الخميس، 25 أغسطس 2016

ظهور السيسي وحرب نهاية الزمان .



حالة من التيه يعيشها المسلمون في العالم أجمع ، يعيشون حالة من الدهشة ، الدول الغربية ومعهم إسرائيل تحالفوا ضدهم ، يشنون عليهم حروبا مدمرة في كل أرض الإسلام ، يقذفونهم  بالحمم من السماء في سوريا والعراق وليبيا وغزة ، يدبرون ضدهم الانقلابات في مصر وتركيا .

ومما يضاعف من دهشة الشعوب الإسلامية أن حكامهم شركاء للغرب وإسرائيل في هذه المعارك ، حيث يعلن الغرب وشركاؤه أنها حرب عالمية علي الإرهاب ، بينما من يسقطون هم الشعوب نفسها بنسائها وشيوخها وأطفالها ، المسلمون عاجزون عن فهم ما يحدث لهم ، يشعرون كأن قيامتهم قد قامت .


كل ذلك دعاني إلي محاولة تفسير ما يحدث من خلال فتح ملف " الصراع علي الأراضي المقدسة " الذي تم فتحه عام 1095م بخطبة " البابا أوربان الثاني " النارية التي دعا من خلالها المسيحيين لاحتلال فلسطين عامة والقدس خاصة موضحا لهم أن هذه الأرض المقدسة ملك بني إسرائيل بسلطان الرب ، وبها مقدسات المسيحيين ، وأنه لابد من احتلالها للأبد ، وهذا ما يمكن الرجوع فيه لمقالي " الخطبة التي أشعلت الحروب الصليبية ألف عام " .


وفي مقال آخر بعنوان " بوش : الحرب علي الإرهاب صليبية ممتدة " تناولت قصة الصراع علي الأراضي المقدسة من بدايتها وحتي الآن حيث أوضحت فيه كيف أن خطبة البابا أوربان الثاني التي ألقاها في مجمع من المسيحيين بأوربا عام 1095م قد أدت بالفعل إلي احتلال المسيحيين للقدس عام 1099م بعد أن كانت تحت يد المسلمين منذ عام 736م حين فتحها وتسلمها الخليفة / عمر بن الخطاب بنفسه ، ثم استردها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين بعد أن ظلت تحت يد الصليبين ثمانية وثمانين عاما ، ثم تنازل عنها السلطان الكامل الأيوبي للإمبراطور / فريدريك بعد استردادها بأربعين عاما مقابل ألا يتعرض له الغرب في حكمه لمصر ، ثم استردها السلطان الصالح الأيوبي بعدها بأحد عشر سنة ، وظلت تحت يد المسلمين مئات السنين حتي تم الإعلان عن دولة إسرائيل عام 1948م وهزيمة إسرائيل لخمس دول عربية مجتمعة ، وأن إسرائيل احتلت القدس كاملة بعد هزيمتها لمصر عام 1967م حيث احتلت القدس الشرقية التي كانت عاصمة لفلسطين لتضمها إلي القدس الغربية وتعلن أن القدس كاملة هي عاصمة إسرائيل الأبدية ، وفي المقال كثير من الأحداث لا غني للقارئ عن الإلمام بها ، وأوضحت في ذات المقال كيف أن الحرب العالمية علي الإرهاب التي أعلنها الغرب وإسرائيل ويشاركهم فيها الحكام العرب إنما هي جزء أصيل من الحروب الصليبية ، وأن هدفها هو القيام بكافة الحروب والانقلابات الاستباقية ضد أي دولة إسلامية أو نظام حكم يمكن أن يمثل مجرد خطرا محتملا علي أمن إسرائيل وعلي حيازة الغرب للأراضي المقدسة .


وفي مقال آخر بعنوان " إنشاء دولة إسرائيل والدفاع عنها عقيدة مسيحية " أوضحت فيه المقصود بالمسيحية الصهيونية والتي تشير إلي أعداد بالملايين من المسيحيين يؤمنون بعودة المسيح عليه السلام آخر الزمان وأنه سوف يحكم العالم كملك لمدة ألف عام ، وأن هذا الاعتقاد هو من جعل المسيحيين أصحاب الدعوة المبتدأة لإعادة بني إسرائيل لفلسطين وهيمنتهم علي الأراضي المقدسة ، بل وهم من قادوا الحروب الصليبية الأولي ، ثم هم من قاموا بالدور الأكبر لإعادة اليهود وتهجيرهم من كافة دول العالم إلي إسرائيل.


ولاشك أن تجميع اليهود من كافة دول العالم بعد أن ظلوا مشتتين في كافة دول العالم من مئات السنين لهو في حد ذاته خير دليل علي اقتراب معركة نهاية الزمان التي بشر بها القرآن الكريم وكذلك الديانة اليهودية والديانة المسيحية .

ففي بحث قيم للأستاذ / محمد فراج عبد النعيم بعنوان " نهاية اليهود كما جاء في القرآن " يقول : ............

أما النبوءة الأخيرة من نبوءات التوراة وكذلك القرآن الكريم فهي النبوءة المتعلقة بعودة اليهود من جميع أصقاع الأرض إلى أرض فلسطين المباركة ، فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح الثلاثين ما نصه:

1- وَمَتَى أَتَتْ عَلَيْكَ كُلُّ هذِهِ الأُمُورِ ، الْبَرَكَةُ وَاللَّعْنَةُ ، اللَّتَانِ جَعَلْتُهُمَا قُدَّامَكَ ، فَإِنْ رَدَدْتَ فِي قَلْبِكَ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَيْهِمْ .

2- وَرَجَعْتَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ ، وَسَمِعْتَ لِصَوْتِهِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَنَا أُوصِيكَ بِهِ الْيَوْمَ ، أَنْتَ وَبَنُوكَ ، بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ .

3- يَرُدُّ الرَّبُّ إِلهُكَ سَبْيَكَ وَيَرْحَمُكَ ، وَيَعُودُ فَيَجْمَعُكَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ بَدَّدَكَ إِلَيْهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ .

4- إِنْ يَكُنْ قَدْ بَدَّدَكَ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ ، فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ، وَمِنْ هُنَاكَ يَأْخُذُكَ .

5- وَيَأْتِي بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكَهَا آبَاؤُكَ فَتَمْتَلِكُهَا ، وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيُكَثِّرُكَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكَ.

أما في القرآن الكريم فقد جاءت النبوءة في قوله تعالى :

" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا  (7)عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا      " سورة الإسراء

 وتؤكد هذه الآيات من سورة الإسراء على أن اليهود سيحكمون الأرض المقدسة مرتين فقط لا غير ، المرة الأولى التي بدأت بدخولهم فيها مع يوشع بن نون عليه السلام وإقامتهم لدولتهم الأولى فيها ومن ثم قتلهم وسبيهم منها على يد الأشوريين والبابليين واليونانيين والرومان وقد أكد القرآن الكريم على أن المرة الأولى قد تمت في الماضي في قوله سبحانه " وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ".

أما المرة الثانية أو ما سماها القرآن بالآخرة فقد تحدثت الآيات عنها بصيغة المستقبل كما هو واضح من كلمات فإذا جاء ومن لام الاستقبال الموجودة في كلمات ليسوءوا وليدخلوا وليتبروا وكذلك من كلمة عسى التي تفيد الاستقبال .

وتؤكد كلمة المسجد في هذه الآيات على أن الأرض التي سيعلو فيها اليهود في المرتين هي فلسطين حيث أن المسجد هو كناية عن بيت المقدس كما جاء في قوله تعالى "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " (1)      سورة الإسراء

وقد أشار القرآن الكريم في نهاية سورة الإسراء إلى أن العلو الثاني لليهود سيكون بعد أن يعيدهم الله إلى فلسطين من شتاتهم وذلك في قوله تعالى " وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا " (104 – الإسراء )

ويمكن للقارئ أن يلاحظ تكرار جملة  " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ"  في بداية السورة وفي نهايتها ليؤكد على أن الحديث هو عن العلو الثاني.  

أما كلمة لفيف في هذه الآية فإنها تعبر تمام التعبير عن طريقة جمع اليهود من شتى بقاع العالم ويسكنهم في فلسطين ليقيموا لهم دولة عليها رغم اختلاف ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم فلفيف القوم هو من جاء من خارجهم وسكن معهم لقول الأعشى " وقد علمت بكر ومن لف لفها ...".

وتؤكد آية أخرى في نهاية سورة الإسراء على أن بعضا من علماء اليهود عندما يطلعون على القرآن الكريم وما فيه من نبوءات تتعلق بمصيرهم ويقارنوها مع نبوءات التوراة يخرون ساجدين لله معترفين بأن هذا القرآن لا بد أنه منزل من عند الله وذلك في قوله تعالى " قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)  وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108 (الإسراء.

ويتضح أيضا من هذه الآية أن المرة الثانية لم تحدث قبل نزول القرآن لقوله تعالى  "إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا " فاللام في كلمة لمفعولا تفيد حدوثها في المستقبل .

لقد بدأ العلو الثاني والأخير لليهود على الأرض المقدسة في عام 1948م عندما قاموا باحتلال أجزاء كبيرة من فلسطين وجزءا من بيت المقدس ومن ثم احتلوا بقية أجزاء فلسطين وكامل بيت المقدس في عام 1967م .

وبما أن الله قد كتب الذلة على اليهود في شتاتهم فإنه لا يمكن أن يكون بمقدورهم أن يقيموا دولتهم في فلسطين بأنفسهم ، ولذلك فقد قدر الله أن تدعمهم بريطانيا وبقية الدول الغربية لإنشاء دولتهم ومن ثم قامت أمريكا بحمايتهم من خلال إمدادها بالمال والسلاح وذلك تصديقا لقوله تعالى " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ"

                                   آل عمران

وعندما قدر الله سبحانه وتعالى أن يعود اليهود من شتى أصقاع الأرض ويقيموا لهم دولة على الأرض المقدسة فإن هذا ليس بسبب صلاحهم بل لحكمة يريدها سبحانه ،  فنصوص التوراة تؤكد على أن سماح الله سبحانه وتعالى لليهود بدخول الأرض المقدسة حتى في المرة الأولى ليس بسبب صلاحهم رغم وجود الأنبياء فيهم بل لأمر قد قدره الله سبحانه وتعالى فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح التاسع ما نصه

1- اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ ، أَنْتَ الْيَوْمَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِكَيْ تَدْخُلَ وَتَمْتَلِكَ شُعُوبًا أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ ، وَمُدُنًا عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى السَّمَاءِ.

-2 قَوْمًا عِظَامًا وَطِوَالاً ، بَنِي عَنَاقَ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ وَسَمِعْتَ: مَنْ يَقِفُ فِي وَجْهِ بَنِي عَنَاقَ ؟

 -3فَاعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ الْعَابِرُ أَمَامَكَ نَارًا آكِلَةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ ، فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعًا كَمَا كَلَّمَكَ الرَّبُّ.

4- لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ قَائِلاً: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلَنِي الرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هذِهِ الأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ.

5- لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالَةِ قَلْبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ ، بَلْ لأَجْلِ إِثْمِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ ، وَلِكَيْ يَفِيَ بِالْكَلاَمِ الَّذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَلَيْهِ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ .

6- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ لِتَمْتَلِكَهَا ، لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ .

ومما يزيد من التأكيد على أن إقامة اليهود لدولتهم في فلسطين هو العلو الثاني هو قوله تعالى " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا " (6) الإسراء.

ففي عام 1900م كان عدد اليهود في فلسطين 78 ألف يهودي أما عددهم الإجمالي في العالم حينئذ فقد كان يزيد قليلا عن أحد عشر مليون يهودي موزعين على جميع دول العالم وكانت أكثريتهم في روسيا حيث كان يوجد فيها ما يقرب من أربعة ملايين ثم دول أوروبا الشرقية بثلاثة ملايين ونصف ثم أمريكا بمليون ونصف ويبين الجدول التالي توزع اليهود في مختلف دول العالم في ذلك العام.

وإذا ما دققنا النظر في توزع يهود العالم في عام 2005م والبالغ عددهم ما يزيد فليلا عن أربعة عشر مليون يهودي ، يتبين لنا وجه الإعجاز في الآية السابقة ، فمن بين 14 مليون يهودي في العالم يوجد أحد عشر مليون يهودي في أمريكا وفلسطين أي ما نسبته ثمانين بالمائة تقريبا منهم ستة ملايين في أمريكا وخمسة ملايين في فلسطين ، فالستة ملايين يهودي أمريكي يعيشون في أغنى وأقوى دولة في العالم وهم بذلك يمدون اليهود في فلسطين بأموالهم الخاصة بل الأكثر من ذلك أنهم بسبب نفوذهم السياسي والاقتصادي والإعلامي يجبرون أمريكا على دعم دولة اليهود بالمال والسلاح وكذلك حمايتهم عسكريا إن لزم الأمر وسياسيا في المحافل الدولية ، أما الخمسة ملايين يهودي الذين في فلسطين فهم الذين يقاتلون العرب من حولهم ولم يجتمع قط هذا العدد الكبير من اليهود في فلسطين على مدى تاريخهم وهذا تصديق لنبوءة القرآن  "وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا " (6) الإسراء

وكذلك نبوءة التوراة :

5- " وَيَأْتِي بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكَهَا آبَاؤُكَ فَتَمْتَلِكُهَا ، وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيُكَثِّرُكَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكَ ".

إن الذين يقولون أن المرتين اللتين أفسد وعلا فيهما اليهود في الأرض المقدسة قد حدثتا قبل نزول القرآن إنما هم يكذبون الله سبحانه وتعالى من حيث لا يشعرون ، فقد حدد الله سبحانه وتعالى في التوراة وأكد ذلك في القرآن أن هناك مرتين لعلو اليهود الكبير فإن كانتا قد مضتا فإن هذا العلو الحالي لا بد أنه العلو الثالث وهذا يتناقض مع ما جاء في القرآن الكريم .

وبما أنه لا خلاف على حدوث العلو الأول قبل نزول القرآن فإن هذا العلو الحالي هو العلو الثاني والأخير وهو في الحقيقة أعظم من العلو الأول فاليهود في العلو الثاني تمكنوا من هزيمة جميع الدول العربية المحيطة بهم في حروب عدة رغم أنهم أكثر من اليهود عددا.

وفي هذا العلو يفرض اليهود على كثير من دول العالم وخاصة الأمريكية والأوروبية أن تمدهم بالمال والسلاح ، ولا يمكن كذلك لأي شخص في العالم الغربي أن يذكر اليهود بسوء بشكل علني وإلا كان مصيره السجن بحجة معاداة السامية وإلى غير ذلك من أشكال العلو .


أما الشق الثاني من النبوءة الأخيرة والتي ذكرها القرآن الكريم ولم تذكرها التوراة فهو مصير اليهود في العلو الثاني فقد أكد القرآن الكريم على أن الأمم المحيطة باليهود وهم العرب والمسلمون سيهزمون اليهود شر هزيمة ويحطمون هذا العلو تحطيما كاملا مصداقا لقوله تعالى :

 "
 فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا"                                                       الإسراء.

انتهي ما اقتبسناه من بحث الأستاذ / محمد فراج عبد النعيم .


ولاشك أن الحرب المبشرة باقتراب الساعة بين المسلمين واليهود والتي سينتصر فيها المسلمون هي ما عليه أغلب المفسرين ، لاسيما أن أحاديث نبوية وردت عن هذه الحرب ، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة :

أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال :

" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر: يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي ، فتعالَ فاقتلْه ، إلا الغرقد ؛ فإنَّه من شجر اليهود ".

ولم يكن الإسلام وحده هو من بشر بحرب نهاية الزمان ، بل أيضا بشرت بها الديانة اليهودية والديانة المسيحية ولكن علي طريقتهم الخاصة ، حيث استند كل من اليهود والمسيحيين إلى النص العبري الوارد في سفر الرؤيا الإصحاح: 16  بأن المعركة المسماة معركة هرمجدون ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، والنص كما يلي :

12- ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات، فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس .

13- ورأيت من فم التنين ، ومن فم الوحش ، ومن فم النبي الكذاب ، ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع .

14- فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات ، تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة ، لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم ، يوم الله القادر على كل شيء .

15- ها أنا آتي كلص طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عريته .

16- فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون .

أما في قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية في شرح كلمة " هرمجدون " فقال :......

ولما كان سفر الرؤيا مملوءًا بالرموز التي يلف الكثير منها الغموض ، فقد تنوعت التفسيرات حول هذه العبارات ، فيفسرها البعض تفسيرًا حرفيًا باجتماع جيوش الأمم في السهل المجاور لمجدو، الذي يعتبر ميدانًا نموذجيًا يتسع للمناورات الحربية ، بينما يرى البعض الآخر أن يوحنا يصور رمزيًّا المعركة العالمية الأخيرة بين الشر والخير، بين جنود إبليس والرب يسوع المسيح ، وعلى أي وجه كان التفسير ، فإن مفاد هذه العبارات ، هو انتصار الرب يسوع نهائيًا في معركة فاصلة ، أشبه بالمعارك الفاصلة التي حدثت قبلا في "مجدو " وكثيرًا ما يتكلم الناس الآن عن "هرمجدون الذرية" .


وشارك في هذا التوجه تقرير لمنظمة حقوق الإنسان صدر في قبرص عام 1990م يقول:

" توجد هيئات وجمعيات سياسية وأصولية في الولايات المتحدة وكل دول العالم تتفق في أن نهاية العالم قد اقتربت ، وأننا نعيش الآن في الأيام الأخيرة التي ستقع فيها معركة هرمجدون ، وهي المعركة الفاصلة التي ستبدأ بقيام العالم بشن حرب ضد دولة إسرائيل ، وبعد أن ينهزم اليهود يأتي المسيح ليحاسب أعداءهم ويحقق النصر، ثم يحكم المسيح العالم لمدة ألف عام يعيش العالم في حب وسلام كاملين " .


وصرح القس "بيلي جراهام" عام 1977م:  

" بأن يوم مجدو على المشارف ، وأن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة مجدو، وأن الجيل الحالي يكون آخر جيل في التاريخ ، وأن هذه المعركة ستقع في الشرق الأوسط " .


وبهذا المعنى قال رئيس القساوسة الانجليكانيين :

" سيدمر الملك المسيح تماماً القوى المحتشدة بالملايين للدكتاتور الفوضوي الشيطاني".

وكان اليهود أكثر تشوقاً لهذا اليوم الموعود الذين يسمونه يوم الله ، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نبأً من القدس المحتلة أثناء حرب الخليج عام 1991م للحاخام" مناحيم سيزمون "الزعيم الروحي لحركة حياد اليهودية يقول:

" إن أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر ".

وهذه الاعتقادات ظهرت عند السياسي اليهودي تيودور هرتزل حيث يقول :

" إنه ظهر لي ـ في عالم الرؤيا ـ المسيّا ـ المسيح ـ الملك على صورة شيخ حسن وخاطبني قائلاً : اذهب وأعلم اليهود بأني سوف آتي عما قريب لأجترح المعجزات العظيمة وأسدي عظائم الأعمال لشعبي وللعالم كله ".


كما قال النبي يوئيل عن هذا اليوم :

" انفخوا في البوق في صهيون ، اهتفوا في جبلي المقدس ، ارتعدوا يا جميع سكان العالم ، يوم الرب مقبل ، وهو قريب ، يوم ظلمة وغروب ، يوم غيم وضباب ".


تقول الكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" في كتابها "النبوءة والسياسة":  

" إن النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية وكلهم يعتقدون قرب نهاية العالم ووقوع معركة هرمجدون ، ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة باعتبار أن ذلك سيقرب مجيء المسيح " .


وفي هذا المعنى تحدث الرئيس الأمريكي " ريغن " عام 1980م مع المذيع الإنجيلي جيم بيكر في مقابلة متلفزة أجريت معه قال :

" إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون " .

وفي تصريح آخر له :

" إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون ".


أما الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عام 2008م قد نقلت عنه مجلة دير شبيغل الألمانية ما يلي :

" منذ ذلك الوقت أصبح بوش واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح ".


وإذا كانت عودة اليهود من الشتات إلي فلسطين واحتلالهم لها وسيطرتهم علي كامل الأراضي المقدسة " القدس" هو أحد علامات اقتراب معركة نهاية الزمان واقتراب يوم القيامة وفقا لما جاء في الإسلام واليهودية والمسيحية ، فإنني أري أن ظهور السيسي وتحالفه مع اليهود والمسيحيين وتنفيذه لكل مشروعاتهم في الشرق الأوسط لاسيما بشأن الحرب العالمية علي الإرهاب والتي هي جزء أصيل من الصراع بين الأديان الثلاثة علي الأراضي المقدسة لهو علامة ظاهرة علي اقتراب معركة نهاية الزمان أو معركة هرمجدون كما يسميها اليهود والمسيحيون .

ولكي نعرف ما إذا كان هذا الرأي راجحا من عدمه ينبغي أن نأخذ عدة أمور في الاعتبار ، أن سعي الغرب لاحتلال الأراضي المقدسة اعتبارا من عام 1095م علي ضوء خطبة " البابا أوربان الثاني " لم يقتصر علي الحروب العسكرية فقط ، بل شمل العديد من الأمور منها :

- منها مساومة الغرب للسلطان الكامل ابن شقيق صلاح الدين الأيوبي ليترك القدس وبلاد الشام عامة مقابل احتفاظه بعرض مصر وعدم السعي لاحتلالها وانتزاعها منه ، وهو الأمر الذي نجحوا فيه من خلال توقيع "معاهدة فريدريك" .

- ومنها تصدي الغرب لحملات محمد علي باشا التي سيطر من خلالها علي بلاد الحجاز والشام وأوشك أن يدخل علي مقر الخلافة العثمانية ، حيث تحالفوا ضده وأجبروه علي ترك بلاد الشام بزعمهم أنها أرضهم وأرض مقدساتهم مقابل إقناع السلطنة العثمانية بترك حكم مصر وراثيا في أبناءه ، وهو ما نجحوا فيه بتوقيع "معاهدة لندن" والتي كان من بين بنودها : 



أن يعطي محمد علي و خلفاؤه حكم مصر وراثياً  ، وأن يكون له - مدة حياته فقط - حكم جنوب سوريا ( فلسطين ) ، علي أن يقوم بإخلاء جزيرة كريت و الحجاز و أدرنة و إعادة الأسطول العثماني ،  فإذا لم يقبل القرار في مدة عشرة أيام ، يحرم من ولاية عكا ( فلسطين ) ، فإذا استمر رفضه مدة عشرة أيام أخري يصبح السلطان في حل من حرمانه من ولاية مصر ، فانتهي الأمر بقبول محمد علي شروط لندن في 27 نوفمبر 1840 م ، و بذلك انتهت طموحاته في إنشاء إمبراطورية تحل محل الإمبراطورية العثمانية.

- ومنها معاهدة كامب ديفيد والتي كان هدفها تنحية مصر من الصراع علي الأراضي المقدسة ، وهي نفس الغاية من معاهدة " فريدريك " ومعاهدة " لندن " ، نظرا لعلم الدول الغربية وإسرائيل أن مصر هي التي استردت القدس وباقي الأراضي المقدسة علي يد السلطان / صلاح الدين الأيوبي مرة وعلي يد السلطان / الصالح الأيوبي مرة أخري ، ولم تخرج بعد ذلك من أيدي المسلمين - إلا فترة وجيزة أثناء احتلال التتار لها والذي استردها أيضا من التتار هم المصريون بقيادة قطز والظاهر بيبرس - حتي إعلان دولة إسرائيل عام 1948م.

- ومنها القانون الذي أصدره الرئيس الأمريكي " كارتر " والذي يتضمن منح الجيش المصري مساعدات عسكرية سنوية ضخمة بقصد استمالة قيادات الجيش المصري لينحازوا إلي الغرب فيما يتعلق بالصراع علي الأراضي المقدسة ، يضاف إلي ذلك تخصيص دورات تدريبية سنوية لضباط من الجيش المصري في كلية الحرب الأمريكية ، وآخرها استحداث دورات لتدريب كبار القادة بجيوش بعض الدول الصديقة عام 2005م ، وبدأت هذه الدورات بحصول الفريق صدقي صبحي عليها عام 2005م ، ثم حصل عليها السيسي عام 2006م ، ويمكن قراءة تفاصيل أكثر عن هذه الخطط في مقالي " هيجل والسيسي ونظرية السيطرة علي الجيش المصري " .

- ومنها ما سموه " الحرب العالمية علي الإرهاب " والتي يتحالف من خلالها الغرب مع الحكام العرب للتخلص من أي دولة أو نظام حكم أو تيارات سياسية يمكن أن تمثل خطرا محتملا علي إسرائيل ، ويستفيد منها الحكم العرب بقائهم في الحكم بمساعدة أمريكا وحلفائها .

ولاشك أن الإجراءات التي اتخذتها أمريكا للتعامل مع ضباط الجيش المصري من مساعدات ودورات تدريبية وخلافه قد آتت ثمارها ، فقد شارك الجيش المصري في الحرب علي أفغانستان ، وشارك في الحرب علي العراق ، وحاصر غزة حصارا عسيرا ، وأمور أخري كثيرة سبق أن عرضناها في مقالات سابقة .

أما بخصوص السيسي فقد عرضنا في عدة مقالات سابقة تفاصيل الدورة التي حصل عليها في أمريكا ، ونحيل في ذلك لمقال " السيسي وجريمة التخابر مع وزارة الدفاع الأمريكية ، ومقال " معلمة السيسي أستاذة بجامعة بن جوريون الإسرائيلية " ومقال " معلم السيسي متخصص في تغيير عقيدة ضباط الجيش " ، وهذه المقالات – وهي علي محرك البحث جوجل - تكشف عن كيفية اختيار أمريكا للسيسي للحصول علي هذه الدورة عام 2006م ، وكيفية اختباره واختبار أسرته للتأكد من خلوه من الميول الإسلامية ، وإعطائه دورة كاملة لمدة عام في " الحرب العالمية علي الإرهاب " علي يد الدكتورة/ شريفة زهير الأستاذة أيضا بجامعة بن جوريون الإسرائيلية ورئيسة وحدة مكافحة الإرهاب لحلف الناتو وكافة دراساتها تربط بين الإرهاب والإسلام ، ومشاركة الدكتور / كول ستيفن جيراس للسيسي في إعداد بحث بعنوان " الديمقراطية في الشرق الأوسط " ودراسة الدكتور المذكور في أساليب ووسائل تغيير عقيدة ضباط الجيش .

وبعد هذا الإعداد الجيد للسيسي للمهام التي سوف ينفذها في الشرق الأوسط ، تمت ترقيته كما قالت شريفة زهير من قائد منطقة عسكرية إلي رئيس جهاز المخابرات الحربية ، ثم ظلوا في متابعته إلي أن أصبح وزير دفاع في عهد الدكتور محمد مرسي لينفذ الانقلاب عليه ، وظل يتابعه وزير الدفاع الأمريكي/هيجل لحظة بلحظة من قبل الانقلاب وبعده.

ولاشك أن ممارسات السيسي من قبل الانقلاب ومن بعده قد أدت إلي نتائج لا يمكن أن يشكك أحد في أنها وضعت حجر الأساس لصراع ديني بين المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع وليس في مصر فقط ، وأن هذا الصراع الذي تسبب فيه السيسي مرشح للتزايد وليس للتراجع ، وفيما يلي أمثلة علي ما نقول :

- اعتماد السيسي علي أقباط مصر كسند أساسي في انقلابه من اللحظة الأولي وظهور البابا تواضروس علانية في مسرح الانقلاب واستعانة السيسي بهم للترويج للانقلاب في الغرب باعتباره حربا علي جماعات إرهابية مسلحة بخلاف الحقائق التي يعلمها المصريون جيدا ، ثم سعي السيسي للتقرب للأقباط في الوقت الذي يفتك فيه بالمسلمين الذين يراهم من وجهة نظره إرهابيين يريدون أن يقتلوا العالم ليعيشوا هم ، كل ذلك أدي إلي حالة احتقان شديدة بين المسلمين والمسيحيين ليس في مصر فقط بل وخارجها انعكست علي التعاملات بينهما .

- حرب السيسي علي الإسلام نفسه من خلال ما أسماه " ثورة التصحيح الديني " ولاشك أنها جزء من الانقلاب أدت إلي وصول احتقان المسلمين ضد السيسي ومن يعاونه - في مصر وخارجها - إلي أعلي درجاته .

- الحرب التي بدأها السيسي عقب إذاحة الرئيس المنتخب في محافظة شمال سيناء لتدمير الأنفاق وتدمير مدينة رفح المصرية وتهجير أهلها ، أي حرب ضروس لتأمين إسرائيل من أهالي غزة والمصريين .

- دعوات السيسي المبكرة بعد أن نصب نفسه رئيسا للغرب لكي يهاجموا ليبيا وسوريا والعراق بحجة القضاء علي الإرهاب ، وهو ما ترتب عليه تصاعد الحرب الغربية الإسرائيلية في سوريا والعراق وليبيا ، كل ذلك أدي إلي احتقان هذه الدول ضد مصر ، وقد شاهدنا كيف أن الشعب الليبي الشقيق والمجاور والذي كان يستوعب ملايين من المصريين للعمل في ليبيا قام بطرد المصريين ، ناهيك عن الاعتداءات علي الأقباط إن صحت بعض الوقائع التي تم الترويج لها ، واستمرار هذه الحروب وتزايد ضحاياها سيؤدي إلي تزايد الاحتقان وزيادة الأعمال الإرهابية من أقارب هؤلاء الضحايا .

- الحروب التي اشتعلت نتيجة تنفيذ السيسي للبرنامج الأمريكي للحرب علي الإرهاب  والتي هي في حقيقتها حرب لتنصيب أنظمة عميلة في الدول الملاصقة أو القريبة من إسرائيل مثل سوريا والعراق وكذلك في ليبيا أدي إلي احتقان شديد بين المسلمين والمسيحيين في العالم أجمع ، وهو ما يفسر لنا تزايد العمليات الإرهابية في الكثير من الدول الغربية علي خلاف المعتاد قبل ظهور السيسي .

- تصريحات المسئولين الإسرائيليين والغربيين عن رضاهم عن السيسي بشكل مستمر نظرا لولائه لهم يضاعف من احتقان المسلمين في العالم .

يضاف إلي ذلك تصريحات المسئولين الأمريكيين التي عرضناها في المقالات المشار إليها والتي كشفوا فيها أن تيار الإسلام السيسي في أي مكان في العالم هو العدو الأول لهم ، وأخيرا تصريحات المرشح المتطرف / دونالد ترامب التي أعلن فيها أنه سوف يتعاون مع السيسي في الحرب علي الإسلام المتطرف والتطرف الإسلامي .

إن حرب نهاية الزمان أو هرمجدون وفقا للإسلام والمسيحية واليهودية ستحدث بين اليهود والمسيحيين من جهة والمسلمين من جهة أخري ، وأسبابها دينية ، ومكانها فلسطين أي الأراضي المقدسة ذاتها .

ليس لدي شك أن ظهور السيسي ليس مجرد أمرا عاديا أو بسيطا ولكنه أمر من الأمور التي لها ما ورائها ، وأن اضطراب العالم كله منذ أن ظهر السيسي يرجح أن القادم ربما يكون أسوأ ، ومن غير المستبعد أن يؤدي استمرار سياسات السيسي إلي حدوث اضطرابات داخل العديد من الدول العربية ويترتب عليها أمور غير متوقعة .

كل الدلائل تشير إلي أن ظهور السيسي وممارساته أدت إلي اشتعال الصراع الديني في العالم أجمع بين المسلمين والمسيحيين ، فإذا استمر السيسي في الحكم فترة أطول فإن الراجح أن يتطور الصراع الديني في العالم وربما ينقلب إلي حرب عالمية مفاجئة تنجر إليها الأطراف الدولية دون أن تشعر كما انجرت إلي حربين عالميتين من قبل أديا إلي قتل ملايين من البشر ، وتكون هي حرب نهاية الزمان أو حرب هرمجدون .


وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .     

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق