نتابع في هذا المقال
السلسلة التي بدأناها تحت عنوان " أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل "
والتي تتضمن ترجمة مصحوبة بمحاولة للفهم الدقيق للتقرير الذي سلمه صدقي صبحي سرا
للولايات المتحدة الأمريكية عام 2005 بزعم أنه بحث علمي مقدم لكلية الحرب
الأمريكية أثناء دراسة صدقي صبحي لمدة عام للحصول علي ما يسمونه تارة الحصول علي
درجة الماجستير في العلوم العسكرية ، وتارة الحصول علي زمالة كلية الحرب الأمريكية
التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية .
كتب صدقي صبحي تحت
عنوان :
" THE DYNAMICS OF THE
PALESTINIAN-ISRAELI CONFLICT AND CONFIDENCE BUILDING
وترجمته :
" العوامل
المحركة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبناء الثقة "
كتب يقول :
Nothing
defines better the ideological struggle that the United States has to overcome
in the Middle East than the hostility and negative perceptions that exist in
the region because of the U.S. unique and one-sided strategic relationship with
Israel. This relationship is characterized by massive amounts of United States
military assistance to Israel with large amounts of it being grant aid.
According to the U.S. Congressional Research Service (CRS) "[s]ince 1976, Israel
has been the largest annual recipient of U.S. aid and is the largest recipient
of cumulative U.S. assistance since World War 11." According to the CRS
Report, since 1971 U.S. assistance to Israel "has averaged over $2 billion
per year, two-thirds of which has been military assistance.' Large amounts of
this assistance are in the form of grant aid. For example, out of the $2,687.3
million of total U.S. military and economic assistance to Israel that is
estimated
for
the U.S. 2004 Fiscal Year, $2,147.3 million, or 79.91% is in military grant
aid. The comparable figure for total U.S. assistance to Israel during the
1949-2004 period was $93,534.6 million, while the military grant aid was
$46,844.2 million, or 50.08% of the total.5
وترجمته :
لا شيئ يمكن أن يوضح
لنا الصراع الاستراتيجي الذي ينبغي أن تتغلب عليه الولايات المتحدة قدر حالة
العداء والمفاهيم السلبية السائدة في المنطقة بسبب تلك العلاقة الفريدة من نوعها
والمتحيزة بينها وبين إسرائيل .
تلك العلاقة التي
تتميز بكميات هائلة من المساعدات العسكرية لإسرائيل ، قدر كبير منها يقدم كمنح ،
وقد كشفت دراسة للكونجرس الأمريكي أن إسرائيل ومنذ عام 1976 هي أكبر مستفيد سنوي
من المساعدات الأمريكية ، وأكبر مستفيد تصاعدي منذ الحرب العالمية الثانية ، فوفقا
لتقرير الكونجرس سالف الذكر تحصل إسرائيل علي مساعدات أمريكية بمتوسط يزيد عن اثني
( 2 ) مليار دولار سنويا ، ثلثي هذه المساعدات عبارة عن مساعدات عسكرية ، وقدر
كبير من هذه المساعدات في شكل منح .
علي سبيل المثال وبعيدا
عن المساعدات العسكرية والاقتصادية السنوية التي تحصل عليها إسرائيل وقدرها (2)
مليار و ( 687 ) مليون و (300) ألف دولار ، فقد حصلت إسرائيل في السنة المالية
2004 علي مساعدات في شكل منح قدرها ( 2 ) مليار و ( 147 ) مليون و ( 300 ) ألف
دولار أي بما يعادل 79,9% من قيمة المساعدات السنوية الثابتة ، الرقم المقارن
لإجمالي مساعدات الولايات المتحدة لإسرائيل خلال الفترة من 1994م حتي 2004م كالآتي
:
- (93) مليار و ( 534
) مليون و ( 600) ألف دولار المساعدات السنوية الثابتة .
- ( 46 ) مليار و (
844 ) مليون و ( 200 ) ألف دولار منح عسكرية ، أي بما يعادل 50,8% من المساعدات
المقررة سنويا بشكل ثابت .
ويضيف صدقي صبحي :
Israel's
ability to receive U.S. military assistance without any attached political
conditions or constraints, poses unique challenges for the credibility of U.S.
foreign policy in the Middle
East.
Although the U.S. is the donor of such massive military assistance to Israel,
the U.S. has not chosen to use this military assistance as a lever in order to
influence Israeli policy making for the resolution of crises that threaten
international peace and stability in the Middle East. Thus, Israel continues to
pursue its own disastrous policies in the Palestinian-Israeli conflict, and the
stated U.S. foreign policy goals for peace and stability in the occupied West Bank
and Gaza cannot be achieved. It is widely believed that the lack of resolution
of the Palestinian- Israeli conflict directly and negatively affects U.S.
foreign policy interests in stabilizing Iraq where U.S., Coalition, and interim
Iraqi government forces are engaged in combating widespread and diverse local
insurgency movements.
وترجمته :
إن قدرة إسرائيل علي
تسلم مساعدات عسكرية أمريكية غير مصحوبة بأية شروط سياسية أو قيود من أي نوع يخلق
تحديات لا نظير لها لمصداقية السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
وعلي الرغم من أن
الولايات المتحدة هي المانح لهذه المساعدات العسكرية المهولة لإسرائيل ، إلا أنها
لم تشأ أن تتخذ من هذه المساعدات وسيلة للضغط علي إسرائيل لتعدل من سياستها علي
نحو يؤدي لحل الصراعات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين في الشرق الأوسط ، لذلك
فإن إسرائيل تستمر في مواصلة سياساتها الكارثية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،
وهو ما يحول دن تحقق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية المعلنة بشأن تحقيق السلم
والأمن في الضفة الغربية المحتلة وغزة .
ومن المعتقد بشكل
واسع أن عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد أثر بشكل مباشر وسلبي علي مصالح
السياسة الخارجية في العراق ، حيث تتشارك قوات تحالف الولايات المتحدة والحكومة
العراقية المؤقتة في مواجهة حركات تمرد داخلية متعددة وواسعة الانتشار .
ويضيف صدقي صبحي :
The nature of this one-sided strategic
relationship between the United States and Israel and its negative impact among
the Muslim populations of the Middle East is adequately captured in the
following quote by Mr. Michael Scheuer in his book Imperial Hubris : Why the
West Is Losing the War on Terror
وترجمته :
إن طبيعة علاقة
الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة لإسرائيل وتأثيرها السلبي علي الشعوب
الإسلامية في الشرق الأوسط يمكن أن نفهمها تماما من التساؤل الذي طرحه الدكتور /
مايكل شوير في كتابه " الغطرسة الإمبريالية " : لماذا يخسر الغرب الحرب
علي الإرهاب ؟
ويضيف صدقي صبحي :
Surely,
there can be no other historical example of a faraway, theocracy-in-all but- name
of only about six million people that ultimately controls the extent and even
the occurrence of an important portion of political discourse and national security
debate in a country of 270-plus million people that prides itself on religious
toleration, separation of church and state, and freedom of speech. In a nation
that long ago rejected an established church as inimical to democratic society,
Washington yearly pumps more than three billion taxpayer dollars into a nation
that defiantly proclaims itself "the Jewish state" and a democracy –
claims hard to reconcile with its treatment of Muslims in Israel, its
limitations on political choice for those in the [Israeli] occupied
territories, and the eternal exile it has enforced on those camped in the
refugee diaspora across the Levant. At the UN and other international fora, the
U.S. government stands four-square, and often alone, with Israel to free it
from obeying UN resolutions and nonproliferation treaties; with U.S. backing,
Israel has developed and deployed weapons of mass destruction at the pace it
desires. Objectively, al Qaeda does not seem too far off the mark when it
describes the U.S.-Israel relationship as a detriment to America .
وترجمته :
بالتأكيد لا يمكن أن
نجد في التاريخ مثالا علي الدولة الدينية أكثر من إسرائيل ، فهي دينية في كل شيئ
حتي في اسمها ، هذه الدولة التي لا يزيد شعبها عن ستة ملايين نسمة تؤثر إلي هذا
الحد في مجري ومحتوي هذا القدر من الخطاب السياسي ومناقشات الأمن القومي لدولة
يزيد شعبها عن 270 مليون نسمة تفخر بأنها مثال علي التسامح الديني وفصل الكنيسة عن
الدولة وحرية التعبير ، كل هذه التأثيرات من دولة ترفض الكنيسة منذ زمن طويل في
تصرف يعد معاديا للمجتمع الديمقراطي .
الولايات المتحدة تضخ
سنويا أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين في
دولة تدعي وبتحدي أنها الدولة اليهودية وأنها ديمقراطية ، وتزعم بقوة أنه من الصعب
عليها أن تتصالح في تعاملها مع المسلمين في إسرائيل ، فضلا عن القيود التي تفرضها
علي الخيار السياسي لأولئك المقيمين في الأراضي المحتلة ، بالإضافة إلي المنفي
الأبدي الذي فرضته علي المقيمين في مخيمات اللاجئين في شتات بلاد الشام .
داخل الأمم المتحدة
وفي كافة المحافل الدولية تقف الولايات المتحدة وغالبا بمفردها مع إسرائيل لتحررها
من طاعة القرارات الدولية ومعاهدات منع الانتشار النووي ، وبدعم من الولايات
المتحدة تمكنت إسرائيل من تطوير ونشر أسلحة الدمار الشامل وبالسرعة التي أرادتها .
وبموضوعية لم يتجاوز
تنظيم القاعدة الحد حين وصف العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها تضر بأمريكا
.
ويضيف صدقي صبحي :
The
close link between America and the Zionist entity is in itself a curse for America.
In addition to the high cost incurred by the U.S. Treasury as a result of this
alliance, the strategic cost is also exorbitant because this close link has turned
the attack against America into an attack against the Zionist entity and vice
versa. This contributes to bringing the Islamic nation together and pushing it strongly
to rally around the jihad enterprise. One can only react to this stunning
reality by giving all praise to Israel's diplomats, politicians, intelligence
services, U.S.-citizen spies, and the retired senior U.S. officials and wealthy
Jewish-American organizations who lobby an always amenable Congress on Israel's
behalf. The one-sided nature of the United States - Israel strategic
relationship has not only caused actual harm to the cause of peace with
numerous victims among Arab populations - Palestinians, Lebanese, etc., and the
Israeli citizens, but it has inflamed Arab passions and has transformed the
ideological struggle of the U.S. in the Middle East along the lines of slogans such
as "Israeli tanks in Gaza, American tanks in Baghdad." These
"sound bytes" cannot be easily overcome by even the most
sophisticated advertising campaigns that are produced by "Madison
Avenue" executives at great expense to the U.S. Treasury. A recent article
in the magazine The Atlantic Monthly contains the following proposals on
how the United States can regain the ideological initiative in the Middle East
and overcome the challenges that exist because of the U.S.-Israel "special
relationship" and the Palestinian-Israeli conflict:
وترجمته :
الصلة الوثيقة بين
الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في حد ذاتها لعنة علي أمريكا ، هذا بالإضافة
إلي التكلفة الباهظة التي تتكبدها خزانة الولايات المتحدة من جراء هذا التحالف ،
والتكلفة الإستراتيجية أيضا باهظة ، لأن الصلة الوثيقة بين الدولتين حولت الهجوم
علي الولايات المتحدة إلي هجوم علي الكيان الصهيوني والعكس ، وسوف تساهم هذه الصلة
بين الولايات المتحدة وإسرائيل في تجميع الأمة الإسلامية معا ، والتفافها حول
مشروع الجهاد .
إنني أستطيع أن
أتفاعل مع هذه الحقيقة المذهلة – والحديث ل صدقي صبحي – بتقديم كل الشكر
للدبلوماسيين والسياسيين والمخابرات الإسرائيلية والجواسيس من المواطنين
الأمريكيين وكبار الموظفين الأمريكيين المحالين للتقاعد والمنظمات الأمريكية
اليهودية الثرية الذين يشكلون هيئة تشريعية طيعة من أجل مصالح إسرائيل .
إن العلاقة
الإستراتيجية أحادية الجانب بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم تتسبب فقط في
الإيذاء الفعلي لأعداد ضخمة من الضحايا من أبناء الدول العربية مثل فلسطين ولبنان
وغيرهما ، فضلا عن المواطنين الإسرائيليين وإنما أشعلت أيضا مشاعر العرب ، كما
حولت الصراع الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلي دعوات للحرب ضد
الأمريكان ، مثل " الدبابات الإسرائيلية في غزة " ، " الدبابات
الأمريكية في بغداد " ، هذه الأصوات المعادية لن يصبح في الإمكان التغلب
عليها بالحملات الإعلامية المتطورة التي يتم إنتاجها بمعرفة مديري شارع مادسون
بتكلفة باهظة تتحملها الخزانة الأمريكية .
وقد تضمن مقال حديث
لمجلة " أتلانتك " الشهرية المقترحات السابقة بشأن كيفية استرداد
الولايات المتحدة لمبادرتها الأيديولوجية والتغلب علي التحديات الموجودة بسبب
العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
ويضيف صدقي صبحي :
This
really is a war of narratives in a battlefield of interpretation," Marc
Sageman says. "We need to promote a positive vision to substitute for the
vision of violence. And that vision has to be justice. It is no accident that
these groups are always calling themselves 'The Party of Justice' and so on. In
the time of the Suez Canal [1956 Suez Crisis] the United States stood for
'justice' against the Brits [British] and French, and we [the U.S.] were the
toast of the Middle East. We need to be pushing a vision of a fair and just world,
with us in harmony with the rest of the world, as opposed to at war with the
rest of the world. Why has America had a harder time lately pushing its vision
of justice? The two major obstacles are its need for foreign oil, which forces
it to coddle regimes it would otherwise blast as anti-democratic, and its
failure even to feign interest in
the
Palestinians' hardships in their dispute with Israel. The need for oil drenches
America in hypocrisy, and America's distance from the Palestinians is a barrier
to even being heard in Arab discussions. There are sufficient economic and environmental
reasons for the United States to work hard for a different energy strategy, and
there are sufficient humanitarian and historical reasons for it to intensify
pressure on both sides to comply with a land-for-peace deal. Such steps would
also be part of the war of ideas, in helping America seem more a force for
justice.
إنها حقا حرب من حروب
الروايات في تأويل " مارك سيجمان " والذي يقول :
" نحن نحتاج
لرؤية إيجابية لتحل محل رؤية العنف ، وهذه الرؤية ينبغي أن تقوم علي العدل ، ولعله
ليس مصادفة أن تسمي هذه الجماعات نفسها حزب العدل وهكذا ، في أزمة قناة السويس عام
1956 الولايات المتحدة وقفت في جانب العدل وتصدت لبريطانيا وفرنسا ، في ذلك الوقت
كنا نحن الولايات المتحدة النخبة في الشرق الأوسط .
يجب أن ندفع في اتجاه
عالم منصف وعادل بالتنسيق بيننا وبين باقي العالم بدلا من الحرب بيننا وبين باقي
العالم ، لماذا وجدت أمريكا مؤخرا صعوبة في دفع رؤيتها حول العدالة ؟ أعتقد أن العقبتين الرئيسيتين هما حاجة أمريكا
للنفط الأجنبي والتي تجبرها علي تدليل أنظمة مناهضة للديمقراطية ، وفشلها حتي في
أن تدعي أن لها مصلحة من جراء تلك المصاعب التي يعانيها الفلسطينيون في صراعهم مع
إسرائيل .
الحاجة لجرعات النفط
تجعل أمريكا في نفاق دائم ، كما أن المسافة بين أمريكا والفلسطينيين تقف حاجزا في
طريق تنفيذ رؤية العدالة علي النحو الذي يفهم من المناقشات العربية .
ويتابع سيجمان : الحقيقة
أنه يوجد مبررات اقتصادية وبيئية كافية لتفرض علي الولايات المتحدة أن تبحث عن
إستراتيجية مختلفة للطاقة ، كما يوجد مبررات إنسانية وتاريخية كافية لكي تكثف
الولايات المتحدة ضغوطها علي الطرفين لتنفيذ اتفاق الأرض مقابل السلام .
و يستكمل سيجمان
قائلا : هذه الخطوات ينبغي أن تكون جزءا من حرب الأفكار لتساعد أمريكا علي أن تبدو
كقوة مساندة للعدل .
ويضيف صدقي صبحي :
A
new United States strategy in the Middle East that will impartially focus
on the application of principles of justice and international law in the
Palestinian-Israeli conflict and other Middle East issues will go a long way in
dramatically changing Arab popular perceptions about the U.S. in the region of
the Middle East. For example, in the current debate centering on the potential
use of the Iranian civil nuclear program for the clandestine development of
nuclear weapons the United States has carefully abstained from discussing
Israel's possession of a
nuclear
arsenal. This strategy and its concrete implementation will be a potent weapon
in the war of ideas that the United States so far is waging rather
unsuccessfully among the broader
masses
of the Muslim populations in the Middle East (the "Arab street"). The
popular perception that the United States truly adheres to principles of
justice and international law not only will undermine the ideological base of
extremist Islamic groups such as Al Qaeda, but it will also strengthen
the cooperative anti-terrorist struggle that is waged by the U.S. and Arab
Middle East governments. Under such circumstances, the presence of U.S.
military forces in the Middle East will become increasingly unnecessary.
مطلوب إستراتيجية
جديدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تركز بحيادية علي تطبيق مبادئ العدالة
وقواعد القانون الدولي علي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، وسيترتب علي ذلك أن تقطع
قضايا الشرق الأوسط شوطا كبيرا متسببة في تغيير رؤية الشعوب العربية عن الولايات
المتحدة في منطقة الشرق الأوسط .
علي سبيل المثال
المناقشات الدائرة حاليا والتي تركز علي احتمالية استخدام إيران لبرنامجها النووي
المدني لإنتاج وتطوير أسلحة نووية بشكل سري ، نجد أن الولايات المتحدة امتنعت عن
التصويت بشأن امتلاك إسرائيل لترسانة أسلحة نووية ، هذه الإستراتيجية وتنفيذها
الواقعي سوف يكون سلاحا فعالا في مجال حرب الأفكار مفاده أن الولايات المتحدة تشن
حربا علي الشعوب الإسلامية الأوسع انتشارا في الشرق الأوسط .
المفهوم الشعبي بأن
الولايات المتحدة تتمسك حقيقة بمبادئ العدالة والقانون الدولي ليس فقط ستقوض
الأساس الإستراتيجي للجماعات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيم القاعدة ، ولكنها أيضا
ستقوي التعاون مع الحرب علي الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة بالاشتراك مع
الحكومات العربية ، وفي هذه الحالة سيصبح وجود القوات المسلحة الأمريكية في منطقة
الشرق الأوسط أقل أهمية .
انتهي كلام صدقي صبحي
الذي كتبه تحت عنوان " العوامل المحركة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبناء
الثقة " ، وفيما يلي تعليقا علي ما قرأناه :
أولا : قد يتصور بعض البسطاء أن صدقي صبحي يقدم إرشادات مفيدة للقضية
الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية ، لكن الحقيقة علي عكس ذلك تماما ، لأن ما
كتبه صدقي صبحي يؤكد لنا ما هو مؤكد من أن العسكر المصري يعرفون جيدا كافة الجرائم
التي ارتكبتها أمريكا ضد القضية الفلسطينية والعالم الإسلامي كله منذ السبعينات أي
منذ أن بدأوا في تلقي المساعدات العسكرية ، ومع ذلك لا ينطقون بكلمة ، فلم يسمع
منهم أحد ذات يوم بما فيهم كبيرهم مبارك الذي علمهم الاستسلام في مقابل المنافع
والمساعدات والعمولات ، لم نسمع منهم مرة انتقادا لأي جريمة من جرائم أمريكا التي
عددها صدقي صبحي في تقرير التخابر والمودة والإخاء الذي قرأناه معا .
ثانيا : هل رأي أحد علي مر
التاريخ أن أحدا يطلب الحياة من شانقه أو قاتله ، وهل مثل هذه المطالبة منطقية ،
إنها لا تعدوا أن تكون درءا للخجل من الأمريكان الذين يمدونهم بالأموال وينظرون
لهم علي أنهم عملاء مرتشون لا يعبأون إلا بمصالحهم الخاصة ، فيكتبون بعض هذه
المطالب بين الحين والآخر لإعطاء انطباع
أنهم لا زالوا يهتمون بقضايا أوطانهم وشعوبهم ، وإلا فما الذي أسكتهم علي جرائم
أمريكا في حقوق كافة الشعوب العربية والتي سردها صدقي صبحي من السبعينات وحتي الآن
.
ثالثا : إذا لاحظتم حين تحدث صدقي صبحي عن انحياز أمريكا لإسرائيل ستجدوا أن
حديثه الأكبر كان عن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حيث أوردها بالأرقام ،
ليكشف لنا أن كل ما كتبه لا يتعدي المطالبة برفع المساعدات العسكرية لمصر
ومساواتها بإسرائيل ، وهذا الطلب يطلبوه دائما ، أما باقي الحديث فليس إلا مادة
الابتزاز التي يضغطون بها علي أمريكا
وإسرائيل لكي تفكر جديا في رفع المساعدات العسكرية للعسكر المصري .
رابعا : أن كل ما طلبه صدقي
صبحي كان يبرره من منظور مصالح أمريكا وحلفائها من الحكام العرب ، وتقوية التعاون
مع حربهم المقدسة المشتركة ضد الإرهاب المتمثل في الإسلام المتطرف ، وعلي ذلك إن
شاءت أمريكا أخذت بهذه النصائح وإن لم تشأ فالأمور تسير علي ما يرام كما تسير منذ
أن تقررت المساعدات العسكرية للعسكر المصري ودون أدني اعتراض من العسكر .
خامسا : كان من أعجب ما قرأت
من تحذيرات صدقي صبحي أن يقول لأمريكا إن انحيازكم لإسرائيل سوف يؤدي إلي تجميع
الشعوب الإسلامية معا ، وربما يؤدي إلي التفافهم حول مشروع الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل
، إنها أحاديث لا تصدق ولا يمكن أن تصدر من أناس يقيمون وزنا لدين ولا رسل ولا
أوطان .
وكيل لجنة الشئون
الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق