الأحد، 12 يونيو 2016

الدكتور عائض القرني والانقلاب العسكري في مصر .



 
دكتور عائض القرني
في إحدي محاضراته تحدث الدكتور / عائض القرني عما أسماه " المخططات العشر لتدمير الإسلام وأهله ، يقول فيها :
إن أعداء الإسلام لا يألون جهداً في محاربة هذا الدين والقضاء عليه بكل وسيلة ، ويمكن إجمال خططهم لتدمير الإسلام وأهله في عشر خطط ؛ وهناك الكثير من الوسائل التي ينبغي الأخذ بها لرد عدوانهم وإفساد مخططاتهم وإجمالها في ثمان وسائل.   
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أمَّا بَعْد :
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وعنوان هذا الدرس "عشر خطط لتدمير الإسلام" وهذا اليوم هو مساء السبت الحادي عشر من شهر محرم عام (1413هـ) وقبل أن أبدأ , أستأذنكم في هذا الهتاف ؛ أسأل الله أن يستجيب دعاءنا وأن يكشف كربنا ، اللهم أعز الدين وأعز حملته ، اللهم أيد عبادك الصالحين و احفظ أولياءك المؤمنين ، وثبت أقدام المجاهدين ، اللهم اجعلنا في كنفك آمنين ، وفي سترك معافين ، وفي حمايتك مطمئنين ، اللهم آمن روعتنا ، واستر عورتنا ، وثبت حجتنا ، وارفع كلمتنا ، وأزل فزعتنا ، اللهم إنا نسألك الهداية والسداد والرشد والتوفيق ، إنك على كل شيء قدير. وقبل أن أبدأ , أوجه تحية عامة لمن حضر , وأعلن - كما أعلنت من ذي قبل على هذا المنبر الشريف - حبي لهم في الله عز وجل ، فعسى الله أن ينفعنا بهذا الحب الباقي الممتد إلى عرصات القيامة , بل إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، ثم أوجه تحية خاصة لضيوفنا المصطافين الذين حلوا علينا ضيوفاً كراماً ، وأحبة مبجلين , نسأل الله أن ينفعهم بهذه الأيام ، وأن يجعلهم مطمئنين سعداء مرتاحين بما رأوا وبما شاهدوا ؛ وإنه لشرف عظيم لنا أن نستقبل هذه النماذج الملتزمة المتجهة إلى الله عز وجل المتمسكة بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أيها الأحباب :
هذه العشر الخطط , تكلم عنها كثير من المفكرين والعلماء ، وهي خطط عشر لا يتجاوزها تخطيط الغرب أو غيره لتدمير هذا الدين ، والحمد لله الذي جعل الإسلام الآن حديث الناس ، حديث الصديق والعدو ، وأصبحت وكالات الأنباء تتحدث عن الإسلام , وأصبح حديث الساعة والمقولات والصحف والدوريات كله عن الإسلام ؛ ولكنهم لا يسمونه الإسلام بهذا الاسم الجميل المعروف من ذي قبل ؛ وإنما ينسبونه إلى من يحمله ؛ بوصم هو عندهم كالأصولية أو كالمتطرفين أو نحو تلك من العبارات ، فلا يهمنا ذلك والله يقول :
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ  {البقرة :120
 وإنا لنعلم علم اليقين أنهم لن يهدءوا ولن يرتاحوا حتى يدمروا هذا الدين ويدمروا حملته ، ولكن عزاؤنا أن الله يقول :
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }  الحجر:9.
والعالم الغربي الآن بإعلامه يوجه الضربات تلو الضربات ، أما الإعلام العربي فهو يأخذ معلوماته من ذاك الإعلام ، فهو كالببغاء يردد فقط ما ينشر هناك ويذاع ويكتب ؛ فلا يأتي بجديد , حتى إنه قد يذاع وقد ينشر ما يكرر هناك من عداء للإسلام لكنه لا يكتشف.
المهم أن هذه الخطط مجملة في عشر خطط لتدمير هذا الدين وإبادة أهله ، وقبل أن أبدأ أقول :
لا تتشاءموا ولا ينظر أحدكم نظرة سوداوية لما يرى وما يسمع من سجون فتحت في بعض البلدان وضربات موجعة على حملة الدين , ومن قتل وإعدام وحشود عسكرية يصنعها الكافر المستعمر أو أذياله ؛ فإن المستقبل لهذا الدين قال تعالى :
{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ { المجادلة :21  
والعاقبة للمتقين كما وعد الله :
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } غافر : 54-52
وأبشركم - وهذا ليس بخافٍ عليكم وليس من الأسرار التي توزع على الجلاس , ولكنه أصبح علناً على مستوى العالم - أن الانتصار في هذا القرن خير من القرون التي مرت قبله بأربعة قرون أو بخمسة ، فبشائر النور قد أطلت والحمد لله ، فالمستقبل بإذن الله للإسلام ، سواء في أفغانستان أو البوسنة والهرسك ، أو الجزائر ، أو تونس ، أو السودان أو اليمن ، أو أي مكان ، مهما يوجه للإسلام هنا أو هناك من ضربات من الأنظمة أو غيرها ، فإن المستقبل - بإذن الله - له والمسيرة خالدة , والاتجاه منضبط على الكتاب والسنة في الجملة ، فلا تيئسوا من روح الله ، ولا توهن أعضاؤنا أو قلوبنا مما نسمع أو مما نشاهد ؛ فإن الله عز وجل أخذ على نفسه أن يتخذ شهداء , وأن يبلي المؤمنين بذنوبهم , وأن يمحصهم بزلازل :
{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }  العنكبوت :2-3.
ثم حدد الدكتور / عائض القرني هذه الخطط في الآتي :
 المخطط الأول : إسقاط الخلافة .
المخطط الثاني : القضاء على القرآن والسنة .
 المخطط الثالث : تدمير أخلاق المسلمين وعقولهم .
المخطط الرابع : القضاء على وحده المسلمين .
المخطط الخامس : تشكيك المسلمين بدينهم .
المخطط السادس : إبقاء العرب ضعفاء .
المخطط السابع : إنشاء دكتاتوريات في العالم الإسلامي .
المخطط الثامن : إبعاد المسلمين عن القوة الصناعية .
المخطط التاسع : إبعاد المسلمين عن الحكم .
المخطط العاشر : إفساد المرأة وإشاعة الانحراف الجنسي .
ويعنينا أن نشير إلي أن مقدمة المحاضرة التي عرضناها فضلا عما جاء في المخططين السابع والتاسع يعكسان القواعد النظرية التي تفسر الانقلاب الذي وقع في مصر ، حيث يقول الدكتور عائض القرني تحت عنوان " إنشاء دكتاتوريات في العالم الإسلامي " :
يقول جلال العالم في كتابه : المسألة السابعة إنشاء دكتاتوريات في العالم الإسلامي ، يقول المستشرق الأمريكي سميث الخبير بشئون باكستان :
" إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي في ظل أنظمة ديمقراطية ، فإن الإسلام سوف ينتصر في هذه البلاد ، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها ".
يقول محمد أحمد الراشد في ثلاثة أشرطة اسمها : ( النظام العالمي الجديد ) وأنا أوصيكم بسماعها , ألقاها قبل سنة ، قال :
" الديمقراطيات فرصة لانتشار الإسلام ، أما الدكتاتورية في العالم الإسلامي ففرصة لسحق الإسلام" فيبشر قائلا : النظام العالمي الجديد فرصة لانتشار الدين ، أرادوا هم حرب الدين ، لكن النظام العالمي وأمريكا تتبنى الحكم الديمقراطي ، وهو حكم الشعب بالشعب ، فيقول : هي فرصة لانتشار القرآن والسنة وبشروا مَن وراءكم بالخير .
الآن سقوط ما يسمى بـالاتحاد السوفييتي فرصة لانتشار الدين والحمد لله ، أخبركم بشيء لكن لا تخبروا به أحدا ، فهو سر بيني وبينكم ، أصبحت المآذن في إحدى عشرة جمهورية إسلامية – الآن - ترفرف ولها صولة وهدير بـ ( الله أكبر الله أكبر ) إحدى عشرة جمهوريةً تهتز اهتزازاً بالأذان ، أصبح القرآن يدخل في كل بيت في الاتحاد السوفييتي الشريط الإسلامي أصبح يصل إلى هناك الحجاج والمصلون ، فهذا انتصار لهذا الدين ...........
(29) .
يقول وزير خارجية فرنسا الأسبق :
" إن الخطر لا يزال موجوداً في أفكار المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم لكنها لم تثبط من عزائمهم " انظر الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار صفحة (19) . ولذلك وجدت مذابح من أجل لا إله إلا الله ، هل تتصور أن يقع في العالم الغربي أو الشرقي مثل مذبحة حماة التي قتل فيها ما يقارب ثلاثين ألف مسلم موحد قتلوا في يوم واحد ؟ ! هل يقع هذا في أمريكا أو يقع في أي بلد ؟ هل تتصور أن حلبجة يقتل فيها ما يقارب ستة عشر ألف في يوم واحد ، أين يقع ؟ وهل تتصور أن في الجزائر , في الصحراء في شدة الحرارة التي تبلغ خمسين درجة يسجن ثلاثين ألف مسلم ؟! وفي تونس يسجن مثلهم ؟! ولكن منظمات العفو الدولي وحقوق الإنسان ، لا تلتفت إلى المسلمين ، أما إذا سجن أحدهم في أمريكا أو في بولندا أو في فنزويلا ناصروه ، أما هذا العالم فمسكين يشكو حاله إلى الله !

هكذا يكشف لنا الدكتور عائض القرني أن أعداء هذه الأمة من خارجها ومن داخلها حريصون علي أن تظل الدكتاتوريات القائمة التي تحكم العالم الإسلامي مستمرة ، وأن استمرارها هو أقوي أسلحة أعداء الأمة ، لأن الحكم الدكتاتوري يمنع انتشار الإسلام من جهة ويعرقل نهوض الأمة من جهة أخري ، ثم يضيف في المخطط التاسع تحت عنوان " إبعاد المسلمين عن الحكم " :
ومن مخططاتهم سعيهم المستمر لإبعاد قادة المسلمين الأقوياء عن استلام الحكم في دول العالم الإسلامي حتى لا ينهضوا بالإسلام ، فيريدون بدل "حكمتيار" في أفغانستان "صبغة الله مجددي" ، لأنه غربي ميله إلى هناك ، و حكمتيار قوي مسلم على الكتاب والسنة ، الشيخ عبد الرسول سياف طالب علم داعية ، ويونس خالص عالم حنفي فيه خير كثير ، فهؤلاء يخافونهم فيريدون أشخاصاً ذائبين .
يقول المستشرق البريطاني "مونتجمري" في جريدة تايمز اللندنية من آذار من عام 1968م :
" إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام ؛ فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى" انظر كتاب الحلول المستوردة صفحة (11). ويقول جب :
" إن الحركات الإسلامية تتطور بصورة مذهلة تدعو إلى الدهشة ، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها ، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة ، ولا ينقص المسلمين إلا ظهور صلاح الدين من جديد "
انظر الاتجاهات الحديثة في الإسلام صفحة (365) عن" الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر " الجزء الثاني صفحة (206) يقول :  
" إذا ظهر عند المسلمين صلاح الدين من جديد فقل على الغرب السلام ".
أيا صلاح الدين هل لك عودةٌ 
                فإن جيوش الروم تنهى وتأمرُ
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم 
               وجيشك في حطين صلوا وكبروا 
تغني بك الدنيا كأنك طارقٌ
               على بركات الله يرسو ويُبْحِرُ 
وقد سبق أن ذكرنا في بعض المحاضرات قول بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل السابق يقول :
" إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد "..........
ويقول دكتاتور البرتغال : " أخشى أن يظهر من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا ويكون كمحمد " عليه الصلاة والسلام ، .................
فأعداء الأمة حريصون كما يري الدكتور عائض القرني ألا يتولي حكم المسلمين نظام إسلامي ديمقراطي متمسك بالقيم الإسلامية ، لأن هذا من وجهة نظرهم سوف يوحد صفوف المسلمين ويجمع الأمة علي كلمة سواء ، ويؤدي إلي نهضتها .
وهذه الرؤية التي عرضها فضيلة الدكتور عائض القرني ، هي ما حدث في مصر بعدما اختار الشعب المصري أول رئيس منتخب انتخابا صحيحا علي مر تاريخ مصر ، وما أن قام الرئيس مرسي فك الله أسره بالتعامل - مع مسألة غزة ومسالة أمن إسرائيل وثورات الربيع العربي في سوريا وليبيا وما يحدث في العراق – علي النحو الذي يتفق مع هوية الشعب المصري ذي الأغلبية المسلمة ، حتي تحالف ضده الأعداء الخارجيين ممثلين في أمريكا وإسرائيل وبعض دول أوربا مع العسكر المصري وهم أعداء الداخل وانقلبوا عليه لتعود ريمة إلي عادتها القديمة ، وليتعامل العسكر مع حركة حماس كحركة إرهابية ومع إسرائيل علي أنها الصديق المقرب الذي يستحق الحماية والأمن ولو علي حساب أرواح المصريين الغالية في سيناء ، ويتعاملوا مع الأزمة العراقية والسورية والليبية بما يتفق مع الأجندة الأمريكية ، لا ما يتفق مع إرادة الشعوب الثائرة علي ظلم الأنظمة المستبدة التي عانت منها عشرات السنين .
فهل يمكن أن نستفيد من علماء الأمة الإسلامية الذين يجاهرون بكلمة الحق في الزمن الصعب ، زمن النفاق والذمم الخربة التي تتربح علي دماء المسلمين في العالم الإسلامي أجمع .
والمحاضرة منشورة علي النت بعد أن تم تفريغ محاضرة الدكتور عائض القرني الصوتية كتابة .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق