ما هو النطاق الجغرافي والنوعي للأنشطة التي يقوم بها نجيب ساويرس
بأموال المعونة الأمريكية ؟
هل يقتصر نشاطه علي مصر فقط أم يمتد ليشمل دول إسلامية أخري ؟
هل يقتصر نشاطه من الناحية النوعية علي إقامة الإنشاءات فقط أم يمتد
إلي الإعلام والثقافة والسياسة ؟
هل يدين بالولاء لمصر أم للولايات المتحدة الأمريكية ؟
هل يعمل لصالح مصر وطن كل المصريين بمسلميها ومسيحيها البسطاء
المتحابين أم يعمل لصالح أجندة الاتحاد القبطي العالمي ؟
هل تم تجنيده للعمل لحساب الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وإسرائيل
؟
بالنسبة للنطاق
الجغرافي فقد مر علينا في المقال السابق أنه نفذ مشروعات في أفغانستان والعراق
والكويت وقطر والبحرين ودول أخري ، أما بالنسبة لنوعية الأنشطة التي يقوم بها
فيبدو أنها متنوعة للغاية ، وقد يرشدنا في هذا الأمر الحوار الذي أجرته " صحيفة
الشرق الأوسط " مع نجيب ساويرس والذي لازال منشورا علي موقعها حتي
الآن ، وننقل منه بعض المقتطفات الهامة :
الصحيفة تسأل :
س نبدأ بما أثير أخيرا من زوابع حول استثماراتكم الجديدة في العراق
والتي أُشيع حولها العديد من الأقاويل كيف كانت بداية فكرة الاستثمار والعمل في العراق
وهل سعيت للعراق أم أن الأميركان طلبوا منك أن تستثمر هناك ؟
نجيب ساويرس يجيب :
الحقيقة لم نكن في حاجة إلى أن يقول لنا أحد أن نستثمر في العراق
فالمعروف أن البلد دُمر سواء الاتصالات أو البنية الأساسية والمصانع في أكثر من
حرب، وبالتالي أي بلد نفطي بهذا الوضع ويمتلك ثروات من السهل جدا أن ينظر إليه
كسوق مفتوح ومتاح وواعد ، وبالتالي لم يقل لنا أحد أن نذهب إلى هناك خاصة أننا
منتشرون في المنطقة ولنا استثمارات في الجزائر وتونس ومصر وباكستان وبالأحرى أن
نكون في العراق ، السبب الثاني لسعينا للاستثمار هناك أن أهم عنصر في إعادة الإعمار
هو عنصر الاتصالات الهاتفية سواء الأرضية أو الجوالة ، وهذا موضوع حيوي سريع وبما
أننا شركة متخصصة في ذلك فكان من البديهي أن نتوجه إلى العراق .
الصحيفة تسأل :
س كيف نجحت أنت كشركة أوراسكوم ولم ينجح آخرون عرب وغيرهم من تركيا
ومن دول أخرى كثيرة ؟
نجيب ساويرس يجيب :
ليس صحيحا أننا وحدنا نجحنا في الدخول إلى العراق ، فقد نجحت معنا في
الدخول إلى العراق شركتان كويتيتان معروفتان ، ولكن نحن فزنا بمنطقة وسط بغداد
وتعتبر أهم منطقة وهذا في حد ذاته تميز، ولكن في النهاية هناك ثلاث شركات عربية
فازت برخصة تشغيل الاتصالات في العراق .
الصحيفة تسأل :
س هل استثماراتكم في العراق في مجال الاتصالات فقط وما هي صحة ما
أعلنه صاحب شركة " فيديو كايرو " عن تعاونكم معه لإنشاء محطة تلفزيون وإذاعة
في العراق باسم " هوا " ؟
نجيب ساويرس يجيب :
في الحقيقة تقدمنا بطلب ترخيص لهذه المحطة وحصلنا على موافقة مبدئية
على هذا المشروع .
الصحيفة تسأل :
س من هي الجهة التي منحتكم
الموافقة ؟
نجيب ساويرس يجيب :
السلطة المؤقتة في العراق وما حصلنا عليه ليس موافقة ولكن «Indication» مذكرة
توضيحية لما نريده لمحطة التلفزيون لنحصل على الموافقة النهائية ، ونحن في انتظار
اعتماد وزارة الاتصالات العراقية لهذه الموافقة لنبدأ العمل .
الصحيفة تسأل :
س مع من تتعاملون في العراق الحاكم الأميركي هناك أم السلطة العراقية
المؤقتة ؟
نجيب ساويرس يجيب :
نتعامل بالتوازي مع المعاونين للحاكم الأميركي والجهات التي كلفتها
السلطة العراقية المؤقتة بمسؤولية تسيير الأمور هناك.
الصحيفة تسأل :
س ما هي العلاقة بين استثماراتك في العراق ورعايتك لبرنامج داخل الشرق
الأوسط في محطة CNN الأميركية خاصة أن الإعلان عن رعايتك للبرنامج لحق به الإعلان عن
دخولك كمستثمر في العراق ؟
نجيب ساويرس يجيب :
ليس هناك أي علاقة على الإطلاق فالعقد مع أل CNN تم توقيعه قبل أكثر من عام ولكن تم الإعلان عنه في القاهرة في أواخر
العام الماضي ، وفكرة رعايتي للبرنامج قائمة أساسا لتغيير وجهة نظر المواطن الغربي
العادي بالنسبة لـ«الشرق الأوسط» الذي لا يعرفه إلا من خلال نشرات الأخبار التي
تذيع الأنباء السيئة فقط التي تحدث لدينا من دمار وقتل وإرهاب ، أما الصورة
الجميلة لدينا ـ عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا وحضارتنا وموسيقانا وفنانينا ومبدعينا
ـ فهي غائبة ولا تنقلها وسائل الإعلام
الغربية ، ولذلك فكرنا في برنامج يركز على كل ما هو جميل في منطقتنا في الفن
والثقافة والحضارة ليكون بمثابة مبعوث سيرة حميدة لدى المواطن الغربي ، بدلا من
الاكتفاء بالتجاور فيما بيننا والحديث إلى بعضنا البعض في حوار طرشان لا يشعر به
أحد ، فما هي جدوى الدفاع عن سمعتنا العربية لدى المواطن العربي، ونترك المتفرج الأميركي
والأوروبي لأعدائنا يسيطرون على فكره وتوجهاته.
الصحيفة تسأل :
تصنيفك من قبل البعض كرجل أميركا في مصر والشرق الأوسط كيف تتعامل معه
نجيب ساويرس يجيب :
أتعامل معه بنفس المفهوم الذي
أجبت به عن السؤال السابق ، فالتصنيفات أمر عفا عليه الزمن ، وهناك دول بأكملها
تعلن انحيازها الكامل لأميركا ، وأنا كشخص أحب المواطن الأميركي البسيط ، وأحب
الفيلم الأميركي . وأؤكد للمرة الثالثة أن لا مشكلة عندي مع أميركا إلا مشكلة
فلسطين ، والتصنيف أمر انقرض منذ زمن بعيد، وهل المطلوب أن نخرج نسب أميركا في
مظاهرات ليل نهار، حتى تبح أصواتنا، أنا لست من أتباع هذا المنهج ، وإذا كنت لأنني
لا أفعل ذلك يحسبونني على أميركا فليحسبونني .
وفي مقال نشرته العديد من المواقع الإلكترونية ، نذكر منها موقع
" البوابة نيوز "الذي يرأس مجلس إدارته و تحريره / عبد الرحيم علي ،
وموقع شبكة إسكاي إيجي الإخبارية يتحدث أيضا عن دور نجيب ساويرس في العراق جاء فيه
:
قد يكون غريبًا عليك ، أن
تسمع ولأول مرة عن دور رجل الأعمال نجيب ساويرس في حرب العراق ، لكن الحقيقة أن أمريكا
جندت ساويرس وغيره لبث الفتنة وتفتيت العراق وإثارة الفتنة الطائفية بعد الخلاص من
نظام الرئيس صدام حسين .
نشاط ساويرس في العراق ، بدأ بعد أن فوجئت الولايات المتحدة بمقاومة
شرسة من قبل العراقيين حتى بعد سقوط صدام حسين ، وهنا بدأت تفكر في كيفية تشتيت أذهان
العراقيين عن الاحتلال والمقاومة ومراقبتهم في نفس الوقت، فدفعت بخادمها المطيع
نجيب ساويرس لإنشاء شركة اتصالات في عام 2003 تحت اسم "عراقنا" وذلك
للتنصت على العراقيين ومكالماتهم، وبالفعل نجحت الخطة لكن كانت تحتاج لمزيد من
المقومات لتنجح .
وهنا جاءت فكرة إنشاء قناة فضائية تساعد في تشتيت انتباه العراقيين ،
وجاء أيضًا دور نجيب ساويرس ليكون المنفذ للمخطط ، وبالفعل استطاع ساويرس بث قناة
عراقية جديدة تحت اسم " نهرين " بتمويل 50 مليون دولار ، وبذلك أصبحت
القناة الجديدة ثاني أكبر استثمار لنجيب ساويرس في العراق ، بعد أن حصلت شركته " أوراسكوم القابضة
للاتصالات "، علي رخصة
لإنشاء شبكة تليفون محمول في المنطقة الوسطي من العراق .
وبالفعل استطاعت القناة دغدغة
مشاعر العراقيين وصرف أنظارهم عن قضايا الاستقلال والحرية وخلافه والتركيز علي
النواحي الترفيهية والتجارية وتجنبت الإشارة إلى الجرائم الأمريكية في العراق .
وقد بدأت القناة بثها بـ 10 ساعات يومية ، شملت ملخصًا بسيطًا للأخبار
وقضايا عامة وعروضا موسيقية وكرتون أطفال وأفلامًا ومسرحيات عربية أغلبها ذات
محتوي مصري .
ولم يمر الكثير من الوقت حتى اتضح دور هذه القناة ، التي اندمجت بشكل
فاضح وسافر مع قناة " العراقية " التي أنشأها الاحتلال الأمريكي
في مايو 2003 .
وهنا بدأ المخطط ينكشف ، بعد
أن تضمنت برامج القناة برنامج يحمل عنوان " تحدث إلي أمريكا "، وهو
برنامج يومي تصل مدته إلي 20 دقيقة ، وهو وحسبما أوضح المسئولون عن القناة أنه
سيتيح للعراقيين تبادل الآراء مع الأمريكان في كافة القضايا ، وذلك لفرض رؤية
المحتل الأمريكي كنوع من الغزو الثقافي للمجتمع العراقي .
الغريب أن ساويرس ، كان قد أعلن وقتها أنه لن يستثمر أموالا في
الإعلام وسيكتفي بأنشطة الإنشاءات والاستثمارات السياحية ، لكن التمويل الكبير
للقناة ، أكد أن القناة تلعب دورا في تحسين صورة وجرائم الاحتلال في السجون .
صحيفة " هيرالد تريبون "، ذكرت أن الشعب العراقي مازال
يراقب هذه المحطات الخاصة ومازال يراها مجرد محطات دعائية لمواجهة الأثر الذي
تتركه قنوات المقاومة من ناحية وللترويج للاحتلال الأمريكي من جهة أخري .
أما مسئولو قناة " نهرين ساويرس "، فيرددون قائلين :
إن العراقيين بحاجة لمن يعرض عليهم أشياء أخري بخلاف مشاهد القتل ، وهو قول يؤكد
أن القناة تخدم أهداف الاحتلال الأمريكي فعلا .
وكالة الأخبار العراقية استطلعت آراء العديد من العراقيين حول هذه
القناة وكانت اغلب الآراء مشككة فيها وفي خلفية مالكها الذي تفنن في طريقة إيذاء
العراقيين جراء الخدمة الفاشلة التي قدمتها الشركة التي يملكها وهي شركة أوراسكوم
للهاتف النقال ؟
وقال عدد ممن أخذت آراءهم
إن هذا الرجل جاء إلى العراق مستغلا الوضع الأليم الذي يمر به حيث جمع آلاف
الدولارات من العراقيين بادعاء كاذب بأنه جاء لخدمة العراقيين الذين باتوا أكثر من
غيرهم يعرفون من هو نجيب ساويرس .
وأقول إن كل ما
قرأناه عن دور نجيب ساويرس في العراق لا يمثل شيئا يذكر بشأن حقيقة هذا المواطن
الأمريكي نجيب ساويرس ، وحقيقة الدور التدميري الذي يقوم به ضد العالم الإسلامي
كله لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها .
نشر موقع " SPIEGEL ONLINE
INTERNATIONAL " وهو موقع لصحيفة شبيغل الألمانية يَصدر
باللغة الإنجليزية حوارا أجرته الصحيفة مع نجيب ساويرس تحت عنوان " SPIEGEL
Interview with Egyptian Businessman Naguib Sawiris " وترجمته " حوار مع رجل الأعمال المصري
نجيب ساويرس" وذلك بتاريخ 12/12/ 2005 أثناء حرب العراق .
هذا الحوار في غاية الخطورة ويكشف لنا أن نجيب ساويرس بمثابة مستشار للولايات
المتحدة الأمريكية خاصة وللغرب عامة فيما يتخذه الغرب من سياسات أو يشنه من حروب
علي دول العالم الإسلامي ، ونظرا لأنه مقال طويل فسوف أعرض عليكم ترجمة بعض
الأجزاء الأكثر الأهمية وخطورة ، علي أن ننشر ترجمته كاملا في وقت لاحق .
بعد أن تحدثت الصحيفة مع ساويرس في الحوار المشار إليه عن عماله الثلاثة
الذين تم اختطافهم في العراق وعن موقف الرهينة الألمانية وعن الظروف الأمنية في
العراق قالت :
SPIEGEL: You're a potential kidnapping target yourself. You
are wealthy and known for your controversial political views. You were one of
the very few public figures in the Arab world who spoke out early on in favor
of taking military action against Saddam
شبيغل :
أنت نفسك هدف محتمل للخطف ، فأنت ثري ومعروف بآرائك السياسية المثيرة للجدل
، وكنت واحدا من الشخصيات العامة القليلة جدا في العالم العربي الذي تحدثت مبكرا
لصالح اتخاذ عمل عسكري ضد صدام ؟ .
Sawiris: Yes, and I still believe that it was the right
move. We in the Arab world have suffered under dictators for so long that it
was time to set an example. If you rob your own people, torture people and pick
quarrels with your neighbors, someone will inevitably be after your head. This
may be a simple message, but it has established a fundamental moral concept in
our political culture
ساويرس :
نعم ، وأنا لازلت أعتقد أن هذا هو التحرك الصحيح ، فنحن في العالم العربي
عانينا من الطغاة لزمن طويل حتي حان وقت إرساء نموذج يكون عبرة للآخرين ، مفاده
أنك إن سرقت شعبك وقمت بتعذيبه ودخلت في منازعات مع جيرانك ، فهناك بالضرورة من يقف
خلف رأسك – أي سوف يقطع رأسك - .
ما حدث كان رسالة بسيطة ، ولكنها أنشأت مبدأ أخلاقي أساسي في ثقافتنا
السياسية.
ومما لاشك فيه أن الجملة الوحيدة التي صدق فيها نجيب ساويرس لتبرير دعوته
للولايات المتحدة الأمريكية لشن حرب علي العراق هي جملة ( ودخلت في منازعات مع
جيرانك ) في إشارة لتهديد صدام حسين لإسرائيل ، أما باقي إدعاءاته عن الديمقراطية
فهي الكذب الفج من رجل كان رأس الحربة في الانقلاب الذي وقع في مصر بعدما أسفرت
الديمقراطية عن صعود تيار الإسلام السياسي .
SPIEGEL: Do you have confidence in Iraq's political
establishment's ability to hold the country together -- or is an eventual
breakup simply a matter of time?
شبيغل :
هل لديك الثقة في قدرة المؤسسة السياسية للعراق علي الحفاظ علي البلد موحدا
أم أن التفكك في نهاية المطاف مسألة وقت ؟
Sawiris: It will platform only
be possible to prevent a breakup if a strong secular can establish itself, a
platform led by former Prime Minister Iyad Allawi, for example. If the
sectarian violence of recent months continues, a breakup is inevitable -- and
all of Iraq's neighbors will become involved in the conflict. Syria and Iran
are already doing so today
ساويرس :
" إن إرساء منبر علماني قوي يستطيع أن يرسخ
نفسه هو السبيل الوحيد لمنع تفكك العراق ، منبر يقوده علي سبيل المثال إياد علاوي
رئيس الوزراء السابق .
وإذا استمر العنف الطائفي الذي يجري خلال هذه الأشهر ، فإن
التفكك سيصبح حتميا ، وكل الدول المجاورة للعراق سوف تتورط في النزاع ، وهذا ما
تفعله سوريا وإيران الآن " .
هذا قليل من كثير من إرشادات نجيب ساويرس للغرب فيما
ينبغي عمله داخل العالم الإسلامي مما جاء في حوار صحيفة شبيغل أو موقعها مع نجيب
ساويرس .
هل عرفتم إذن ما هو الدور الذي يقوم به نجيب ساويرس داخل
العالم الإسلامي كله بأموال المعونة الأمريكية .
الحقيقة أن ما قرأناه سواء في هذا المقال أو المقالين
السابقين يلفت الانتباه للعديد من الملاحظات :
- أن نجيب ساويرس بالفعل هو الذي يُكلف بأي أعمال مطلوبة
في أماكن الحروب الأمريكية مثل العراق أو أفغانستان وما يجاورهما من دول .
- ادعاء نجيب ساويرس بدخول شركتين كويتيتين معه للعمل في
العراق لا ينفي ما قلناه لأن الكويت كانت داعما أساسيا في الحروب الأمريكية علي
العراق ، وهم وإن كانوا محقين في المرة الأولي التي تعرضوا فيها للاحتلال العراقي
، فلا أعتقد أنهم كانوا كذلك في الحرب الأخيرة التي استندت إلي ادعاء كاذب بامتلاك
العراق لأسلحة نووية ، وفي جميع الأحوال كان من الطبيعي أن تحصل شركات كويتية علي
نصيبها في الغنائم الحرام دون أن ينفي ذلك أن نجيب ساويرس هو الرجل الأول الذي يتم
إسناد كافة المشروعات الأمريكية في الشرق الأوسط لشركاته ، ويسند إليه بجانبها
مهام سياسية لصالح الاحتلال الأمريكي .
- من العجيب أن يتكلف نجيب ساويرس مبالغ طائلة كراعي
لبرنامج علي قناة فضائية أمريكية كبري وهي أل
CNN
بحجة أنه يريد أن ينقل صورة إيجابية عن الشرق الأوسط الذي لا يسمع عنه الغرب إلا كل ما يصفه بالإرهاب – علي حد قوله - في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة
الأمريكية حربا ضروسا علي العراق لم يكن لها ما يبررها اللهم إلا ما ورد علي لسان
ساويرس للصحيفة الألمانية من أنه كان لابد من
ضرب العراق والتي تجرأ طاغيتها علي الدخول في نزاعات مع جيرانه ، وبالطبع
ما يعني ساويرس في الأمر هو تهديد صدام حسين لإسرائيل وضرب صواريخ عليها .
حين تشن أمريكا حربا مدمرة علي العراق دون سبب فهذا لا
يمثل إرهابا من وجهة نظر ساويرس لدرجة أنه كان من الشخصيات العامة العربية القليلة
التي دعت إلي عمل عسكري في العراق علي حد قول الصحيفة الألمانية والتي أيدها في
إجابته ، بينما نحن شعوب العالم الإسلامي
إرهابيون حتي حين نسعى لمقاومة من يعادينا ، فالواجب علينا أن نستقبل احتلال الغرب
لبلادنا بالورود كما قال جورج بوش وكما يريد ساويرس وكل عملاء الأمريكان .
- ما الذي يدعو نجيب ساويرس إلي إنشاء قناة فضائية في
العراق والسعي لإنشاء محطة تليفزيون وإذاعة بها أثناء الاحتلال الأمريكي لها ، ما
لم يكن بقصد إقناع أو إخضاع الشعب العراقي
للاحتلال بطريقة الإلهاء والتغييب التي تستعملها كل النظم المستبدة والدول
الاستعمارية .
- إن أخطر ما في الموضوع أن يعترف ساويرس بأنه دعا
لتوجيه ضربة عسكرية لبلد عربي مسلم دون أن يكترث بعواقب هذا الاعتراف ، ولعل سبب اطمئنانه
أنه يقف في خندق واحد مع نظام مبارك والعسكر المصري ، فكلاهما يؤدي نفس الدور
للأمريكان علي نحو ما أوضحنا سابقا .
إنه إذن مسنود فيما يفعل ومطمئن وهو يقول ما شاء حتي ولو
كان يعترف بأنه كان من المحرضين علي تدمير دولة عربية مسلمة ، ثم يحصل علي ثمن
عمالته مشروعات بملايين أو مليارات الدولارات في ذات البلد الذي شارك في تدميره
علي نحو يدل علي أن العالم الإسلامي قد وصل إلي حافة الهاوية في ظل حكام مستبدين
عملاء ، يشاركون في تدمير الشعوب الإسلامية ويقبضون الثمن علي ذلك كما يحصلون من
الغرب علي دعم بقائهم في السلطة رغم أنف شعوبهم مثل الدعم المادي والمعنوي الذي
يحصل عليه نظام السيسي العميل في انقلابه علي الشرعية والديمقراطية في مصر .
- ومن الأشياء التي تكشف لنا أيضا الأسباب الحقيقية
للانقلاب الذي وقع في مصر تلك النصيحة التي وجهها ساويرس لأميركا والغرب بعدم
الانسحاب من العراق قبل بناء منبر علماني قوي وقادر علي ترسيخ أقدامه في العراق
قبل الخروج .
إنه نفس السبب الذي تحرك من أجله نجيب ساويرس علي رأس
الاتحاد القبطي العالمي للمشاركة مع باقي أصحاب المصالح في الانقلاب علي الشرعية
والديمقراطية ، ألا وهو القضاء علي الهوية الإسلامية الوافدة علي مصر من المملكة
العربية السعودية – علي حد قولهم -
واستبدالها بنظام علماني فج يقضي علي كل القيم الدينية والأخلاقية في مصر
سواء المستمدة من الإسلام أو المسيحية.
لقد أظهرت العصابة نيتها في القضاء علي الهوية الإسلامية
دون إبطاء حين بدأت في قتل واعتقال كل من
ينتمي إلي تيار الإسلام السياسي ، بل و كل معارضي الانقلاب ، ثم غلق آلاف المساجد
، ثم توزيع الأوقاف لخطبة الجمعة علي الأئمة ، ثم ضبطية أوقافية للرقابة علي أئمة
المساجد ، ثم إسناد مهمة تثقيف الشعب لأفسد عناصر الفنانين والفنانات والمطربين
والمطربات والراقصين والراقصات الذين دأبوا علي نشر الفاحشة بين أبناء المجتمع .
لقد تجرأت وفعلتها الرقابة علي المصنفات الفنية وصرحت
أنها لن تقوم بحذف المشاهد الجنسية من الأفلام والمسلسلات في تحد صارخ لكل دساتير
مصر بما فيها دستور الانقلاب الذي نص علي أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر
الرئيسي للتشريع ، وتحد للعديد من نصوص قانون العقوبات التي تجرم عرض مواد مخلة
علي العامة بقصد إفساد الأخلاق ، وتحد لكافة القوانين والقرارات المنظمة للإعلام
المرئي والمسموع في مصر .
وبلا خجل أو حياء أو استتار يدعو السيسي كل دول الغرب
بأن يجمعوا أنفسهم للهجوم علي كافة الدول الإسلامية لأنها إرهابية ، ثم تدمير
مدينة رفح التاريخية وتدمير أهالي سيناء المصرية لتأمين يهود إسرائيل .
اللهم اغفر لنا ذنوبنا فقد قصرنا في صد عسكر مبارك عن
المشاركة في كل الويلات التي أوقعوها علي الشعوب الإسلامية في العراق وأفغانستان
وغزة والسودان وغيرهم حتي استداروا علينا يقتلوننا بعد أن شاركوا في قتل إخواننا
من المسلمين في كل مكان ، اللهم ارفع مقتك
وغضبك عنا ، وخلص البلاد من الظالمين الطغاة يا أرحم الراحمين يا الله .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق