نحن المسلمون أطيب شعوب العالم نتعامل مع الآخرين بحسن نية وتملؤنا
المودة ، بينما الكثير من الآخرين يحفر لنا قبورنا ونحن لا ندري .
إنني وبحكم اشتغالي بالسياسية منذ سنوات طويلة وعضويتي بمجلس الشعب في
مجلسين متتاليين تربطني علاقات وطيدة بكل الناس ، بكل الفئات ، والحقيقة أنني لم
أكن أتخيل أن بعض الأخوة الأقباط يستطيعون إخفاء ما يضمرون ، قد يتعاملون معك
معاملة طيبة كريمة وهم يدبرون لك أمرا بليل ، أو علي الأقل مشاعرهم تجاهك ليست علي
النحو الذي يظهرونه لك .
لم ألاحظ من قبل أن الأخوة الأقباط يكرهون الإخوان المسلمين أو غيرهم
، فأنا أتعامل مع هؤلاء وهؤلاء ، إلا أنني فوجئت بعد الاطلاع علي مدونات الأخوة
الأقباط أنهم يكرهون الإخوان المسلمين كراهية التحريم ، ويربون أبنائهم علي
كراهيتهم .
في موسوعة تاريخ الأقباط للمؤرخ القبطي عزت أندراوس قسم كامل عنوانه
" تاريخ عصابة الإخوان المسلمين في مصر " ، فهارس هذه الموسوعة محملة
علي شبكة الانترنت ، يفتتح الموقع صفحة الفهارس بقوله :
" الإخوان المسلمين طبقاً للتعريف القانوني هي جماعة خارجة عن القانون ويسميها الصحفيون في عصر حكم مبارك " المحظورة" وهى تسعى لحكم مصر بالقوة وإبادة الأقباط والأقليات الأخرى بما فيهم الشيعة والقرآنيون وغيرهم ، وحكمها سيكون ديكتاتوري ديني يقوم على كره الآخر لهذا ستقوم بحل الأحزاب – وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين هي أم التنظيمات الإرهابية التي يعانى منها العالم اليوم وتنظيم الإخوان المسلمين تنظيم قوى يشبه عصابة المافيا الإيطالية وربما أخذ حسن البنا مؤسس الإخوان فكرة إنشاء عصابته الإجرامية الإسلامية منهم ، وتنظيم الإخوان تنظيم عالمي له فروع كثيرة في دول مختلفة ويعتمد في تمويله على إمبراطورية عالمية وبه شركات تابعه لهم في أنحاء العالم ورؤوس أموال ضخمة تقدر ثروتها بالمليارات من الدولارات الأمريكية .
التابعون للإخوان المسلمين يحلفون بالولاء على القرآن
والمسدس والسؤال .. هل هذا المسدس مرخص من الدولة أم لا ؟ عجبي
في 8 ديسمبر سنة 1948 أصدر النقراشي
باشا ، رئيس الوزارة ، وقتئذ أمره العسكري بحل الإخوان المسلمين وكل هيئاتها "
.
سوف تقابل مقالات لا تحصي ولا تعد في
هذا القسم عن الإخوان المسلمين ، وسوف أعرض لك أخي القارئ بعض مقتطفات منها ربما
يكشف لنا مدي مصداقية الموسوعة فيما تكتبه عنهم .
في مقال بعنوان " الجيش يحمي
المتحف المصري بعد أن سرق الإخوان آثارنا في أيام الغضب " يقول المؤرخ :
" في يوم 28/2/2011م في أيام ثورة الشباب التي اشتهرت بأيام الغضب مطالبين برحيل الرئيس مبارك حدثت كارثة قومية في مصر لم يحدث لها مثيل في العصر الحديث إلا بإهداء الرئيس السادات للعديد من آثارنا للعديد من الشخصيات ، فقد استغل الإخوان المسلمون حالة الفوضى وانسحاب قوات الأمن التي تحرس المتحف بأوامر من حبيب العدلي وزير الداخلية بسرقة الآثار وتحطيمها الآثار في المتحف المصري بميدان التحرير وكانوا يهتفون (حطموا الأصنام في بلاد الإسلام) . وطبعا الأستاذ زاهي حواس لن يقبل ما سأكتبه وهو أنه يجب يا أستاذنا ألا تطالب الدول الأجنبية برد آثارنا لأنهم يقدروها أكثر منا ، فالإسلام استباح نبش القبور وتحطيم الأصنام كما فعل رسول الإسلام في أصنام مكة وبيع الآثار فلا فائدة مما تفعله أتركها ليحفظها العالم ، هذه الجريمة هي جريمة ضد مصر وقد فعل الإخوان المسلمون هذا لأن الإسلام صرح للمسلمين بسرقة الآثار وتحطيمها " .
فالسيد المؤرخ يري أن مصر بآثارها ملك
الأقباط بينما الإخوان المسلمين غرباء عن البلد ، وأنهم يدمرون الآثار لأن دينهم
يصرح لهم بسرقة الآثار وتدميرها ، ولا تعليق
.
وفي مقال طويل خاص بحصول الإخوان
المسلمين علي 88 مقعد في برلمان 2005 يزعم المقال أن هذا تم باتفاق بين الحكومة
والإخوان المسلمين ، ويعبر المقال عن غاية الاستياء ، بينما الحقيقة التي يعرفها
أبسط البسطاء من الناس أنه لولا تدخل الحكومة لحصل الإخوان علي أضعاف هذا الرقم .
وإليك أخي
القارئ بعض عناوين المقالات المدونة في موسوعة تاريخ الأقباط وهي كافية بذاتها لكي
تكشف لك ما حقيقة شعور الأقباط تجاه الإخوان المسلمين ومدي مصداقية ادعاءاتهم علي
الإخوان ، وحرصهم علي عدم وصولهم إلي أي مؤسسة حاكمة في مصر ، فمن هذه العناوين :
- الإخوان : الديمقراطية كفر وتتعارض مع الشريعة الإسلامية .
- بدلاً من شعار السيف الإخوان سيتخلون
عن الضرب بالسيف وسيضربون بالجزمة .
- فتوى إخوانجية بهدم الكنائس ،
واضطهاد الأقباط المسيحيين في مصر .
وبالطبع لا يمكن أن ننسي ما قاله مدحت
قلادة في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الهيئات القبطية في أوربا عندما أشار
للتشريعات المصرية التي يعاني منهــــا الأقباط مثل المادة الثانية في الدستور
المصري التي تنص على اعتبار دين الدولة هو الإسلام مطالبا بإلغائها .
وما جاء في إعلان المبادئ الصادر عن المؤتمر الرابع لأقباط
المهجر من أنه :
و لما كان مبدأ إعلان " دين الدولة الإسلام " لم
يحقق التوازن المطلوب بين الأقباط مسلمين ومسيحيين ، بل شجع على التعصب الديني ضد
الأقلية المسيحية وغيرها من الأقليات الأخرى ، في كل النواحي الحياتية .
ولما كانت محاولات تطبيق الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي
للتشريع ، لم تحقق المساواة الفعلية بين الأقباط المسحيين والمسلمين ، علاوة على
عدم مطابقتها لأحكام ومواثيق حقوق الإنسان الدولية .
ولما كانت السياسات التمييزية التي اتبعتها الأنظمة الحاكمة في
الشرق الأوسط ، تحت ضغوط جماعات الإسلام السياسي و الفساد قد خلقت مناخاً من التعصب البغيض ، الذي أدى
إلى إهدار المساواة بين المواطنين وضرب التعددية الثقافية والدينية واللغوية ، وقد
مرت كل هذه الممارسات دون محاسبة ، مما شجع الأنظمة على مزيد من الانتهاكات .
أو السيد / كميل حليم رئيس التجمع القبطي في الولايات
المتحدة في مؤتمر شيكاغو عندما قال :
" لن نسكت عن ذلك لأننا مصريون وطنيون ، محذرا من أن
الحكومة تحارب الإخوان المسلمين جسمانيا بوضعهم في السجون ولكن أفكارهم تنتشر وهو
خطر كبير علي مصر والأقباط. وطالب حليم بضرورة عدم ترك أفكار الإخوان تنتشر مكررا تحذيره بأنه إذا
لم تكن هناك ديمقراطية سيستولي الإخوان علي مصر .
أو مايكل منير أمام لجنة الحريات الدينية بالكونجرس
الأمريكي عندما قال :
" وأخيراً فإنه يحزني أن أقول إن الحلول السابقة لن تكون
حلولاً عملية في البيئة الراهنة في مصر طالما أن الحكومة المصرية مستمرة في
التسامح مع حركة الإخوان المسلمين وأيدلوجيتها في الكراهية والعنف. إن جماعة
الإخوان المسلمين وأيدلوجيتها قد تغلغلت في الحكومة المصرية على كافة المستويات
بما في ذلك القضاء والشرطة والإعلام والتعليم . وإذا افترضنا جزافا أن الضحايا القادمين لأيدلوجية الإخوان قد
يكونون هم الأقباط أنفسهم الذين قد يتم ذبحهم علانية في شوارع مصر ويأتي بعدهم
النظام المصري نفسه ، فإنه في نهاية الأمر فإن المصالح الأميركية في مصر وفي جميع
أنحاء المنطقة هي أكثر من سيعاني من الإخوان . وأنا أدعوكم لتخيل التهديد لأمننا
القومي هنا في الولايات المتحدة، ولحريتنا وقيمنا، حين تكون جماعة متطرفة مثل
جماعة الإخوان المسلمين في السلطة في مصر ،" لاحظ أن هذا الكلام لمايكل منير كان عام 2007 أي
قبل أن يصل الإخوان إلي السلطة " .
إن إحدى القضايا المثبطة والمحبطة لكل الأميركيين من أصل مصري
هي الافتقار للوضوح في السياسة الأميركية تجاه حركة الإخوان المسلمين وتعاملها
معهم . إن حركة الإخوان المسلمين هي واحدة من أكثر الجماعات عنفاً في التاريخ
الحديث، وأيدلوجيتها وتعاليمها التي تحض على الكراهية هي من تلك النوعية
التي أدت إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول .
وإضافة إلى ذلك ، فإن تحريض الإخوان ضد الأقليات غير المسلمة
كان أحد الأسباب الرئيسية لثقافة عدم التسامح التي تواجه الأقباط في مصر اليوم .
وقد كان من المحبط للغاية أن نلاحظ لقاء عضو الكونغرس
"هوير" مع زعيم الكتلة البرلمانية لحركة الإخوان المسلمين ، ومثل هذه
الاجتماعات لا تؤدي فقط إلى تشجيع الإخوان المسلمين داخل مصر، لكنها تُسْتَغل من
قبل الإخوان في دعايتهم وأجندتهم .
إن أجندة الإخوان قد تكمن في محاولة أن تثبت للشعب المصري أنها
يمكن أن تحكم وأن تثبت للمجتمع الدولي أن جماعة الإخوان هي شريك مقبول للولايات
المتحدة. وأعتقد أن أعضاء هذه اللجنة يمكن أن يعملوا مع زملائهم علي النحو الآتي :
أولاً : خلق
سياسة خارجية موحدة تُضْعِف الإخوان .
ثانياً :
لإزالة التهديدات ضد حقوق وحياة الأقليات في مصر -- وحول العالم في واقع الأمر -
عن طريق إنكار إدعاءات الشرعية التي يُطْلِقها الإخوان .
وأخيراً فإنه من الضروري أن يضغط الكونغرس على مصر من أجل
تطهير أجهزة الشرطة وأمن الدولة والمؤسسات القضائية من الأعضاء الراديكاليين
ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين .
بل إن المؤرخ عزت أندراوس نفسه عندما كتب مقالا يناقش
فيه رغبة الإخوان المسلمين في إنشاء حزب سياسي لهم عام 2007 قال :
" وبالتالي ليس هناك مجال للحوار
حول دولة بمرجعية دينية ، وأبجديات الحوار حول دولة مدنية بمرجعية مدنية ، فمن غير
المقبول أن نقبل العيش بقواعد مضى عليها أكثر من 1400 عام وتتناقض كليا مع الحضارة
الحديثة.الحلول التوافقية مرفوضة في هذه الحالة، إذا قبلوا أسس العالم المعاصر
أهلا بهم أما نحن فنرفض العودة إلى كابوس هذا الماضي المظلم " .
موقف الأقباط إذن من الإخوان المسلمين
واضح وراسخ ، وهو في حقيقته رفض للمادة الثانية من الدستور ، ورفض لأي مظهر إسلامي
في مصر سواء كان شكليا أو موضوعيا ، ولذلك قالها نجيب ساويرس في أمريكا وكررها في
برنامج ضوء أحمر قبل الانقلاب بفترة وجيزة " إن الأحزاب الإسلامية هي العفريت
الذي حضره المجلس العسكري ، وزى ما حضره لازم يصرفه " ، كانت أوامر واضحة من
نجيب ساويرس ، وتم تنفيذها بالفعل من خلال الانقلاب ، وفي المقالات القادمة إن شاء
الله تفصيلات لكل مجمل .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق