السبت، 11 يونيو 2016

الأعراب الجدد يدمرون العالم الإسلامي






العديد من الآيات الكريمة في سورة التوبة تحدثت عن الأعراب ، يقول الله عز وجل :

وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (90) لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)  وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (116) لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ  (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

كما وردت بعض الآيات عن " الأعراب " في سورة الفتح :

 سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا  (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13 (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا .

وآيات أخري عن " الأعراب " وردت في سورة الحجرات :

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ .

من هم الأعراب ؟

الأعراب لغة كما جاء في معجم المعاني الجامع هم :
سُكَّان البادية من العَرَب خاصّة الذين يتتبّعون مساقطَ الغيث ومنابتَ الكلأ ، ومفردها أعرابي .
والأعراب أو الأعاريب وفقا لقاموس المعاني :
هم البدو من العرب ، والمفرد أعرابي .
يؤيد هذا المعني قول الله عز وجل : " مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ.. " إلي آخر الآية الكريمة .
يقول ابن كثير في تفسيره عن الأعراب :
أخبر تعالى أن في الأعراب كفارا ومنافقين ومؤمنين ، وأن كفرهم ونفاقهم أعظم من غيرهم وأشد ، وأجدر ، أي : أحرى ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ، كما قال الأعمش عن إبراهيم قال : جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان وهو يحدث أصحابه ، وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوند ، فقال الأعرابي : والله إن حديثك ليعجبني ، وإن يدك لتريبني فقال زيد : ما يريبك من يدي ؟ إنها الشمال . فقال الأعرابي : والله ما أدري ، اليمين يقطعون أو الشمال ؟ فقال زيد بن صوحان صدق الله : "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله".
 وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن أبي موسى ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى السلطان افتتن "
 " ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من طرق ، عن سفيان الثوري ، به وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الثوري  .
ولما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي لم يبعث الله منهم رسولا وإنما كانت البعثة من أهل القرى ، كما قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) ] يوسف : 109 [ ولما أهدى ذلك الأعرابي تلك الهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه أضعافها حتى رضي ، قال" :  لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي ، أو ثقفي أو أنصاري ، أو دوسي " ؛ لأن هؤلاء كانوا يسكنون المدن : مكة ، والطائف ، والمدينة ، واليمن ، فهم ألطف أخلاقا من الأعراب : لما في طباع الأعراب من الجفاء .
حديث  ] الأعرابي [ في تقبيل الولد :
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة وابن نمير ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
" قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أتقبلون صبيانكم ؟ قالوا : نعم . قالوا : ولكنا والله ما نقبل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو أملك أن كان الله نزع منكم الرحمة ؟ " . وقال ابن نمير : " من قلبك الرحمة " .......
ويقول القرطبي في تفسيره عن الأعراب :
قوله تعالى الأعراب أشد كفرا ونفاقا فيه مسألتان :
الأولى : لما ذكر جل وعز أحوال المنافقين بالمدينة ذكر من كان خارجا منها ونائيا عنها من الأعراب ; فقال كفرهم أشد .
قال قتادة : لأنهم أبعد عن معرفة السنن .
وقيل : لأنهم أقسى قلبا وأجفى قولا وأغلظ طبعا وأبعد عن سماع التنزيل ......... .
ويضيف القرطبي في موضع آخر :
والعرب : جيل من الناس ، والنسبة إليهم عربي بين العروبة ، وهم أهل الأمصار . والأعراب منهم سكان البادية خاصة . وجاء في الشعر الفصيح أعاريب . والنسبة إلى الأعراب أعرابي لأنه لا واحد له ، وليس الأعراب جمعا للعرب كما كان الأنباط جمعا لنبط ; وإنما العرب اسم جنس . والعرب العاربة هم الخلص منهم ، وأخذ من لفظه وأكد به ; كقولك : ليل لائل . وربما قالوا : العرب وتعرب أي تشبه بالعرب . وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابيا . والعرب المستعربة هم الذين ليسوا بخلص ، وكذلك المتعربة ، والعربية هي هذه اللغة . ويعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية ، وهو أبو اليمن كلهم . والعرب و العرب واحد ; مثل العجم والعجم . و العريب تصغير العرب ........
ويضيف القرطبي :
وحكي القشيري : جمع العربي العرب ، وجمع الأعرابي أعراب و أعاريب . والأعرابي إذا قيل له يا عربي فرح ، والعربي إذا قيل له يا أعرابي غضب . والمهاجرون والأنصار عرب لا أعراب . وسميت العرب عربا لأن ولد إسماعيل نشأوا من عربة وهي من تهامة فنسبوا إليها . وأقامت قريش بعربة وهي مكة ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها .
ويقول الدكتور / محمد راتب النابلسي عن قوله تعالى:
﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
 أيها الأخوة الكرام ، لا زالت الآيات تتحدث عن المنافقين ، وكما تعلمون البشر في القرآن أقسام ثلاث ، مؤمنون عرفوا الله ، فانضبطوا بمنهجه ، وأحسنوا إلى خلقه فسلموا ، وسعدوا في الدنيا والآخرة.  وكفار غفلوا عن الله ، وتفلتوا من منهجه ، وأساءوا إلى خلقه ، فشقوا وهلكوا في الدنيا والآخرة . بينما هناك فريق ثالث أظهر الإيمان وأبطن الكفر، ادعى أنه مؤمن ، وهو في الحقيقة ليس كذلك..  ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾
هذا الفريق الثالث المنافق خطير جداً ، لأنه بتصوره يحقق مكسبين ، هو حينما يكون مع المؤمنين حصل على مكتسباتهم ، وحينما تفلت من منهج الله قلد الذين كفروا وغفلوا عن الله عز وجل ، لذلك في آيات كثيرة يبين الله عز وجل أن المنافقين:   
﴿ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾
                          { سورة النساء الآية: 145}
 فالله عز وجل يقول:
﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ ﴾
 من هم المعذرون ؟ الذين قدموا عذراً كاذباً ، عذراً مفتعلاً ، الذين كذبوا كانوا أقوياء ، وأشداء ، لكنهم ادعوا المرض ، فهذا الادعاء هو اعتذار كاذب ، هؤلاء في القرآن سماهم الله المعذرون ، فلذلك هناك من يعتذر وهو صادق ، وعذره مقبول ، وهناك من يعتذر وعذره كاذب فهو مرفوض ......
ويضيف الدكتور النابلسي :
أيها الأخوة ، من هم الأعراب ؟ نحن في الآيات السابقة كان الحديث عن منافقي المدينة ، والآن الآيات تنتقل إلى منافقي البادية ، مدينة وبادية ، مدن وريف ، بالمصطلحات الحديثةمرة النبي الكريم جاءه صحابي من أصحابه الذين عاشوا في البادية ، فقال كلمة لطيفة ، قال : فلان نحن حاضره ، وهو باديتنا ، هناك تكامل بين البادية والمدينة ، المدينة فيها صناعة ، البادية فيها مواد أولية ، مشتقات الألبان كلها من البادية ، اللحوم ، الغنم ، الجمال ، فقال : فلان باديتنا ونحن حاضره ، فأنا أرى التفاوت بين البادية والمدينة تفاوتاً كبيراً ، لكن من أجل التعارف ، من أجل التكامل ، حتى حينما قال الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾
                   { سورة الحجرات الآية: 12}
 شعوب ، وقبائل ، وعناصر ، وأعراق ، وأنساب ، وقبائل ، وطوائف ، وقوميات ، هذا التفاوت الهدف منه التعارف لا القتال.
ويضيف الدكتور / النابلسي : لماذا الأعراب أبعد عن الإيمان من أهل المدن ؟ بعد قليل يأتي التفسير.
﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ﴾
 ألا يشاركوا في المعركة ، أن يبتعدوا عن القتال ، أن يبقوا في بيوتهم ، في بساتينهم ، تحت الظل الظليل ، المعركة التي تتحدث عنها هذه الآيات في أماكن بعيدة جداً ، في مؤتة ، والوقت صيف ، والحر شديد ، والمسافة بعيدة ، والمشقة كبير ، فلذلك المنافق آثر السلامة فادعى أنه مريض ، ادعى أن أهله مرضى ، قدم عذراً كاذباً لذلك:
﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ﴾
 ألا يشاركوا في المعركة ، المنافق يريد المغانم لا المغارم ، المغارم يبتعد عنها ، المغانم يكون في أول صف ، ما دام هناك توزيع غنائم ، وجاهة ، مكانة ، وليمة ، دعوة ، احتفال ، أول إنسان ، في البذل والتضحية يبتعد .
الكذب على الله وقاحة وجهل كبير :
﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾
 تكذب على من ؟ على الذي خلقك ؟ على الذي يربيك ؟ على الذي مصيرك بيده ؟ ..........
 ألا يحاربوا ، هم أشداء ، أقوياء ، معهم الرواحل ، معهم السلاح ، ومع ذلك ادعوا المرض ، أو ادعوا الفقر ، أو ادعوا الضعف.
﴿ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾
 يقول الله عز وجل:
﴿ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ ﴾
 معنى هذا أن المنافقين كفار ، إن المنافقين هم الكافرون ، كفار ، لكنهم أخفوا كفرهم وأظهروا إيمانهم المصطنع .
انتهي ما اقتبسناه عن الدكتور/ النابلسي .

ونلاحظ أن سورة التوبة والتي تضمنت عدد كبير من الآيات عن " الأعراب " بدأت بالحديث عن المنافقين المتقاعسين عن الجهاد في سبيل الله عز وجل ونصرة دينه ورسوله لدرجة أن يصفهم الله عز وجل بالكفر بعد الإيمان ، حيث يقول عز وجل :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52) قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِءُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ  (66) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
إذن المنافقون الذين وصفهم الله عز وجل بالكفر بعد الإيمان لهم صفات قبحهم الله عز وجل عليها في الآيات سالف الذكر ، نذكر منها  :
- إذا طُلب منهم الجهاد في سبيل الله عز وجل تقاعسوا وتنصلوا عن الجهاد يشتي السبل .
- التقاعس عن نصرة الدين ونصرة النبي صلي الله عليه وسلم .
- تحقيق المكاسب الدنيوية هدفهم الأساسي ، فهم وفقا للمثال الذي أوردته الآيات الكريمة لا يخرجون إلا في سفر قريب يحقق لهم مكاسب سريعة .
- أن الذين يستأذنون حتي لا يخرجوا للجهاد في سبيل الله دون عذر معتبر شرعا هم في الحقيقة لم يؤمنوا بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم وهم في ريبهم يترددون حسب وصف الآيات الكريمة .
- أن الله عز وجل صرف المنافقين عن الخروج ، لأنهم لو خرجوا لزادوا المؤمنين خبالا ، وَلَسَعَوا لنشر الفتنة بينهم حتي يصرفوهم عن الجهاد في سبيل الله عز وجل .
- كشف الله عز وجل أن هؤلاء المنافقين سبق لهم نشر الفتنة بين المؤمنين ، وأنهم كانوا يستاءون إذا أصاب النبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين حسنة ، ويفرحوا إذا أصابتهم مصيبة .
- أن الله عز وجل لا يتقبل من المنافقين إنفاقهم سواء كان طوعا أو كرها ، لأنهم حين امتنعوا عن الخروج للجهاد دون عذر مقبول شرعا فقد كفروا بالله عز وجل ورسوله ، ومن أوصافهم أنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالي ولا ينفقون إلا وهم كارهون .
- يحذر الله عز وجل المؤمنين من أن ينالهم الإعجاب بأموال وأولاد المنافقين ، لأنها نقمة عليهم ، يريد الله عز وجل أن يعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهو كافرون .
- أنهم يحلفون بالله كثيرا أنهم من المؤمنين ، بينما الحقيقة أنهم أهل فتنة يسعون لتفريق المسلمين وتشتيتهم .
- أنهم يتمنوا لو وجدوا ملاجئ أو مغارات في الجبال يختبئون فيها حفاظا علي أنفسهم من أن يصيبهم أذي من الجهاد .
- أنهم إذا حصلوا علي نصيبهم في الصدقات رضوا ، وإذا لم يحصلوا سخطوا وبدأوا في الهمز واللمز ، والإساءة للنبي صلي الله عليه وسلم ، وهو ما يوضح به الله عز وجل أنهم ماديون لا يعنيهم إلا مصالحهم ومكاسبهم وزيادة ثرواتهم ورفاهيتهم .
- أنهم يخوضوا ويلعبوا بآيات الله عز وجل ، ويستهزءون بها ، ويوظفونها بما يتفق مع مصالحهم الدنيوية .
- أن حرصهم علي رضا الناس بالحلف كذبا أهم لديهم من الحصول علي رضا الله عز وجل ورسوله .
- أنهم ينهون عن المعروف ، ويأمرون بالمنكر ، ويُمسكون عن الإنفاق في سبيل الله عز وجل أو في أي وجه من وجوه الإنفاق الشرعية ، بل وصل بهم حب الدنيا ومتاعها إلي أنهم نسوا الله عز وجل وتعاليمه ، فنسيهم الله جل وعلا .
- وعد الله عز وجل المنافقين شأنهم شأن الكافرين بالعذاب المقيم في جهنم ، ولعنهم في الدنيا والآخرة .

ثم تنتقل آيات سورة التوبة من الحديث عن المنافقين إلي الحديث عن " الأعراب " بدءا من الآية ( 90 ) ، فتوضح لنا الآيات الكريمة كيف أن الأعراب يسعون للتنصل من الجهاد في سبيل الله عز وجل بإبداء الأعذار الكاذبة ، وهم في حقيقة الأمر لا يرغبون في ترك حياتهم الآمنة المرفهة ، إلي أن نصل للآية ( 97 ) والتي تصف الأعراب بأنهم الأشد كفرا ونفاقا ، وكأن سورة التوبة بدأت بالحديث عن عموم المنافقين ، ثم بدأت تتحدث عن أعلاهم نفاقا وكفرا وهم " الأعراب " في ذلك الوقت ، فقد ذكرت عنهم الآيات الكريمة في سورة التوبة ما يأتي :
- بعضهم جاء ليعتذر عن الخروج للجهاد بأعذار كاذبة غير مقبولة شرعا ، ، والبعض الآخر ممن كذبوا الله ورسوله قعدوا دون إبداء أعذار .
- أخبر الله عز وجل نبيه أن يُعرض عنهم بعد عودته وعن أيمانهم الكاذبة ، مخبرا إياه بأن جزاءهم جهنم جراء تنصلهم من الجهاد في سبيل الله بأعذار كاذبة .
- ثم يخبرنا الله عز وجل بأن الأعراب أشد كفرا ونفاقا من غيرهم من المنافقين ، وأن منهم ممن لم يخرجوا وساهموا في النفقات يعتبرون ما أنفقوه مغرما ، ويتمنون السوء للمؤمنين المجاهدين ، وأن دائرة السوء ستدور عليهم بأمر الله عز وجل .
- وأخبرنا جل وعلا بأن من بين الأعراب ممن لم يخرجوا وساهموا في النفقات يعتبرون ما أنفقوه تقربا إلي الله عز وجل ، وأن هؤلاء سيدخلهم الله في رحمته لأنه هو الغفور الرحيم .
- كما أخبرنا الله عز وجل أن من الأعراب ومن أهل المدينة أناس مردوا علي النفاق أي استمروا عليه ، وأنه سبحانه وتعالي سيعذبهم مرتين ، ثم يردهم يوم القيامة إلي عذاب عظيم ، وأن منهم من خلطوا عملا صالحا بآخر سيئ ، وعسي أن يتوب عليهم جل شأنه لأنه هو الغفور الرحيم .
- وأن منهم من اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين ، يجمعون فيه من حارب الله عز وجل ورسوله ، وأن مثل هذا المسجد الضرار لا تجوز الصلاة فيه ، وأنه سوف يهوي بمن أقامه في نار جهنم .
- وكشف لنا الله عز وجل أن من بين هؤلاء الأعراب ثلاثة ممن تخلفوا ندموا علي ما فعلوا وضاقت عليهم أنفسهم ، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، فتحققت فيهم شروط التوبة فتاب الله عليهم وغفر لهم ، لأنه سبحانه وتعالي هو التواب الرحيم .
- ثم بين لنا الله عز وجل سبب هذه الأحكام بأنه ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، لأن جزاء الجهاد في سبيل الله عز وجل ثواب غير محدود .

أما الآيات الكريمة الواردة في سورة الفتح عن الأعراب فتقول عنهم :
- أنهم طلبوا من النبي صلي الله عليه وسلم أن يستغفر لهم لأنهم انشغلوا بأهلهم وأموالهم ، ويكشف لنا الله عز وجل أنهم لم يكونوا صادقين في طلبهم ، بل كانوا يظنون أن النبي صلي الله عليه وسلم لن يعود هو ومن معه من هذه المعركة ، وأن هذه الأفكار والتمنيات لديهم أخرجتهم من الإيمان إلي الكفر بالله ورسوله .
- وأنهم فوق ما فعلوه يطلبون من النبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين أن يصطحبوهم إلي حيث تكون الغنائم ، ليكشفوا عن ماديتهم الطاغية ، وحبهم للدنيا ومتاعها .

أما الآيات الكريمة الواردة في سورة الحجرات عن الأعراب فتقول عنهم :
- أن الله عز وجل نهي الأعراب عن أن يقولوا آمنا قائلا لهم قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم ، فالمؤمن صحيح الإيمان لا يتهرب من الجهاد في سبيل الله عز وجل حين تُرفع رايته .
- كما نهاهم الله عز وجل عن أن يمنوا علي النبي صلي الله عليه وسلم بإسلامهم ، قائلا لهم جل شأنه بل الله عز وجل يمن عليكم بأن هداكم للإيمان .
لم تكن قصة فرعون في القرآن الكريم للتسلية والترفيه ، ولكن لتبين لكل حاكم ومحكوم علي مر الأزمان مدي كراهية الله عز وجل للحاكم المستبد الطاغية الذي يكفر بالله ويظلم رعيته ، وما عسي أن يكون جزاءه في الدنيا والآخرة .
كذلك كانت قصة نبي الله " لوط " مع قومه معالجة قرآنية لأفحش رذيلة بشرية تهدف للقضاء عليها في أي مجتمع يعتنق دينا سماويا .
كذلك هي قصة أهل الكهف نبراس يهتدي به كل فتية آمنوا بربهم في أي زمن من الأزمان يتعرض فيه المؤمنون للبطش والتنكيل كما نشاهد في العديد من دول العالم فيما نسميه العصر الحديث .

علي هذا النحو ينبغي أن نفهم قصة " الأعراب " ، فهم ليسوا فصيلا واندثر ، وليسوا قبيلة بعينها وهي ليست قصة من التراث الأدبي ، ولكنها قصة تتجدد مع كل فئة من المسلمين تؤثر الحياة الدنيا علي الآخرة ، وتقدم النعمة علي المنعم ، وتضحي بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ علي متاع الدنيا ونعيمها ، وتعبث بآيات الله عز وجل وتتحايل عليها لتعطلها وتنفك عن الالتزام بها بالحجج الواهية والإدعاءات الكاذبة ، وتأبي الجهاد في سبيل الله عز وجل سواء بالنفس أو بالمال ، وقد تتمني الشر لدينها أو تسعي إليه ، وقد تفتك بأي فئة من المؤمنين لأنهم يرون الدين والمتمسكين به عبئاً علي استقرارهم وما يتمرغون فيه من النعم ، ولا مانع لديها من أن تعمل علي فشل الأمة بأسرها إذا كان لهم مصلحة من وراء ذلك ، ولا مانع لديهم من أن يتحالفوا مع أعداء الأمة إذا استطاعوا أن يحققوا من وراء ذلك نفعا أو يدفعوا خطرا محتملا علي ملكهم أو أملاكهم ، ولا مانع لديهم أن يعملوا علي إهدار الهوية الإسلامية في نفوس المسلمين حتي لا تصبح هذه الهوية أساسا لانتقاد سلوكهم وسوء أفعالهم .
وإذا فهمنا ذلك فإنني أعلن وبكل أسي وأسف أنه إذا كان الأعراب قلة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، فإن الأعراب الجدد من ذوي الأوصاف التي كشفها لنا القرآن الكريم أصبحت هي الفئة الغالبة في العالم الإسلامي ، قد لا يكون الأعراب الجدد هم الأكثر عددا ، ولكنهم أمسكوا بزمام الحكم في العديد من الدول الإسلامية الكبري التي أنعم الله عز وجل عليها بالثراء من الثروات الطبيعية بمساندة من أشد أعداء الأمة .
ابتكروا لأنفسهم نظريات فقهية باطلة فاسدة كالحاكم المتغلب ليجعلوا حكمهم بالقوة ذا سند شرعي ، أو " ولاية العهد " التي تجعل الشعب المسلم مالا مملوكا لملوكهم ينقله كل ملك لابنه من بعده بورقة من أوراق نقل الملكية .
حبهم للدنيا ونعيمها وما يعيشون فيه من قصور فارهة ، وبذخ في الطعام والشراب والملبس لا تخطئه عين ، ممتلكاتهم الخيالية الموزعة في كافة بنوك العالم الغربي الذي يناصب العالم الإسلامي العداء أمر لم يعد محل شك أو منازعة .
لا يستثمرون أموالهم إلا في الدول التي تناصب المسلمين العداء في العالم أجمع ، ولكي يحافظوا علي ملكهم حولوا أنفسهم إلي عبيد لهؤلاء الأعداء يأتمرون بأوامرهم حتي لو قالوا لهم شاركونا في تدمير الشعب المسلم في العراق مثلا بحجة أن لديهم أسلحة نووية ، فلا يترددون ثم يعلنون لنا بعد أن ألحقوا أشد الدمار بالشعب العراقي والذي لم يتوقف بعد عشرات السنين أن العراق لم يكن به أسلحة نووية .
لا مانع لديهم أن يشاركوا أعداء الأمة في تدمير سوريا والعراق للحفاظ علي حاكم عميل مثلهم لا تطمئن إسرائيل لغيره وغير نظامه في تحقيق أمنها وأمانها ، ويعلنوا لنا أنهم فعلوا ما فعلوا حفاظا علي سوريا من تنظيم الدولة الإرهابي ، فإذا سألتهم وماذا عن التنظيمات الإرهابية الشيعية التي تقتل أهل السنة وتمثل بجثثهم في سوريا والعراق ، لن يستطيعوا الرد لأن أسيادهم هم من يحددون من الإرهابي ومن المعتدل في العالم .
لا مانع لديهم أن يدمروا اليمن بحجة مساندة الشرعية في الوقت الذي يدمروا فيه مصر لمساندة الانقلاب ، لأن الحجة هنا وهناك مجرد دعايات أما الحقيقة فهم ينفذون ما تطلبه أمريكا وإسرائيل ودول أوربا ، أو يتبادلون المصالح معهم ، فتترك لهم أمريكا شيعة اليمن مقابل أن يشاركوا هم في دعم الانقلاب في مصر ، ولديهم أئمتهم ممن يتلاعبون بآيات الله عز وجل علي أهبة الاستعداد لإصدار أي فتاوي تُطلب منهم .
 الأعراب الجدد أمسكوا بزمام الحكم في معظم الدول الإسلامية لاسيما دول البترول العربي ، وراحوا يعيثون في أرض الإسلام فسادا متحالفين مع الأعداء التقليدين للعالم الإسلامي المذكورين في القرآن الكريم والذين يناصبون المسلمين العداء منذ فجر الإسلام ، ويطلقون علي آخر تحالفاتهم الحرب العالمية علي الإرهاب ، بينما هي حرب عالمية علي الإسلام والمسلمين ، أشعلت النيران في كل الدول الإسلامية تدمر أهلها وثرواتها .
ونظرا لخطورة المنافقين علي العالم الإسلامي وعلي رأسهم " الأعراب " قال الله عز وجل :
"  إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا "                         النساء - ﴿١٤٥﴾
كما قال جل وعلا :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ "
                          التحريم - (9)
وهو ما نفهم منه أن العالم الإسلامي في حاجة إلي مجاهدة " الأعراب الجدد " كحاجته لمجاهدة الكفار باعتبار الأول رأس النفاق وسند الكافرين ، وإلا ستضيع الأمة الإسلامية نتيجة التحالف المبرم بين الأعراب الجدد وبين ألد أعداء الأمة .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .

 

         

 








هناك تعليق واحد :

  1. تفسير موجه الهدف منه تشويه صورة العرب.فليس كل الاعراب كفارا إنما من اتصفوا بالغلظة والبعد عن الدين وتحكيم العرف القبلي بدل الدين والبعد عن مجالس العلم إنما هم الاعراب....

    ردحذف