الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

هل يفعلها الشيعة والسنة كما فعلها قسطنطين وثيودوسيوس.(11)


اللهم وحد صفوف المسلمين
الأئمة يُكفِّرون أهل مكة و أهل المدينة :
 

لقد أحبوا السلطة فجعلوها إمامة مقدسة ، جعلوها ميراثا ماليا أو عقاريا عن النبي (ص) ، ومن ثم فهم الأحق بالميراث بحكم القرابة وصلة الرحم ، فأصبح الإرث قاصرا علي آل بيت النبي (ص) وتحديدا في شخص علي بن أبي طالب وذريته من بعده ، كل هذا علي فرض أن الذين وضعوا نظرية الإمامة ينتمون لآل بيت النبي (ص) وليسوا دخلاء علي الإسلام والمسلمين ، ومن فرط حبهم للإمامة وحرصهم علي أن تكون لهم كرهوا كل شيئ  حتي كفّروا أهل مكة ووصفوا أهل المدينة بأنهم أشر وأخبث من أهل مكة ، أي تجاوزا الكفر إلي ما هو أسوأ ، وفيما يلي الأحاديث التي تؤكد ما نقول :
1- عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( أهل الشام شر من أهل الروم وأهل المدينة شر من أهل مكة وأهل مكة يكفرون بالله جهرة )).
2- عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام قال :
(( إن أهل مكة ليكفرون بالله جهرة وإن أهل المدينة أخبث من أهل مكة ، أخبث منهم سبعين ضعفا )).
هل يصدق مسلم عاقل هذه الافتراءات المختلقة ، أن تكون الأرض التي اختارها الله عز وجل لتكون مهبط الوحي ، ومقرا دائما لبيته الحرام ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ، قبلة المسلمين التي يحجون إليها كل عام ، أن تكون أرض كفر بلا استثناء ، أهل مكة يجاهرون بالكفر ، وأهل المدينة أكثر شرا وخبثا منهم ، أم هو صراع السلطة الذي يجعل طالبها حاقدا علي كل من يحول بينه وبينها.
مكة التي أقسم بها الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله تعالي :
لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ { 1 } وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ { 2 } وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ 
                                       ( البلد 1 : 3 )

مكة التي اختارها الله عز وجل لتكون مقرا لبيته الحرام الذي قال عنه جل وعلا : 
(( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ 96 فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ))
                                 ( آل عمران 96 و 97 )
وقال جل وعلا :
(( جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ))        
                                      [ المائدة : 97 ]
وقال جل شأنه :
(( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ 27 وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ 28 لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ 29 ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ))
                                                          ( الحج 26 : 29 )
وقال جل وعلا :
﴿( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )﴾
                                     ( إبراهيم - 37 )

وقال جل شأنه :
﴿( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ))
                                 ( القصص - 57 )
وقال تبارك وتعالي :
(( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))
                                    ( النمل - 91 )
كيف يختارها الله عز وجل أن تكون مقرا لبيته الحرام ، ثم يكفر أهلها بالله جهرا ، هل أخطأ الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا حين قدر علي عباده المسلمين أن يحجوا إلي مكة كل عام بالملايين وأهلها يجهرون بالكفر ، أم كذب من ألف كتاب الكافي .
أما المدينة التي جعل الشيعة أهلها أشر وأخبث من أهل مكة الكفار ففيها مسجد النبي صلي الله عليه وسلم والذي قال عنه :
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي (ص) أنه قال :
( لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) 
وروي عنه (ص) أنه قال :
( صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ).
وقد أكد إجماع الأمة الذي يكشف عنه مسلكها في زيارة مسجد النبي (ص) منذ فجر الإسلام وحتي الآن علي صحة هذه الأحاديث وتواترها . 
 إذا كان الشيعة يرون أهل مكة والمدينة أشر وأخبث الناس ، فكيف يرون مواطني باقي دول ومدن العالم غير الإسلامي .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا احتنابه .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق