الاثنين، 29 فبراير 2016

6 إبريل وإعلان فبراير .





كنت استمع أو أقرأ لبعض شباب حركة 6 إبريل أنهم لن يخرجوا للتظاهر تحت رايات يعتبرونها تخص الإخوان المسلمين أو غيرهم ، وأنهم لن يخرجوا إلا لمطالب ثورة يناير ، ولا أنكر أنني سمعت هذا المطلب من قوي سياسية وشخصيات عامة كثيرة ، أنهم يرون أن المرحلة الماضية كانت مليئة بالأخطاء ولابد من إعادة بناء مصر من جديد ، البعض يقول نعود إلي تاريخ تنحي مبارك والبعض يقول نعود إلي 25 يناير ، المهم الفكرة واحدة وهي إعادة بناء مصر من جديد بعد التخلص من حكم العسكر .
أنا شخصيا دعوت لذلك من خلال العديد من المقالات منها مقال بعنوان " لماذا لا يتجاوب الإخوان مع دعوات الاصطفاف " ومقال بعنوان" معركة إنقاذ مصر أم معركة عودة مرسي " ، وكانت هناك دعوات مماثلة من آخرين ، إلي أن صدر إعلان فبراير ليدعو إلي مظلة أوسع كفيلة بالفعل أن تستوعب كل مصري يريد الخير لمصر ، دعا إعلان فبراير إلي التوحد حول إزاحة حكم العسكر وبناء مصر من جديد بأيدي كل أبنائها من خلال خريطة طريق يتفق عليها الجميع ، وجاءت الدعوة علي لسان شباب من كل الفصائل السياسية بما فيهم الإخوان المسلمين ، ومن بينهم من شارك في تظاهرات 30/6 .
والحقيقة أنني تعجبت من الرد السريع للحركة والذي نفت فيه أنها جزء من إعلان فبراير ، حيث نشرت بيان علي صفحتها بتاريخ 28 فبراير  جاء فيه :
" تؤكد حركة شباب 6ابريل أن السيد محمد كمال مستقيل من الحركة وليس عضوا بها منذ فترة...وأن أى تحرك للمذكور لا يعبر عنها وأن حركة شباب 6ابريل ليست جزءا من إعلان فبراير ...وتهيب الحركة بالقنوات الإخبارية تحرى الدقة والمهنية فى التعامل مع الحركة وعدم الزج باسمها فى كل صغيرة وكبيرة ".
لا أعتقد أن هناك مظلة أخري يمكن أن تستوعب كل شركاء يناير سوي التوحد علي إزاحة حكم العسكر والمشاركة في بناء مصر يناير التي كنا نحلم بها جميعا وخرجنا من أجلها وعرضنا أنفسنا للمهالك مع دولة العسكر التي لا تعرف الشفقة ولا الرحمة بمن يقترب مما تعتبره رغيف خبزها .
إذن كيف نفهم هذا الرد السريع من الحركة بنفي المشاركة في إعلان فبراير ، هل يقصدون أنهم لم يتخذوا قرار بعد ؟ هل يقصدون أنهم راضون بالنظام الحالي ويطالبون فقط ببعض الإصلاحات ؟
حركة 6 إبريل وفقا لما تقول الموسوعة الحرة " ويكيبيديا " :
"  حركة شباب 6 أبريل هي حركة سياسية مصرية معارضة ظهرت سنة  2008.أنشأها بعض الشباب المصري. ظهرت في الساحة السياسية عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في  6 أبريل   2008 بدعوة من عمال المحلة الكبرى وتضامن القوى السياسية فتبناه الشباب وبدأوا في الدعوة إليه كإضراب عام لشعب مصر . أغلب أعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين وتحرص الحركة على عدم تبنيها لأيدلولوجية معينة حفاظا على التنوع الأيديولجي داخل الحركة ولما تفرضه ظروف مصر من ضرورة التوحد والائتلاف ونبذ الخلاف . حركة شباب 6 أبريل من الأوائل في الدعوة إلي ثورة 25 يناير "
هذه حقائق أنا شخصيا لا أنازع فيها ، بل وأستنكر علي من يقلل من مكانة حركة 6 إبريل في الثورة سواء بالإدعاء بقلة العدد أو بغيره ، لأن شباب الحركة لديهم من الأداء والإبداع ما جعلهم ويجعلهم قوة ضاربة في الثورة المصرية .
أتمني أن تكون الحركة في طور الدراسة لإعلان فبراير ، لأنه مهما نسب شركاء يناير لبعضهم البعض من أخطاء ، فإن ذلك لا يبرر بحال من الأحوال أن نقبل بتلك الأوضاع التي يعيشها الشعب المصري كله علي يد حكم عسكري دموي .
إن مصر الآن تمر بأسوأ فترات تاريخها ، وهي في حاجة لكل ابن من أبنائها ليأخذ بيدها وينقذها وينقذ شعبها من تلك الحفرة التي وقعنا فيها في ظل تحالف دولي يهيل علينا التراب حتي يقتلنا جميعا من أجل مصالحه التي وجدت ضالتها في النظام الحالي .
وخير ما أختم به مقالي قول الله عز وجل :
" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ  " صدق الله العظيم
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق