السبت، 19 سبتمبر 2015

هل يفعلها الشيعة والسنة كما فعلها قسطنطين وثيودوسيوس .(8)

 
اللهم وحد صفوف المسلمين وانزع الشقاق بينهم يا أرحم الراحمين
التقية دليل علي فشل الإمامة وبطلانها .
قرأنا في العديد من نصوص الشيعة التي عرضناها في المقالات السابقة ما يفيد أن الإمامة وظيفة مقدسة ، فالإمام يقوم بدور النبي ، فهو حجة علي الناس كافة ، يبلغ الرسالة لمن لم تصل إليه ، وهو من يقوم علي تطبيق الدين تطبيقا صحيحا ، وهو الحجة التي لا يخلو منها زمن من الأزمنة ، أي هو دليل الإثبات علي فلاح من اتبعه ، وهو دليل الإدانة علي من خرج عن طوعه ، وهو المعين بأمر من الله عز جل يصدر في شكل وصية من النبي (ص) كما حدث مع سيدنا علي بن أبي طالب  - علي حد زعمهم - أو من الإمام السابق له كما حدث مع سائر الأئمة الذين جاءوا بعده .
ورأينا حجم القداسة التي أضفوها علي الأئمة ، فالله عز وجل - علي حد زعمهم - خلق الأئمة خلقا خاصا متميزا في أبدانهم وأرواحهم ، وأمدهم بالعديد من الأرواح التي تعينهم علي القيام بمهامهم ، وجعلهم خزائن علمه جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا ، وآتاهم كافة علوم الدنيا من عهد آدم وما استجد ويستجد ، ووهبهم التحدث بكل لغات العالم ، ورزقهم علم الغيب ، فهم يعلمون متي يموتون ، وإن شاءوا أن يعلموا غير ذلك علموا .
كان من المفترض والمفروض والمحتم والمؤكد في ظل هذه الإمكانيات الخرافية التي لم تُؤتاها شخصية حقيقية أو وهمية من إنتاج هوليود ، أن يكون نجاح الإمام في القيام بمهامه مؤكدا ، ولا سبيل لقبول غير ذلك وإلا أصبحت كل هذه المنح والعطايا الإلهية عديمة الجدوي ، وأصبحت عبثا ، والله عز وجل مبرأ عن فعل ما لا جدوي له ، إلا أن ذلك وعلي النحو الثابت من نصوص الشيعة في الإمامة لم يحدث مما اضطر بعض الأئمة للتخفي علي نحو ما قرأنا ، وبعضهم ظاهر ولا يحكم ، بل وأصبح إتباع الأئمة خطرا علي الشيعة والأنصار إلي الحد الذي جعل الأئمة يأمرون أتباعهم بإخفاء تبعيتهم لهم ، بل ويطلب سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أتباعه أن يسبوه إذا طُلب منهم ذلك ، وفي هذا الشأن ورد في " باب التقية " في كتاب " الكافي " عن مسعدة بن صدقة قال :
(( قيل لأبي عبد الله عليه السلام : إن الناس يروون أن عليا عليه السلام قال على منبر الكوفة : أيها الناس إنكم ستُدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تُدعون إلى البراء‌ة مني فلا تبرؤوا مني ، فقال : ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه السلام ، ثم قال : إنما قال : إنكم ستُدعون إلى سبي فسبوني ، ثم ستُدعون إلى البراء‌ة مني وإني لعلى دين محمد ; ولم يقل : لا تبرؤوا مني . فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون البراء‌ة ؟ فقال : والله ما ذلك عليه وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان ، فأنزل الله عزوجل فيه " إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان " فقال له النبي صلى الله عليه وآله عندها : يا عمار إن عادوا فعد فقد أنزل الله عزوجل عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا )).
وكيف يكون الإمام هو الحجة علي الناس كافة ، أي يمتد سلطانه وفقا لنظرية الإمامة لسطح الكرة الأرضية بأكمله ، ويُؤتي هذه الإمكانيات الإلهية ، ثم لا يُمّكن له في الأرض لدرجة أنه هو نفسه يأمر أتباعه بإظهار الولاء والطاعة لغيره من أصحاب السلطان كما ورد في " باب التقية " بكتاب " الكافي " عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام :
(( خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانية )).
أي اتبعوهم في العلن ، واتبعونا في السر خشية الأمير السفيه الذي يمكن أن يصيبكم منه ضرر .
وورد عن عبد الله ابن أسد ، عن عبد الله بن عطاء قال :
(( قلت لأبي جعفر عليه السلام : رجلان من أهل الكوفة أُخذا فقيل لهما : إبرئا من أمير المومنين فبرئ واحد منهما وأبى الآخر فخلي سبيل الذي برئ وقتل الآخر ؟ فقال : أما الذي برئ فرجل فقيه في دينه وأما الذي لم يبرء فرجل تعجل إلى الجنة )).
والأعجب من ذلك كله أن نجد الأئمة وفقا لنصوص الشيعة يأمرون أتباعهم بعد إذاعة ما يسمعونه منهم من أحاديث ، فهل يصح أو يقبل ذلك من إمام حجته علي الناس كافة ، أن يكتف بأتباعه ، ويجعل أحاديثه قصرا عليهم ، ويأمرهم بعدم إشاعة هذه الأحاديث للغير ، إذا كان الأمر كذلك فإن حجته تكون علي أتباعه فقط دون غيرهم وليس علي الناس كافة ، وفي هذا الشأن ورد عن عبد الله بن أبي يعقور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
(( التقية ترس المؤمن والتقية حرز المؤمن ، ولا إيمان لمن لاتقية له ، إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عزوجل به فيما بينه وبينه ، فيكون له عزا في الدنيا ونورا في الآخرة وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلا في الدنيا وينزع الله عزوجل ذلك النور منه )).
بل ونجد الأئمة يتبعون الولاة الذين يسلبونهم إمامتهم المستحقة - من منظور الشيعة - ويأمرون أتباعهم بالولاء لهم من قبيل التقية ، وفي هذا الشأن ورد في ذات الباب عن معمر بن خلاد قال :
(( سألت أبا الحسن عليه السلام عن القيام للولاة ، فقال : قال أبو جعفر عليه السلام :  التقية من ديني ودين أبائى ولا إيمان لمن لا تقية له )).
وعن هشام الكندي قال :
(( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به ، فإن ولد السوء يعير والده بعمله ، وكونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا صلوا في عشائرهم ، وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شئ من الخير فأنتم أولى به منهم والله ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخب‌ء قلت : وما الخب‌ء ؟ قال : التقية )).
فإذا كانت التقية هي دين أبي جعفر ودين آبائه التي تدعوه إلي إتباع الولاة وأمر أتباعهم بإتباعهم ، فمتي إذن سيقوم الأئمة بواجبات الإمامة ، وما معني أن تكون التقية تحاشيا للدماء علي نحو ما ورد عن عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
(( إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية )).
هل معني ذلك أن يمتنع الإمام عن القيام بواجباته ودوره كحجة علي الناس كافة لكي يحافظ علي سلامته وسلامة أتباعه .
أمام كل هذه التناقضات ، وفي ظل هذه النصوص الموضوعة والتي أثق أن استمرار البحث سيكشف لنا أن أعدي أعداء المسلمين كانت له يد في زراعة هذه الكتب والنصوص داخل الأرض المسلمة والتي شقت صفوف المسلمين وقسمتهم إلي كتلتين متحاربتين ، لا أملك إلا أن أقول اللهم أنر بصائرنا ، وأرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق