الأربعاء، 4 فبراير 2015

الاتحاد القبطي العالمي والحركة..(15)



استعرضنا في المقالات السابقة كيف أن بعض المتشددين من أقباط المهجر والداخل قد فكروا في إنشاء الاتحاد القبطي العالمي ليسير علي نهج الحركة الصهيونية ، وجعلوا هدفهم الأكبر المؤجل هو استرداد مصر من المسلمين الغزاة أو تقسيمها والحصول علي حكم ذاتي للأقباط ، وهدفهم الحال هو أن تسير مصر علي أجندتهم دون أدني مراعاة للأغلبية المسلمة المقيمة معهم .
وحددوا الوسائل في تدبير الأموال ، وتوفير الإعلام ، والاستعانة بالدول والمنظمات الحليفة ، والعزف علي أوتار الاضطهاد .
وإذا كنا قد رصدنا في المقالات السابقة حجم مشاركة الأجانب في مؤتمرات الاتحاد القبطي العالمي من المسيحيين واليهود ، فإنني أعرض عليك أخي القارئ المصري المعتدل سواء كنت مسلما أم مسيحيا مقالا نشرته موسوعة تاريخ الأقباط يكشف كيف أن الاتحاد القبطي العالمي يعتمد بشكل كبير علي اليهود لتحقيق أهدافه ، حيث جاء فيه :
" وذاعت شهرة الاضطهاد الإسلامي الديني العنصري ضد الأقباط مما أدى إلى تدخل منظمات عالمية لها وقعها الشعبي والديني والسياسي في الغرب إلى التحرك لإيقاف المجازر التي تحدث على أرض مصر ضد الأقباط المسالمين والمطالبة بحقوقهم :
1 - التحالف المسيحي : وهو تحالف المسيحيين في أمريكيا يضم 60 جماعة دينية معظمها من الأحزاب اليهودية الأمريكية ، ويضم في عضويته اتجاهات اليمين المسيحي برئاسة " جيري فويل " وهو مبشر بروتستانتي . ومن أبرز أعضاء هذا التحالف " فرانك وولف " صاحب مشروع أول قانون لمناهضة اضطهاد الأديان وهو بروتستانتي متشدد.
وقد أصدر هذا التحالف تقريراً جاء فيه :  " إن الحكومة المصرية تساعد وتساهم في بناء المساجد التي وصل عددها إلى 700 ألف مسجد ، بينما تضع العقبات أمام بناء الكنائس ، كما تقوم الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تناضل ضد الحكومة بأعمال عنف ضد المسيحيين ؛ والكنيسة القبطية تجد نفسها في وضع معاناة وهجمات من جانب المسلمين ، وتتعرض السيدات المسيحيات للإجبار على الزواج من مسلمين ".
2 - رابطة مناهضي التمييز : وهذه رابطة أهدافها مناهضة التميز العرقي أو الجنسي أو الديني أو العنصري في العالم كله ولها اتصالات كبيرة مع الكونجرس الأمريكي ، وقد ساندت هذه الرابطة قضية الأقباط  .
 3 - بيت الحرية :
وهو مؤسسة يهودية أمريكية يرأسها " مايكل هوروفيتز " ، وهو محامٍ يهودي عمل في إدارة الرئيس الأسبق ريجان ، وهو أول من أطلق فكرة ضرورة تدخل الولايات المتحدة لإنقاذ المسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد والموت في العالم ، وقد بدأ هوروفيتز حملته من القاعدة بإنشاء شبكة من التحالفات مع عشرات الكنائس الأمريكية .
وفي عام 1995م أرسل خطابات إلى 150 كنيسة طلب من مجالس إدارتها أن يقوم المصلون بالصلاة وإرسال خطابات إلى أعضاء الكونجرس الأمريكي لحثهم على تولية عناية أكبر لقضية اضطهاد المسيحيين . وتبنت أفكاره التجمعات الكنسية والتجمعات اليهودية ، وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي لحثهم ومنظمات سياسية معظمها ينتمي إلى اليمين المسيحي الإنجيلي في أمريكا.
وفي يناير عام 1996م انضم " هوروفيتز " إلى " نيتاتشي " رئيسة برنامج حقوق الإنسان في جماعة بيت الحرية ومؤلفة كتاب (في عرين الأسد) الذي يتناول اضطهاد المسيحيين في العالم ، وقد أدلت بشهادتها أمام الكونجرس الأمريكي ، ومن ذلك قولها  : " وفي مصر تتلاشى الأقلية المسيحية تحت وطأة الاضطهاد والعنف، حيث أجبر آلاف الأقباط على الفرار وترك وطنهم خشية ورغبة في عدم اعتناق الإسلام قسراً بعد أن دمرت الجماعات الإسلامية قراهم في صعيد مصر في عام 1996م " .
وغير هذه المنظمات كثير مثل منظمة مجلس أبحاث العائلة ، ومنظمة تقوية أمريكا، ومعهد الدراسات المسيحية ، ومنظمة التضامن المسيحي الدولية ، والرابطة الدولية لليهود والمسيحيين في شيكاغو ومنظمة الدفاع عن حقوق المسيحيين ضد الأسلمة.
فقرب نهاية عام 1997م تم وضع خطوط أساسية لمشروع القانون هذا ، وتضمن أسماء 15 دولة من بينها مصر ، وفيها اتهام كل دولة بإساءة استخدام أدواتها القمعية لاضطهاد أقلية دينية ما على أرضها مع فرض العقوبات عليها ، ووافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع القانون بأغلبية ساحقة بعد أن نجح الرئيس الأمريكي في إضافة بند إليه يسمح للرئيس الأمريكي بتأجيل أو منع فرض عقوبات على أية دولة إذا كان فرض العقوبات سيؤدي إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية.
وتبع ذلك زيارة وفد من الإدارة الأمريكية إلى قرية الكشح المصرية في صعيد مصر، ومقابلته للقس المتعصب (ويصا) ثم زيارة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي وولف ممثلاً للكونجرس الأمريكي وإجراؤه تحقيقاً للمذابح التي يزعم أنها تمت للأقباط هناك .
 ومن المخجل للقادة المسلمين أن شخصاً يهودياً غريباً وهو " نتنياهو " قال في محادثاته مع المسئولين الأمريكيين : " إن معاملة العرب في إسرائيل أفضل من معاملة الأقباط في مصر ".  وهذا يعنى أن ما تفعله إسرائيل مع العرب أقل بكثير ولا يساوى ما يفعله المسلمين في مصر مع الأقباط يا للعار على الإسلام .
تشعر وكأن حديث الاتحاد القبطي العالمي عن اضطهاد الأقباط وظيفة حكومية ثابتة ، وتشعر أن تيار الإسلام السياسي عدو لهم لا مجال للتفاهم أو التعايش معه ، وتتعجب من هذا التعاون الوثيق بين الاتحاد القبطي العالمي وبين المنظمات والجمعيات والشخصيات العامة اليهودية ، حتي " نتنياهو " يتدخل إلي جوار التحالف .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق