كتاب الرئيس جورج بوش الجديد " مراحل
القرار " تم تصويره فوتوغرافيا في واشنطن الاثنين الموافق 8/11/2010م .
كشف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أن الرئيس المصري حسني مبارك هو أول
من أخبره بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ، كما تحدث عن شخصيات أخري كان
لها تأثير في اتخاذه قرار غزو العراق عام 2003م .
الكشف عن هذه المعلومات جاء في مذكرات الرئيس
بوش وعنوانها " مراحل القرار " والتي سلط فيها الضوء علي الأخطاء التي اُرتكبت
أثناء حملة الحرب علي العراق ، والفشل في العثور علي أسلحة دمار شامل في العراق .
وأضاف بوش في مذكراته :
الرئيس المصري حسني مبارك أطلع الجنرال " تومي فرانكس"
على أن العراق لديه أسلحة بيولوجية ، وأنه سيقوم باستخدامها ضد قواتنا بكل تأكيد ، وأكد بوش أن مبارك هو من أخبر الولايات
المتحدة الأمريكية أن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية ، وأن الرئيس المصري رفض
التصريح بذلك علنا خشية إثارة الشارع العربي ضده
، وحتي الآن لم يصدر أي رد فعل عن الحكومة
المصرية بشأن مزاعم بوش .
وأوضح بوش أن المعلومات الاستخباراتية التي تلقاها من مبارك ، باعتباره
قائد في منطقة الشرق الأوسط ويعرف الرئيس العراقي صدام حسين جيدا أثرت بشكل
كبير على تفكيره .
ويضيف بوش بأنه كما كان للفعل مخاطر ، فقد
كانت هناك مخاطر من جراء عدم الفعل ، وأن العملية الدبلوماسية ذهبت بعيدا مع
الرياح ، والضغط للقيام بعمل تصاعد بشدة ، وأنه وفي بداية عام 2003م أخبره رئيس
مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأن عدم الحزم يضر بالاقتصاد ، هذا فضلا عن وجود قلق لدي
حلفاء الشرق الأوسط .
وأكد بوش أن الأمير بندر سفير المملكة العربية السعودية لوقت طويل لدى واشنطن ،
والذي تربطه به علاقة صداقة منذ رئاسة والده جاء إليه بالمكتب البيضاوي وأبلغه أن
الحلفاء في الشرق الأوسط يريدون اتخاذ قرار .
وذكر بوش أن شخصا آخر كان له الأثر العميق أيضا في اتخاذ قرار الحرب
وهو حاصل على جائزة نوبل واحد الناجين من الهولوكوست " إيلي ويسل " ،
منوها إلى أن العاطفة التي بدت في عينيه وهو في سن 74 أثناء مقارنته بين وحشية
صدام حسين والإبادة الجماعية التي قام بها النازي .
وروى بوش أن " إيلي ويسل " قال له “سيدي الرئيس عليك واجب
أخلاقي للتصرف ضد الشر.
كذلك كتب بوش عن رد فعله عندما لم يتم العثور
علي أسلحة دمار شامل .
قال بوش : لم يشعر أحد بالصدمة والغضب مثلي
عندما لم نجد أسلحة الدمار الشامل ، وأشعر بشعور مقزز لنفسي في كل مرة أفكر في هذا
الأمر ، ولازال هذا يلازمني حتي الآن .
اعترف الرئيس بوش أن الحرب في العراق كانت
أكثر صعوبة من المتوقع ، لكنه يري أن احتلال أمريكا للعراق كان فرصة للديمقراطية
لكي تمد جذورها في الخليج الفارسي .
هذا الجزء المقتطع من مذكرات بوش ورد بذات
النص في العديد من المواقع الغربية منها www.voanews.com ، theuniversalseduction.com .
ونشر الموقع الأول فيديو يظهر فيه الرئيس بوش
وهو يصرح بأن مبارك هو الذي أخبره بأن صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية ، وفيما يلي
رابط الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=OavHqBOYTIg
كما صدر كتاب " plant of
attack " ومعناه " خطة الهجوم
" لمؤلفه الكاتب الصحفي BOB WOOD WARD باللغة الانجليزية عام
2004م في 467 صفحة وتمت ترجمته في ذات العام إلي كتاب عربي بعنوان " خطة
الهجوم – أسرار التواطؤ العربي مع الجيوش الغازية لمؤلفه " بوب وود ورد"
في 658 صفحة ترجمة وتحقيق الأستاذ / فاضل جتكر ، صدر عن مكتبة " العبيكان
" .
ومن اللافت للنظر أن الأستاذ الدكتور / فاضل
جتكر حاصل علي جائزة خادم الحرمين الشريفين / عبد الله بن عبد العزيز العالمية
للترجمة عام 2012م ، وتشاء المقادير أن يكون هو مترجم كتاب " خطة الهجوم
" التي تكشف دور السعودية في الحرب علي العراق .
"بوب وود
ورد" علي نحو ما أوضح فاضل جتكر مترجم كتاب " خطة الهجوم " من أبرع
الصحفيين الأمريكيين , وهو مدير تحرير "الواشنطن بوست" ، وتحتل كتبه رأس
قائمة الكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة .
"بوب"
هو صاحب السبق في كشف تفاصيل فضيحة "ووتر جيت" , التي قصمت ظهر الرئيس نيكسون
, وأخرجته من البيت الأبيض عام 1974 غير مأسوف عليه , ومن المؤكد انه أصبح بعد نشره
لكتابه الجديد أول صحفي يكشف جرائم بوش الصغير وزبانيته من جوقة العملاء والخونة العرب
, الذين سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون .
الكتاب يكشف تفاصيل الأدوار التي قام بها
الحكام العرب في دعم الحرب علي العراق بدقة ، ومن بين ما جاء في الكتاب سالف الذكر
:
" كانت إدارة بوش تدرك أن الملوك والرؤساء العرب لديهم رغبات مكبوتة
للتخلص من النظام العراقي , الذي بات يسبب إحراجا لهم أمام شعوبهم ، خاصة بعدما
تمادى النظام العراقي في إظهار عدم احترامه لهم والرغبة بالتسيد عليهم , من هنا
يكشف الكاتب ( بوب وود ورد) أسرار التواطؤ العربي في الهجوم الأمريكي على العراق , ويفضح بالأدلة
الدامغة مؤازرة الدول العربية لجيوش التحالف في شن أعنف الغارات الجوية والبرية
على المدن العراقية .
لذا فإن فكرة التشكيك فيما أورده المؤلف من حقائق تعد نوعا من عبث
الصبيان , فالمتواطئون من الزعماء العرب ، على عكس ما يروج له جلاوزة الأقلام
الرخيصة ، لم يساندوا العراق في مواجهة الجيوش الغازية الجرارة , ولم يتخذوا موقفا
مشرفا واضحا يعارض الحرب على العراق , بل إنهم لم يخجلوا من الارتماء في أحضان
البيت الأبيض , وحاولوا قدر الإمكان حفظ كراسيهم الرئاسية , وعروشهم الملكية ,
والانصياع للرغبات الاستباحية الأمريكية , والظهور أمام شعوبهم , التي كانت تغلي
من الغضب , بمظهر الرافض لكافة العمليات الحربية الموجهة ضد العراق . الأمر الذي اضطرهم
إلى منح الأمريكان تأييدا غير معلن , مقابل أن يتكتم الأمريكان على أسرارهم ,
ويصونوا ماء وجوههم , وتناقضت مواقفهم المعلنة مع ما كانوا يتفقون عليه مع واشنطن ، وسارت
مراحل اللعبة على هذا النهج المغلف بالخبث والمبطن بالتآمر، لدرجة أن السفير
السعودي في واشنطن ( الأمير بندر بن سلطان ) كان من أركان الحرب الأمريكية , بل
انه كان من ضمن عناصر معسكر الصقور في إدارة بوش إلى جانب كل من ( ديك تشيني )
نائب الرئيس و( كوندليزا رايس ) مستشارة الأمن القومي الأمريكي , وكان يتنقل بين
العواصم العربية والأوروبية المتشككة في جدوى الحرب , محاولا إقناعها بضرورة
التدخل العسكري الأمريكي في العراق , وكانت مهمته الخبيثة متوافقة تماما مع ما قام
به نجل الرئيس المصري ( جمال مبارك ( الذي توجه قبل الحرب في مهمة سرية للقاء الرئيس الأمريكي ، وهي المهمة التي كان ظاهرها الرحمة وباطنها النقمة. ويكشف لنا
المؤلف المزيد من التحركات السرية العربية التي دفعت بالأمور باتجاه الحرب الكاسحة
, والتي تميط اللثام عن التأييد العربي الذي ضمنته واشنطن , واعتمدت عليه في أطار
سعيها المحموم لمهاجمة العراق .
وأقول : الكتاب فيه معلومات كثيرة وخطيرة
يصعب عرضها في مقال واحد ، ولذا سوف نستعرض بعض المقتطفات والتي يؤكدها الواقع
الذي عاشته وشاهدته الشعوب الإسلامية أثناء الحرب :
- يقول فاضل جكتر : يقدم الكاتب عرضا
تاريخيا متسلسلا للخديعة الكبرى , ويستعرض أهم التفاصيل التحليلية لدور الدول الأوربية
, التي اشتركت في تضليل الرأي العالمي , وكيف حشدوا قواتهم لغزو العراق بمباركة بعض
الملوك والأمراء والرؤساء العرب , ويتناول الكتاب سردا مفصلا للأحداث , التي دفعت بعض
القادة العرب إلى الوقوع في أوحال المستنقع الأمريكي , ويحلل الكاتب الوثائق والتقارير
الإخبارية والعسكرية , ويضعها في سياق مترابط لكي يبين للقارئ حجم الخديعة الكبرى ,
التي تعرض لها الأمريكيون والبريطانيون من حكومتي بلادهم عندما قادتهم لحرب عبثية لا
مصلحة لهم فيها , ففي الجانب البريطاني يستعرض الكاتب الملف الملفق , الذي أعدته الحكومة
لتبرير مشاركتها في غزو العراق ، أما في الجانب الأمريكي ، فيقدم المحاولات الأمريكية
لربط النظام العراقي بتنظيم القاعدة ، وهي العلاقة الواهية التي حاولت أمريكا تحويلها
إلى حقيقة. ويبين لنا الكاتب كيف نجحت صناعة الأكاذيب الأمريكية في بناء العلاقة بين
النظام العراقي والقاعدة .
- بيد إن "كولن باول"
اعترف مؤخرا أمام الناس بان كلمته التحريضية أمام مجلس الأمن الدولي كانت وصمة عار
في تاريخه ، لكن هذا الاعتراف جاء بعد فوات الأوان ، أي بعد خراب البصرة , وهكذا ركز
الكاتب على المرحلة الأولي من عملية التضليل الخداع .
- تلقى بوش تقارير
من بعض أفراد إدارته بأن العالم العربي سيثور في الشوارع إذا شنت أمريكا حربا على العراق
, وأن المصالح الأمريكية ستتعطل وتتعرض للخطر ، لكن الأمير بندر طمأنه , قائلا : "
سيادة الرئيس هل تعتقد أنك ذاهب لمهاجمة السعودية واعتقال الملك فهد ؟ إنه صدام حسين
, الذي لن يجد من يذرف دمعة عليه ، لكن إذا هاجمته أمريكا ونجا هذه المرة فسيكون أكبر
من الحياة نفسها ، سيسمع كلامه الجميع . لقد حذر كثيرون والدك من أن العالم العربي
سيثور من المحيط إلى الخليج إذا ضرب العراق ولم يحدث ذلك ، المشكلة الوحيدة ستكون إذا
نجا صدام هذه المرة ".
وحمل الأمير بندر
رسالة تأكيدية من بوش بأن صدام لن ينج هذه المرة , وكانت معها قائمة بما هو مطلوب من
السعودية , معنونة إلى الأمير عبد الله , الذي نصحه بأن يكتم الأمر حتى تقرر السعودية
ماذا ستفعل , ومنذ ذلك الحين صار السفير السعودي في أمريكا من ضمن تشكيلات معسكر الصقور
, الذين يروجون للحرب . وقام الأمير بندر , بتكليف من الأمير عبد الله , بعدة زيارات
شملت فرنسا ومصر ولبنان , لحث زعمائها على تأييد الموقف الأمريكي .
- لكن ما كشفه
بندر عن تفاصيل لقائه بالرئيس مبارك يستحق التوقف عنده , فقد نقل عن مبارك قوله : إن
مصر لديها الكثير من مصادر الاستخبارات داخل العراق , وإن هذه المصادر أكدت : "
امتلاك العراق لمعامل متنقلة لتصنيع الأسلحة البيولوجية ".
- وفي آذار "مارس"
/ 2003 قرر "تشيني" القيام بزيارة للشرق الأوسط لطلب المزيد من الدعم من
الدول العربية ، وطلب من "فرانكس" أن يعد له قائمة بالدول المؤيدة لأمريكا
, والتي يتعين التنسيق والتباحث مع قادتها , فكانت الكويت والسعودية ومصر وعمان والإمارات
واليمن والبحرين وقطر والأردن وإسرائيل .
ويروى الكتاب في
صفحة 111 أن "فرانكس" قدم إلى نائب الرئيس مذكرة سرية بما هو مطلوب من كل
دولة ، وتنوعت المذكرة بين المشاركة العسكرية الفعلية , وبين السماح بعبور الأجواء
, أو تقديم تسهيلات مرور القوات الأمريكية وتوقفها , أو التجسس وتقديم المعلومات السرية
, وتعترف المذكرة بأن كل هذه الدول العربية والإسلامية سوف تذرف دموع التماسيح , وتتظاهر
بإعلان معارضتها للحرب , لكنها متحمسة جدا للتخلص من صدام مهما كان الثمن , وهي على
أتم الاستعداد للوقوف مع أمريكا في خندق واحد , وقد قدم "فرانكس" ملفا عن
كل زعيم عربي , وكان متفائلا بأن الأردن واليمن ستكونان في طليعة الدول العربية المتعاونة.
- ويكشف الكتاب
عن الدور الخطير الذي كان يمارسه الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي لدى واشنطن ,
والذي كانت بلاده تتظاهر أمام الناس بمعارضة الحرب , فيما كان يقوم هو بدور تحريضي
في الدهاليز المظلمة لإقناع الدول بالانضمام إلى التحالف الذي تشكله الولايات المتحدة
لضرب العراق .
ويقول الكاتب :
إن "دك تشيني" استدعى بندر بن سلطان إلى الجناح الغربي في البيت الأبيض ,
وبحضور وزير الدفاع "دونالد رمسفيلد" , ورئيس هيئة الأركان الجنرال "ريتشارد
مايرز" , وأخبره بنية الولايات المتحدة خلع صدام , وبأن القوات الأميركية ستحتاج
الى استخدام الأراضي السعودية في حربها , وكان هذا هو الطلب الرئيسي , ومن أجله عرض
الجنرال / "مايرز" خارطة سرية أمام الأمير بندر من سلطان تشرح مخطط العمليات
العسكرية لغزو العراق , وكانت الخارطة موسومة بثلاث كلمات ، "سري للغاية نوفورن"
, وان كلمة "نوفورن" تعني غير مسموح بعرضها على الأجانب "غير الأمريكيين"
, وقال مايرز لبندر: إن الحملة ستبدأ بقصف جوي مركز يستمر عدة أيام فقط , لكنه سيكون
قصفا جويا هائلا , وأكثر عنفا من ذي قبل بثلاث أو أربع مرات . عندئذ طلب بندر بن سلطان
أن يأخذ نسخة من الخارطة كي يريها للأمير عبد الله , حتى يقنعه بجدية الأميركيين هذه
المرة بخلع صدام , لكن ( تشيني, ورمسفيلد, ومايرز) رفضوا , وقالوا له إن بإمكانه أن
يطمئن على صدق أمريكا , ونيتها الجادة نحو إعلان الحرب على العراق , وأنها مصرة على
تحقيق هذا الهدف , وبإمكان الأمير بندر نقل هذا الإصرار إلى ولي العهد , ويروى الكتاب
أن الأمير بندر كان حريصا على التأكد من جدية الولايات المتحدة هذه المرة , وأنها لن
تترك صدام في مكانه كما حدث بعد حرب عام 1991( حرب تحرير الكويت ) ، وكانت لدى الأمير
بندر رغبة جامحة للانتقام من صدام , فرد عليه ( تشيني ) مؤكدا أن صدام سينتهي أمره
بمجرد انطلاق الشرارة الأولى للحرب .
أدرك الأمير بندر
ما هو مطلوب من السعودية وطلب من الحضور ترتيب اجتماع مع الرئيس بوش ليحمل الطلبات
منه إلى ولى العهد السعودي الأمير عبد الله . وقد رتبت "كوندليزا رايس" الاجتماع
في اليوم التالي ، وكان بوش قلقا من محاولات فرنسا وألمانيا وروسيا تمديد مهمة "هانز
بليكس" وفرق التفتيش ، وخفف بندر من قلقه قائلا : "هؤلاء الناس لا يضرون
ولا ينفعون - يقصد الدول الثلاث - إنهم يحاولون لعب دور أكبر من حجمهم ".
- اتصلت "كوندليزا
رايس" ببندر بن سلطان , وطلبت منه التوجه إلى البيت الأبيض للقائها في السابعة
و45 دقيقة مساء بتوقيت واشنطن . فأشار إليها بندر بأن زياراته للبيت الأبيض بعد أوقات
الدوام الرسمي السادسة والنصف مساء أصبحت تثير الشكوك , خاصة أن كثيرين أصبحوا ينظرون
إلى تلك الزيارات المتأخرة على أنها لقاءات مع الرئيس نفسه , لكن رايس قالت له إن الأمر
عاجل , ولما وصل بندر إلى البيت الأبيض استقبلته "كوندليزا رايس" في الثامنة
و25 دقيقة , وفوجئ بمصور فوتوغرافي يعمل لصالحها يلتقط صور المصافحة . ولما سألها ما
العاجل ؟, قالت له : " إن الرئيس طلب مني إخبارك " , فأكمل بندر : "
ما أسعدنا , أننا ذاهبون إلى الحرب " ، وكاد يطير من الفرح , وأردف قائلا : إنني
أقابلك يا عزيزتي "كوندي" في هذا المكتب منذ عامين ولم يكن هناك أي مصور,
كما أن انتهاء فترة الإنذار لصدام حسين وأولاده يعني أنها الحرب . وسألها : عما إذا
كان هناك أي أجنبي غيره يعرف بالحرب , فقالت : لا , لكن الإسرائيليين أصبحوا الآن يعلمون
بها ، ثم أضاف أن الصورة التي أخذها المصور ستكون تاريخية , لأنها تؤرخ بأنه الأجنبي
الأول الذي علم بالحرب مباشرة , وليس عن طريق التلفون. قالت له : ستفتح أبواب الجحيم
في التاسعة مساء , وأصر صديقك , الرئيس , أن تعلم بالأمر مباشرة ، فعقب بندر مازحا
: قولي له إنني في المرة القادمة التي سأراه إذا اندلعت الحرب سأكون حليقا ، فقالت
رايس مرة أخرى : لا تتعجل , فلا أحد يعرف ماذا سيحدث في الدقائق القادمة , وكيف سيتغير
العالم للأفضل أم الأسوأ. سأل بندر: ولكن أين الرئيس الآن ؟. أجابت رايس : إنه يتناول
عشاءه الآن مع زوجته , وبعدها طلب أن يكون وحيدا. فقال لها بندر: قولي له سيكون في
دعواتنا وقلوبنا , فليساعدنا الله جميعا . وفي الثامنة والنصف اتصل الرئيس مع رايس
أثناء وجود بندر , وسألها عنه فأجابت بأنه , أي بندر, ما زال معها وأنها أخبرته , وأنه
طلب منها أن يقول للرئيس بأنه في صلواتهم . ثم أقفلت التلفون قائلة لبندر إنه يشكرك
, ويقول تابعوا الدعاء والصلاة (صفحات 394 و395).
بعدها خرج بندر
من اجتماعه القصير مع رايس , واتصل فورا بالأمير عبد الله ليخبره بقرب إندلاع الحرب
في الدقائق القليلة القادمة برموز وعبارات متفق عليها ، فكانت كلمة السر التي قالها
للأمير عبد الله على الهاتف :
" أخبار الطقس
تقول إنها ستمطر بشدة في الروضة هذه الليلة ", والروضة ضاحية من ضواحي مدينة الرياض
. فقال له الأمير : هل أنت متأكد ؟. فأجاب بندر: نعم متأكد جدا , وأرجو أن تتابع التلفزيون
الليلة.
- ويختتم
مترجم ومحقق الكتاب الأستاذ / فاضل جتكر بقوله :
تخيم علينا سحب
الحزن والقهر , ونشعر بخيبة كبيرة بسبب هذه المواقف الخسيسة التي تعكس مدى انحطاط المستوى
الأخلاقي لبعض الحكام المتخاذلين , الذين سعوا ومازالوا يسعون لتسليم الوطن العربي
كله بيد الأمريكان والصهاينة , مقابل احتفاظهم بكراسيهم وسلطانهم وقصورهم وثرواتهم
وجواريهم ويخوتهم الفارهة ونعيمهم الزائل . ولا هم لهم هذه الأيام سوى زرع الفتن ,
وتدبير الدسائس , وترويج الكذب والتدليس , وإشاعة النعرات الطائفية , وتشجيع الإرهاب
, والسعي نحو التفرقة والتمزق والتشرذم , وتشويه صورة الإسلام والمسلمين , والتآمر
على العراق وشعبه , والتفاخر بالتبعية للبيت الأبيض , والتلذذ بالتآمر على الشعوب العربية
المنكوبة , والكيد لهم , والتهافت في تقديم الدعم والعون والإسناد المطلق للقوات الغازية
, والسماح للسفن الحربية الجبارة بعبور قناة السويس للانقضاض على بلد الرافدين , وتسهيل
تحرك القوات الأمريكية الجوية ، وتزويدها بالوقود , ومنحها حرية استخدام المجال الجوي
العربي للقيام بمهام عسكرية فوق العراق. ومنحها ست ثكنات حربية , وست قواعد لإطلاق
الصواريخ البعيدة المدى في السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات , وممارسة البغاء
السياسي في السر والعلن , والسماح بإيواء مئة وخمسين ألف جندي أمريكي ، وثلاثة آلاف
دبابة وآلية ، عدا قوات التحالف من أوروبية انتقامية منتفعة ، أو أوروبية شرقية متسولة
، أو أمريكية لاتينية موعودة .
ناهيك عن التنازلات
السخية للتواجد الدائم في المياه الإقليمية العربية ، ذلك وغيره ما يشير إلى عمالة
الأنظمة العربية المتخاذلة المتسلطة على رقاب الناس ، والتي أصبحت متخصصة بالتمويه
والخداع باسم العروبة والإسلام , وأصبحت متفننة بإطلاق الشعارات الكاذبة والكلمات الطنانة
عن الجهاد والرجولة والشهامة. وتوظيف جوقة وعاظ السلاطين في الهاء الناس وتضليلهم وتخديرهم
, وتبرير الغزو الأمريكي للعراق , ووصلت بهم الصلافة إلى تزييف وتحريف الوقائع , وإنكار
ما قامت به الأقطار , التي فتحت بوابات عواصمها لقوات التحالف الأمريكي , وحرضتها وشجعتها
على تدمير العراق.
ختاما لابد من
طرح مجموعة من الأسئلة الملحة , التي ماانفكت تغلي في صدر المواطن العربي , ويرددها
في خلواته متلهفا لمعرفة الجواب الشافي , من مثل :
ما سر سكوت الجامعة
العربية على هذه الفضيحة المخزية , التي تشيب لها رؤوس الولدان , وما هو مبرر هذه الجريمة
التي ارتكبها بعض الحكام العرب ضد الشعب العراقي ؟, سيما إن كل من يقرأ الكتاب , ويطلع
على هذا الكم الهائل من الأسرار والدسائس , سيقف مذعورا مخذولا بين مفترق طريقين ,
أما أن يكون الكاتب يبغض العرب والمسلمين ويحاول أن يلصق بهم خصلة الـتآمر, ويلفق لهم
التواطؤ مع البيت الأبيض ضد العراق ؟, عندئذ يفترض أن توجه للكاتب تهمة الكذب والتدليس
وقلب الحقائق , وبالتالي يفترض أن يصار إلى سحب الكتاب من المكتبات دفاعا عن سمعة الحكام
الذين اهتزت صورتهم في ذهن المواطن العربي , أو أنه أصاب كبد الحقيقة , ونجح في توثيق
هذا التآمر السافر على العراق , وتشخيص أبعاده الخبيثة .
ثم كيف نفسر ضلوع
شخصيات عربية حاكمة ، في السعودية ومصر وقطر واليمن والكويت والأردن ولبنان بمؤامرة
تدمير العراق واحتلاله ، فيما الهدف تحديدا القضاء على صدام ونظامه ، كما ورد تماما
في صفحات هذا الكتاب , الذي فضح التواطؤ العربي المخزي في هذه الحرب الكارثية , وكيف
نفسر هذا التدخل لشيخ السفراء العرب في واشنطن ، بندر بن سلطان ، وهو يتوسل ببوش ،
بأن لا يتردد هذه المرة في سحق العراق وتهديمه.
انتهي ما اقتبسناه
من كتاب " خطة الهجوم " للكاتب الصحفي الأمريكي " بوب وود ورد
" ، ترجمة وتحقيق الأستاذ / فاضل جتكر .
الكتاب يكاد
يكون مجرد وصف لما شاهدته الشعوب الإسلامية أثناء الحرب علي العراق ، فقد رأينا جيوش
التحالف الأمريكي تنطلق من الأراضي والمياه والأجواء العربية ، وكيف كانت الجيوش
الغربية في ضيافة الدول العربية المذكورة ، والكثير من شهادات المسئولين
الأمريكيين أمام الكونجرس الأمريكي والمسجلة صوتا وصورة أكدت ما جاء في الكتاب .
إن المؤسف في
هذا الدور الذي قام به الحكام العرب الذين ورثوا الشعوب الإسلامية عن الدول
الاستعمارية ، أنهم حكام أشد سوءاً من المستعمر نفسه ، إنهم نوع من البشر عقيدتهم
كيف يظلوا في الحكم ، كيف يستمروا في السيطرة علي السلطة والثروة ، ولديهم استعداد
من أجل هذا الهدف أن يسحقوا الشعوب الإسلامية بالكامل ولو كان حكمهم سيقتصر علي حكم الجبال والأراضي
الصحراوية كما يحدث في سوريا واليمن .
وهم لا
يحاربون فقط من يمثل خطرا حقيقيا علي حكمهم ، بل يحاربون حتي من يرونه يمثل خطرا
محتملا علي بقائهم الأبدي في السلطة ، وها نحن أمام جريمة لهؤلاء الحكام لا يمكن
أن نجد كلمات لوصف بشاعة وإجرام مرتكبها ، لقد أقدم الحكام العرب علي تدمير شعب
مسلم بالكامل بنسائه وبناته وأطفاله دون وازع من دين أو ضمير أو إنسانية لمجرد
أنهم يريدون إزاحة صدام حسين عن الحكم ، فهل حدث مثل هذا الإجرام في أي أرض أو زمن
أو بين معتنقي أي دين ولو من عبدة الأصنام أو عبدة الشياطين .
أليس ما فعلته
السعودية حين حفرت من دماء الشعب العراقي أنهارا فقط لإزاحة صدام حسين عن الحكم هو
نفس ما تفعله بالشعب المصري فقط لعزل الرئيس الشرعي الأستاذ الدكتور / محمد مرسي
لمجرد أنهم يرون فيه خطرا محتملا علي حكمهم .
وسبحان الله
عز وجل الذي جعل من الحرب علي العراق طامة كبري علي آل سعود حين جاءت لهم أمريكا
بالشيعة الإمامية ليحكموا العراق ، ولا يعلم إلا الله عز وجل ماذا سيكون مصيرهم
علي أيدي الشيعة الذين يعتقدون أن قتل المسلمين السنة لفرض إمامتهم جهاد في سبيل
الله .
وسبحان الله
عز وجل الذي جعل أمريكا تصدر قانونا يُمَكن ضحايا الحادي عشر من سبتمبر من الحصول
علي تعويضات من أموال المملكة العربية السعودية ، هذا قليل من كثير تخبئه الأيام
القادمة .
وينبغي علي
الشعوب الإسلامية أن تحتاط لاسيما في مصر وسوريا والعراق وليبيا وهي مناطق الأزمات
، يجب أن تحتاط الشعوب من هذه الأنظمة الدموية السيكوباتية التي تستبيح قتل الشعوب
الإسلامية فقط لتأمين حكمهم من مجرد مخاطر محتملة ، يجب أن نحتاط جميعا لأن
أرواحنا وأهلنا وأموالنا وديارنا في خطر داهم من الحكام المستبدين ورثة المستعمرين
ووكلائهم في بلاد المسلمين .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
Bush:
Mubarak Informed US that Iraq Had Biological
Weapons
November 10, 2010 7:00 PM
Diaa Bekheet
President George W. Bush's new book
"Decision Points" is photographed in Washington, Monday, Nov. 8, 2010
Former U.S. President George W. Bush says
Egyptian President Hosni Mubarak informed the U.S. that Iraq had weapons of
mass destruction. He also spoke of other people who had influence on his
decision to invade Iraq
The revelation comes in Bush's memoirs,
Decision Points, in which he highlighted mistakes made during the Iraq war
campaign, and the failure to find weapons of mass destruction in the country.
President Hosni Mubarak of Egypt had told
[general] Tommy Franks that Iraq had biological weapons and was certain to use
them on our troops," Bush revealed in his newly-released book.
Bush: Mubarak Informed US that Iraq Had
Biological Weapons
Bush: Mubarak Informed US that Iraq Had
Biological Weapons
The former president said Mubarak "refused
to make the allegation in public for fear of inciting the Arab street."
So far, the Egyptian government has issued no
reaction to Bush's claim.
Bush explained that the "intelligence from
a Middle Eastern leader who knew [former Iraqi president] Saddam [Hussein] well
had an impact on my thinking."
Just as there were risks to actions, there were
risks to inaction as well," he wrote in Decision Points.
Bush says the diplomatic process drifted along,
the pressure for action had been mounting. He says in early 2003, Federal
Reserve Chairman Alan Greenspan told him the uncertainty
was hurting the economy. There was also concern
among America's Middle East allies.
Prince Bandar of Saudi Arabia, the kingdom’s
longtime ambassador to Washington and a friend of mine since dad’s presidency,
came to the Oval Office and told me our allies in the Middle East wanted a decision,"
Bush explained.
Another person who had a deep impact on his war
decision was holocaust survivor and Nobel Peace Prize recipient, Elie Wiesel.
There was passion in his 74-year-old eyes when
he compared Saddam Hussein's brutality to the Nazi genocide," the former
president remembered.
Mr. President," Wiesel said, "You
have a moral obligation to act against evil," Bush wrote.
He also wrote about his reaction when WMDs were
not found.
No one was more shocked or angry than I was
when we didn't find the weapons [of mass destruction]. I had a sickening
feeling every time I thought about it. I still do," Bush said.
The former chief of state admits the fight in
Iraq was more difficult than expected, but he believes the consequence of the
American occupation was a chance for democracy to take root on the Persian Gulf.
.
VOAnews.com
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق