الجمعة، 19 فبراير 2016

الشعوب الإسلامية تواجه الحرب الصليبية الجديدة .



 
الطائرات الأمريكية تقصف مدينة مصراتة الليبية اليوم الجمعة الموافق 2016/2/19
ترجمت لحضراتكم تقريرا نشرته صحيفة " هاآرتس الإسرائيلية " منذ عدة أيام ، ونشرته تحت عنوان " هاآرتس تكشف تفاصيل الحرب الصليبية الجديدة " ، ومختصر ما جاء فيه أن الصحيفة المذكورة كشفت أن الرئيس بوتن خلال الفترة الماضية كان حريصا علي التقرب من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والتي تعرف بأنها " الكنيسة الشرقية " .
وأن بوتن بعد تقربه من الكنيسة الروسية أرسل مندوبا لبابا الفاتيكان وهو رأس الكنيسة الغربية الكاثوليكية يدعوه لعقد لقاء مع بطريرك الكنيسة الروسية ، وبالفعل تم الاتفاق علي أن يلتقي رأس الكنيسة الشرقية مع رأس الكنيسة الغربية لأول مرة منذ أكثر من ألف عام ، أي منذ الحروب الصليبية القديمة ، وأن اللقاء سيتم في  مطار " هافانا " بكوبا أثناء رحلة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان للمكسيك في الثاني عشر من فبراير الحالي ، وأن هدف اللقاء هو دعوة كافة الكنائس المسيحية والعالم المسيحي لضرورة التصدي للاضطهاد الواقع علي المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وتذكروا جيدا " شمال أفريقيا " ، بزعم أنهم يتعرضون للقتل الجماعي والتهجير والطرد.
وبعد أن انعقد اللقاء نشرت لحضراتكم ما دار فيه ، وبالفعل تم إطلاق الدعوات لإنقاذ المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
وها نحن اليوم الجمعة الموافق 19/2/2016 تعلن الولايات المتحدة الأمريكية أن طائراتها قصفت ليبيا وعلي حد زعمهم قصفوا معسكرا للدولة الإسلامية يقيم فيه شخصية هامة بالتنظيم لها صلات بحوادث إرهابية تمت في تونس .
الصورة واضحة حرب عالمية صليبية جديدة دائرة في سوريا والعراق والآن امتدت لتشمل ليبيا بعد تصعيد الكنائس ، والحجة هي الحرب علي الإرهاب ، الحرب علي تنظيم الدولة الإسلامية ، الحرب علي داعش ، ومن الجدير بالذكر أن الموقع الإماراتي الشهير ae24 نشر أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكية التقي بمديري صناعة الأفلام بهوليود لكي يقوموا بدورهم في تقديم أفلام تروج للحرب علي الإرهاب في الشرق الأوسط ، أفلام تصنع شبحا اسمه داعش أو أي شبح آخر مقنع للبسطاء من شعوبنا المغلوبة علي أمرها أن الطيران الذي يقصف أبنائها بحمم من جهنم إنما هو يحقق لها الخير ويقتل أعدائها .
إنها حرب صليبية جديدة دائرة لكننا إما نجهلها أو لا نريد أن نعترف بها حتي نريح أنفسنا من وخز الضمير علي إخواننا المسلمين من الأطفال والنساء والشيوخ الذي يقتلون وتمزق أجسادهم تحت مسمي الحرب علي الإرهاب وهي في حقيقتها حرب للحفاظ علي الحكام العرب العملاء في كل هذه الدول التي تدور فيها المعركة ، الانقلاب في مصر ، والحرب الضروس في سوريا والعراق والآن في ليبيا ، ما هي في الحقيقة إلا للحفاظ علي حكم العسكر في مصر وحكم حفتر في ليبيا وحكم بشار في سوريا ضاربين عرض الحائط بأن القانون الدولي يمنع تدخل أي دولة في الشئون الداخلية لأي دولة أخري ، ويعطي الحق لكل شعب في تقرير مصيره واختيار من يحكمه دون تدخل الدول الأخرى .
ولا تنسوا المقال الذي ترجمناه لكم بعنوان " هيلاري كلينتون كانت علي حق بالنسبة لمصر " الذي نشرته صحيفة " الواشنطن بوست " ، حيث انتهي تحليل الصحيفة إلي أن أوباما أخطأ حين استجاب للمتظاهرين في التحرير وقال أنه علي مبارك أن يرحل ، وأن هيلاري كلينتون كانت علي حق لأنها رفضت إنهاء حكم العسكر في مصر ، وأذكركم بقولها :
" لم يكن أحد يتوقع الأحداث المفجعة التي ترتبت علي ثورة التحرير ، الانقلاب في الشوارع أدي إلي انتخاب الرئيس ( السابق والحالي ) محمد مرسي والذي أدت انتهاكاته لإنقلاب مضاد من القوات المسلحة .
وتأسيا بما حدث في مصر المتظاهرون الإسلاميون في ليبيا أطاحوا بديكتاتور ليبيا ، والإسلاميون في سوريا يسعون للإطاحة ببشار ، وحكام المملكة العربية السعودية لازالوا مندهشين من تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن مبارك .
الكثيرون فهموا مصر علي نحو خاطئ ، وواحدة من القلائل الذين فهموا الأساسيات جيدا هي كلينتون ، وهذا هو الكارد الذي ينبغي أن تلعب به جيدا في حملتها " .
كما أذكركم بقول هيلاري كلينتون عن انطباعها عندما رأت المسلمين يؤدون الصلاة في ميدان التحرير ، حيث قالت :
" وقد كتبت ذلك بعد أن رأيت مئات الآلاف من المصريين المسلمين يصلون صلاة قداس احتفالية في ميدان التحرير في مشهد يستحضر طهران أكثر من القاهرة ".
إنها الحرب الصليبية علي الإسلام ، إنها الحرب الصليبية علي التيار الإسلامي الذي يحاصره الغرب من قرابة المائة عام عن طريق العسكر في تركيا والعسكر في مصر وباقي الحكام العرب الحلفاء مع أمريكا وحلفائها ، أما ما تعرضه أمريكا وإسرائيل والغرب من أفلام وفيديوهات عن الشبح الذي اسمه داعش ، فسوف تكشف الأيام أنه كان صورة من صور حرب الأفكار التي تمارسها السياسة الأمريكية ، وهي كيف تحول الأكاذيب إلي حقائق في أذهان الناس باستخدام الإعلام .
وأيا ما كان الأمر فإن ما يدور داخل أي دولة هو شأن داخلي خاص بها وفقا لقواعد القانون الدولي ، ولا يعرف تفاصيل هذا الداخل إلا الشعب نفسه ، والذي منحه القانون الدولي حق تقرير مصيره واختيار من يحكمه ، أما أن تقوم أمريكا وإسرائيل ودول الغرب وهم العدو التقليدي للعالم الإسلامي بتدمير كافة الشعوب الإسلامية بحجة أنها تحارب الإرهاب فهذا ما لا يقبله إلا خائن لا ذمة له ولا ضمير .
إنها الحرب الصليبية الجديدة ضد كافة الشعوب الإسلامية ، إنها تدور في مصر وسوريا والعراق والآن في ليبيا بدعم من نظام عبد الفتاح السيسي والإمارات وإيران ودول عربية أخري تحرص أحيانا علي عدم إظهار مواقفها ، فماذا ستصنع الشعوب الإسلامية قبل أن يتحول العالم الإسلامي كله إلي أنقاض ورماد ، وتعود الدول الاستعمارية لتحميل ما تبقي من ثروات شعوبنا كما حصل في العراق وفي غيرها .
اللهم بلغت ، اللهم فاشهد .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق