إنه موضوع مختلف لا
يندرج ضمن ملف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر وأهدافها والذي تحدثنا عنه في مقال
" هيجل والسيسي ونظرية السيطرة علي ضباط الجيش المصري " ، وليس ضمن ملف البعثات
العسكرية لقيادات الجيش المصري للحصول علي درجة الماجستير من معهد الدراسات الإستراتيجية
التابع لكلية الحرب الأمريكية والذي تحدثنا عنه في المقال السابق أيضا بالإضافة لمقال
" معلمة السيسي أستاذة بجامعة بن جوريون الإسرائيلية " ، ومقال " السيسي
وجريمة التخابر مع وزارة الدفاع الأمريكية " ، إنه موضوع مختلف ، مختلف في الوقائع
وإن كان مندرجا تحت مظلة الأهداف الأمريكية المطلوب تحقيقها .
فالهدف الأمريكي واحد
وهو السيطرة علي ضباط الجيش المصري للتوصل من خلاله إلي السيطرة علي مصر والعالم الإسلامي
والعربي كله ، ولكن الوسائل لتحقيق هذا الهدف تتنوع ، ويمكن لك أخي القارئ أن تلاحظ
أن أمريكا تضيف كل فترة زمنية وسيلة جديدة لاستمرار سيطرتها الغالية علي الجيش المصري
بمختلف قياداته وضباطه .
في البداية كانت المساعدات
العسكرية الأمريكية لمصر والتي بدأت منذ 1979م ، ثم فكرة استدعاء بعض الضباط من الجيش
المصري لتدريبهم في معهد الدراسات الإستراتيجية التابع لكلية الحرب الأمريكية والتي
بدأت عام 2005م وكان وزير الدفاع الحالي / صدقي صبحي أول المحظوظين بالحصول علي هذه
الدورة التدريبية التثقيفية التطبيعية كاسرة الأعين القوية من خلال المنح المليونية
، ثم تلاه السيسي عام 2006 .
وأخيرا فتح برامج لتدريب
ضباط الصف الثاني والثالث بعد أن بدأوا يقولوا
" اشمعنا إحنا " ، نحن نشارك في الانبطاح فلماذا لا نشارك في منح
الدولارات والتفاح .
في يوم 2/7/2013 والذي
صدر فيه بيان المجلس العسكري الممهد للانقلاب ، نشر " موقع السياسة الخارجية
الأمريكي " مقالا للسيد/ جون ريد تحت عنوان (Soldiers Trained by U.S.
Threatening to Overthow Egypt
) .. أي ( مجموعة العسكريين المصريين المدربين بمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية
يهددون بانقلاب عسكري في مصر ) .
" جون ريد " حسبما وصفه الموقع
في هامش المقال هو مراسل الأمن القومي للسياسة الخارجية بجانب عمله الأصلي كمحرر لنشرة
تكنولوجيا الدفاع لموقع الجيش الأمريكي فضلا عن قيامه بتغطية الاتجاهات الرئيسية في
مجال الطيران العسكري وصناعة الدفاع حول العالم في الفترة من 2007 حتي 2010 .
يقول "جون ريد" في مقاله سالف
الذكر : -
( بالأمس أعطي الجيش المصري لحكومة الرئيس / محمد
مرسي إنذارا بتلبية مطالب المحتجين من الشعب خلال أجل آخره 13/7/2013 وإلا تم عزله
، واليوم أعلن الجيش أنه إذا تولي السلطة فسوف يعطل الدستور ويقوم بحل البرلمان المحكوم
بالإسلاميين – يقصد مجلس الشوري – حسبما نشرت وكالة رويترز .
ويضيف " جون ريد
" : -
Oddly enough, this might be good news
for the Pentagon, which largely built the modern Egyptian armed forces. In
fact, the Egyptian Army -- as the entire military is colloquially known there
-- may be one of the U.S. government's best friends in the entire Arab world.
American presidents have been encouraging stability in the region for more than
30 years by making the Egyptian military the muscle behind a regional
superpower -- one built and trained by Washington.
وترجمته : -
( والغريب أن هذه الأخبار تعد أخبارا جيدة لوزارة
الدفاع الأمريكية والتي قامت إلي حد كبير ببناء القوات المسلحة المصرية ، فمن المعلوم
لدي الشعب الأمريكي أن الجيش المصري واحد من أفضل أصدقاء الحكومة الأمريكية في العالم
العربي بأكمله ، وأن الرؤساء الأمريكيين السابقين شجعوا الاستقرار في المنطقة لمدة
تزيد عن 30 عام من خلال جعلهم للجيش المصري العضلات لقوة عظمي تم بنائها وتدريبها بمعرفة
واشنطن ) .
ويضيف " جون ريد
" : -
In addition to buying Egypt weapons
like 1,200 M1 Abrams tanks and hundreds of F-16 fighter jets, the United States
spends millions of dollars annually to train Egyptian troops in war games in
the Middle East. Egypt's current defense chief, Abdel Fattah al-Sisi, is an
alum of the U.S. Army War College in Pennsylvania while the head of Egypt's
air force, Reda Mahmoud Hafez Mohamed, did a tour in the United States as a
liaison officer, and the recently retired head of the Egyptian
navy,
Mohab Mamish, did a bunch of tours in the United States . Their cases are
hardly unique; more than 500 Egyptian military officers train at American
military graduate schools every year. There's even a special guesthouse on T
Street in northwest Washington, D.C., where visiting Egyptian military
officials stay when in the American capital.
وترجمته : -
( بالإضافة إلي شراء
مصر لأسلحة مثل 1200 دبابة M1 Abrams tanks
ومئات من الطائرات of F-16 fighter jets
،
تنفق الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الدولارات سنويا لتدريب القوات المسلحة المصرية
علي ألعاب الحرب في الشرق الأوسط . إن وزير الدفاع الحالي عبد الفتاح السيسي خريج كلية
الحرب الأمريكية ، كما أن قائد القوات الجوية / رضا محمود حافظ قام بزيارة رسمية للولايات
المتحدة الأمريكية كضابط اتصال ، وحديثا قام قائد القوات البحرية المصرية المتقاعد
/ مهاب مميش بمجموعة من الجولات في الولايات المتحدة الأمريكية .
إن قضاياهم فريدة من
نوعها ، أكثر من خمسمائة ضابط من الجيش المصري يتدربون في المدارس العسكرية الأمريكية
العليا كل عام ، لدرجة أنه يوجد " بيت ضيافة " خاص في شارع " T " في الشمال الغربي من
واشنطن حيث يقيم فيه ضباط الجيش المصري ليبقوا في العاصمة الأمريكية ) .
وختاما نتساءل هل يمكن
أن يأت يوم يسود فيه مبدأ الشفافية وتتداول فيه المعلومات ويعرف الشعب أو نوابه المنتخبين
كل كبيرة وصغيرة عن جميع سلطات الدولة وأجهزتها وممارسات أعضائها وسياساتهم في الداخل
والخارج .
هل يمكن أن يأت اليوم الذي يعرف فيه الشعب أو نوابه المنتخبين كل صغيرة وكبيرة
عن المساعدات العسكرية الأمريكية ، ما قيمتها الإجمالية إذا أضفنا المبلغ المعلن وقدره
مليار وثلاثمائة مليون دولار إلي قيمة تدريبات المناورات المشتركة إلي قيمة البعثات
العسكرية لضباط الجيش المصري للكليات العسكرية
الأمريكية العليا ؟ هل يمكن أن نعلم قيمة ما يحصل عليه كل ضابط من كبار الضباط وعلي
رأسهم أعضاء المجلس العسكري من هذه المساعدات كل عام ، أم أن الرواتب والمكافآت تدخل
في حكم الأسرار العسكرية ؟ .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق