الأحد، 11 سبتمبر 2016

مصر تنتظر "هشام بن عمرو" .



كما فرض العسكر الحصار علي الشعب المصري بأكمله حتي عجز أغلب المصريين عن توفير لقمة العيش لأبنائهم ، وعجز كل مصري عن الشكوى أو حتي مجرد التعبير عما في نفسه من هموم ، فضلا عن قتل المصريين واعتقالهم وتعذيبهم ، كذلك فرضت قريش الحصار علي النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه ممن أعلنوا إسلامهم ، وكان حصارهم في شعب أبي طالب ، بل وحاصرت قريش معهم كل من تصدي لحماية النبي صلي الله عليه وسلم من أهله ( بني عبد مناف ) أو من غيرهم لتفرض علي الجميع معاناة الجوع والعطش .
وكما كان حصار العسكر للشعب المصري هدفه الحفاظ علي السلطة والثروة في أيديهم ، كذلك كان حصار قريش لبني عبد مناف لإجبارهم علي تسليم النبي صلي الله عليه وسلم لهم ليقتلوه ، ويتخلصوا منه ومن دعوته حرصا أيضا علي استمرار الزعامة والثروة في أيدي كبار قريش الذين يمسكون بزمام الأمور فيها .
وكما أن كل شرفاء الشعب المصري يبذلون النفس والنفيس لرفع الحصار عن الشعب المصري ، كذلك قام "هشام بن عمرو" بعمل بطولي لفك الحصار عن النبي صلي الله عليه وسلم وعن أهله وأصحابه ، رغم أنه لم يكن مسلما .
روي لنا الدكتور / راغب السرجاني قصة حصار النبي صلي الله عليه وسلم وبني عبد مناف في موقع " قصة الإسلام " ، ولما كانت هذه القصة الحقيقية تكاد تطابق قصة حصار العسكر للشعب المصري لذا نعرضها عليك أخي القارئ ، يقول الدكتور / راغب السرجاني :
" اجتمع كفار مكة اجتماعًا طارئًا وعاجلاً ، بعدما رأوا من اجتماع " بني عبد مناف"  للدفاع عن رسول الله  ، وخرجوا منه في نهاية الأمر بقانون جديد ، فقد ابتكروا وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان ، وقرروا بالإجماع أن ينفذوا هذا القانون ، كان هذا القانون هو  "المقاطعة " ، تفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف ، وإعمال سياسة التجويع الجماعي لهم ، سواءٌ أكانوا كفارًا أم مسلمين.
واجتمع الكفار يعملون على صياغة القانون الجديد ، القانون الذي يخالف كل أعراف وتقاليد وقيم مكة السابقة ، ولا يهم أن يتغير الدستور ؛ طالما أن ذلك لمصلحتهم الخاصة ، وطالما أنه من عند أنفسهم ، وفي الوقت ذاته هو في أيديهم ، لكننا في شهر ذي الحجة وهو من الأشهر الحرم ، أيضًا لا ضير.
لكننا – أيضًا - في مكة البلد الحرام ، لا ضير أيضًا ، المصالح تتقدم على الأعراف والقوانين ، فليس هناك مبدأ يُحترم ، ولا قانون يُعظّم ، ولا عهد يبجل ، فماذا صاغوا في هذا القانون ؟!
أبرموا فيه أنه على أهل مكة بكاملها في علاقتهم مع بني عبد مناف ما يلي :
( أن لا يناكحوهم - لا يزوّجونهم - ولا يتزوجون منهم ، وأن لا يبايعوهم ، لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ، وأن لا يجالسوهم ، ولا يخالطوهم ، ولا يدخلوا بيوتهم ، ولا يكلموهم ، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا ، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله لهم للقتل ).
هكذا في غاية الوضوح : السبيل الوحيد لفك هذا الحصار هو تسليم الرسول حيًّا ليقتله زعماء الكفر بمكة.
وقد صاغوا قانون العقوبات هذا في صحيفة ، ثم علقوها في جوف الكعبة ، وقد تقاسموا بآلهتهم على الوفاء بها ، وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الحصار الرهيب في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة ، وقد دخل "بنو هاشم" و "بنو المطلب" مؤمنهم وكافرهم إلى شعب أبي طالب وتجمعوا فيه ، ومعهم رسول الله  ؛ وذلك ليكونوا جميعًا حوله كي يحموه من أهل مكة.
ومن حينها تكون قد بدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم ، تلك التي عاشها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية ، فقد قُطع الطعام بالكلية عن المحاصرين ، لا بيع ولا شراء ، حتى الطعام الذي كان يدخل مكة من خارجها وكان يذهب بنو هاشم لشرائه ، كان القرشيون يزيدون عليهم في السعر حتى لا يستطيعون شراءه ، ومن ثَمَّ يشتريه القرشيون دون بني هاشم.
وقد بلغ الجهد بالمحاصرين حتى كان يسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع ، وحتى اضطروا إلى التقوت بأوراق الشجر ، بل وإلى أكل الجلود ، وقد ظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاثة أعوام كاملة ، ثلاث سنوات من الظلم والقهر والإبادة الجماعية ، وهي وإن كانت صورة جاهلية من اختراع أهل قريش في ذلك الوقت ، إلا أنها – وللأسف - تكررت بعد ذلك كثيرًا ، وللأسف أيضًا فإنها في كل مرة كانت تتكرر مع المسلمين فقط.............
ومع هؤلاء المحاصرين فإنا نتفهم حقيقة أن يضحي المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب بأنفسهم وبزوجاتهم وأولادهم ؛ وذلك لأنهم بصدد قضية غالية جدًّا ، إنهم يصمدون ويضحون من أجل العقيدة ، لكن الغريب حقًّا هو كيف يصبر الكافرون من بني هاشم وبني المطلب على هذا الحصار؟!
هؤلاء الكفار لا يرجون جنة ولا يخافون نارًا ، بل إنهم لا يؤمنون بالبعث أصلاً ، ورغم ذلك فقد وقفوا هذه الوقفة الرجولية مع مؤمني بني عبد مناف.
وفي تفسير واضح لهذا العمل الرجولي والبطولي فقد كانت الحمية هي الدافع والمحرك الرئيسي له ، حمية الجاهلية ، ولكنها في النهاية حمية ، حمية الكرامة حين يهان رجل من القبيلة ، حمية لصلة الدم والقرابة ، حمية العهد الذي كانوا قد قطعوه على أنفسهم قبل رسالة محمد على أن يتعاونوا معًا في حرب غيرهم ، حميّة واقعية يدفع فيها الرجل بنفسه وأولاده وهو راضٍ ، حمية بالفعل وليست بالخطب والمقالات والشعارات ، ويا ليت هذه الحمية تعود ، بعد أن ماتت الذمم ، وإخواننا يموتون جوعا !!
مرت الأيام والسنوات عصيبة على المحاصرين ، مرت تحمل الآلام والأحزان ، حتى جاء شهر المحرم من السنة العاشرة من البعثة ، وشاء الله أن تنقضي في هذا الشهر الكريم تلك الصحيفة الظالمة ، وأن يُفك الحصار البشع عن بني هاشم وبني عبد المطلب بعد ثلاث سنوات كاملة.
وكانت البداية حين شعر أحد المشركين من بني عامر بن لؤي وهو " هشام بن عمرو "، وهو ليس من بني هاشم ولا بني المطلب ، شعر هذا الرجل بشيء حاك في صدره ، وشعر بشيء من الغصة في حلقه ، إذ كيف يأكل ويشرب وهؤلاء المحاصرون لا يأكلون ولا يشربون ؟! وكيف ينام أطفاله شبعى وينام أطفال هؤلاء عطشى وجوعى ؟!
وإزاء هذه المشاعر وتلك الأحاسيس التي تولدت بداخله ، ورغم أنه كان كافرًا ، فقد بات يحمل الطعام بنفسه سرًّا إلى شعب أبي طالب يقدمه لهم ، وعلى هذا الوضع ظل هشام بن عمرو فترة من الزمان ، لكنه وجد أن هذا ليس كافيًا ، وأنه لا بد من عمل أكبر ، ولأنه كان وحيدًا ، وقبيلته لم تكن بالحجم الذي يخول لها أن تمده وتناصره ، فقد عمد إلى أن يجد لنفسه معينًا - ولو من خارج قبيلته - ليساعده على نقض الصحيفة وإلغاء العهد الذي كان قد قطعه زعماء قريش على أنفسهم بقطيعة بني هاشم وبني عبد المطلب.
وفي نهاية الأمر فقد اهتدى هشام بن عمرو إلى أن يستعين بقبيلة بني مخزوم ؛ وذلك لأنها كانت من أكبر القبائل القرشية ، كما أنها كانت قد اعتادت أن تعارض قبيلة بني هاشم ، وأن تنافسها ، فقد رأى أنه إذا قبلت هذه القبيلة بفك الحصار على بني هاشم ؛ فإن بقية القبائل - بلا شك - سترضى بفك هذا الحصار أيضًا ، وإذا كان هشام بن عمرو قد وجد ضالته في قبيلة بني مخزوم ، فإنه لم يجدها بعد فيمن يذهب إليه من بني مخزوم ، فمَنْ مِنْ بني مخزوم يَقْوَى على أن يقف مع بني هاشم ضد بني مخزوم ، ويعارض بذلك أبا جهل نفسه زعيم القبيلة ، الذي كان من أشد المتحمسين لأمر القطيعة ؟!
الأمر وإن كان غاية في الصعوبة ، فقد وجد هشام بن عمرو ضالته في "زهير بن أبي أمية المخزومي" ، وذلك لأن أمه ( أم زهير ) من بني هاشم ، وهي "عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم" ، بل إن أم زهير هي أخت أبي طالب نفسه ، أي أنها عمة رسول الله  ، وبذلك يكون هشام بن عمرو قد لعب على وترين حساسين ، هما الدوافع الفطرية من جهة ، والدوافع العصبية وروابط الدم من جهة أخرى ، مما يكون له كبير الأثر في نفس زهير بن أبي أمية المخزومي.
وفي جهد لا يعرف اليأس ولا الملل ذهب هشام بن عمرو إلى زهير بن أبي أمية المخزومي ، وفي محاولة مخلصة لكسب مشاعره واستمالة عواطفه ، واستثارة لنزعة الكرامة عنده قال له : 
يا زهير، أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وأخوالك حيث تعلم ؟!
ثم بعد ذلك يضرب على وتر الحمية والتحدي لأبي جهل فيقول : 
أما إني فأحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام (يعني أبا جهل) ، ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ، ما أجابك إليه أبدًا.
وهنا قال زهير :
ويحك ! ما أصنع وأنا رجل واحد ، أما والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها.
وعلى الفور كان أن فاجأَه هشام بن عمرو بأن قال له :
قد وجدت رجلاً ، فقال زهير : فمن هو ؟ قال : أنا.
ولأن الموقف جِدُّ عسير ، فقد رد زهير بقوله :
أبغنا رجلاً ثالثًا.
لم ييئس هشام بن عمرو ، وقد ترك زهيرًا وذهب إلى رجل آخر ، ذهب إلى رجل صاحب أخلاق وإن كان كافرًا ، ذهب إلى "المطعم بن عدي" من بني نوفل ، وقد ذكّره بأرحام بني المطلب وبني هاشم ، ولامه على موافقته للظلم الذي وقع عليهم ، وهنا قال له المطعم :
ويحك ، ماذا أصنع ؟! إنما أنا رجل واحد.
قال هشام : قد وجدت ثانيًا.
قال : من هو؟
قال : أنا.
قال المطعم : أبغنا ثالثًا.
وهنا فَاجَأَهُ أيضًا هشام وقال : قد فعلت.
قال : ومن هو؟
قال: زهير بن أبي أمية.
ولأن المهمة - ولا شك – صعبة ، قال المطعم :
أبغنا رابعًا.
لم يدخل اليأس قلب هشام بن عمرو ، ومن فوره ذهب يبحث عن رابع حتى وجده في شخص "أبي البختري بن هشام" ، ذهب إليه هشام وقال له مثل ما قال للمطعم ،
فقال أبو البختري :
وهل من أحد يعين على هذا ؟
قال هشام :
نعم ، زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وأنا.
وكسابقه رد أبو البختري أيضًا بقوله :
أبغنا خامسًا.
إنه في الحقيقة مجهود ضخم يقوم به هشام بن عمرو ، وهو ليس بمسلم ، وليس من بني هاشم أو بني عبد المطلب ، ولكن لشيء كان قد تحرك بداخله ، ولمشاعر كانت ما زالت نقية أصيلة.
أسرع هشام بن عمرو من جديد وكله حمية يبحث عن خامس ، فذهب إلى "زمعة بن الأسود" (من بني أسد).
فقال له زمعة :
وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد ؟
قال :
نعم. ثم ذكر له الأربعة السابقين ، فوافق زمعة بن الأسود الأسدي.
اجتمع الخمسة رجال ، وأخذوا القرار الجريء الذي سيعارضون به أكابر القوم ، القرار الذي قد يؤدي إلى انقسام حاد في المجتمع المكي ، وقد يؤدي إلى نصرة دين لا يقتنعون به ، يفعلون كل ذلك لشيء كان قد تحرك في صدورهم جميعًا ، إنه حمية النخوة ، النخوة المتمثلة في أن تجد إنسانًا - أي إنسان - مؤمنًا كان أو كافرًا ، أن تراه يعذب ، أن تراه يظلم ، أن تراه يجوع أو يعطش ، ثم تقول بملء فيك : لا ، إنها النخوة التي زرعت في قلوب أناس ما عرفوا الله ، وهي نفسها ( النخوة ) التي لم نرها من مسلمين كثيرين ، قد رأوا بأعينهم جرائم الحصار والقتل لآلاف وملايين من المسلمين ، في العراق والبوسنة وكوسوفا والشيشان وكشمير وفلسطين وغيرها ، ثم لم يتحرّك لهم ساكن .
كيف أن هشام بن عمرو الكافر ومن معه من الكفار لم يهدأ لهم بال والمسلمون يعذَّبون ؟! وكيف أن الكثير من المسلمين اليوم يأكلون وينامون و يتمتعون ، وليس في أذهانهم ما يحدث لإخوانهم وأخواتهم في أماكن كثيرة في العالم ؟!
أين النخوة التي تحركت في قلوب الكافرين الخمسة ؟!
أين النخوة التي دفعتهم لمعاداة قريش دون مصلحة شخصية محققة ؟!
أيأتي على المسلمين زمان نرجو فيه أن تكون أخلاقهم كأخلاق الكافرين ؟!
إننا نحتاج إلى وقفة مع النفس !
اجتمع الرجال الخمسة واتفقوا على القيام بنقض الصحيفة ، وقال زهير : أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم.
ولما كان الصباح ذهبوا إلى المسجد الحرام ، ونادى زهير على أهل مكة فاجتمعوا له، فقال :
يا أهل مكة ، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى ، لا يباع ولا يبتاع منهم ؟! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.
هنا قام له أبو جهل زعيم مكة وزعيم بني مخزوم ، قام يرد عليه وكله حماسة وغلظة ، فقال :
كذبت ، والله لا تشق .
فقام زمعة بن الأسود وقال :
أنت والله أكذب ، ما رضينا كتابتها حين كتبت .
ومن بعده قام أبو البختري بن هشام فقال : صدق زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقرّ به.
ومن بعده أيضًا قام المطعم بن عديّ وقال :
صدقتما وكذب من قال غير ذلك ( يقصد أبا جهل ) ، نحن نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها.
وهنا قام الرجل الخامس هشام بن عمرو ، الذي جمع كل هؤلاء فقال مثل ما قاله المطعم ، وصدّق المطالبين بنقض الصحيفة.
وقد حدث كل هذا في دقائق معدودة ، ووجد أبو جهل نفسه محاصرًا بآراء خمسة من الرجال ، حينها أدرك أن هذا لم يكن قدرًا ولا مصادفة ، فقال : هذا أمر قُضِي بليل.
أصبح الموقف متأزمًا ، فإذا كان رقم الخمسة رجال كبيرًا ، فإن على الناحية الأخرى أبا جهل ، وهو زعيم مكة ، ومعه كثير جدًّا من زعمائها ، ومن هنا فقد لاح في الأفق بوادر أزمة ضخمة في مكة ، لكن الله أراد أن تنتهي هذه المعضلة ويفك الحصار ، فحدث أمر آخر قد تزامن مع هذه الأحداث ، فقد أوحى الله إلى نبيه أن الأرضة ( دودة الأرض ) قد أكلت الصحيفة ، ولم تترك فيها إلا ما كان من اسم الله . وبنبأ الأرضة أخبر رسول الله عمه أبا طالب ، فما كان منه ( أبي طالب ) إلا أن أسرع إلى نادي قريش ، وهناك رأى الحوار الذي دار بين الرجال الخمسة وبين أبي جهل ، ولما انتهوا من حوارهم تدخل أبو طالب وقال : 
إن ابن أخي قال كيت وكيت ، فإن كان كاذبًا خلينا بينكم وبينه ، وإن كان صادقًا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا.
قال زعماء قريش في المسجد الحرام : قد أنصفت يا أبا طالب.
وذهبوا إلى الصحيفة في جوف الكعبة ، فإذا هي تمامًا كما ذكر رسول الله ، أُكلت بكاملها إلا ما كان فيها من اسم الله ": "باسمك اللهم "، ظلت آية واضحة.
هنا لم يعدْ أمام زعماء مكة أي خيار ، لم يجدوا بدًّا من نقض الصحيفة وإنهاء المقاطعة بعد ثلاث سنوات كاملة كانت قد مرت من الحصار والتجويع  .
انتهي ما اقتبسناه من مقال الدكتور / راغب السرجاني ، ولما كان ما قال لا يحتاج إلي إضافة أو شرح أو توضيح ، فإنني أتساءل :
أما آن أن يخرج من بين المصريين "هشام بن عمرو" جديد ، مُتحلي بالإنسانية والقوة والشجاعة والصبر والهمة والبيان والحجة والدهاء ليجمع شركاء يناير وكافة شرفاء مصر لرفع الحصار عن الشعب المصري .
اللهم إنه قد مضي علي حصار الشعب المصري ثلاث سنوات .
اللهم إنك قد رفعت الحصار عن نبيك صلي الله عليه وسلم وعن أصحابه المؤمنين ، وعن بني عبد مناف بعد ثلاث سنوات ، وما نحن بأكثر منهم جلادة ، ولا بأكثر من مؤمنيهم إيمانا ، فأنزل فرجك يا أرحم الراحمين علي شعب مصر ، وارفع عنهم الحصار ، واجعلهم بعد ذلك سندا للمسلمين في العراق وسوريا وليبيا وكل بلد مسلم يا أرحمن الراحمين .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق