الأحد، 12 يونيو 2016

الدكتور عوض القرني أيد الثورة المصرية ورفض الانقلاب .



 
الدكتور عوض القرني

هذا هو البيان الذي أصدره الدكتور/ عوض القرني العالم الجليل والفقيه بشئون الدين والسياسة معا تعليقا علي نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بالرئيس مبارك يقول فيه :
تهنئة وتحية وإجلال واحترام لشعب مصر العظيم الذي توجه إلى قاعدة الاستبداد والظلم والعمالة و الخيانة والفساد بكل صوره وأشكاله والحرب لله ورسوله فزلزل بنيانها وهز أركانها وجعل عاليها سافلها وقدم في سبيل ذلك من التضحيات الغالي والنفيس بصورة حضارية راقية بهرت العالم و أصبحت معلما تفخر به أمتنا في تاريخ البشرية المعاصر.
لقد أعادت هذه الثورة المباركة لأمتنا وجهها الأصيل و أملها في المستقبل المشرق بالوحدة و النهضة والتحرير .
لقد خلطت هذه الثورة الكثير من الأوراق وأعادت النظر في كثير من المفاهيم و غيرت ترتيب كثير من الأولويات .
لقد فاجأ الشعب المصري النظام الظالم ومريديه من الفاسدين و المجرمين و مناصريه الإقليميين من الجهلة الساذجين والخائفين وأسياده من الصهاينة و المستعمرين فأتاهم الله جميعا من حيث لم يحتسبوا و أعلن الشعب العظيم من أول يوم أهدافه المتمثلة في سقوط النظام و إلغاء قانون الطوارئ و تعديل الدستور أو تغييره وحل المجالس المزورة وإطلاق السجناء السياسيين فواجههم النظام البائد بالاعتقال و الحديد والنار وإطلاق وسائل إعلامه بالكذب والافتراء على الأخيار الأبرار من شباب مصر و اتهمهم بالعمالة لقوى خارجية وأجندة أجنبية ووقفت الأمة كلها وراء شعب مصر العظيم ووراء ثورته المجيدة إلا شراذم قليلة من الساسة والإعلاميين الذين أرادوا أن يطفئوا نور الحق بظلام الباطل لكن عصر ثورة الاتصالات والفضائيات كشفت الحقيقة وكانت همزة الوصل بين أفراد الشعب المصري .
و كذلك مع مناصريهم في كل مكان و مارس النظام من الأساليب القمعية الإجرامية ما لم يخطر على بال أحد مما زاد حماس الناس و التفافهم حول أهداف الثورة النبيلة و استنصر النظام البائد و أشياعه في المنطقة بأمريكا و خوفتهم بأن البديل هو الفوضى أو الإسلاميين وألقت إسرائيل والصهيونية بثقلها وراء النظام العميل وترددت أمريكا بين الانحياز للشعب للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مصالحها أو الانحياز إلى ضغوط الصهيونية و أنصار حسني مبارك في المنطقة و لذلك اضطربت قراراتها مما أوهم رأس النظام العميل أن في إمكانه المناورة و البقاء و قمع الشعب و ثواره النبلاء لكن ذكاء الثوار و زخم الجماهير و صلابة أرادتهم وقبل ذلك توفيق الله أسقطت كل المناورات و لم تنفع التنازلات الهامشية و تضحية النظام ببعض سدنته لحماية رأسه و بقاء جوهره و الالتفاف على الثوار أو جرهم إلى أعمال دموية تفرق الجماهير من حولهم و مازال الثوار ثابتين على مطالبهم مبادرين للاستجابة المناسبة للتطورات المتلاحقة حتى سقط رأس النظام ، و تحققت أولى الثمرات التي نادى بها الأحرار و في هذا المقام أوجه الرسائل الآتية :

الرسالة الأولى لشعب مصر و ثورته المجيدة :

أنتم الأساتذة لكنها مشاعر نحوكم أيها النبلاء ، إن الفرحة بسقوط الطاغوت عظيمة لكن لا يجوز أن تشغلكم الفرحة عن الاستمرار في ثورتكم حتى تتحقق جميع أهدافكم ، لقد أنجزتم هدم أكثر بنيان الباطل وزيغه وزيفه لكن مخالبه القذرة وشباكه الخفية مازالت قائمة ، وستحاول أن تسرق منكم إنجازكم و تضيع انتصاركم وتدخلكم في متاهات وصراعات لا حدود لها يدعمهم قوى عالمية و إقليمية و طوائف محلية

الرسالة الثانية للشعوب العربية و الإسلامية :

لقد أثبت الشعب المصري أنه مهما كان جبروت الظالم ومهما كان بطشه و مهما كان الدعم له من الأعداء أنه أمام صبر وثبات و تضحيات الشعوب يتلاشى و يذهب و يضمحل و أن كيد الشيطان كان ضعيفا و أن الله لا يصلح عمل المفسدين و أن الباطل إلى زوال و أن الحق هو الباقي و لذلك لا تيأسوا و لا تضعفوا و لا تجبنوا و لا تتهوروا واعلموا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
 
الرسالة الثالثة إلى حكام العرب و المسلمين :

أقول لمن كان منهم له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد اصطلحوا مع ربكم و شعوبكم و تاريخكم و أصالتكم و انفضوا أيديكم من الركون لإسرائيل و أنصارها في الغرب و أغلقوا آذانكم و أبوابكم في وجوه الفاسدين من بطانة السوء و التفتوا لمصالح شعوبكم و حاجاتها و قضايا أمتكم و آمالها و اعلموا أن أمر الله إذا جاء لا راد له و أن أمريكا لا يهمها عملاؤها إنما يهمها مصالحها.  

الرسالة الرابعة إلى الغرب و بخاصة عقلائه من الساسة و المثقفين :

الغرب الذي شكل غطاء وحماية للاستبداد والفساد والظلم في منطقتنا مقابل قبول هذه الأنظمة بإسرائيل علنا أو إسرائيل حتى لو كان ثمن ذلك باهظا من مستقبل الشعوب و مصالحها . أقول لهؤلاء الغربيين إنكم بهذا السلوك الخاطئ تجنون على مستقبل مصالحكم ومصالح شعوبكم في هذه المنطقة الهامة من العالم ، إن شعوبنا لن تقبل باستمرار أن يصادر حقها في الانتماء لهويتها و ثقافتها و الدفاع عن قضاياها و مصالحها و مستقبلها ووحدتها ونهضتها إن أمتنا لن تقبل من الغرب دعمه للاستبداد و الفساد وانتهاك الحقوق ونهب الثروات .
إن احترام خصوصيتنا والقبول بالشراكة معنا والتخلي عن روح الهيمنة وإعطاؤنا حق تقرير مصيرنا كعرب ومسلمين وعدم ازدواج المعايير في التعامل معنا ، ومع قضايانا هو الضمانة الوحيدة لقيام علاقة سليمة و نظيفة و طبيعية بين منطقتنا و الغرب و بخاصة أمريكا .
نسأل الله أن يحفظ مصر و شعبها الحر الأبي من كل مكروه وأن يحقق لهم العز والسيادة والأمن و التقدم .
د . عوض بن محمد القرني
13 فبراير 2011م
لقد كشفت رسائل الدكتور / عوض القرني عن فهم عميق للثورة المصرية ، أسبابها ، وأعدائها ، ولذا جاءت رسائله للشعب والثوار وللغرب كما لو كانت نبوءات ، فما حذر منه الثوار حدث ، وما حذر منه الغرب حدث ، وضرب الإرهاب كل دول العالم وأصبح حقيقة وواقع بعد أن ذكر السيسي أنه إرهاب محتمل ، وتضررت مصالح الغرب ، ولو كان الجميع قد استمعوا لتحذيراته لكان الاستقرار هو سمت المنطقة بالكامل والعالم أجمع .

وبعد أن حدث الانقلاب العسكري في مصر نشر الدكتور / عوض القرني عدة تغريدات تحت عنوان لماذا أرفض الانقلاب في مصر يقول فيها :

1- لأنه أسقط بالقوة حكما شرعيا اختاره الناس طواعية ولأنه ظلم وإقصاء للسواد الأعظم من الشعب ولأنه تمكين لمن رفضهم الشعب مرارا .
2- لأنه تجمع تحت رايته الشبيحة والبلطجية في الشوارع والنبيحة في الفضائيات والأشباح في التويتر والفيسبوك والأجراء في الصحافة .
3- لأن السكوت عنه والسماح له بالبقاء سيجعل ملايين الناس يكفرون بأي تغيير و إصلاح سلمي ويتجهون لحمل السلاح لأنه منطق الانقلاب .
4- لأنه يجعل شعب مصر العظيم أضحوكة بين الأمم فالشاويش يعين الرئيس والدمية يعين رئيس الوزراء ورئيس الوزراء يعين الشاويش وزيرا .
5- لأنه من بدايته لا شرعي ولا قانوني فالضابط المنقلب يعلن وقف العمل بالدستور والرئيس الدمية بعده بيوم يقسم على احترام الدستور .
6- لأنهم يعلنون بوضوح هدفهم فيقول البرادعي : لن نتخلى عن مبادئنا أبدا نحن نريد مصر علمانية
7- لأنني أومن بأن ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى(  .
8- لأنني أؤمن بقول الملهم الراشد رضي الله عنه:(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتكم أحرارا ).
9- لأنني أؤمن بأن أمتنا لن تستعيد مجدها وتبني نهضتها إلا بالعودة لدينها وإقامة العدل والسلام والحوار بدلا من الظلم والاستبداد .
10- لأني أرفض قيام ضابط في بلدي بإسقاط الحاكم و الاستيلاء على السلطة وتنصيب دمية في يده والمسلم من أحب للمسلمين ما يحب لنفسه .
 11- لأن الله حرم على المسلم إقرار الظلم والمنكر والفساد والكذب وموالاة أعداء الأمة وهذه كلها اجتمعت في الانقلاب فهل أعصي الله .
 12- لأني أقرأ الآن على الشاشة قول "شامي هافي" زعيم صهيوني إن انقلاب السيسي أكثر الأخبار سرورا لإسرائيل من سنين وكان بالتنسيق معنا .
13- لأن الجيوش حين تتسلط على شعوبها وتشتغل بالسياسة عن حماية الأمة والوطن فإنها لا تجني إلا الهزائم من عدوها وعداوة شعبها .
14- لأنه انطلق من نقض العهود والعمالة والتنسيق مع الأعداء وابتدأ بإغلاق الفضائيات والصحف الإسلامية وفتح السجون للدعاة والعلماء .
15- لأنه أجمع على تأييده أعداء الأمة إسرائيل وبشار وإيران وأمريكا وروسيا وغلاة علمانيي العرب من يسار ويمين وفاسدي الأخلاق والمال .
16- لأنه إبعاد للصالحين الممثلين لهوية الأمة برضاها وتمكين للماركسيين والناصريين واللبراليين والأقباط والفاسدين غصبا عن الأمة.
17- لأن المفتين بالقطعة سيفتون غدا أي ضابط يستطيع القيام بانقلاب في بلدي فهم تحركهم المصالح وليس المبادئ وإلا أين عدم الخروج .
جزاك الله خيرا يا دكتور / عوض القرني قلت كلمة الحق عن علم بأحكام الدين وإلمام بالأحوال السياسية في مصر والعالم الإسلامي كله .
وللأسف الشديد ما كان للحكام المستبدين في كافة الدول الإسلامية أن تستمع لهؤلاء العلماء الصادقين الشرفاء الذين يبتغون وجه الله عز وجل ، فقد منحوا عقولهم وقلوبهم لأولئك الفاسقين الفاسدين ممن يصيدون في الماء العكر ليحصلوا علي منصب أو عطية ، فيصرحون بغير خجل أن السيسي ووزير داخليته / محمد إبراهيم من رسل الله جل وعلا عن أن يرسل مجرمين لهداية عباده ، أو كذلك الذي يقول أن السيسي من جنود الله جل وعلا عن أن يتخذ جنودا لقتل خيرة عباده واعتقالهم وتعذيبهم دون وجه حق لا لشيء سوي البقاء في السلطة رغم أنف الشعب ، أو أولئك القساوسة الذين يصفوه بالمسيح المخلص حتي يحفزوه علي قتل المسلمين والفتك بهم تمهيدا لاسترداد مصر التي صرحوا في مواضع لا تحصي أنها دولتهم .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .








ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق