الأحد، 24 يناير 2016

الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية . ( 30 )

  
(( دور نجيب ساويرس في الحرب علي الهوية الإسلامية والتيار الإسلامي والانقلاب ))
بعد أن تحدثنا في المقالات السابقة عن الاتحاد القبطي العالمي وأهدافه البعيدة والقريبة ، أري أن نبدأ الحديث عن دور الاتحاد القبطي العالمي في أحداث انقلاب العسكر الذي وقع في مصر بتاريخ 2013/7/3 .
يمكن أن نبدأ برجل الأعمال نجيب ساويرس والذي تحدثنا عنه كثيرا في المقالات السابقة ونحيل إليها منعا للتكرار ، ونجملها في أن نجيب ساويرس اعترف في برنامج " بلا حدود " تحت ضغط نفسي مارسه عليه الأستاذ الصحفي / أحمد منصور في برنامج بلا حدود علي قناة الجزيرة ، اعترف بأنه يحصل علي حصة ثابتة من أموال برنامج المساعدات الأمريكية الذي تشرف عليه وتديره المخابرات الأمريكية ، والحلقة محملة علي موقع يوتيوب بعنوان " بلا حدود - نجيب ساويرس " ، وأنه وشقيقه أسسا شركة في أمريكا لهذا الغرض لتكون الوعاء الذي يتلقيا فيه هذه المبالغ ، وأن تقاضي الأموال كان يتم في صورة عمليات مقاولات عسكرية ومدنية ومهام أخري مختلفة يقوم ساويرس بتنفيذها في مناطق الحروب وفي غيرها مثل أفغانستان والعراق و الجزائر ، وأنه كان يتم تكليفه بمهام أخري سياسية داخل هذه المناطق كإنشاء قنوات فضائية مثلا في العراق لإخضاع الشعب العراقي للاحتلال الأمريكي وإلهاء الشعب وإدخاله في غيبوبة علي نحو ما يحدث في معظم الدول العربية .
وذكرنا دور نجيب ساويرس في التحريض علي العراق كتأديب له علي ضرب صواريخ علي إسرائيل ، ودوره في التحريض علي احتلال ليبيا للقضاء علي الإسلاميين .
وأوضحنا أن نجيب ساويرس أثناء أحداث الثورة أعلن تمسكه بمبارك لدرجة أنه ذرف الدموع في أحد البرامج التلفزيونية مع الإعلامي سيد علي ، وبعد أن أطاحت ثورة يناير بمبارك غير قناع الوجه الذي يرتديه وأعلن أنه من أكبر داعمي الثورة المصرية .
وبعد حصول التيار الإسلامي علي أغلبية المقاعد في البرلمان ، ثم بعد ذلك نجاح الدكتور مرسي ، بدأ ساويرس في التخطيط للانقلاب ، فأخذ يضاعف من الفضائيات التي يملكها مثل "أون تي في" و "أو تي في" و "أون تي في لايف" ، وضاعف من المواقع الإلكترونية التي يملكها ، وضاعف أعداد الصحف التي يملكها أو يشارك في رأسمالها ، وبدأ في دعم العديد من الصحف والصحفيين والإعلاميين ، وأنشأ أحزاب كالجبهة الديمقراطي بواجهة أسامه الغزالي حرب ، وأنشأ حزب المصريين الأحرار باسمه ، ودعم أحزاب أخري ، وبدأ يستعين بشخصيات عامة من المسلمين ليحركها في الاتجاهات التي يريد سواء بالانفاق عليها في الانتخابات  أو غير ذلك من المهام مثلما أتي ب "باسم يوسف" من سوق النت وأتاح له برنامج علي إحدي قناواته .
سخر نجيب ساويرس أحزابه وقنواته وصحفه ومواقعه الإلكترونية لشن هجوم ضاري علي الهوية الإسلامية معلنا كراهيته حتي لأبسط المظاهر الإسلامية كالحجاب والنقاب ومعلنا رفضه التام للمادة الثانية من الدستور والتي نصت علي أن " الشريعة الإسلامية المصدر الرئسي للتشريع " ، كما قاد حملة شيطنة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي ، وبدأ جولات أوربية وأمريكية يطوف علي المعاهد البحثية والمؤسسات الحكومية ، ويزعم لهم أن الإخوان المسلمين سوف يقيمون دولة دينية في مصر علي شاكلة الدولة الدينية في إيران - رغم أن فكرة الدولة الدينية والتي تعني إعطاء سلطة مطلقة للحاكم بعد إضفاء طبيعة إلهية عليه مثلما فعلت إيران بنظرية الإمامة حين ادعت أن الإمام اختيار الله وأنه معصوم من الخطأ إلي آخر هذه الخرافات - لا وجود لها في المذهب السني الذي تتربع مصر علي رأس قائمته ، ويزعم لهم أن السعودية الوهابية وقطر تمول الإخوان المسلمين وأن علي دول الغرب أن تمول الليبراليين لمواجهتهم .
هكذا استغل نجيب ساويرس - الذي يعيد دور المعلم يعقوب القبطي حليف الاحتلال الفرنسي - أحداث الثورة المصرية لتجميع أموال لنفسه من جهة ، ولهدم الثورة وإعادة حكم العسكر من جهة أخري ، فالاتحاد القبطي العالمي لا يريد ديمقراطية في مصر حتي يضمن ابتعادها عن الهوية الإسلامية ، بل يسعون أيضا للقضاء علي أي مظهر إسلامي في مصر ، وفي المقابل يمكن ملاحظة قيام الأقباط في الفترة الأخيرة ببناء كنائس عملاقة في جميع محافظات مصر بقصد إضفاء الهوية المسيحية علي مصر من  الناحية الشكلية أكثر منها كأماكن للعبادة .
ونظرا لأن المجلس العسكري تربطه روابط قوية بوزارة الدفاع الأمريكية منذ عام 1979 حين تقررت لهم المساعدات العسكرية ، وكذلك الحال مع نجيب ساويرس الذي تستعين به المخابرات الأمريكية لتنفيذ مهام في الشرق الأوسط كله ، كان من السهل علي الطرفان العسكر والاتحاد القبطي العالمي تنسيق الانقلاب من وزارة الدفاع الأمريكية ، وقد رأينا زيارات واتصالات وزير الدفاع الأمريكي / هيجل بالسيسي من قبل الانقلاب ثم استمرت من بعده بشكل يومي .
ورغم أن ساويرس لم يستطع التحكم في الكنيسة بشكل كامل في عهد البابا شنوده ، إلا أنه تمكن من ذلك في عهد البابا تواضروس والذي سار خلف ساويرس وباقي مجموعة المتشددين الأقباط سواء من أقباط المهجر أو الذين هم داخل مصر ، وسارت أغلبية الأقباط علي قلب رجل واحد يدعم الانقلاب بكل جرائمه في الداخل والخارج مسخرين وسائل إعلام الاتحاد القبطي العالمي التي استطاعوا امتلاكها في السنوات القليلة الأخيرة لهذا الغرض .
ونحيل إلي ما كتبناه عن نجيب ساويرس في المقالات السابقة من ذات السلسلة منعا للتكرار ، وسوف نكشف في المقالات القادمة دور الاتحاد القبطي العالمي في دعم الانقلاب داخل مصر وخارجها .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق