السبت، 27 أغسطس 2016

رابعة تتحدي أخطر رجل في العالم .





ذكرت في مقالي السابق " رابعة أول من يتحدي العسكر " أن مأساة مصر منذ عام 1952 أن العسكر مصممون علي الاستئثار بالسلطة ، والهيمنة علي الاقتصاد ومصادر الثروة حتي أنهم في سبيل ذلك يقفون بالمرصاد لمنع أي تحول ديمقراطي في مصر يتيح انتقال سلمي للسلطة ، وأوقفوا أي مشروعات استثمارية حقيقة يمكن أن تسحب التركة من تحت أيديهم .

وأنهم في سبيل الحفاظ علي السلطة والثروة ارتكبوا العديد من المجازر في حق الشعب المصري ، فقد بدأوا حكمهم بالانقلاب علي الرئيس / محمد نجيب ووضعوه تحت الإقامة الجبرية حتي وفاته لمجرد أنه أراد إعادة العسكر إلي ثكناته وتسليم الحكم للشعب ، وفي عام 1952م أعدموا العاملين خميس والبقري  واعتقلوا المئات من عمال الغزل والنسيج بكفر الدوار للقضاء علي أي حراك عمالي ، وفي عام 1954م أعدموا ستة مواطنين بينهم أربعة من الإخوان ، وأصدروا أحكام تتراوح بين المؤبد والسجن خمس سنوات علي قرابة ألف مواطن من جماعة الإخوان المسلمين ، وفي عام 1957م ارتكبوا مذبحة ليمان طرة حيث أطلقوا الرصاص علي مائة وثمانين معتقلا ممن صدرت ضدهم أحكام 1954 في ليمان طرة ، فاستُشهد أكثر من 20 وأصيب عدد آخر أكثر منهم ، وفقد بعضهم عقله ،  وفي عام 1965 تم القبض علي أعداد كبيرة من الإخوان المسلمين بتهم متعددة أولها إحياء التنظيم وتغيير النظام بالقوة وحيازة أسلحة ومتفجرات وغير ذلك من الاتهامات التي يتم توجيهها لأنصار الشرعية هذه الأيام ، وشهد عام 1965 أربعة قضايا عسكرية ضد الإخوان بتهم مختلفة ، وصدرت أحكام  بالإعدام والمؤبد والسجن من 15سنة إلي 7سنوات ، وتم إعدام كل من سيد قطب ويوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل ، ونُفذ حكم الإعدام في 29  أغسطس عام 1966 في قضايا 1965، و بتاريخ 18 و 19 يناير 1977 قمعوا انتفاضة الخبز  ، حيث كانت هذه الانتفاضة أقرب ما يكون من ثورة يناير في قوتها ، فنزل العسكر وقمعوها وقبضوا علي الآلاف ، وفي عام 1986م قاموا بقتل الآلاف من جنود الأمن المركزي بالطيران الحربي   لتظاهرهم بعد انتشار شائعة بأن مدة تجنيدهم سوف تزاد عام لتصبح أربع سنوات ، واستمر العسكر في إرهاب الشعب طوال عهد السادات ومبارك باستخدام قانون الطوارئ لاعتقال المعارضين لمدد تصل لعشرات السنين دون حكم قضائي فضلا عن محاكمتهم للمدنيين عسكريا بطريقة تحكمية متروكة لإرادة الرئيس    .

هذا هو عهد الشعب بعسكر مصر ، دماء واعتقال وتعذيب وأحكام عسكرية جائرة ونهب للمال العام أدي إلي إفلاس البلاد ، ورغم ذلك فإن كافة جرائم العسكر السابقة لا تمثل شيئا بجانب جرائم السيسي من بعد الانقلاب حتي الآن ، لقد أثبت السيسي أنه " مستر إكس " ، لقد أثبت السيسي أنه أخطر رجل في العالم .

ذكرت من قبل قصة حصول صدقي صبحي والسيسي علي دورة كبار القادة في كلية الحرب الأمريكية ، حيث حصل عليها الأول عام 2005م ، والثاني عام 2006م ، وأن السيسي درس علي يد الدكتور/ شريفة زهير مادة الحرب العالمية علي الإرهاب ، وعاون السيسي في بحثه عن " الديمقراطية في الشرق الأوسط " الدكتور/ كول ستيفن جيراس المتخصص في كيفية تغيير عقيدة ضباط الجيش ، وذكرت لكم أن شريفة زهير أستاذة أيضا في جامعة بن جوريون الإسرائيلية ورئيسة وحدة مكافحة الإرهاب  لحلف الناتو .

خرجت علينا الدكتورة / شريفة زهير المحاضرة بالمعهد بمقالها المؤرخ  1/8/2013 أى بعد الانقلاب بنحو سبعة وعشرين يوما تحت عنوان   " EGYPT.S TOP GENERAL AND HIS US LESSONS  IN Democracy"  تتحدث فيه عن جوانب من شخصية السيسي وأفكاره  .

وكان من بين ما كما كشفته لنا أن اختيار الضباط الأجانب لا يتم اعتباطا وإنما بعد دراسة ، لأن من

يتم تدريبهم هم المرشحون للترقي للمناصب العليا ، حيث قالت  :

" the foreign officers selected are usually well thought of and well connected in

their own military. They are slated for advancement as was al-Sisi who rapidly

climbed from about 2008 to regional commander of the Egyptian Army for

Alexandria and the north, and then to director of Military intelligence &

reconnaissance ".


وترجمته  :  

" إن الضباط الأجانب الذين يتم اختيارهم يكونون معروفين لنا جيدا ، كما يكونوا من حسنى العلاقات داخل جيوشهم ، لأنه من المقرر لهم الترقي كالسيسى الذى قفز سريعا من قائد المنطقة العسكرية الشمالية والإسكندرية إلى رئيس جهاز المخابرات والاستطلاع "

لقد أثبتت الأيام بالفعل أن وزارة الدفاع الأمريكية قد اختارت السيسي علي الفرازة علي ضوء معايير الاختيار التي وضعوها ، فأول ما يعني الأمريكان ألا تكون للمتدرب التابع لهم أي انتماءات دينية ، وبمعني آخر ألا يكون غيورا علي إسلامه أو حريصا علي الإلتزام به علي نحو يمكن أن يمنعه من تنفيذ الأوامر أيا كان نوعها ، إذ من الجائز أن يتم تكليفه بمحاربة دينه أو قتل مسلمين أو مصريين ، وكل هذه التكليفات تحتاج إلي شخصيات لا تهتم بمسألة الأديان والحلال والحرام .

ولذلك أجرت كلية الحرب الأمريكية اختبارا للسيسي لاستكشاف مدي غيرته علي دينه ، وهذا ما كشفته لنا شريفة زهير بقولها :

the chaplain later launched a full-out attack declaring the Quran’s Surah 1

attacks Jews & Christians. Al-Sisi was observant, but did not try to preach to

his colleagues or others or hand it religious materials (as some Gulf state

Fellows have "

وترجمته :   

" فيما بعد أطلق القسيس – تقصد قسيس كلية الحرب الأمريكية – هجوما كبيرا على السورة رقم ( 1 ) من القرآن الكريم – تقصد سورة الفاتحة – لمهاجمتها اليهود والمسيحيين  ، السيسى كان منتبها ولكنه لم يحاول أن يعظ زملائه بالكلية أو يعظ غيرهم ، ولم يحولها إلى موضوعات دينية مثلما فعل بعض الأفراد من دول الخليج " .

وعندما ثار الجدل بشأن ارتداء زوجة السيسي وبناته للحجاب ، وهو ما تم تفسيره بأن السيسي صاحب هوية إسلامية أو أنه ينتمي للتيار الإسلامي ، ردت عليهم شريفة زهير بقولها :

My understanding is that the Economist or Evan Hill only wished to print two

comments from the material below – one about Gen. al-Sisi’s wife and

daughters’ clothing, and the other about his perception of Egypt’s way forward.

That’s fine, but if Mr. Hill thinks I’m not credible, I’d rather not add to the idea

that al-Sisi is an “Islamist” because of his family’s dress styles. It sounded as if

they thought I’m not qualified to say who an Islamist is or is not "..


وترجمته :

" إن تصوري لكون السيد / إيفان هيل يرغب فى نشر تعليقين بخصوص مادتين ، أولهما ملابس زوجة السيسى وأبناءه ، والثانية تصور السيسى بالنسبة  لتقدم مصر إلى الأمام ، وهذا جيد ، ولكن السيد / هيل يعتقد أننى غير موثوق بي ، والحقيقة أننى أفضل ألا أضيف إلى فكرة أن السيسى إسلامي بسبب نمط أزياء أسرته ، ويبدو أنهم يعتقدون أننى غير مؤهلة لمعرفة من هو إسلامي ومن هو غير إسلامي "

اجتاز السيسي كل الاختبارات وسلمهم بحث " الديمقراطية في الشرق الأوسط " الذي شرح لهم فيه أن الديمقراطية لا تصلح في أي دولة من دول الشرق الأوسط ، وأنها سوف تأتي لهم بمن  يسعي إلي تطبيق الخلافة أو علي الأقل يسعي لتوحيد الدول الإسلامية وهو ما من شأنه أن يضر بمصالحهم في الشرق الأوسط .

اطمأن الأمريكان أن السيسي لديه الاستعداد أن يفعل أي شئ وينفذ أي أوامر ، وبالفعل حصل علي دورته وعاد إلي مصر ليترقي سريعا إلي رئيس جهاز المخابرات  الحربية ، وظلوا في ظهره حتي جعلوه وزيرا للدفاع ، وبالتأكيد تم ذلك من خلال رجالهم داخل المؤسسة العسكرية وبطريقة لم تنكشف بعد .

تمت الاستعانة بالسيسي وصدقي صبحي التلاميذ النجباء بكلية الحرب الأمريكية لتنفيذ الانقلاب ، وبدأت الأيام تكشف أن السيسي مكلف بمهام متعددة داخل مصر وخارجها علي ضوء الدراسات التي حصل عليها .

بدأ في الحرب علي المسلمين معلنا في أكثر من حديث أنهم يريدون أن يقتلوا العالم ليعيشوا هم ، ويصفهم بالإرهاب وأن العالم يعاني منهم ، في الوقت الذي يتجاهل فيه السيسي إرهاب الغرب ، حيث لا تري عيناه الحروب الصليبية الغربية علي العالم الإسلامي التي استمرت عدة قرون استشهد فيها من ملايين المسلمين ما لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل ، ولا يري الحروب الاستعمارية التي شنتها انجلترا وفرنسا وإيطاليا علي العالم الإسلامي حيث استمروا في احتلال العديد من الدول الإسلامية عشرات وأحيانا مئات السنين ، ولا يري السيسي حروب إسرائيل والغرب لاحتلال فلسطين الأرض العربية المسلمة واحتلال القدس القبلة السابقة للمسلمين والمسجد الثالث الذي تشد له الرحال .

واتخذ من الزعم بإرهاب المسلمين ذريعة لإعلان ما أسماه " ثورة التصحيح الديني " والتي يريد من خلالها – وتنفيذا للتعليمات الأمريكية – تعديل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وفرض الحصار علي مناهج التعليم ليحذف منها التاريخ الإسلامي لاسيما انتصارات المسلمين علي أعدائهم سواء في الحروب الصليبية أو ضد التتار أو غيرهم ، كما ألغي كل القنوات الإسلامية وحاصر باقي القنوات لتهميش مساحة المواد الدينية التي تعرض ، وفرض الحصار علي المساجد حيث أراد توحيد الخطبة حتي لا يتحدث الأئمة إلا بخطبة تأتيهم من مكتب السيسي ، وربما يتسلمها السيسي من كلية الحرب الأمريكية ، وتم منح ضبطية قضائية لمفتشي الأوقاف علي المساجد ، وتم الحديث عن تركيب كاميرات ، وعن منع الآذان في مكبرات الصوت ، وغلق المساجد في وجوه المعتكفين في شهر رمضان الكريم ، وتم تكثيف الحوارات التلفزيونية مع الملحدين لنشر أفكارهم ، وتم إطلاق الحبل علي الغارب لشن الهجوم الإعلامي علي كل ما هو إسلامي .

والخطر الداهم الذي ينبغي أن ننتبه له قبل فوات الأوان يتمثل في أن السيسي ليس فقط يقتل المصريين وغير المصريين دون أن يعاني من أزمة ضمير ، لكنه سعي لإقناع رجال الجيش والشرطة بأن المعارضين له سواء من الإخوان أو غيرهم ينطبق عليهم وصف " الخوارج " الوارد في بعض أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم والوارد فيها عبارات " فأينما وجدتموهم فاقتلوهم ".

وقبل أن نوضح ما فعله السيسي في هذا الشأن أود أن أوضح لك أخي القارئ أن بعض رجال الدين الثقات ضعفوا أحاديث الخوارج باعتبارها ضمن الأحاديث ذات الصلة بالصراع علي السلطة الذي بدأ بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، والذي نجم عنه ظهور فئة تسمي الخوارج والعديد من المذاهب الشيعية المنتشرة الآن ، حيث أن هذه الفترة شهدت قيام بعض الفرق بوضع أحاديث ليؤيدوا بها مزاعمهم في الأحقية بالحكم ، هذا فضلا عن أنها وردت بصيغ مختلفة في أكثر من مصدر من مصادر السنة ، والقليل منها ما جاء فيه الأمر بقتال الخوارج أو قتلهم .

وحتي من أخذوا بهذه الأحاديث أشاروا إلي انطباقها علي فئات خرجت عن الإسلام وليس عن الحكام ، فئات استباحت تكفير المسلمين وقتلهم من أجل سلطة أو جاه ، وأن هذه المذاهب في الوقت الحاضر هي بعض المذاهب الشيعية المتطرفة التي تكفر المسلمين وتستبيح فتلهم علي نحو ما يفعل شيعة إيران الذين يعتقدون حقهم في قتال الدول المجاورة وقتل المسلمين لنشر إمامتهم الباطل وتوسيع نفوذ وليهم الفقيه .

استعان السيسي بالسيد / علي جمعة مفتي مصر السابق ، وأنتم تعرفون كيف يتم اختيار أي مسئول في دولة العسكر وما هي الشروط التي ينبغي أن تتوفر فيه ، رجل يدل مظهره علي مخبره ، وتدل قسمات وجهه علي مكنون قلبه ، وتكشف ما إذا كان من أهل الحق أم من أهل الزيغ والنفاق ، استعان به السيسي في محفل من الضباط والجنود من الجيش والشرطة ليزعم لهم أن المواطنين المتعلمين المثقفين الذين يقاومون استيلاء العسكر علي تجربتهم الديمقراطية وسرقة إرادتهم ، إنما هم خوارج وأينما وجدتموهم فاقتلوهم .

وهذه هي خطبة علي جمعة التحريضية التي تحرض ضباط الجيش والشرطة المصرية علي قتل المصريين :

" اضرب في المليان ، إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج ، طوبي لمن قتلهم وقتلوه ، من قتلهم كان أولي بالله منهم ، إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش ، إنهم لا يستحقون مصريتنا ، إننا نصاب بالعار منهم ،  يجب أن نتبرأ منهم تبرؤ الذئب من دم بن يعقوب  ناس نتنة ، ريحتهم وحشة في الظاهر والباطن ، النبي صلي الله عليه وسلم حذرنا من هذا .

يقولون الشرعية ، أي شرعية ، الإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته ، الإمام المحجور ، احفظوا هذه الكلمة ، الإمام هذا محجور عليه ، محجور يعني محجور عليه ، يعني معتقل ، والمصيبة أن أمره ذهب للقضاء فسقطت شرعيته إن كانت قد بقيت له شبهة شرعية ، وهو لم تبق له شبهة شرعية يعني بالثلث .

ولقد تواترت الرؤي بتأييدكم من قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ومن قبل أولياء الله ، عندما رأيت صور مسجد الفتح بالأمس ، الزبالة والنجاسة والرعب الذي كانوا فيه كأن الله أنزل هذا في أولئك  ، مسجد حرقه رسول الله ، لماذا لأنه لا يريد هذه اللواعة ولا هذا المكر ، ولا هذا الإثم في الظاهر والفساد في الباطن ، ولذلك سمي الخوارج بكلاب النار مع صلاتهم وصيامهم وقرآنهم وكذا وكذا .

لا تخف بدعوي الدين ، فالدين معك ، والله معك ، ورسوله معك ، والمؤمنون معك ، والشعب بعد ذلك ظهير لك ، اثبتوا وانقلوا هذا الشعور إلي أهليكم وجيرانكم وأفرادكم وجنودكم ، انقلوه وأشيعوه نحن علي الحق سيهزم الجمع ويولون الدبر  .

الحضور الكريم رضي الله تعالي عنك وأرضاكم ، اضرب في المليان إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج .

شكرا لكم ، هذه هي سماحة الإسلام ، هذه هي قوة الإسلام ، هذه هي حلاوة الإسلام  شكرا لكم علي هذا اللقاء ، ونأسف علي الإطالة وأدعو الله عز وجل وأقول اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا ، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسني وصفاتك العلي أن تنصرنا علي من عادانا ،  اللهم يا رب العالمين عليك بهم ، ثم كرر دعائه ” اللهم  عليك بهم ” ما لا يقل عن عشر مرات ثم ختم بقوله وصلي اللهم علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم " .

وخطبة علي جمعة  سالفة الذكر كانت بتاريخ 8/10/2013م أي بعض فض رابعة والنهضة بقرابة شهرين ، ومن العجيب والمدهش أنني وجدت صفحة علي " الفيس بوك " باسم " ( الصفحة الرسمية للقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسي ) ، المعجبون بها 238,328 ، تحتوي هذه الصفحة علي تغريدة مثبتة في بداية الصفحة ومؤرخة 1/9/2013 ، التغريدة بعنوان :

" حديث الرسول فى وصفه عن خوارج أخر الزمان ( الإخوان ) :

والعجيب جدا أيضا أنهم استخدموا الصيغة الوحيدة الوارد فيها قتال الخوارج أو قتلهم ، وتركوا باقي أحاديث الخوارج التي لا تنطوي علي قتال أو قتل ، ثم قاموا بتزوير الحديث وأضافوا إليه ما ليس فيه ، حيث أضافوا للحديث هذه العبارات " غزيرو اللحية  ، مقصرين الثياب ، محلقين الرؤوس " حتي يوحوا لمن يقرأ الحديث أنه يتحدث عن التيار الإسلامي الذي يتبع بعض أفراده هذه السنن ، ثم ختم الحديث بعبارة " فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة . قال النبي عليه الصلاة والسلام : فإن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد .

وهذا يعني أن صفحة منسوبة للسيسي استخدمت ورقة أحاديث الخوارج لتروج لقتل الإخوان المسلمين خاصة والمعارضين علي وجه العموم ، قبل أن يستخدمها علي جمعة بشهر .

لم يكتف السيسي في هذه السابقة التي ليس لها مثيل بالبحث عن سند شرعي يقنع ضباط الجيش والشرطة والجنود بقتل إخوانهم المصريين والترويج لهذا السند بكافة الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية ، ويستخدم فيها إعلاميين مثل أحمد موسي وغيره ، لم يكتف بكل ذلك وإنما وضع نصا قانونيا في قانون مكافحة الإرهاب يعفي ضباط وأفراد الجيش والشرطة من المسئولية إذا قتلوا مواطنا مصريا بذريعة مكافحة الإرهاب .

أول خطوة بدأ بها السيسي بعد إذاحة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي هي الحرب الشرسة التي شنها علي أنفاق غزة ، ثم تدمير مدينة رفح المصرية وتهجير أهلها ليقول لأساتذته في كلية الحرب الأمريكية وفي إسرائيل ، ها أنا أقوم بتأمين إسرائيل من مسلمي غزة الإرهابيين ، ومسلمي سيناء الإرهابيين ، وبالفعل آتت هذه الخطوة ثمارها وبدأت العواصم الغربية تعلن ترحيبها به والتعامل معه وعدم فتح ملف الانقلاب ، وبدأت المنظمات الداعمة لإسرائيل في أمريكا تقوم بدورها لحث أمريكا علي تسليم المساعدات العسكرية لمصر دون قيد أو شرط .

ورغم الهموم التي تعاني منها مصر إلا أن كل سياساته لم تكن موجهة لعلاج مشاكل مصر ، بل كانت جميعها صوب تنفيذ خريطة الحرب العالمية علي الإرهاب التي درسها في كلية الحرب الأمريكية وبالتأكيد تسلم صورة منها ، فإذا بنا نجده يتجه إلي تأييد بشار الأسد في سوريا ضد شعبه ، ويقوم بتأييد حفتر في ليبيا ضد شعبه ، ويقوم بتأييد نظام الحكم الشيعي في العراق الذي يفتك بأهل السنة ، فلا مجال للتأخير والتلكؤ ، فسوريا دولة ملاصقة لإسرائيل والعراق قريبة منها ، ولابد من تثبيت أنظمة عميلة تؤمن إسرائيل والأراضي المقدسة لليهود والمسيحيين دون أدني نظر للأراضي المقدسة الإسلامية .  

ورغم أننا أمام رجل في غاية الدموية والخطورة استعان بكل من هو علي شاكلته لتصفية الشعب والقضاء عليه لحساب الأجندة التي تسلمها من كلية الحرب الأمريكية عام 2006م ، وقتل من المصريين آلافا واعتقل منهم الآلاف ، إلا أن رابعة لم تستسلم له ولا لقوات جيشه أو شرطته ، وناضلت ولا زالت تناضل حتي الآن .

والآن كل ما يحتاجه شهداء رابعة وأبطالها هو أن يتحرك كل الثوار الموجودون خارج مصر ليقدموا عونا حقيقيا لثوار الداخل ، كتقديم مقترح لتوحيد الصف الثوري يجمع شركاء يناير بدلا من المشاحنات والاختلافات المعلنة فيما بينهم .

أقول لهم جميعا لا تكونوا كرب الأسرة الذي انقلب به المركب الصغير في النيل وكانت أسرته من خمسة أفراد كان يمكن أن ينقذ بعضهم ثم يعود ليسعي في إنقاذ الآخرين ، إلا أنه قرر أن يموتوا جميعا وهو معهم ، وكأنه قال في نفسه " إما أن نحيا جميعا أو نموت جميعا " ، شأنه كشأن من قال " إما أن أسترد كل ما خسرت أو أخسر كل شئ أهلي ومالي ونفسي " .

واسألوا أنفسكم إذا عجزنا عن استرداد الشرعية كاملة أليس في استعادة الديمقراطية كاملة خير لمصر وكل المصريين ؟ أليس في استعادة المسار الديمقراطي بداية لكي يتبوأ كل فرد وكل حزب المكان الذي يستحقه ؟

اسألوا أنفسكم هل تمكن الشعب التركي من الخلاص من حكم العسكر في ضربة واحدة قاضية أم في عدة معارك بذلوا فيها النفس والنفيس ؟

فكروا في المعتقلين الذين يعانون أشد المعاناة داخل السجون ، فكروا في أسرهم ، لا تنسوهم لمجرد أنكم في الخارج لا تعانون مما يعانون منه .

فكروا جيدا في معادلة الشرعية الكاملة والآليات المتاحة لاستردادها قد مر علي الانقلاب ثلاث سنوات ، ثم فكروا في معادلة الديمقراطية الكاملة والآليات المتاحة لتحقيقها ، وأسأل الله عز وجل أن يلهمنا ويلهمكم طريق الرشاد وأن يرزقنا بالقرار المناسب في الوقت المناسب .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق