الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

الخُطبة التي أشعلت الحروب الصليبية ألف عام .



في عام 1095م  انعقد مجلس كبير داخل حدود بلاد الغال ( فرنسا – بلجيكا - جزء من ألمانيا ) ، في أوفيرني ، وتحديدا في المدينة التي تدعي " كليرمون " ، وقد ترأس البابا " أوربان الثاني " هذا المحفل مع أساقفة الروم والكرادلة ، وكان هذا المجلس واحدا من أشهر المؤتمرات التي التقي فيها الأساقفة الفرنسيين والألمان والملوك.
وبعد أن تم ترتيب الأمور المتعلقة بالكنيسة ، ذهب البابا الرب إلي سهل فسيح محدد سلفا وخاليا من  المباني ، كبيرا بما يكفي لاحتواء كافة الناس ، وألقي البابا في ذلك الحين بيانا بلاغيا جميلا ومقنعا للحضور قائلا :
" يا سلالة الألمان ، سلالة من الجانب الآخر للجبال ، يا أيتها الذرية التي اختارها الرب والمحببة إليه ، علي النحو الواضح في العديد من أعمالكم ، المتميزة عن جميع الأمم الأخرى بسبب مكانة  بلدكم ، فضلا عن إيمانكم الكاثوليكي الذي أثري الكنيسة المقدسة :
لكم نوجه هذا الخطاب ، ولكم أعددنا هذه العظات ، ونتمني أن تعرفوا السبب الخطير الذي جاء بنا إلي بلدكم ، إنه الخطر الوشيك الذي يهددكم ويهدد كافة المؤمنين هو من جاء بنا إلي هنا .
من حدود أورشليم ( القدس ) ومن مدينة القسطنطينية تقرير خطير تكرر علي أذني  مفاده أن عدوا من مملكة الفرس ، عدوا ملعونا ، عدوا ينفر من الرب كلية ، جيلا لم تُوجه قلوبهم علي أساس قويم  وأرواحهم ليست مخلصة للرب ، هذا العدو غزا بعنف أراضي هؤلاء المسيحيين وأخلي منازلهم من سكانها بالنهب والحرق ، لقد قادوا جزءا من الأسرى إلى بلادهم ، وجزءا آخرا قتلوهم بالتعذيب القاسي ، وقاموا أيضا بتدمير كنائس الرب أو استولوا عليها لشعائر دينهم ، ويدمرون مذابح الكنيسة  بعد أن يدنسوها  بنجاستهم ، لقد قطعوا أوصال مملكة الإغريق واقتطعوا منها أراضي شاسعة لا يمكن أن تقطعها في أقل من شهرين .
"على من إذن تقع مهمة الانتقام من هذه المظالم واسترداد تلك المنطقة المحتلة إن لم يكن عليكم ، أنتم فوق كل الأمم الأخرى ، الرب يمنحكم مجدا ملحوظا في القتال ، وشجاعة كبيرة ، ونشاطا بدنيا ، وقوة لتذل لكم تلك الرؤوس التي تقاومكم .
 دعوا مآثر أسلافكم تشجعكم وتحرض عقولكم لصنع إنجازات رجولية ، استحضروا عظمة الملك شارلمان وابنه لويس وكافة ملوككم الآخرين الذين دمروا ممالك الأتراك ومدوا سيطرة الكنيسة على أراضي كانت مملوكة للوثنيين .
دعوا القبر المقدس لربنا ومخلصنا والمملوك الآن لأمم نجسة يستحثكم ، دعوا الأماكن المقدسة والتي تُعامل الآن معاملة مهينة وتلوثها أيادي الأنجاس تحرضكم ، أيها الجنود البواسل وأبناء الأسلاف الذين لا يُقهرون ، لا تُفسدوا مجد أجدادنا ولكن تذكروا بسالتهم .
ولكن إذا امتنعت بسبب حب الأطفال أو الزوجة  فتذكر قول الرب في الإنجيل :
 " مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي "
 ( متي 10: 37 )
" وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ        "
متي ( 9 : 29 )

 لا تدع شيئا من ممتلكاتك يمنعك ، لا تجعل شئون الأسرة تثير اهتمامك .
إن هذه الأرض التي تعيش فيها مغلقة من كل جانب ، مغلقة بالبحار وقمم الجبال التي تحيط بها ، إنها أرض ضيقة للغاية بالنسبة لعدد كبير من شعبك وليست ذاخرة بالثروة ، فهي تمنح الطعام بشق الأنفس لزارعيها ، ولهذا أنتم تقتلون وتلتهمون بعضكم البعض ، وتشعلون الحروب فيما بينكم ، و الكثير جدا منكم يموت بسبب صراع الأمعاء .
دعوا أولئك الذين اعتادوا سابقا أن يخوضوا حربا خاصة شريرة ضد المؤمنين  أن يحاربوا الكفار ليحققوا نهاية الانتصار في تلك الحرب التي وجب أن تبدأ الآن ، أولئك الذين كانوا حتى ذلك الحين لصوصا أن يتحولوا إلي جنود ، دعوا أولئك الذين ناضلوا سابقا ضد الإخوة والأقارب أن يحاربوا البربر كما ينبغي .
دعوا أولئك الذين كانوا سابقا عمالا مرتزقة بأجور زهيدة أن يربحوا الجوائز الأبدية ، أولئك الذين أرهقوا أنفسهم على حساب الجسد والروح أن يجاهدوا الآن للحصول على مكافأة مزدوجة .
دعوا الكراهية إذن تخرج من بينكم ، والنزاعات تنتهي ، والحروب تتوقف ، دعوا الخلافات في الرأي والمناظرات تغفوا ، أُدخلوا طريق القبر المقدس ، انتزعوا تلك الأراضي من العدو الشرير ، وضعوها تحت هيمنتكم ، تلك الأرض التي قال عنها الكتاب المقدس أنها " تفيض لبنا وعسلا " والتي أعطيت بسلطان الرب لنسل بني إسرائيل ، أورشليم ( القدس ) هي مركز الأرض ، وأرضها مثمرة فوق الجميع ، مثل الجنة المليئة بالمسرات . هذا المكان صنع فيه المسيح مخلص البشرية العجائب ذائعة الصيت بمجيئه ، وأكسبه جمالا بإقامته المؤقتة ، وقدسه بعاطفته ، وفداه بوفاته ، ومجده عندما دُفن فيه .
هذه المدينة الملكية التي تقع في مركز الأرض أسيرة الآن لدي أعداء المسيح ، وخاضعة لأولئك الذين لا يعرفون الله ويعبدون الأوثان ، إنها تسعى وترغب في التحرر ولا تتوقف عن التوسل إليكم لكي تأتوا لمساعدتها ، منكم أنتم خاصة تطلب الغوث ، لأنكم - وكما قلت لكم -  أسبغ الرب عليكم فوق كل الأمم مجدا عظيما في القتال ، ومن ثم عليك أن تأخذ هذه الرحلة بشغف من أجل غفران خطاياك ، مع اليقين بالنعيم الأبدي في مملكة السماء .. "
عندما قال البابا أوربان حديثه السابق ، ركز في الحضور الذين صرخوا : " إنها إرادة الله " ، " إنها إرادة الله " وعندما لاحظ  الحبر الروماني يهتف وعيونه مرفوعة إلى السماء ، أشار للحضور بالصمت وأكمل قائلا :
" كل الأُخُوة في الرب ظاهرة فيكم اليوم يقول الرب في الإنجيل :
`)  لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ ).
إنجيل متى 18: 20
إذا لم يكن الرب حاضرا في أرواحكم ، لن تتلفظوا جميعا نفس الصيحة ؛ على الرغم من أنها صادرة من العديد من الأفواه ، وحتي لو كان أصل الصيحة واحدا ، لذلك أقول لكم اجعلوها صيحة الحرب الخاصة بكم في المعارك " إنها إرادة الله " ، فهي ممنوحة لكم من الله ، عندما تشنون هجوما مسلحا على العدو، فصيحوا : "هذه هي إرادة الله ! هذه هي إرادة الله ! " ، واجعلوها في أرواحكم .
لا تعطي أمرا أو نصيحة للكبار أو العاجزين عن حمل السلاح ليخوضوا هذه المعركة ، ولا تدع النساء يخرجون بدون أزواجهم أو إخوتهم أو محرمين معهم علي الإطلاق ، لأن هذه الفئات  تمثل عبئا أكثر مما تمثل نفعا ، ولتسمح للأغنياء بمساعدة الفقراء وفقا لثرواتهم ، وحثهم علي أن يأخذوا معهم جنودا من ذوي الخبرة وكهنة وكتبة ، ولا تسمحوا للعامة أو الجنود بالذهاب دون موافقة مطرانهم لأن الرحلة لن تنفعهم شيئا إذا ذهبوا دون إذن ، كما أنه ليس من المناسب أن يحج عامة الناس دون الحصول على موافقة كهنتهم .
من سيعتزم هذا الحج المقدس لهذا الغرض ، ويجعل نذْره لله من أجل هذه الثمرة ، ويقدم نفسه قربانا له كأضحية حية مقدسة ومقبولة من الله ، سوف يرتدي لافتة صليب الرب على جبهته أو على صدره ، وعندما يعود من رحلته يكون بالفعل قد استوفي نذره ، وعليه أن يضع الصليب على ظهره بين كتفيه ، وبهذا العمل ذو الشقين تكون قد استوفيت وصية الرب وأمره في الإنجيل :
" وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي "
متي ( 10 : 38 )
انتهت خطبة البابا أوربان الثاني والتي ترجمتها لكم ترجمة دقيقة من واقع كتاب " قراءات في التاريخ الأوروبي " – المجلد لأول .
إنها خطبة مرجعية تكشف لنا أسباب الحروب الصليبية التي شنتها أوربا علي العالم الإسلامي في العصور الوسطي والتي امتدت  أربعة قرون من القرن الحادي عشر حتي القرن الرابع عشر .
إنها تكشف لنا أسباب المخططات التي نفذها اليهود بقيادة " تيودور هرتزل " ومساعدة مسيحي الغرب لإقامة وطن لليهود علي أرض فلسطين .
إنها تكشف لنا أسباب احتلال الدول الغربية ( انجلترا – فرنسا – إيطاليا ) للعالم الإسلامي في العصر الحديث .
إنها تكشف لنا أسباب توحد اليهود والمسيحيين في حروبهم ضد العالم الإسلامي القديمة والحديثة .
إنها تكشف لنا أسباب الانقلاب الذي وقع في مصر بقصد القضاء علي الديمقراطية وحرمان الشعب من اختيار من يمثله علي النحو الذي يفرز لهم حكاما شرعيين قد يهددون احتلالهم للأماكن التي يرونها ملكا لبني إسرائيل وموضعا لمقدسات المسيحيين ، فهم لم ينسوا أن مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي هي التي أفسدت الحروب الصليبية الأولي التي وقعت في القرون الوسطي بعد أن استردت القدس في موقعة حطين ، ولم ينسوا الهزائم التي لحقت بهم من المصريين بقيادة الظاهر بيبرس والسلطان قلاوون وابنه السلطان الأشرف خليل الذين استردوا مدن عكا وبيروت وصور وصيدا وغيرهم ، وليس لديهم استعداد أن يقوم المصريون بتحرير المقدسات الإسلامية منهم للمرة الثانية ، بعد أن استقر لهم الأمر علي أرضها بإقامة دولة إسرائيل .
إنها تكشف لنا سر محاولة الانقلاب الفاشلة علي النظام الحاكم في تركيا بقيادة أردوغان ، فهو بالنسبة لهم نظام ذو مرجعية إسلامية يناهض إسرائيل بسبب احتلالها للأراضي العربية وحصارها لغزة ، ويمكن أن يمثل خطرا عليها في أي لحظة .
إنها تكشف لنا سر الحرب الطاحنة في سوريا لأنها ملاصقة للأراضي التي يرونها ملكا لهم تحوي مقدساتهم ، إن لم تكن سوريا جزءا منها كما كان في زمن الحروب الصليبية الأولي ، فلا بديل لديهم عن الحفاظ علي نظام عميل يطمئنون إلي عدم استعداده لخوض حروب ضد إسرائيل لتحرير مقدسات المسلمين ، وهو نفس سبب الحرب في العراق القريبة لإسرائيل والتي نصح نجيب ساويرس الغرب في صحيفة ديرشبيجل مبكرا جدا بضرورة الحرب علي العراق بعد أن تجرأ وأطلق صواريخ نحو إسرائيل ، والسعي لتمكين نظام شيعي موالي لأمريكا ويسمح لها بإنشاء قواعد عسكرية علي أرض العراق ، وهو نفس السبب للحرب التي يشنها الغرب علي ليبيا لمنع تولي أي نظام ديمقراطي للحكم ومحاولة تمكين العميل حفتر .
إنها تكشف لنا أيضا نعرة الكبرياء لدي الجنس الألماني والتي جعلتهم في حقبة من أحقاب الزمن يسعون لحكم العالم أجمع باعتبارهم الجنس السامي فوق أجناس الأرض مما تسبب في الحربين العالميتين الأولي والثانية والتي قتل فيها ملايين لا تحصي من البشر .
فها هي خطبة البابا " أوربان الثاني " تكشف لنا التوافق الكامل بين اليهود والمسيحيين في المواقف حيال العالم الإسلامي ، فلسطين من منظور الطرفين أرض اليهود التي وهبها إلههم لهم ، وهي أيضا أرض المقدسات المسيحية التي لا ينازع اليهود المسيحيين في التردد عليها ، وهي الأرض المليئة بالخيرات التي ينبغي أن يتخذها الطرفان وسيلة للتوسعة علي أنفسهم في الأرزاق ، وهي الأرض التي لا يجوز بحال من الأحوال أن تظل تحت يد المسلمين الكفرة الأنجاس ، وهذه المقررات تفسر لنا كافة سياسات الغرب تجاه العالم الإسلامي قديما وحديثا .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
In the year of our Lord's Incarnation one thousand and ninety-five, a great council was celebrated within the bounds of Gaul, in Auvergne, in the city which is called Clermont. Over this Pope Urban II presided, with the Roman bishops and cardinals. This council was a famous one on account of the concourse of both French and German bishops, and of princes as well. Having arranged the matters relating to the Church, the lord pope went forth into a certain spacious plain, for no building was large enough to hold all the people. The pope-then, with sweet and persuasive eloquence, addressed those present in words something like the following, saying:
Oh, race of Franks, race from across the mountains, race beloved and chosen by God, - as is clear from many of your works,- set apart from all other nations by the situation of your country as well as by your Catholic faith and the honor which you render to the holy Church: to you our discourse is addressed, and for you our exhortations are intended. We wish you to know what a grievous cause has led us to your country, for it is the imminent peril threatening you and all the faithful which has brought us hither.
From the confines of Jerusalem and from the city of Constantinople a grievous report has gone forth and has -repeatedly been brought to our ears; namely, that a race from the kingdom of the Persians, an accursed race, a race wholly alienated from God, `a generation that set not their heart aright and whose spirit was not steadfast with God,' violently invaded the lands of those Christians and has depopulated them by pillage and fire. They have led away ap art of the captives into their own country, and a part have they have killed by cruel tortures. They have either destroyed the churches of God or appropriated them for the rites of their own religion. They destroy the altars, after having defiled them with their uncleanness....The kingdom of the Greeks is now dismembered by them and has been deprived of territory so vast in extent that it could be traversed in two months' time.
On whom, therefore, is the labor of avenging these wrongs and of recovering this territory incumbent, if not upon you, you upon whom, above all other nations, God has conferred remarkable glory in arms, great courage, bodily activity, and strength to humble the heads of those who resist you ? Let the deeds of your ancestors encourage you and incite your minds to manly achievements:-the greatness of King Charlemagne, and of his son Louis, and of your other monarchs, who have destroyed the kingdoms of the Turks and have extended the sway of Church over lands previously possessed by the pagan. Let the holy sepulcher of our Lord and Saviour, which is possessed by unclean nations, especially arouse you, and the holy places which are now treated, with ignominy and irreverently polluted with the filth of the unclean. Oh, most valiant soldiers and descendants of invincible ancestors, do not degenerate; our progenitors., but recall the valor of your progenitors.
But if you are hindered by love of children, parents, or of wife, remember what the Lord says in the Gospel, `He that loveth father or mother more than me is not worthy of me', 'Every one that hath forsaken houses, or brethren, or sisters, or father, or mother, or wife, or children, or lands, for my name's sake, shall receive an hundredfold, and shall inherit everlasting life.' Let none of your possessions retain you, nor solicitude for you, family affairs. For this land which you inhabit, shut in on all sides by the seas and surrounded by the mountain peaks, is too narrow for your large population; nor does it abound in wealth; and it furnishes scarcely food enough for its cultivators. Hence it is that you murder and devour one another, that you wage war, and that very many among you perish in intestine strife.'
"Let those who have formerly been accustomed to contend wickedly in private warfare against the faithful fight against the infidel, and bring to a victorious end the war which ought already to have been begun. Let those who have hitherto been robbers now become soldiers. Let those who have formerly contended against their brothers and relatives now fight against the barbarians as they ought. Let those who have formerly been mercenaries at low wages now gain eternal rewards. Let those who have been exhausting themselves to the detriment both of body and soul now strive for a twofold reward"
Let hatred therefore depart from among you, let your quarrels end, let wars cease, and let all dissensions and controversies slumber. Enter upon the road to the Holy Sepulcher-, wrest that land from the wicked race, and subject it to yourselves. That land which, as the Scripture says, `floweth with milk and honey' was given by God into the power of the children of Israel. Jerusalem is the center of the earth ; the land is fruitful above all others, like another paradise of delights. This spot the Redeemer of mankind has made illustrious by his advent, has beautified by his sojourn, has consecrated by his passion, has redeemed by his death, has glorified by his burial.
This royal city, however, situated at the center of the earth, is now held captive by the enemies of Christ and is subjected, by those who do not know God, to the worship the heathen. She seeks, therefore, and desires to be liberated and ceases not to implore you to come to her aid. From you especially she asks succor, because as we have already said, God has conferred upon you above all other nations great glory in arms. Accordingly, undertake this journey eagerly for the remission of your sins, with the assurance of the reward of imperishable glory in the kingdon of heaven.."
When Pope Urban had urbanely said thes and very similar things, he so centered in one purpose the desires all who were present that all cried out, " It is the will of God! I It is the. will of God 1 " When the venerable Roman pontiff heard that, with eyes uplifted to heaven, he gave thanks to God and, commanding silence with his hand, said:
Most beloved brethren, today is manifest in you what the Lord says in the Gospel, `Where two or three are gathered together in my name, there am I in the midst of them'; for unless God had been present in your spirits, all of you would not have uttered the same cry; since, although the cry issued from numerous mouths, yet the origin of the cry as one. Therefore I say to you that God, who implanted is in your breasts, has drawn it forth from you. Let that then be your war cry in combats, because it is given to you by God. When an armed attack is made upon the enemy, this one cry be raised by all the soldiers of God: 'It is the will of God! It is the will of God!' [Deus vult! Deus Vult!]
And ee neither command nor advise that the old or those incapable of bearing arms, undertake this journey. Nor ought women to set out at all without their husbands, or brother, or legal guardians. For such are more of a hindrance than aid, more of a burden than an advantage. Let the rich aid the needy and according to their wealth let them take with them experienced soldiers. The priests and other clerks, whether secular or regulars are not to go without the consent of their bishop; for this journey would profit them nothing if they went without permission. Also, it is not fitting that laymen should enter upon the pilgrimage without the blessing of their priests.
Whoever, therefore, shall determine upon this holy pilgrimage, and shall make his vow to God to that effect, and shall offer himself to him for sacrifice, as a living victim, holy and acceptable to God, shall wear the sign of the cross of the Lord on his forehead or on his breast. When, indeed, he shall return from his journey, having fulfilled his vow, let him place the cross on his back between his shoulders. Thus shall ye, indeed, by this twofold action, fulfill the precept of the Lord, as lie commands in the Gospel, 'he that taketh not his cross, and followeth after me, is not worthy of me."'
Source
Readings in European History : ( Vol. I ) 312-316

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق