الأحد، 27 سبتمبر 2015

هل يفعلها الشيعة والسنة كما فعلها قسطنطين وثيودوسيوس.(15)

اللهم وحد صفوف المسلمين واجمع شملهم
 
تناقض الأئمة في مفهوم و منزلة السنة :
 
من الأحاديث ما جعل أحاديث الأئمة في منزلة القرآن الكريم وسنة النبي صلي الله عليه وسلم ، نذكر منها ما ورد في باب " رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب " بكتاب " الكافي " عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول :
(( حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عزوجل )).
ثم تجد في نفس الباب ما يدحض هذه المنزلة لأحاديث الأئمة ويؤكد أن ما هو منسوب لهم يحتمل أن يكون قد أضيف إليه أو حذف منه ، نذكر من هذه الأحاديث ما ورد عن محمد بن مسلم قال :
(( قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص ؟ قال : إن كنت تريد معانيه فلا بأس )).
ومثله ما ورد عن داود بن فرقد قال :
(( قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيئ قال : فتعمد ذلك ؟ قلت : لا ، فقال : تريد المعاني ؟ قلت : نعم ، قال : فلا بأس )).
بل ونجد من الأحاديث في ذات الباب ما يؤكد أن الحديث المنسوب لهذا الإمام أو ذاك يمكن أن يكون كاذبا بكامله ، فقد ورد عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( قال أمير المؤمنين عليه السلام إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدثكم فإن كان حقا فلكم وإن كان كذبا فعليه )).
فإذا انتقلنا إلي باب " الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب " نجد الأمر قد اختلف تماما ، نجد أن أحاديث الأئمة تحتمل الصدق والكذب فيما يتعلق بنسبتها إلي الإمام ، ومن ثم فكافة الأحاديث المنسوبة للأئمة ينبغي مراجعتها علي الكتاب والسنة ، فإذا خالف الحديث القرآن الكريم أو سنة النبي (ص) فهو مردود ، وفي هذا المعني ورد عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه السلام :
(( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه )).
ومثله ما ورد عن ابن أبي يعفور قال :
(( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا نثق به ؟ قال : إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي جاء كم به أولى به )).
ومثله ما ورد عن عن أيوب بن الحر قال :
(( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف )).
ومثله ما ورد عن عن أيوب بن راشد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف )).
ومثله ما ورد عن عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى فقال :
(( أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله )).
ومثله ما ورد عن عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال :
(( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله فقد كفر )).
إن الأقوال الأخيرة المنسوبة إلي الأئمة تهدم كل ما عرضناه في المقالات السابقة من أقوال منسوبة للأئمة وقد انطوت علي  مبالغات صارخة بشأن الأئمة فيما يتعلق بالمعجزات التي صاحبت ميلادهم أو التي تتعلق بالعلوم والمعارف واللغات التي يحفظونها ، أو تلك التي تعلقت بأقوال الأئمة وساوت بينها وبين القرآن الكريم وسنة النبي صلي الله عليه وسلم علي نحو مثير للدهشة ، ربما أوحت هذه الأحاديث الأخيرة أن كتاب الكافي لم يكن كذلك عندما تم وضعه ، وأنه قد أضيف إليه ما ليس فيه علي نحو جعل التنافض صارخا فيما انطوي عليه من أحاديث .
إن الأحاديث التي قرأناها أعلاه والتي تبطل كل قول يخالف القرآن الكريم وسنة النبي (ص) لهي كفيلة بأن يُقدم الشيعة علي مراجعة نظرية الإمامة بالكامل لعلنا نعيد إلي الأمة المسلمة وحدتها ، وننزع الشقاق بين المسلمين فننطلق إلي الإمام بلا رجعة ، وتكون لنا من القوة ما يعصمنا مما يلحق بنا من قتل واضطهاد دائم من أمم لا تملك من مقومات القوة ما يملكه المسلمون .
اللهم وحد صفوفنا ، وانزع الشقاق بيننا يا أرحم الراحمين لنكون كما وصفتنا خير أمة أخرجت للناس .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة المصرية .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق