الخميس، 14 يناير 2016

عضو بالعسكري يناير ثورة والسيسي مسئول عن الوضع الحالي .

 
اللواء / أحمد يوسف عبد النبي عضو المجلس العسكري
عندما يتحدث اللواء / أحمد يوسف عبد النبي أحد أعضاء المجلس العسكري في هذا التوقيت ، إذن بالضرورة هو يريد أن يكشف لنا بعض الكواليس ، وربما يريد أن يدلي برأي في الأحداث الجارية .
ولكن يجب أن نثق أن سيادته لن يكون مباشرا فيما يعرضه من آراء نظرا لحساسية الموقف ، لكنه بالضرورة سيحرص علي أن يصل رأيه لأفهام السامعين والقراء ، ومن ثم فالأمر سيحتاج بالضرورة لتحليل الحوار الذي أدلي به اللواء / أحمد يوسف عبد النبي لصحيفة الوطن الخميس الموافق 2016/1/11 أي قبل أسبوعين من ذكري ثورة يناير المجيدة .
تقول صحيفة الوطن :
" فتح اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبدالنبى ، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم للبلاد عقب تنحى نظام مبارك ، الذى عُرف وقتها بـ«المجلس العسكرى» ، وقائد قوات حرس الحدود وقت ثورة «25 يناير» ، «صندوقه الأسود» عن الثورة ، ومجرياتها ، ليكشف فى حوار خاص لـ«الوطن» ، أسراراً وكواليس جديدة شهدتها البلاد فى لحظة مصيرية تمكنت القوات المسلحة فيها من العبور بالبلاد إلى بر الأمان بعد حالة من انهيار أجهزة ، ومؤسسات الدولة ، وإلى نص الحوار :
■ بحكم كونك فى موقع يتيح لك الاطلاع على مجريات الأمور وقت أحداث «25 يناير».. كيف تراها ؟
- شهدت الساحة الإعلامية والرأى العام الكثير من اللغط ، والكثيرون تحدثوا عن «25يناير» بشكل سيئ ، سواء صحفيون أو إعلاميون أو نخب ، ما أدى للفرقة الموجودة عليها حالياً ، فأنا ضابط فى القوات المسلحة ، وعانيت من هتاف البعض بـ « يسقط يسقط حكم العسكر » ، وغيرها ، إلا أن رأيى الشخصى أنها ثورة حقيقية ، فـ « حرام نظلم ملايين المصريين اللى خرجوا للميادين عشان 200 أو 300 فرد ليهم أجندات خاصة بهم ».
■ لكن الثورة شهدت نوعاً من المؤامرة على الدولة من قبل بعض العناصر!
- جميع الثورات الشعبية التى قامت فى جميع أنحاء العالم لا يمكن أن تخلو من المؤامرات ، والإخفاقات ، كما أن الثورات تعتبر مناخاً مناسباً لأجهزة الاستخبارات فى جميع أنحاء العالم لتعمل بكل أريحية ، لكن «محدش يقدر يقول أو ينكر أن ملايين من جموع الشعب المصرى ميعرفوش سين أو صاد من أصحاب الأجندات ونزلوا لوجود مطالب لديهم ، فأحداث 2011 هى ثورة حقيقية».
■ ولماذا تصفها إذن بأنها « ثورة » ؟
- لأن المواطنين خرجوا لوجود مطالب لهم يريدون أن يحققوها بعيداً عن الشخص الذى يحققها ، فهم أرادوا وظائف لأبنائهم ، وأن « الشرطة تخف إيديها شوية لأنها كانت تغوّلت » ، والطبقة المثقفة كانت تريد تعليماً جيداً لأولادهم ، ومطالب العدالة الاجتماعية ، وأن يشعر المواطن المصرى أن لهم كرامة ، فـ« منقدرش نقول إن الـ200 أو الـ300 أو الألف الوحشين اللى كانوا فى الثورة خلوها ثورة وحشة ، لكنها ثورة شعب ».
ونتوقف قليلا أمام إجابات اللواء / أحمد يوسف عبد النبي سالفة الذكر لنستخلص منها آراء واضحة وصريحة ورافضة لكل ما يحدث الآن علي الساحة وذلك علي النحو التالي :
- يري اللواء / عبد النبي أن ثورة يناير ثورة حقيقية ، وأن القول بغير ذلك يظلم ملايين من المصريين خرجوا للميادين بذريعة وجود 200 أو 300 واحد لهم أجندات .
- أن اللواء / عبد النبي وبصفته ضابط بالقوات المسلحة مستاء من هتاف " يسقط حكم العسكر " ، وأن السبب في هذا الهتاف هو حالة الفرقة الموجودة حاليا والتي تسبب فيها بعض الإعلاميين والصحفيين والنخب عندما تحدثوا عن ثورة يناير بشكل سيئ .
وتضيف صحيفة الوطن :
■ بحكم كونك أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقت الثورة.. كيف كانت رؤيتكم للجيش ، وتصرفه خلالها ؟
- الجيش المصرى لم يكن ليستطيع أن يتصرف غير ما قام به ، لأنه «جيش وطنى» ، فالمهام الموجودة للقوات المسلحة تقول إن الجيش يحمى «الشرعية الدستورية» ، وهى فى ذلك الوقت ممثلة فى نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، وبالتالى كان من المفترض أن تنحاز القوات المسلحة لهذا النظام ، ولكننا لسنا فى جزر منعزلة عن الشعب ، فنحن منهم ، والسلطة الحقيقية فى تلك اللحظة كانت للشعب وحده الذى خرج منه الملايين ليمثلوا «السلطة الحقيقية».
■ وصف بعض المؤيدين للرئيس الأسبق مبارك هذا التصرف بالتحايل على دور القوات المسلحة المنصوص عليه فى الدستور، فما ردك ؟
- لم نتحايل على دورنا المنصوص عليه دستورياً ، فنحن نفذنا المهمة ، ولكن وفقاً للواقع الموجود على الأرض ، فالملايين الموجودة بالشارع التى تنادى بإسقاط هذا النظام مثلت الشرعية ، ومن ثم كان علينا التحرك لتأمينها.
«السيسى» قال بعد تنحى «مبارك» : «كل أجهزة الدولة بتصب عندى وتقولى اتصرف» ولم يكن هناك شىء قائم وقت الثورة حتى أجهزة المعلومات باستثناء المؤسسة العسكرية .
■ قبل 25 يناير 2011.. كيف كانت نظرة القيادة العسكرية للبلاد لإمكانية نزول المواطنين فى تظاهرات ، وما كان تصوركم للتعامل معها حال نشوبها ؟
- كنا كقيادات مثقفة نقرأ ، ونتابع الأحداث ، ونرى مدى السخط الموجود لدى الشعب المصرى ، فموضوع التوريث شكل أزمة داخل نفوس معظم المواطنين ، وكذلك «الغصة» من الشرطة ، وغيرهما ، فكنا مستشعرين نبض الشارع ؛ فأنا ضابط ، وتتعامل معى الجهات المختلفة باحترام بحكم وظيفتى ، لكن هناك أبنائى ، وزوجتى ، وأقاربى ، وجيرانى يتحركون ويرون ، ويحكون لنا ، ولكن كل هذا كقيادات لم نكن نتكلم فيه أو نتعامل معه داخل الجيش .
■ لماذا ؟
- كان دائماً المشير محمد حسين طنطاوى ، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق ، يقول لنا : «محدش فيكم يلعب سياسة ، ولا قيادات ، ولا عسكرى ، ولا ضابط ، ولا صف ضابط ، فأنا الوحيد اللى مسموح ليَّا ألعب سياسة لأنى وزير ، وده منصب سياسى فى الأساس ، لكن لازم تفهموا ، وتقروا ، وتتثقفوا عشان تعرفوا اللى بيحصل فى البلد ، والدنيا ماشية إزاى» ، ومع توجيهات السيد الوزير كان ممنوعاً علينا أن يكون لنا توجهات سياسية أو دينية أو حزبية ، وهذا هو مبدأ متعارف عليه داخل القوات المسلحة المصرية ، لذا فإن جيشنا «حجر فولاذى» يصعب تفكيكه أو تفتيته على غرار جيوش أخرى فى المنطقة أمام المؤامرات.
وفي الجزء السابق من الحوار يكشف لنا اللواء/ أحمد يوسف عبد النبي الأمور التالية :
- أنهم كضباط مثقفين يتابعون الأحداث وكانوا يشعرون بحالة السخط الشعبي ورفض التوريث والغصة من الشرطة .
- أنهم لم يتدخلوا لأن من مبادئهم الثابتة والتي كان يؤكد عليها المشير حسين طنطاوي هي عدم التدخل في السياسة وألا يكون لهم توجهات سياسية أو دينية أو حزبية ، وأن عدم تدخلهم في هذه الأمور هو الذي حافظ علي الجيش المصري كحجر فولاذي يصعب تفكيكه أو تفتيته ، ولاشك أن هذا فيه إسقاط واضح وصريح علي ما يحدث الآن من تدخل للجيش في السياسة وفي الدين وفي الحياة الحزبية وما ترتب علي ذلك من المشاكل التي لحقت بالضباط والجنود ، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالشعب المصري من أهالي سيناء ومن ضباط وأفراد القوات المسلحة .
- أشار اللواء / عبد النبي إلي أن السيسي كان صاحب الدور الفاعل لتحركات المجلس العسكري منذ تنحي مبارك وما تلاه ، بعد أن صرح لباقي أعضاء المجلس العسكري في أحد الاجتماعات بقوله : "«كل أجهزة الدولة بتصب عندى وتقولى اتصرف»" ، وهي عبارة واضحة وصريحة إلي أن السيسي كان هو الفاعل الأصلي في أحداث ما بعد ثورة يناير وما تلاها .
وتتابع صحيفة الوطن :
■ كان الرئيس عبدالفتاح السيسى فى وقت الثورة عضواً بـ «الأعلى للقوات المسلحة» باعتباره مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع ، فهل تتذكر موقفاً له فى الصورة؟
- يصمت قليلاً ليرد : بعد تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد البلاد ، كان هناك مؤتمر شهرى يعقد فى مقر الأمانة العامة للقوات المسلحة يحضره كبار القادة ، وكان يتم فيه التعليق على الأحداث من خلال أجهزة معينة ، وحينها عرض الرئيس السيسى تقريراً عن الوضع ، وقال : « كل الدولة وأجهزتها بتصب عندى ، وبتقولى اتصرف » ، وتلك الجملة تحمل معنى أنه لم يكن هناك جهاز حتى ولو خاص بالمعلومات قائم ، إلا القوات المسلحة ، فكانت هناك حالة انهيار كبيرة بالدولة المصرية.
ويتابع اللواء / عبد النبي : ولا يخفى على أحد أن إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع لم تكن معنية بهذه الأمور ، لكن القوات المسلحة كانت تسعى للحفاظ على الوطن ، واستقراره بكامل أجهزتها ، وتخصصاتها المختلفة.
كانت هذه الإجابة للواء / أحمد يوسف عبد النبي هي آخر الحوار وربما خلاصته ، فلا شك أنها إجابة واضحة وصريحة أن المتصرف الأصلي في أحداث الثورة وما تلاها من أحداث هو السيسي ، وأنه نصب نفسه لهذه المهمة بعد أن أقنع باقي أعضاء المجلس العسكري وسائر القيادات بموجب تقرير أعده وعرضه عليهم في أحد الاجتماعات قائلا لهم " كل الدولة وأجهزتها بتصب عندى ، وبتقولى اتصرف " ، ثم يوضح لنا في ختام الحديث بأن ما قام به السيسي لا يدخل في اختصاصات جهاز المخابرات الحربية أصلا وهذا نقد واضح وصريح مهما حاول اللواء عبد النبي تزيينه .
فهل هي رسالة من اللواء / أحمد يوسف عبد النبي للسيسي مفادها أنت المسئول عما حدث ؟
أم هي رسالة للسيسي مفادها " توقف يا سيسي " فالأمور تدهورت ؟
أم هي رسالة لكافة قيادات القوات المسلحة بضرورة التدخل لانقاذ ما يمكن إنقاذه من الحالة المصرية التي لم يعد من الملائم السكوت عليها ؟
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق