الثلاثاء، 3 فبراير 2015

الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية .(11)



مؤتمر شيكاغو هو أحد المؤتمرات التي عقدها الاتحاد القبطي العالمي بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية يومي 19 ، 20/10/2007 ، ودونت موسوعة التاريخ القبطي تفاصيل المؤتمر من حيث المشاركين ، ومن حيث الأوراق والأبحاث التي شاركوا بها ، كما نشرت الموسوعة ما نشرته الصحافة عن المؤتمر من أخبار وما أجرته من حوارات مع القائمين علي المؤتمر .
والحقيقة أنني لن أنقل كافة تفاصيل المؤتمر مثلما فعلت مع مؤتمر زيورخ ومؤتمر نيويورك ، وإنما سوف أقتصر علي عرض ما من شأنه أن يفسر لنا أسباب مشاركة الأقباط في تدبير الانقلاب والمشاركة فيه بشكل علني وقوي .
ذكرت موسوعة التاريخ القبطي أن أربع عشرة منظمة قبطية حضرت المؤتمر ، وأنه تم تقديم العديد من الأبحاث منها : -
"اجتناب التصنيف" ، "خانة الديانة في أوراق الهوية " ، " فضح الإسلام الراديكالي " ، " أسلمة التعليم المصري " ، " الأقباط بين الحكومة والإسلاميين " ، " إقصاء الإخوان سياسيا " ، " التعامل مع الإعلام المصري " ، " الإعلام القبطي " .
هكذا صراحة ودون مواربة إقصاء الإخوان سياسيا .
وقد وجه المؤتمر توصيات لأجهزة الدولة المصرية نذكر مها : -
- تفعيل مواد الدستور التي تؤكد حق جميع المواطنين في مواطنة غير منقوصة (مادة:1) ، وأن جميعهم لدى القانون سواء بل هم متساوون لا تمييز بينهم (مادة:40) ، وإعادة النظر في تلك المواد المناقضة والمعيقة لتفعيل المواد السابقة، لاسيما تلك التي تكرس التفرقة وعدم المساواة ( المادة2) .
طلب واضح وصريح بإلغاء المادة الثانية من الدستور واعتبارها مناقضة لمبدأ المساواة والمواطنة .
- إعمالاً لمبدأ المساواة : يجب تنقية الأنظمة الإعلامية بكافة أشكالها ، والمؤسسة التعليمية – مناهج وممارسات - مما يحض على عدم احترام غير المسلمين من المواطنين ، وإتاحة مساحة من البث الإعلامي المسموع والمرئي الحكومي للأقباط أسوة بشركائهم في الوطن .
- تأكيد الهوية القومية المصرية ، وليست الدينية - كما هو حادث الآن- والتعبير عن ذلك بإلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية ، ونشر الوعي بالتاريخ الوطني المصري لاسيما تلك الصفحات التي تعزي تنمية الشعور المتبادل بالحب والاحترام بين جميع المواطنين سواسية ، وتدريس التاريخ القبطي – كمرحلة من مراحل التاريخ المصري -  بالمدارس والجامعات .
- تأمين الحماية الأمنية الكاملة للأقليات ، ومعاملتهم بكل احترام ، والمساواة في عقاب عادل رادع لكل المخالفين والممارسين لأعمال العنف.
ثم ناشد المؤتمر جميع الأقباط بأهمية توحيد الصف ، والتعبير عن مطالبهم المنشودة بأنفسهم ، ونزولهم إلى ميادين المشاركة السياسية ، وممارسة الحقوق الدستورية المكفولة لهم كاستخراج البطاقات الانتخابية ، والمشاركة الفعالة في كافة الانتخابات بما في ذلك العامة والمحلية والنقابية ، العمل على تنمية الموارد المالية المساندة للحركة القبطية ، على أن يضطلع رجال الأعمال القبط بالدور الرئيسي في هذه الرسالة ، والتأكيد على المسئولية الشعبية الجماهيرية في المشاركة أيضاً ، بغية تأسيس مراكز للأبحاث والدراسات القبطية ، وكذا المراكز الخاصة بالرصد والتسجيل الوثائقي للأحداث والوقائع المختلفة ، وجميعها تعمل على إعادة كتابة التاريخ المصري بأكثر صدق وأمانة علمية " أمة بلا تاريخ هي أمة بلا مستقبل "، والبدء في تأسيس نواة بث مرئي معني بالشأن القبطي .
ثم وجه المؤتمر التحذير لشركاء الوطن بقولهم : عليكم الوعي بأن هويتنا المصرية هي الهوية الأصيلة لنا جميعاً ، وهي الهوية الباقية والمستمرة ، فلنصطف معاً لمجابهة فيروسات هويات غريبة اقتحمت بالفعل أجواء الوطن .
ولاشك أن هذا التحذير الأخير يعكس ثابت من ثوابت مؤتمرات الاتحاد القبطي العالمي الذي تشارك فيه شخصيات مسيحية غربية وشخصيات يهودية ممن شاركوا في تقسيم السودان وغير ذلك من الأحداث الجلل ، إنه التحذير من الهوية الإسلامية والتي هي من منظورهم ومنظور شركائهم من العسكر وبنص تعبيرهم " فيروسات هويات غريبة اقتحمت أجواء الوطن " .
كما نقلت لنا الموسوعة مقالا كتبه شارل المصري بصحيفة المصري اليوم بعددها الصادر بتاريخ 21/10/ 2007  يغطي فيه فعاليات المؤتمر ، وأورد المقال حديثا للسيد / كميل حليم رئيس التجمع القبطي في الولايات المتحدة يقول فيه : -
" لن نسكت عن ذلك لأننا مصريون وطنيون ، محذرا من أن الحكومة تحارب الإخوان المسلمين جسمانيا بوضعهم في السجون ولكن أفكارهم تنتشر وهو خطر كبير علي مصر والأقباط.  وطالب حليم بضرورة عدم ترك أفكار الإخوان تنتشر مكررا تحذيره بأنه إذا لم تكن هناك ديمقراطية سيستولي الإخوان علي مصر .
وفي مجال الكشف عن مشاركة الأجانب في مؤتمرات الاتحاد القبطي العالمي تقول الموسوعة :
وفي كلمته أكد " فرانك وولف " عضو الكونجرس الأمريكي أن القضية القبطية قضية عادلة ولابد أن يشترك فيها أقباط المهجر مشددا علي عدم التفرقة بين الأديان أو المذاهب في الدين الواحد لأن الناس كلهم متساوون ، وقال : علي الحكومة المصرية أن ترسل سفيرا قبطيا إلي الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة ، منتقدا هيئة المعونة الأمريكية لأنها صرفت أموالا كثيرة في مصر ولم تؤت بأي نتيجة - علي حد قوله - مطالبا إياها بأن تربط المعونات التي تقدمها إلي مصر في المرحلة المقبلة بتحسن سجل حقوق الإنسان .
وحثي لا يصيبك اليأس أخي القارئ وأخي الثائر من مواقف مشايخ السلطان أمثال شيخ الأزهر / أحمد الطيب والمفتي السابق / علي جمعة والمفتي الحالي وأحمد كريمة وميزو ومظهر ، ولتعلم أن هذه النوعيات موجودة منذ فجر الإسلام ، وها هي موسوعة تاريخ الأقباط تنقل لنا حديثا عمن تطلق عليه الدكتور / أحمد صبحي منصور فتقول :
وفي تعليقه علي كلمات المشاركين في أول أيام المؤتمر أعلن الدكتور أحمد صبحي منصور المفكر الإسلامي المعروف أنه قام بتزويج ثلاث فتيات مسلمات إلي ثلاثة رجال مسيحيين تطبيقا  علي حد قوله  للفقه الإسلامي السليم وقال منصور: إن الفقه الإسلامي الحالي ليس فقها سليما  وأضاف : إنه مسلم ومسلم حتي النخاع ويدافع عن أقباط المهجر ويعرض نفسه وأسرته للاضطهاد لأنه يؤمن بالقضية القبطية من منظور حقوقي .
كما كشفت لنا المصريون في تغطيتها للمؤتمر ما يأتي :
" كما أكدوا على أهمية تأسيس آلية جديدة لإعلام قبطي لإصدار صحف وقنوات فضائية مسيحية ، بذريعة الكشف عن الحقيقة المطلقة في أي أحداث تحدث في مصر يكون الأقباط طرفا فيها ، وأن يتولى هذا الإعلام إبراز دور الكنيسة التبشيري وكذا إبراز القضية القبطية بشكل عادل . كما ركز المتحدثون أيضًا على تشكيل فريق من المحامين الأقباط تكون مهمته ملاحقة رجال الأعلام والصحفيين في مصر، وأبدوا ترحيبًا بما أقدم عليه كميل حليم رئيس المؤتمر من رفع دعوى قضائية ضد الزميل محمود سلطان رئيس تحرير " المصريون " ومحرر هذا التقرير .
ولعل مجموعة قضايا السب والقذف التي أقامها ضدي رجل الأعمال / نجيب ساويرس وهو واحد من أهم الشخصيات المعنية بالأنشطة القبطية سالفة الذكر والتي أعلنني بها وأنا في السجن تعد تطبيقا علي القواعد التي نقرأها معا ، فلابد أن يلتزم الجميع الصمت ولا يتحدث عن أحد من هؤلاء الأخوة الأقباط باستخدام احدي  وسائل تكميم الأفواه و هي الملاحقة بالغرامات ضد شعب  لم يتركوا له ما يعينه علي مجاراتهم .
ونقلت لنا عن مدحت قلادة  المسئول الإعلامي لموقع "أقباط متحدون" جهاز أمن الدولة المسئولية عن إشعال الفتنة الطائفية في مصر لإلهاء الشعب عن قضايا سياسية واقتصادية ، ووصفه بأنه جهاز لاضطهاد الأقباط ومخترق من قبل من أسماهم بـ "الوهابيين . وأن جهاز أمن الدولة يتعاون مع " الوهابين" في خطف البنات المسيحيات مقابل مبالغ مالية يحصل عليها من السعودية ، وإنه يتعاون مع بعض الجمعيات الدينية الشرعية لإخفاء البنات المسيحيات المختطفة لعام أو اثنين حتى ينجبن وأنه يهدد أسر أهالي بتحرير محاضر ضدهم .
كما ذكرت لنا الموسوعة علي لسان المصريون أن ناجى وليم المستشار الإعلامي لرجل الأعمال نجيب ساويرس أن تكثف الكنيسة في مصر دورها التبشيرى أكثر من الدور الوطني بسبب ما يتعرض له الأقباط، وأثنى على ما فعله التجمع القبطي الأمريكي بملاحقة  "المصريون" وجريدتي " الأسبوع " و" النبأ ".
أعتقد أنه لا اختلاف بين مضمون مؤتمرات الاتحاد القبطي العالمي وأسباب الانقلاب ، بل يبدو أن التنسيق بين الأقباط ونظام مبارك كان ممتدا إلي اختيار طريقة التعامل مع الإخوان المسلمين ، فقد رأينا كيف يوجه كميل حليم اللوم إلي نظام مبارك لأنه يحارب الإخوان جسمانيا فقط بوضعهم في السجون بينما يترك فكرهم ينتشر ، إنه توجيه للوم وطلب للمزيد في التعامل مع الإخوان ، مهما صدرت عنه بعد ذلك عبارات للمعالجة .
كنت استشعر أن ثوابت نظام مبارك تمثل انعكاسا لاتفاقيات دولية سرية ، وصرحت بذلك كثيرا ، ولكني بعد الاستمرار في تتبع أنشطة الاتحاد القبطي العالمي ، وبعد الانقلاب الذي وقع في مصر وما سبقه ولحق به من أحداث تحول الأمر بالنسبة لي من الاستشعار أو الظن إلي العلم .  



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق