welfare and social services. For example, the Hezbollah organization has expanded its political influence in Lebanon by becoming an institutional provider of social welfare services among the poor who are turned away from some hospitals since they cannot pay for medical services
الولايات المتحدة تمتلك القدرات علي تقديم المساعدات الاقتصادية والاجتماعية والتي يمكن أن تكون مشروطة بإجراء إصلاحات اقتصادية داخل هذه المجتمعات في المقابل ، ومن أمثلة هذه الإصلاحات خفض مستوي مشاركة الدولة في الاقتصاد الوطني من خلال إصلاحات قانونية ، وخصخصة المشروعات المملوكة للدولة ، ومن شأن ذلك أن يساهم في حل المشاكل الاقتصادية المزمنة ، مثل مشكلة النمو الاقتصادي والبطالة خاصة بين الشباب الصغير المتعلم المهني  .
إن الإصلاح الاقتصادي سوف يعزز من وتيرة التحول الديمقراطي السياسي أو بالحد الأدنى سيجعل وظيفة أنظمة الحكم المستبدة في الدول العربية أقل أهمية ، مثال ذلك ما حدث بعد التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعب جمهورية الصين .
ومن الأهمية بمكان أن نشير إلي أن هذه الإصلاحات الاقتصادية تحتاج إلي شبكات أمان من الخدمات الاجتماعية والطبية حتي نتحاشى تفاقم الاضطرابات الاقتصادية.
ومن الأهمية أيضا أن تحصل هذه الإصلاحات الهيكلية علي دعم رجال الدين الإسلامي داخل المجتمعات العربية ، وهذا يمكن أن يتحقق إذا حافظ تحديث الاقتصاد علي شبكات أمان وعزز الخدمات الاجتماعية ، علي سبيل المثال استطاعت منظمة حزب الله توسيع نفوذها السياسي في لبنان من خلال تحولها إلي مؤسسة مانحة للخدمات والرفاهية الاجتماعية بين الفقراء الذين انصرفوا عن المستشفيات لعجزهم عن سداد قيمة الخدمات العلاجية .
ويضيف صدقي صبحي :
  United States socioeconomic assistance and involvement in the Middle East has great potential in the field of educating the young. Much has been said in the United States about the radical Muslims that are produced by the "madrassahs" religious schools in the Middle East and Pakistan. Little has been done by the United States in reforming the educational system levels in Middle Eastern countries where the teachings of Islam play the predominant role, but fail to produce graduates with employable skills in a modern economy. It is common knowledge that science and the religion of Islam not only co-existed but thrived at the time of the Arab caliphates that expanded all the way into the continent of Europe. This historic experience can be used in order to properly diversify the educational curricula of religious schools in the Middle East while emphasizing the use of science for the promotion of the broader public welfare that is fully consistent with Islamic teachings. Sadly, United States socioeconomic initiatives and material assistance are lacking in this regard, while U.S. homeland security barriers have become difficult and monetarily very expensive obstacles that need to be overcome by young Arab and Iranian students who wish to study in science and engineering fields within the U.S.
وترجمته :
المساعدات الاقتصادية والاجتماعية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وتدخلها فيه يحتاج إلي جهود ضخمة في مجال تعليم الشباب والصغار ، لقد قيل الكثير في الولايات المتحدة عن المسلمين المتطرفين نتاج المدارس الدينية في الشرق الأوسط وباكستان ، ومع ذلك لم تفعل الولايات المتحدة الأمريكية سوي القليل في مجال إصلاح مستويات النظام التعليمي في دول الشرق الأوسط حيث تمثل تعاليم الإسلام الدور الغالب ولكنها تفشل في توفير خريجين بمهارات وظيفية في الاقتصاد  الحديث .
من المعروف أن العلم والدين الإسلامي قد وجدا معا ، وأن العلوم ازدهرت في عهد الخلافة العربية ثم امتدت إلي القارة الأوربية ، هذه الخبرة التاريخية يمكن أن نستفيد منها لكي ننوع المناهج التعليمية في المدارس الدينية بالشرق الأوسط ، مع التأكيد علي استخدام العلم لتعزيز المصالح العامة علي نطاق واسع بما يتفق مع تعاليم الإسلام ، ومن المحزن أن مبادرات الولايات المتحدة الاقتصادية والاجتماعية ومساعداتها المادية في هذا المجال شبه معدومة ، هذا في الوقت الذي أصبحت فيه - الحواجز الأمنية الداخلية في الولايات المتحدة والتي أصبحت صعبة للغاية ، فضلا عن التكلفة المالية المرتفعة – عقبات في طريق الطلاب العرب والإيرانيين من الشباب الذين يرغبون في دراسة الهندسة والعلوم المختلفة بالولايات المتحدة .
ويضيف صدقي صبحي :
  In summary , the United States needs to implement a "new Marshall Plan" in order to regain its socioeconomic influence among the Arab countries and societies in the Middle East . If post-World War II Europe is the prime example for the prime exercise of United States influence, this influence was not exercised by military means alone, i.e., the collective security of NATO, but it was also largely achieved because of the U.S. socioeconomic assistance that was provided to the Europeans through the Marshall Plan. A "new Marshall Plan" for the Middle East is simply economically unsustainable for the United States since the current U.S. focus is on military security commitments and assistance rather than on socioeconomic aid.
خلاصة القول :
تحتاج الولايات المتحدة لتطبيق خطة مارشال جديدة لتستعيد نفوذها الاقتصادي والاجتماعي  بين الدول والمجتمعات العربية بالشرق الأوسط ، لقد كانت أوربا هي الحقل الأول الذي مارست عليه الولايات المتحدة نفوذا خارج أرضها ولأول مرة ، ولم تكن الوسائل العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لممارسة هذا النفوذ أي الأمن الجماعي لحلف الناتو ، وإنما تحقق هذا النفوذ الكبير للولايات المتحدة علي أوربا من خلال المساعدات الاقتصادية والاجتماعية التي قدمتها للأوربيين من خلال خطة مارشال ، إن تطبيق خطة مارشال جديدة في الشرق الأوسط ومستمرة لم يعد متصورا اقتصاديا بسبب تركيز الولايات المتحدة حاليا علي مساعدات والتزامات الأمن العسكري أكثر من المساعدات الاقتصادية والاجتماعية .
انتهي ما كتبه صدقي صبحي في تقريره السري الذي قدمه لوزارة الدفاع الأمريكية عام 2005 تحت عنوان " تحقيق الأهداف السياسية الإستراتيجية للولايات المتحدة بغير الوسائل العسكرية " ، فيما يلي بعض الملاحظات علي ما سبق عرضه :
أولا : واضح من كل ما ذكرناه من أحاديث صدقي صبحي في تقرير التخابر الذي قدمه سرا لأمريكا أن فكرة استقلال مصر سياسيا وعسكريا واقتصاديا لا وجود لها في عرف عسكر المساعدات العسكرية ، لأن استقلال مصر بالنسبة لهم يعني وقف المليارات والملايين التي تأتيهم من الخزانة الأمريكية ، ولذا اتضح لنا من تقريره أنه وباقي العسكر حريصون علي استمرار تبعية مصر ، بل والشرق الأوسط كله للولايات المتحدة الأمريكية حتي تستمر الخزائن الأمريكية مفتوحة لحضراتهم .
ثانيا : من العجيب أن يجتهد قائد عسكري مصري  كل هذا الاجتهاد ليضع خطة للولايات المتحدة الأمريكية لكي تحكم نفوذها وسيطرتها علي جميع الدول العربية في الشرق الأوسط ، بحيث لا يشاركها في هذا النفوذ الاتحاد الأوربي ولا غيره من دول العالم ، فيطلب منهم زيادة المساعدات الاقتصادية والاجتماعية ، ويطلب التدخل في العملية التعليمية لتعديل المناهج ، ويختتم بمطالبتهم بتنفيذ مشروع مارشال جديد في الشرق الأوسط حتي يفرضوا نفوذهم عليه .
ثالثا : من العجيب أن يتضح لنا من حديثه أن العسكر المصري يعلمون كل جرائم الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وضد الشعوب الإسلامية ، ومع هذا يتضح أنهم إما شركاء في هذا الجرائم تخطيطا ومشاركة فعلية ، أو أنهم يعلمون ولا يبدون أي معارضة .
رابعا : من العجيب أن صدقي صبحي يلتمس منهم ويرجوهم وقف الاعتماد بشكل أساسي علي السياسات العسكرية أو تغيير أنظمة الحكم في الشرق الأوسط بالقوة ، ويبرر لهم هذا المطلب بأنه حريص علي موازنة وأموال الولايات المتحدة حتي لا تتبدد ، ولم يذكر لهم من قريب أو بعيد شيئا عن أضرار هذا التدخل العسكري علي الأرواح والأموال في الدول التي تتعرض هذا الاعتداء .
خامسا : من العجيب أن يعتب عليهم صدقي صبحي أنهم وقفوا بجوار المملكة العربية السعودية وباكستان للتخلص من الاحتلال السوفيتي لأفغانستان الدولة المسلمة .
سادسا : من العجيب أن يطالبهم صدقي صبحي القيادة العسكرية المصرية بالتدخل في العملية التعليمية وتقديم مساعدات لهذا الغرض بقصد التدخل في شئون المدارس والتعليم بوجه عام والتعليم الديني بوجه خاص ووضع المناهج الدينية وتعديلها .
سابعا : من العجيب أن يخبرهم بأن مساعدات الاتحاد الأوربي من خلال منظمة الأورو – متوسطي قد أدت إلي أن بعض الفلسطينيين قد تخلي عن فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وانضموا إلي بعض الإسرائيليين للمطالبة باتحاد فيدرالي بين فلسطين وإسرائيل علي أن ينضم هذا الاتحاد إلي الإتحاد الأوربي .
ثامنا : من العجيب أن يطالبهم صدقي صبحي بتقديم المساعدات الاقتصادية والاجتماعية في مقابل تدخلهم في الشئون الداخلية للبلاد وتحديد السياسات التي تنتهجها الدولة في كافة شئونها .
تاسعا : من العجيب أن يطالبهم بتيسير إجراءات سفر الطلاب العرب والإيرانيين للدراسة في الكليات والجامعات ومراكز الأبحاث حتي لا تحدث فجوة ثقافية ، ومن ثم تظل الثقافة الأمريكية هي  المهيمنة علي الشرق الأوسط .
وأترك لك أخي القارئ أن تحلل نصائح وإرشادات صدقي صبحي للولايات المتحدة الأمريكية ، وأختم حديثي بأن أدعو الله عز وجل أن يخلص مصر من الاحتلال بالوكالة ، وأن يرفع غضبه عن مصر وأهلها ويرفع بقدرته أيدي الظالمين عنها .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .   





ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق