الاستفتاء الصحيح الذي كان ينبغي طرحه علي المصريين هو :
هل توافق علي بقاء السيسي ساعة واحدة في الحكم ؟
لكن للأسف الشديد أجهزة الاستخبارات والأجهزة
الأمنية في الداخل والخارج التي تدعم الانقلاب وتدعم بقاء السيسي بصفته كنزا أكثر
إستراتيجية لأعداء مصر من مبارك – استطاعت أن تغير مجري حديث المصريين ؟
لقد شعروا بأن الشعب المصري وصل إلي مرحلة
الاختناق مما وصلت إليه أحوال الناس من جراء السياسات الخارجية والداخلية التي
انتهجها السيسي وأعوانه ، والتي أدت إلي العديد من الكوارث منها تدهور في سعر
العملة المصرية ، ضياع الاحتياطي النقدي ، ارتفاع أسعار السلع والخدمات ، توقف
الاستثمارات الداخلية والخارجية في مصر ، توقف السياحة ، عجز في الموازنة العامة
للدولة ، الشروع في عدة قروض ستؤدي إلي احتلال مصر ، كما أدت قروض الخديوي إسماعيل
إلي احتلال الانجليز لها 74 عام ، تنازل عن حصة مصر في مياه النيل ، تنازل عن
جزيرتي تيران وصنافير المصريتين لحساب قناة إسرائيل الموازية لقناة السويس ، تدخل
في سوريا والعراق وليبيا ضد إرادة الشعوب الشقيقة ولصالح الأنظمة العميلة المستبدة
، وهو ما أدي إلي طرد المصريين من العديد من الدول العربية وقطع أرزاقهم ، ترسانة
من القوانين سيئة السمعة صدرت في شهور قليلة لتجعل مصر علي رأس قائمة الدول
المعادية لحقوق الإنسان في العالم ، بعد أن سقط آلاف من الشهداء المصريين ، وتم
اعتقال الآلاف ، وحرب علي الإسلام والمسلمين في مصر وفي كل مكان ، وكوارث أخري
كثيرة يصعب حصرها في مجلدات .
شعرت الأجهزة الاستخباراتية والأمنية أن
الآزفة أزفت ، وأن خروج الشعب المصري إلي الشوارع متحديا مدرعات السيسي وأسلحته
الفتاكة قد أصبح وشيكا ، شعروا أن الناس تتحدث عن اقتراب رحيل السيسي مع أقرب حدث
مستفز من أحداثه المستفزة التي لم تتوقف منذ ظهر ، والتي لا تحصي ولا تعد ، فأعدوا
خطتهم لسحب الشعب إلي مربع آخر .
خرج علينا الدكتور عصام حجي ليعلن اعتذاره عن
المشاركة في أحداث الانقلاب وقبوله منصب مستشار للرئيس المعين من قبل الانقلاب
المستشار / عدلي منصور ، وكان هذا الاعتذار بمثابة مقدمة يتمكن بعدها من طرح
المخطط الجديد ، حيث يدعو الشعب إلي إعداد فريق رئاسي وترشيح رئيس مدني في
انتخابات 2018م ، وبذلك يتم تغيير مجري حديث الناس من رحيل السيسي الآن وفورا ، إلي
الحديث عن رحيله عام 2018م من خلال مرشح رئاسي قوي .
وبالقطع عصام حجي ومن حركه يقولون ما قالوا
وهم يعرفون جيدا أنه محال أن تكون هناك انتخابات نزيهة في ظل حكم العسكر ، وهو ما
يشهد به تاريخهم الطويل في تزوير كافة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والنقابات
والمحليات واتحادات طلاب الجامعات واتحادات تلاميذ المدارس الابتدائية ، ومن ثم
فهو ومن ورائه ينشدون من وراء هذا الطرح إعطاء السيسي الفرصة للبقاء وعدم خروج
الناس ضده حتي 2018م ، وعندما نصل لهذا التاريخ يتم تزوير النتيجة للسيسي كما تم
تزويرها له أول مرة وبنسبة تفتقد الذكاء والحرفية في التزوير .
ويتم استكمال الخطة بخروج الأذرع الإعلامية
للانقلاب لتستنكر طرح عصام حجي بمقولة أنه لا يوجد منافس للسيسي البطل المخلص الذي
أبدي استعداده للصلب حتي يدفع عن المصريين شرور الإرهابيين – أي منافسي العسكر علي
السلطة - .
ثم يتم استدراج الشعب البسيط إلي استفتاءات
تحت عنوان " هل توافق علي ترشح السيسي عام 2018م ؟ ، ثم يتفاعل الشعب مع هذه
الاستفتاءات ، وبذلك تكون الأجهزة الاستخباراتية والأمنية قد نجحت في تغيير مجري
حديث المصريين من :
" هل توافق علي بقاء السيسي ساعة واحدة في
الحكم ؟
إلي :
" هل توافق علي ترشح السيسي عام 2018م ؟
يا أخواني الأعزاء إن الاستفتاء الصحيح الذي
كان ينبغي طرحه علي المصريين هو :
هل توافق علي استمرار السيسي والعسكر في حكم
مصر حتي 2018م ؟
هل توافق علي استمرارهم في الحكم ساعة واحدة ؟
بعد كل هذه الكوارث التي يعيشها المصريون حتي
هانت عليهم أرواحهم ، وخرج الكثيرون منهم عن ثوابت إيمانهم لنفاجئ بمن يشنق نفسه ، ومن يلقي بنفسه في النيل ، ومن
يضع رأسه تحت قطار ؟
اللهم اغفر لهم وارحمهم أجمعين وعافنا واعف
عنا ، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عن الشعب المصري يا أرحم الراحمين .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية
ببرلمان الثورة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق