الاثنين، 8 أغسطس 2016

بوش : الحرب علي الإرهاب صليبية ممتدة .





في حوار بتاريخ 16/9/2011م مع الرئيس الأمريكي / جورج بوش بعد أحداث سبتمبر 2011م أخبرنا  ببعض الخطط التي نشاهد تطبيقاتها منذ - وقوع الهجمات علي برجي مركز التجارة الدولية ووزارة الدفاع الأمريكية - وحتي الآن ، ولذا رأيت أن أقوم بترجمة بعض أقواله لنعرف نحن العرب والمسلمون إلي أين ستذهب بنا الحروب الأمريكية الغربية – اليهودية – المسيحية التي لم تتوقف منذ خمسة عشر عاما والتي تتعدد أساليبها ما بين حروب شاملة أو انقلابات عسكرية أو معاهدات جائرة.

قال بوش في حواره سالف الذكر والمنشور حتي الآن علي موقع البيت الأبيض :

- نحن نفهم ، والشعب الأمريكي بدأ يفهم أن هذه الحرب الصليبية ، هذه الحرب علي الإرهاب سوف تستغرق فترة من الزمن ، الشعب الأمريكي يجب أن يكون صبورا ، وأنا سوف أكون صبورا .

we understand.  And the American people are beginning to understand.  This crusade, this war on terrorism is going to take a while.  And the American people must be patient.  I'm going to be patient

-   إنه الوقت المناسب بالنسبة لنا لكي نكسب أول حرب في القرن الحادي والعشرين علي نحو حاسم ، حتي يتمكن أطفالنا وأحفادنا من العيش بسلام خلال هذا القرن .

It is time for us to win the first war of the 21st century decisively, so that our children and our grandchildren can live peacefully into the 21st century

- سؤال : السيد الرئيس :

هل يمكن أن تصف لنا محادثتك مع الرئيس الباكستاني والتعليقات المحددة التي أعطاها لك ؟ وهل استطلعت موقف آخرين ؟ هل طلبت من المملكة العربية السعودية وأقطار أخري المساعدة ؟

Mr. President, can you describe your conversation with the President of Pakistan and the specific comments he made to you?  And, in addition to that, do you see other - you've asked Saudi Arabia to help out, other countries

- بوش يجيب :

لقد فعلت ذلك بشكل واضح ، ولا يوجد شك في نية أيا من الرؤساء الذين تحدثت معهم عن نية الولايات المتحدة ، لقد أعطيتهم متسعا من الوقت ليقولوا إذا كانوا غير مستريحين لأهدافنا ، والرؤساء الذين سألت عنهم ( باكستان والسعودية ) أخبروني أنهم مستريحين ، وقالوا : السيد الرئيس نحن نفهم ، ونحن معك .

I made that very clear.  There is no doubt in anybody's mind with whom I've had a conversation about the intent of the United States.  I gave them ample opportunity to say they were uncomfortable with our goal. And the leaders you've asked about have said they were comfortable.  They said, we understand, Mr. President, and we're with you

- الرئيس الباكستاني كان متعاونا للغاية ، لقد وافق علي طلبات مساعدة أمتنا ، وافق علي مطاردتنا للمطلوبين والعثور عليهم ، وإطلاق الدخان في جحورهم ، وملاحقة التنظيمات الإرهابية ذات الأولوية في الاتهام . سوف نعمل مع باكستان والهند ، سوف نعمل مع روسيا ، سوف نعمل مع دول كنا نتخيل منذ بضع سنين أنه من المستحيل أن نعمل معها ( أكيد المقصود إيران ) للقبض علي الجناة وتقديمهم للعدالة .

ولكن الأكثر والأهم من ذلك أن نكسب الحرب ضد الأنشطة الإرهابية .

The leader of Pakistan has been very cooperative.  He has agreed with our requests to aid our nation to hunt down, to find, to smoke out of their holes the terrorist organization that is the prime suspect.  And I am pleased with his response.  We will continue to work with Pakistan and India.  We will work with Russia.  We will work with the nations that one would have thought a couple of years ago would have been impossible to work with - to bring people to justice. But more than that, to win the war against terrorist activity

لم تكن ذلة لسان من الرئيس الأمريكي / جورج بوش حين وصف الحرب علي الإرهاب التي يعتزم بإصرار البدء فيها بأنها حرب صليبية ، فالحوار منشور علي موقع البيت الأبيض حتي الآن ، وقد قصد أن يرسل رسالة لكافة الدول الغربية المسيحية بأننا  سنبدأ فصلا جديدا من فصول الحروب الصليبية حتي يستعدوا ويشاركوا فيها بكل قوتهم ، وأن اسم الحرب هذه المرة " الحرب علي الإرهاب ".

لقد ذكر لهم أن الحرب علي الإرهاب صليبية ليذكرهم بالصراع الدائر بين المسلمين والمسيحيين منذ قرابة الألف عام بشأن الأراضي المقدسة ( القدس ) التي يعتبرها المسلمون والمسيحيون واليهود مقدسة بالنسبة لهم وأنهم أصحاب الحق فيها .

فجميعنا يعلم أن المسلمين فتحوا القدس عام 637 م ، وتسلمها الخليفة / عمر بن الخطاب بنفسه ، وظلت تحت هيمنة المسلمين حتي أطلق البابا " أوربان الثاني " عام 1095م  خطبته النارية التي وضعت حجر أساس بدء الحروب الصليبية الأوربية علي العالم الإسلامي وأراضيه ومقدساته بذريعة أنها هبة الله عز وجل لليهود وأنها أرض مقدسات المسيحيين ، وأن المسيحيين يتعرضون فيها لاضطهاد مروع ، ومن أراد أن يقرأ هذه الخطبة فليقرأ مقالي " الحرب التي أشعلت الحروب الصليبية ألف عام " .  

وفي عام 1099م تمكن الصليبيون من احتلال القدس بالفعل علي خلفية تحريض البابا " أوربان الثاني " ،  وأسسوا بها " مملكة القدس " واستمروا فيها ثمانية وثمانين عاما حتي استطاع الناصر صلاح الدين الأيوبي استردادها في معركة حطين التاريخية عام 1187م.

بعد قرابة الأربعين عام وتحديدا عام 1229م استرد الصليبيون ( القدس ) مرة أخري ودون حروب ، حيث تنازل لهم عنها السلطان الكامل ابن السلطان العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي ، كما تنازل لهم عن قري أخري من بلاد الشام ، وكان القصد من هذا التنازل هو أن يحافظ لنفسه علي عرش مصر ، وعقد اتفاقا علي ذلك مع الإمبراطور فريدريك – إمبراطور الإمبراطورية الرومانية - شبيه بمعاهدة كامب ديفيد قصد منه قادة أوربا في ذلك الوقت تنحية مصر عن الحروب الصليبية في بلاد الشام ، بعد أن نجحت مصر في استرداد بيت المقدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي  .  

ظلت القدس بأيدي الصليبيين أحد عشر عامًا إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244 م .

تعرضت ( القدس ) لغزو التتار الخوارزميين – في نفس عام استردادها - عام  1244، الذين قضوا على القسم الأعظم من سكانها المسيحيين وطردوا اليهود منهم ، وظل الأمر هكذا إلي أن تمكن المماليك بقيادة القائد / سيف الدين قطز والظاهر بيبرس من  هزيمة التتار في معركة عين جالوت عام 1259 ، وضُمت فلسطين بما فيها القدس إلى السلطنة المملوكية التي حكمت مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517 .

دخلت جيوش العثمانيين فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق في سنة  1517، وأصبحت القدس مدينة تابعة للدولة العثمانية طيلة 400 سنة حتى سقوطها بيد قوّات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى سنة 1917م .

خلال فترة هيمنة الخلافة العثمانية علي القدس وتحديدا  خلال الفترة الممتدة من عام  1831 حتى عام  1840، أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي باشا ، إلا أنها عادت إلى الحكم العثماني بعد هزيمة جيش محمد علي باشا أمام الجيوش الحليفة العثمانية والأوروبية سنة 1840 ، لتظل كما ذكرنا تحت أيديهم حتي عام 1917م .

لم يهدأ الغرب المسيحي - اليهودي حتي سقطت القدس بيد الجيش البريطاني بقيادة الفريق أول إدموند ألنبي في سنة 1917 ، بعد أن تقهقر الجيش العثماني مهزومًا أمامهم ، وفي سنة 1922  منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين وإمارة شرق الأردن والعراق، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني ، فالقدس بالنسبة للغرب أو علي الأقل وفقا لما يروجون مسألة عقيدة ودين .

دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور الذي أبرمته حكومة المملكة المتحدة مع ممثل الحركة الصهيونية " تيودور هرتزل ".

أدّى ازدياد عدد اليهود في فلسطين عمومًا والقدس خصوصًا ، وشرائهم للأراضي ومساعدة البريطانيين لهم ، أدّى إلى استياء المقدسيين من مسلمين ومسيحيين ، فقامت أعمال شغب في سنتيّ 1920 و 1929، وعُرفت الأخيرة بثورة البراق ، قُتل خلالها عدد من اليهود .

عمل البريطانيون على إخماد هذه الثورات ، وساهموا في جعل اليهود يستقرون في المدينة عن طريق بنائهم لأحياء سكنيّة كاملة في شمال وغرب المدينة ، وإنشائهم لعدد من مؤسسات التعليم العالي، مثل الجامعة العبرية.

أحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ، فأصدرت قرارها في  29 نوفمبر سنة 1947  بتدويل القدس تحت رعايتها وإشرافها . وجاء في القرار أنه سوف يُطبّق طيلة 10 سنوات ، ويشمل مدينة بيت لحم ، وأنه بعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذي يرغب أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم ، إلا أن تطبيق هذا القرار لم يُكتب له أن يتم بسبب إعلان دولة إسرائيل .

ففي 14/5/1948 قبل ثماني ساعات من انتهاء الانتداب البريطاني ، أُعلن رسميا عن قيام دولة إسرائيل دون أن تُعلن حدودها بالضبط ، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلى السكان العرب الحرب مع الدولة المنشأة حديثا ، وكانت محصّلة الحرب أن توسعت إسرائيل على  75% تقريبا من أراضي الانتداب سابقا ، بقى 156000 من العرب داخل إسرائيل ) حسب الإحصاء الإسرائيلي الرسمي في 1952) وتشرّد ما يقرب 900000 ( حسب تقديرات منظمة التحرير الفلسطينية) إمّا في مخيمات في الأردن ومصر اللتان ضمّتا الضفة الغربية وقطاع غزة بعد استيلاء اليهود على غالبية فلسطين ، كما تشردوا في لبنان وغيرها من البلدان العربية بعد أن طردهم اليهود من بيوتهم.

كان من نتائج حرب سنة 1948 بين العرب  و الإسرائيليين أن قُسمت القدس إلى شطرين : الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل ، والجزء الشرقي الخاضع للأردن ، وكان داود بن گوريون ، رئيس وزراء إسرائيل قد أعلن في  3 ديسمبر 1948 أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة ، وفي سنة  1950 أعلن الأردن رسميًا خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية .

وتحقق للغرب المسيحي – اليهودي ما يريد  حين تمكنت إسرائيل من هزيمة مصر في حرب 1967 ، وسيطرتها على القدس الشرقية لتصبح مدينة القدس بالكامل تحت الهيمنة الغربية ممثلة في إسرائيل ، وكان من نتيجة ذلك أن عاد اليهود ليدخلوا دون أي قيود إلى أماكنهم المقدسة حسب زعمهم ، كذلك أزيلت القيود المفروضة على المسيحيين الغربيين ، وما حدث كان تنفيذا حرفيا للوثيقة المرجعية للحروب الصليبية التي أرساها " البابا أوربان الثاني " في خطبته عام 1095 حين قال أن القدس هي أرض بني إسرائيل بسلطان الرب وبها مقدسات المسيحيين ، أما المسجد الأقصى وقبة الصخرة فاستمرا خاضعين للأوقاف الإسلامية.

أشياء كثيرة فعلها الغرب كجزء من الحروب الصليبية التي استهدفت السيطرة علي الأراضي المقدسة ( القدس ) دون أن يتصور المسلمون أنه يوجد بين الأمرين رابط ، منها تحالف الدول الغربية لإسقاط الخلافة العثمانية ، وقطع كل صلة لتركيا بالعالم العربي والإسلامي ، بل وقطع كل صلة بينها وبين الإسلام نفسه ، والقضاء علي أي مظهر من المظاهر الإسلامية بها ولو كان تافها كالملابس .

ومنها مساومة الغرب للسلطان الكامل ابن شقيق صلاح الدين الأيوبي ليترك القدس وبلاد الشام عامة مقابل احتفاظه بعرض مصر وعدم السعي لاحتلالها وانتزاعها منه ، وهو الأمر الذي نجحوا فيه من خلال توقيع "معاهدة فريدريك" .

ومنها تصدي الغرب لحملات محمد علي باشا التي سيطر من خلالها علي بلاد الحجاز والشام وأوشك أن يدخل علي مقر الخلافة العثمانية ، حيث تحالفوا ضده وأجبروه علي ترك بلاد الشام بزعمهم أنها أرضهم وأرض مقدساتهم مقابل إقناع السلطنة العثمانية بترك حكم مصر وراثيا في أبناءه ، وهو ما نجحوا فيه بتوقيع "معاهدة لندن" والتي كان من بين بنودها : 

أن يعطي محمد علي و خلفاؤه حكم مصر وراثياً  ، وأن يكون له - مدة حياته فقط - حكم جنوب سوريا ( فلسطين ) ، علي أن يقوم بإخلاء جزيرة كريت و الحجاز و أدرنة و إعادة الأسطول العثماني ،  فإذا لم يقبل القرار في مدة عشرة أيام ، يحرم من ولاية عكا ( فلسطين ) ، فإذا استمر رفضه مدة عشرة أيام أخري يصبح السلطان في حل من حرمانه من ولاية مصر ، فانتهي الأمر بقبول محمد علي شروط لندن في 27 نوفمبر 1840 م ، و بذلك انتهت طموحاته في إنشاء إمبراطورية تحل محل الإمبراطورية العثمانية. 

ومن هذه الأشياء احتلال إسرائيل لسيناء لأنها جزء من إسرائيل الكبري التوراتية فضلا عن رغبتهم في استخدام قناة السويس كحاجز مائي وإقامة سد ترابي علي حده الشرقي ليؤمن احتلالهم للأراضي المقدسة ، فالغرب يعرف تاريخه ، ولا يحكمه أمثال عسكر مصر فيغيبونه عن دينه وتاريخه وقيمه وأخلاقياته ، هم يعرفون أن مصر هي التي أفشلت الحروب الصليبية الأولي وانتزعت منهم القدس وباقي أرض الشام علي يد قادة عظماء أمثال صلاح الدين الأيوبي الذي استرد القدس في معركة حطين ، وعلي يد سلاطين مصر كالسلطان قلاوون وابنه الأشرف خليل ، وعلي يد سيف الدين قطز والظاهر بيبرس.

ومن هذه الأشياء معاهدة " كامب ديفيد " التي أرادوا منها ما أرادوه من معاهدة "فريدريك " مع السلطان الكامل ، ومعاهدة " لندن " مع محمد علي باشا ، حيث قصدوا منها تحييد مصر ومنعها من التعرض لإسرائيل في احتلالها للقدس ، وأتبعوا المعاهدة بقانون أصدره الرئيس الأمريكي كارتر  لضخ دفعات مالية ضخمة ومستمرة لعسكر مصر لضمهم إلي معسكر الغرب في الصراع علي الأراضي المقدسة ، ومن أراد أن يعرف الأهداف التي أعلنتها أمريكا من وراء المساعدات العسكرية لقيادات الجيش المصري فليقرأ مقالي " هيجل والسيسي ونظرية السيطرة علي الجيش المصري " ، وقد نجحوا في ذلك ، فكما كان مدخلهم لإسقاط الخلافة العثمانية والقضاء علي الهوية الإسلامية في تركيا ضابط جيش تركي هو مصطفي كمال أتاتورك ، كذلك أصبحت هيمنتهم علي الشرق الأوسط كله وتأمين احتلالهم للأراضي المقدسة من خلال ضباط الجيش المصري .

لقد استقر احتلالهم للأراضي المقدسة ( القدس ) بكافة الحروب والمؤامرات والمكائد التي عرضنا لبعضها ، وهم الآن في طور الحفاظ عليها بعدة وسائل ، ومنها الحرب علي الإرهاب التي بدأت بضرب أفغانستان وتدمير العراق ووصلت إلي فكرة الحرب علي الهوية الإسلامية وكل من يعتنقها ويسعي إليها لاسيما أصحاب تيار الإسلام السياسي المعلن في أي بقعة في العالم ، وهذا ما قاله الجنرال المتقاعد / مايكل فيلين كبير مستشاري دونالد ترامب في خطابه بمؤتمر الحزب الجمهوري الذي أعلن فيه ترشيح المرشح المتطرف / دونالد ترامب لرئاسة أمريكا ، عندما قال :

 We have to be very conscious of a very determined enemy that is masking itself behind this ideology. My personal belief of this ideology is this is a political ideology based on Islam

وترجمته :

" يجب أن نكون منتبهين جيدا لعدونا العنيد والذي يخفي نفسه خلف هذه الأيديولوجية ، وفي اعتقادي الشخصي أن هذه الأيديولوجية هي تلك الأيديولوجية السياسية المبنية علي الإسلام " .

ولاشك أن هذا التصريح وغيره من التصريحات التي أطلقها المتحدثون في مؤتمر الحزب الجمهوري ضد الإسلام المتطرف والمتطرفين الإسلاميين تكشف لنا سبب الانقلاب الذي وقع في مصر ، لاسيما تصريح دونالد ترامب نفسه حين قال في خطابه بقبول ترشيح الحزب الجمهوري له :

Egypt was turned over to the radical Muslim brotherhood, forcing the military to retake control

وترجمته :

مصر انتقلت لجماعة الإخوان المسلمين المتطرفة ، مما اضطر الجيش لاستعادة السيطرة . ولعل هذا يفسر لنا انقلاب مصر ، ويفسر لنا الحرب الضروس التي يشنها الغرب حاليا في سوريا والعراق وليبيا لزراعة أنظمة حكم عميلة في الدول الملاصقة والمجاورة للأراضي المقدسة .

فالانقلاب في مصر كان واقعا لا محالة أيا كان الرئيس الذي انتخبه الشعب المصري ، لأن الهدف هو إعادة مقاليد الأمور لعسكر مصر الذين يحصلون علي مليارات الدولارات الأمريكية منذ عام 1979م كرشوة عن دورهم المساند بقوة للحروب الصليبية تحت مسمي المساعدات العسكرية ، بينما العالم كله يعرف أنها رشوة ظاهرة وليست حتي مقنعة أو مغلفة ، وأن آثار هذه الرشوة منعكس بشكل ساطع كالشمس في وضح النهار منذ تولي السيسي إدارة أمور البلاد بالقوة العسكرية ، وأنهم مكلفون بمقتضي هذه الرشوة بمنع أي تحول ديمقراطي في مصر ، ومنع الشرفاء من أبناء الشعب من أن يكون لهم أي دور في الحكم من قريب أو بعيد .

وقل نفس الشيء علي محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا ، وربما لم يلاحظ أحد من المسلمين في العالم أن يوم 15/7 الذي وقع فيه الانقلاب هو نفس اليوم الذي دخلت فيه الحملة الصليبية الأولي القدس واحتلتها بعد أن ارتكبت جرائم يندي لها الجبين في حق المسلمين ، ولا أعتقد أن اختيار هذا اليوم ليحدث فيه الانقلاب كان من قبيل المصادفة ، ولو كان الانقلاب قد نجح لأعلن لنا المعسكر الغربي أن يوم سقوط الحكومة الإسلامية في تركيا هو يوم دخولنا القدس أول مرة .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق